رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 29 - 2 - الثلاثاء 3/12/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل التاسع والعشرون
2
تم النشر الثلاثاء
3/12/2024
أومأ بإيجاب وتحرك صوب ما قال ونظر لهم نظرة خاطفة وجدهم مندمجين في طعامهم، غير مساره واتجه إلي المطبخ وجدها تقف جانباً ظهرها هو من يواجه لكن من انتفاضة جسدها علم أنها تبكي، لا يدري لما ألمه قلبه هكذا يود أن يركض تجاهها ويجذبها إلي أحضانه بقوة لكن كبريائه يمنعه مازال جرحه حياً، وقف مستنداً علي الحائط مربعاً ساعديها علي صدره، تحدث بقسوة منتشلاً إياها من حالتها تلك:
-مش هتبطلي تمثيل بقي ؟ فوقي بقي وأطلعي من الدور إلي أنتِ عايشة فيه ده اللعبة أكتشفت خلاص.
كانت تقف تبكي متألمة علي حالها وعلي طفلها حتي قطع حالتها قوله الذي جعل قلبها ينشطر إلي نصفين إلي المرة التي لا تعلم عددها منذ أن عرفته أصبحت جروحها تتضاعف، ولكن مع الأسف لأ تلتئم، دارت بنظرها نظرة سريعة علي محتويات الطاولة التي أمامها، حتي وجدت ضالتها سكين كبير حاد، جذبتها من المقبض الخاص بها، واستدارت إلي الخلف وهي تحمل السكين، أتسعت عين ياسين بصدمة هل تفكر هذه الحمقاء في قتله اعتدل في وقفته مستعداً لمواجهتها، ولكن أذهلته عندما وقفت في مواجهة ومدت يدها له بمقبض السكين الخشبي، وهتف بنبرة خاوية:
-أتفضل.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-أفندم أعمل أيه بيها ؟ أيه ناوية تقتليني؟ بس مش هتستفادي حاجة أنتي دلوقتي طليقتي يعني مش هتاخدي جنيه واحد من ثروتي؟
تبسمت بمرارة من تفكيره المحدود وردت بنبرة فاترة:
-لأ عايزة فلوس كنت أخدت من خزنتك إلي لو عديت فلوسك إلي فيها مش هتلاقي جنيه ناقص غير إلي أنت بتطلبه أو كنت قبلت الشيك إلي بعته مع المحامي أنا مش عايزة منك غير حاجة واحدة وبس تبعد عني وتسبني في حالي أو إنك تاخد السكينة دي وتدبحني بيها يمكن وقتها أنت ترتاح مني وتريحني لكن الي بتعمله فيا ده خلاص مبقتش قادرة استحمله الضرب في الميت حرام يا ياسين ليه تعمل فيا كده قولي حاجة واحدة تخليك تعمل فيا كده ايه الذنب إلي أنا أذنبته عشان تعاقبني العقاب ده ؟ كدبت عليك أه كدبت عشان مصلحتك كدبت عشان تتعالج وترجع تشوف تاني خليتك من شخص سلبي مسالم للضياع لشخص قوي لما طلبت تتجوزني وافقت أتجوزك وقبل ما تفتح من تاني عارف ليه مش خوف منك ولا انتقام ولا حتى عشان أخد فلوس منك يعلم ربنا أن كل الكلام الي اتقال ليك كذب ومسيرك تعرف ده أنا أتجوزتك في الوقت ده عشان أنت مش عشاني أنتكنت حاسس بنقص في رجولتك بعد ما مراتك سبتك بالطريقة المهينة بتاعتها كنت مكسور قدام نفسك حبيت أرجع ثقتك في نفسك وأخليك تحس أنك راجل كامل اتنازلت عن أبسط حقوقي أني البس فستان أبيض عشان بحبك أتجوزتك في السر كأني عاملة عملة عشان بحبك روحت أتعالجت وآول ما ثقتك رجعت ليك تاني كنت أنا آول شخص تدوس عليه أنت مستغرب أني بقولك أدبحني بالسكينة ؟ ده أقل واجب أنت كل شوية تدبحني يا ياسين الفرق أني هموت وأرتاح بدل ما أنت كل شوية تدبحني بسكينة باردة وعمالة تضغط علي الجرح ينزف أكتر.
ظل يطالعها بجمود يود آخذها في أحضانه بالفعل وينسس كل شئ، هي محقة ومعها كل الحق أيضاً هو كان شخصاً مهزوم جسد بلا روح، هي من جعلت قلبه ينبض من جديد، يحبها بل يعشقها لكن لا يستطيع هي خائنه وخدعته لن يعطيها قلبه مرة آخري هي لا تستحقه.
ألتفت لها وتحدث بجمود:
-هبعد عنك ومش هتشوفيني تاني يا صفا أنتِ بره حياتي من اللحظة دي.
