-->

رواية جديدة سرداب الغرام لندا حسن - الفصل 9 - 3 - الأحد 22/12/2024

 

قراءة رواية سرداب الغرام كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سرداب الغرام

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ندا حسن


الفصل التاسع

3

تم النشر يوم الأحد

22/12/2024

-يا مهرة انا من البداية قولتلك بلاش اللي أنتي عايزه تعمليه ده 

كان هذا صوت "آية" التي استمعت إليه عبر الهاتف فعقبت على حديثها بقوة:

-بلاش ليه؟ مش من حقي اخلف 

قالت بتعقل ونبرة هادئة:

-على الأقل كنتي تعرفيه الأول وتتفقوا سوا زي ما بتعملوا كل حاجه سوا 

رفضت مجيبة إياها مؤكدة ما تقوله فهي لم تفعل كل ذلك وهناك ولو واحد بالمئة داخلها يقول أنه سيوافق:

-لأ يا آية مكنش هيوافق 

أردفت الأخرى بقوة:

-ولما أنتي عارفه كده كملتي ليه 

زفرت بحنق تزيح خصلاتها الغجرية للوراء:

-أنا مكنتش فاكرة أن الأمور هتوصل لحد هنا بينا.. يوسف مكبر الموضوع 

جاءها صوتها واستمعت إلى حديثها الذي من خلاله تحاول تبرير موقفه:

-يوسف رافض علشانك وعلشان ابنك هو شايف حاجه تانية خالص 

اعتدلت على الفراش ثم ارتفع صوتها بحدة تجيبها بعصبية واندفاع:

-شايف إن أبوه هيأذينا طب ماهو بيأذينا، لحد امتى هفضل مستخبية كده ومش بخلف علشان بردو مستخبية ولحد امتى هو كل يوم هيجيله كوابيس من خوفه علينا 

أكملت بجدية:

-الموضوع ده لازم يبقاله حد 

لم تجد "آية" ما تقوله سوى:

-كان هو اللي يحطه أنتي متجوزة راجل يا مهرة مش أنتي اللي تحطي الحد ده

تفوهت بكلمات غير عقلانية:

-مش موافق وكل كلامه أنه خايف عليا طيب يبقى أنا اللي أعمل كده وأخاطر 
سألتها بسخرية:

-بحياتك وحياته؟ 

تنهدت بعمق تخرج الهواء من رئتيها بزفرة حادة ثم أجابتها:

-بحياتي أنا بس وده الحل الوحيد بكرة يشكرني لما أنفذ كل اللي في دماغي 

تسائلت "آية" مرة أخرى بقلق خوفًا من أن يكون هناك شيء آخر برأسها أسوأ مما فعلت:

-وهو ايه اللي في دماغك يا مهرة غير كده 

أجابتها كاذبة حتى لا تتحدث مع زوجها ثم ينقل هو الحديث إلى "يوسف":

-إني أخلف يا آية أخلف والكل يعرف إني مرات يوسف رضوان

قالت برجاء ولين:

-طيب ما تدوا فرصة لبعض وتتكلموا 

عقبت ساخرة شاعرة بالضجر من كل شيء حولها حتى أنها تناست كل شيء ولعب بها شيطان عقلها لتتفوه بتلك الكلمات:

-هو رافض كل حاجه يا أما أنزله يا أما لأ حتى مفكرش فيا ولا أنه بيخاطر بحياتي بردو 

نهرتها الأخرى بقوة وعنف تعيدها إلى رشدها من جديد:

-بلاش جنان زعلك منه هيخليكي تقولي كلام عبيط.. يوسف أكيد كان هياخدك لأحسن دكاترة في البلد ولو في خطر أو مش هينفع مكنش هيعمل كده 

تفوهت ببرود:

-يعتبر أنه منفعش ويسيبه 

تنهدت "آية" ثم حاولت مرة أخرى أن تلين عقلها ناحيته وليس قلبها فالمتحكم الوحيد بها الآن عقلها الذي أسكت قلبها لكي تتم مهمته:

-مهرة حاولي تتكلموا تاني.. يوسف بجد زعلان أوي ومقهور وتايه 

استمعت إلى كلماتها وتذكرت هيئته عندما كان هنا، رق قلبها وارتخى وهو من الأساس لا يحن إلا إليه هو ولا يرق إلا إليه هو لو فقط تقترب منه وتخفف عنه تنعم بأحضانه وتخفف حدة ألمه وقهرته ولكن.. دون الإجهاض.. استفاق عقلها عند تلك النقطة بالتحديد ليجعلها تتحدث بجدية شديدة قائلة:

-مش هقدر أنزله بعد ما وصلت لهنا.. هكلمك بعدين يا آية 

ثم أغلقت الهاتف ونظرت أمامها ولم تعطي فرصة لقلبها بالتفكير أو التحكم ولم تترك جنوده عُصاة يتمردون عليها فقد ركب عقلها الأمواج الثائرة داخلها ولعب على أوتار أفكارها وخطط لتصل إلى مرسى حتى ولو كانت كل الطرق مغلقة وليس بها سوى المخاطرة.. ستسير بها وستصل إلى أحد خطوط النهاية أما أن يكون خط الحزن وبداية السعادة أو خط نهاية حياتها وبداية الحياة الأخرى..

❈-❈-❈

بعد مرور شهر قد انقطعت أخباره عنها ولم يحاول العودة أو التخلي عن موقفه والتنازل عما يريد بل تركها وحدها وذهب يعتقد أن ذلك نوع من أنواع العقاب مثلًا.. تحكم الشيطان بعقلها ولم تدرك ما الذي تفعله لم تدرك أنه تركها شهر ليمر عليها الوقت وتدلف بالوقت الصعب بحملها الذي لن يكن مسموح به الإجهاض رغمًا عنه فعل ذلك والتزم الصمت يريد أن يعرف ما الذي ستفعله هي وهل ستوافق أم لا لكن الوقت مر بينهم وهو واقفًا في محله ولم يفعل أي شيء..

بينما هي كل ما أتى على خلدها تهديده لها وتركه لها ولم تفكر سوى بتنفيذ الباقي من مخططها، وكأن الشيطان تلبسها متناسية كل ما كان بينهم..

وقفت بنظراتٍ متوترة قلقة، ولكنها حاولت التغلب على الحالة التي سيطرت عليها من الخوف بعدما رأت نظراته نحوها ووقفت تحاول الوصول إلى الطريق الذي بدأت السير على بدايته لتصل إلى النهاية..

خرج صوتها مُحاولًا الثبات:

-أنا مهرة عثمان أكيد فاكرني 

ابتسم بهدوء وبنظرة لم تجد تفسير لها سوى أنها شيطانية خبيثة غريبة كليًا عليها لتستمع إلى رده:

-طبعًا

فأكملت بعدما ازدردت ريقها بصعوبة بالغة:

-ومرات يوسف رضوان، ابنك 

حرك عينيه عليها، ببطء وتروي يتابع ملامحها ونظراتها الخائفة التي تحاول من خلالها أن تسيطر عليها، تابعها بملامحه القاسية وعيناه التي تتجرد من نظرات الود والرحمة، فقط ينظر إليها وكأنه يحضر تعويذة سحرية يُلقيها عليها فيجن جنونها ولا تدري من بعدها من هي ولا أين مرساها..

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ندا حسن، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة