رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 8 - 1 - الإثنين 2/12/2024
قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نور إسماعيل
الفصل الثامن
1
تم النشر الإثنين
2/12/2024
سَألتُكِ: هزّي بأجمل كَف عَلى اَلأَرْضِ غصنَ الزمان! لِتَسقُط أوْرَاق ماضٍ وحاضرْ ويولد في لَمْحَة توأمان: ملاك، وشاعر! وَنَعْرِف كَيفَ يعودُ الرَّماد لهيبًا إذا اعترفَ العَاشِقَان! (محمود درويش)
❈-❈-❈
"العيون بتحضن ، وبتتكلم ، وبتوصف ، وبتحس ، وبتقول كل الكلام اللي مبيتقلش
❈-❈-❈
نهض ببطئ ينظر لها بشوق العالم كله ، واقترب خطوات قليله منها
واردف لها بعينان تلمعان حُباً
_كُل سنة وانتِ طيبة ي حبيبة !
هتف الى نفسه دون ان تسمعه
_كل سنة وانتِ حبيبة عمّار ..كل سنة وانتِ عيده ..،
وقفت حبيبة لدقائق ومن ثم انزلت نقابها على وجهها مع قول عمّار لها بخوف وحذر
_إطلعِ يا حبيبة فوج لاحسن عمى درويش يكون چاى ويشوفك واجفه!
صعدت حبيبة سريعاً وتقابلت مع عمتها زاهية تهبط وابتسمت لها وسألتها عن نزهتها اليوم هل كانت سعيدة بها أم لا؟
هبطت زاهية واصطحبها عمار الى منزله ومضت الليلة .
رحلا الضيفان ،إلياس ووالدته مع الكثير من الاغراض المعبأة ليأخذوها معهم المعروفه لدى صعيد مصر_الزيارة_ وقاما وليد وعمار باصطحابهم إلى محطه القطار.
مرّت الأيام، استلما وليد وعمار عملهم نهاراً ..وشهر وانتهى المكتب الهندسى وقاما ب استلامه وإدارته سوياً، عمار ب أعمال الهندسه ووليد الحسابات المالية للمكتب ..
شهور مرت ، لا شئ بيومهم سوى العمل وإثبات جدارتهم به ..ولكن حتى لو مرت أعوام
بداخل كُل منهم حُلم منشود يود أن يصل إليه ..كلمات حفصة لوليد آخر مرة حرّكه
وخوف عمار من أن يسبقه أحد لقطف وردته جعل هذا الأمر يشغله ليلاً ونهاراً ..
❈-❈-❈
وأخيراً ..
سوف تتزوج آخر شقيقه بشقيقات وليد ولم يبقَ سواه ، قرع الطبول
واصوات الاغانى العالية والزغاريد وامتثال المنزل ب أكمله للفرحه العارمة ، الحج عبداللاه يشعر بفرحة لإكمال رسالته للنهاية مع فتياته ولم يبق سوى وليد .. أما عن عظيمة فهى والدة العروس والافراح وليالِ الملاح لم تترك منزلهم كُل فترة والأخرى ..
_ياعمى هى فالاچازة ولو حبيبة مچاتش معايا مش هنروح !
تأفف درويش واردف لحفصه
_يووه ي حفصه مش كل مرة تجعدى تتحايلى وتعكرى مزاچى ، حبيبة رايحاش الحنة روحى وحدك
ولا شوفى مين من خياتك رايحه معاكِ
تحوقلت حفصه وطرقت كف ب كف وقالت
_ياعمى ، حبيية طلع عنيها فالمذاكرة السنة دى وجاعدة ع نار مستنية النتيچة
وجسمها نزل النص وعنيها دخلت لچوا وخست واصفرت ..تروح تفك عن روحها يعنى هى بتروح فين ولا مين بيشوفها
_انا جولت لاه
قالها درويش بعصبية بالغه ونهض من مكانه فقالت له حفصه تتبع رجاءاتها
_طب ورحمة خالتى هناء لا توافج تزور النبي ياشيخ !
❈-❈-❈
صوت التصفيق والزغاريد ، ورقص الفتيات وجلوس العروس بالمنتصف مُزينه وترتدى ثوبها الجميل
دلفت حبيبة بردائها الاسود ونقابها ومعها حفصه ، قاموا بمصافحة كل من الحاضرات
حتى وصلا الى زمزم وعبلة صافحوهم وجلسوا بجانبهم ، اقتربت زمزم من أذن عبلة شقيقتها وأردفت وهى تلتوى بشفتيها
_شايفه حبيية چاية ب إيه الحنة؟ ب اسود ومرفعتش النقاب جال
اصل چمالها جاطع وهنحسدوها
إلتوت شفتى شقيقتها وهى تنظر ناحيتها واردفت لزمزم
_منحبهاش البت دى ، وتنكه ومغرورة كديتى وداخل عليها دم
فى هذا الوقت قامت الجدة دهب بمناداة إحدى الفتيات حفيداتها ل تأتى لها بطبلة وقامت بقرعها والغناء
_ردى وراى يابت منك ،افرحى يادى الأوضة.. جياكى عروسة موضة
افرحى يادى المندرة.. جياكى عروسة سكرة
افرحى يادى القاعة.. جياكى عروسة الساعة
قامت الفتيات والحاضرات من النساء بالترديد خلفها ، فقامت عبلة بالنهوض من مكانها
وامسكت وشاحاً ولفته حول خصرها واخذت تتراقص ودهب تنظر لها إعجاباً
ومن ثم امسكت يد شقيقتها زمزم تدعوها للرقص معها وبعد عدة مرات وزمزم خجله والفتيات ينادونها
نهضت وأمام شقيقتها اخذا يتراقصا فى مشهد جميل وتعالت الزغاريد واخذت تصفق والدتهم لهم فرحا
والجدة دهب تغنى وعيناها تمشطاهم من أعلاهم لأسفلهم إعجاباً .
تنظر لهما حبيية ، تريد ان تنفرج عن سجنها وتتعايش سِنها الحقيقي ولكنها حبيسة رداءها وافكار وقوانين والدها الصارمة !
نظرت لهما حفصه وهى تصفق لهما مع ابتسامتها ومن ثم لاحظت شرود حبيية فربتت على كتفها حباً .
انتهيا عبلة وزمزم من رقصتهما ، وقامت دهب بدعوة الفتاتان بالجلوس بجانبها فجلسا واردفت لهما
_بنات محسب انتم صح! ايا الحلاوة دى يابت منك اتچوزتوا ولا مخطوبين ؟
أجابتها والدتهم بالنيابة عنهما وقالت
_لسه يا حچة دهب النصيب مجاش
_چاكم اللكايم اومال جاعدين لحد دلوك كيف ، دلوك ياچى النصيب ي معدولة
ضحكن الحاضرات ، فنظرت دهب ناحية حفصه وأردفت لها ساخرة
_خليكِ جاعدة يابت مناع زى عِقد الحزون لا مخطوبة ولا متجوزة وخدامة فبيت عمك لحد م حبيبة هتتجوز وانتِ تجعدى على عودك
شعرت حفصه بالضيق وخاصة عندما ضحك معظم الجالسات ف ردت عليها ب أدب فهى فى منزلة جدتها وإمرأة مُسنة على كل حال
_والله ي چدة عيتجدم وييچى كد كدا وانا الل عنرفض ، ماهو مش أى چوازة ولا أى واحد
أنا بت مناع المنتصر نچم الدين ، وأبوى علمنى ان الل ميجدرنيش ميستاهلنيش
قامت دهب بفعل مصمصه شفتيها و اطرقت كف على كف ومن ثم قالت
_النبي چدعة يابت مناع ،متطلعيش لأمك دماغك مطيورة ومتكمليش سنة چواز وعاوزة تطلجى عشان چو البلد مش ع هواكِ
تنهدت حفصه بنفاذ صبر ، ف دنت حبيبة منها وقالت تهدئها
_حجك عليا انا، ست كابيرة ومتجصدش ي حفصه كأنك مش سامعاها
قبل إنتهاء الحنة ،وأخذ الفتيات عجينة_الحنة الحمراء_كما فالعادة ليقوم جميع الفتيات بوضعها بكفوف يديهم
رحلا حفصه وحبيية حسب تعليمات درويش والتزاما بقوانينه المعروفه عدم قيام حبيبة للرقص وعدم رفعها للنقاب طالما هى خارج المنزل حتى لو كانت وسط سيدات وفتيات مثلها!
❈-❈-❈
انك وإن سلكتَ دروب الوِصال المُظلمة مِت حباً، مِت شوقاً، فلا تتعجل ْ فتُحرم، إذاْ كانت خيراً أتت إليك وتغيرت تدابير الكون لك، وإن لم تكُن، فسيؤتكم الله خيراًً مما أُخذ مِنكُم..فلا تتعجل!
جلس الحج عبدالرحمن أمام عمار واردف
_هاه ي عمار ،ايه الموضوع المهم الل عاوزنى فيه
تلعثم عمار ، ابتلع ريقه ولايعرف من أين يبدء ف استطرد الحج عبدالرحمن له
_وفين وليد ؟! ماهو عمركم م طلبتوا طلب إلا مع بعض
نظر عمار إلى عينا والده بعمق وأردق يحدثه
_لايابوى ،المرة دى دا طلبي أنا لوحدى
_طب خير جول ؟!
صمت عمار يحاول تهدئه نفسه وترتيب الكلمات داخله ف أردف له والده ثانية
_ماتجول يا ولدى ، ولا عاوز وليد يجول بالنيابة عنك زى كل مرة ؟! إنت تعوز حاچه تجوله
هو يعوز حاچه انت تجول
قالها ومن ثم قهقه الحج عبدالرحمن ، إبتسم عمار واردف بشجاعة
_ماهو مينفعش وليد المرة دى ياحچ، دا موضوع يخصنى وحدى
_طيب أنا سامعاك يابشمهندس جول
_ابوى أنا عاوز نخطب !
تعجب الحچ عبدالرحمن ومن ثم ابتسم واردف
_تخطب!! طب تثبت فشغلك ودنيتك ونخلص شجتك وبعدين نخطبولك ونچوزوك
انا وامك مستنين الساعه دى من زمان يا ولدى
رفرف عمار ب أهدابه عدة مرات وتنحنح واردف له
_ماهو أصل عريسانها كتير ،وانا خايف تروح منى
_مين هى يا ولدى
أخذ عمار شهيقاً طويلا واردف ب اسمها مرة واحدة
_حبيية بت عمى درويش!
إعتدل عبدالرحمن بجلسته واردف متحدثاً بجدية
_حبيبة!! بت درويش
_ايوة يابوى ، نروح نخطبوها الساعة دى الاسبوع ديتى الشهر دي
رفع عبدالرحمن حاجبه واردف
_حيلك يا ولدى ، نخطبها معنديش مانع ..بس شرط عمك المغفلج نعمله فيه ايه ؟
_عمى أكيد حاطط الشرط للغريب يابوى عشان محدش يتجدم
وبعدين هما مستنين تچيها كليه طب ،وانا مهندس ومتوظف
وولد عمها ،اكيد شرطه دا مش علينا
وكمان لو هطول اجدم روحى ليها مهر نجدموه ،بس تبجى نصيبي
قالها وقد لمعت عيناه ، شعر والده بالحب ينبض بين جناب قلب إبنه ووحيده
رقت مشاعره لحاله واردف له عبدالرحمن
_إسمع يا ولدى كلام العجل ، هنروح ونخطبوها ونشوف كلام عمك ولو ركب دماغه
يبجا خلاص يا ولدى م نصيبك
نهض عمار من مكانه اعتراضاً وأردف
_مش نصيبي كيف يابوى؟!
_مش نصيبك وخلاص هنعترضوا ع حكمه ربنا
_مش حكمة ربنا دا شرط عمى الل مالوش لازمه ،ولو حكمت تدينى ورثى كله ونچيب الدهب الل عاوزه
عبس وجه عبدالرحمن وأردف غاضباً
_ايه كلامك الماسخ الل عتجوله ديتى! ورث ايا الل اديهولك تبيعه وتتاجل بيه بت درويش
ياك الل خلجها مخلجش غيرها ، اسمع آخرة الجول
هنروح ونتكلموا عليها ، طلع عاجل وحط شرطه ع چنب وانه زى م بتقول للغريب بس
يبجى خير ،عاند وركب راسه يبجا الموضوع اتجفل يا ولد تحيه وشيله نهائى من راسك ومعايزش اسمع فيه كلام تانى!