تركها وغادر سريعاً تاركة الشقة بأكملها وسط نظرات الجميع التي تتبعه بحزن فهم أستمعوا إلي الحوار الذي دار لكن لم يستطع أحد التدخل.
تحدث أمير معتذراً:
-أنا أسف بجد مكنتش أعرف أنه هيعمل كده.
ردت نور بحزن:
-هو ليه عمل فيها كده صفا متستحقش منه كل ده صفا كل ذنبها أنها حبته بس.
تحدث عزمي بهدوء:
-هو وجعها بس هو كمان موجوع أنا واثق انهم هيتصافوا لأن محدش بينجرح أوي غير لما بيحب أوي خلونا نقعد في الصالون بعيد عن هنا بلاش تعرف أننا سمعنا حاجة بلاش نوجعها أكتر.
ألتفت إلي والدة صفا الحزينة وتحدث بجدية:
-أم صفا عارف إنك موجوعة علي زعلها بس بلاش تعرف حاجة إنك سمعتي هي محتاجة تبقي لوحدها أفضل عشان تلمم هي جروحها بنفسها.
تنهدت بحزن وقالت:
-حاضر يا أبو نور.
تدخلت سلوى مغمغمة بأسف:
-أنا أسفة حقكم عليا يا جماعة .
ردت الآخري معاتبة:
-وأنت تعتذري ليه؟ ولا دخلك أيه كفاية إنك واقفة جنب صفا وبعدتي عن إبنك عشانها.
تحدث عزمي بهدوء:
-ربنا يقدم إلي فيه الخير يا جماعة ويصلح حالهم يارب.
❈-❈-❈
منذ تلك الليلة وغام الحزن علي الجميع، سبعة أشهر مروا علي الجميع ولم تتغير الأوضاع ظلت كما هي صفا تذهب إلي عملها الجديد بالمشفي الجديد تبذل قصاري جهدها في عملها كي تستطيع نسيان معذب قلبها، وكذلك انتقلت هي ووالدتها إلي مسكنهم الجديد وما أراحها أنها لم تري ياسين منذ آخر لقاء بينهم.
وأما ياسين فوضعه يزداد حزناً كل يوم عن زي قبل والدته ترفض لقائه هو ووالده والأدهي طلبها إلي الطلاق الذي كان صدمة لأحمد وياسين.
أمير كذلك يتجاهل ياسين ولا يجرأ علي التحدث معه بعد ما فعله بحفل خطبته، خالته محقة يجب أن يبحث هو عن الحقيقة بمفرده وعليه أن يستعيد زوجته وطفله الذي سيأتي إلي الدنيا عما قريب، صفا رفضت رفضا قاطعاً أن يخبروا ياسين بحملها ولا شئ عنها فهو لا يستحق أن يكون زوجا أو أب من الأساس، قام بشراء شقة آخري بنفس العقار الذي يقطن به وبدأ بتجهيزه لعُش الزوجية.
ياسين منذ لقائه الأخير بصفا في خطبة أمير وما دار بينهم نفس حديثه بالفعل أبتعد عنها نهائياً، وكذلك أبتعد عن أمير ووالدته وعزف عن الحديث معهم.
❈-❈-❈
كان يجلس يتصفح الجريدة ويحتسي قدح القهوة الخاص به، رن جرس الباب وذهبت الخادمة لفتح الباب وعادت له بعد قليل:
-أحمد بيه في واحد عايز حضرتك.
وضع الجريدة جانباً وتسأل:
-مين؟
ردت بتوتر:
-محضر من المحكمة.
أتسعت عيناه بصدمة وتسأل:
-نعم محضر عايزني أنا ؟
أومأت بإيجاب:
-أيوة يا فندم.
نهض علي الفور وتحدث بأمر:
-روحي أنتي شوفي شغلك.
غادرت الخادمة إلي المطبخ، واتجه هو إلي الباب وتسأل:
-خير.
تسأل المخبر مستفسراً:
-حضرتك أحمد المحمدي؟
رد بغرور:
-أيوة أنا.
أكمل مستفهماً:
-خير حضرتك عايزني في أيه ؟
تحدث الرجل بعملية:
-مرفوع علي حضرتك دعوة طلاق من السيدة سلوي فتحي عبدالوهاب.
أتسعت عيناه بصدمة مردداً بعدم إستيعاب:
-نعم ؟ سلوي رافعة قضية طلاق ؟
رد الرجل بنفاذ صبر:
-أيوة ممكن حضرتك تمضي عشان تستلم؟
جذب القلم من يد الرجل ووضع توقيعه وآخذ منه الورق يحملق به بصدمة كان يظنه تهديد فقد مر أكثر من سبعة أشهر وهي صامتة لما آخذت رد الفعل هذا الأن، حتماً هناك سراً عليه معرفته فهو لن يطلقها حتي لو كلفه الأمر حياته ستكون امرأته في الدنيا والآخرة…
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية