-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 33 - 2 - الثلاثاء 10/12/2024


 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثالث والثلاثون

2

تم النشر الثلاثاء

10/12/2024



وصل إلي القصر وظل ماكثاً في السيارة لا يتجرأ علي الهبوط، يشعر أن قدماه هلامية لا تستطيع حمله، لكن ما باليد حيلة يجب أن يواجه والده، ليعلم لما فعل به، هبط من السيارة تزامناً مع دخول آخر شخص يود رؤيته الان من البوابة الرئيسية، وكأنه كان ينقصها هي الآخري وقف في أنتظارها وتحدث بنفاذ صبر:

-خير عايزة أيه ؟

وقفت في مواجهته وتحدثت ببرود:

-مش عايزة منك حاجة أنا هنا عشان مصلحتك أنت.

تبسم ساخراً وعقب:

-مصلحتي أنا بجد ؟ ومن امتي الحداية بتحدف كتاكيت أخلصي يا فريدة وهاتي من الاخر عايزة مني أيه ؟

ردت بهدوء:

-صفا مراتك بتحبك فعلاً وكل إلي قاله ليك أبوك كان كدب هي كدبت عليك بس في أنها دكتورة وده عشان تقدر تساعدك طبعاً لكن والدك أستغل ده كله عشان تطلقني وهو إلي جه طلب مني أني أرجع ليك عشان يبعدك عن صفا أه وبالنسبة للتعب إلي حصلك دي كانت فكرة والدك جاب ليا مخدر أحطه ليك عشان تتخيل أني أنا صفا بس أنا غلط وحطيت حبيتين وحصل إلي حصل دلوقتي أنا قولت ليك الحقيقة بعد إذنك.

كان يستمع إليها ويكاد عقله ينفجر من كم الحقائق التي تنكشف أمامه، أفاق من نشوته علي استدارتها كي تغادر فقام بإيقافها بحدة:

-أستني عندك.

تصنم جسدها وتوقفت في مكانها، تحرك بخطواته ووقف في مواجهتها وتسأل:

-ليه جاية تقولي دلوقتي معتقدش ضميرك صحي ؟ أو أنا صفا صعبانة عليكي؟

أومأت بإيجاب، وردت بإختصار:

-أكيد طبعاً بس تقدر تقول بجيب حقي منك أنت وأبوك بس كده سلام.

تبسم بمرارة علي وكر الأفاعي الذي وقع به ومع الأسف كان الرأس المدبر هو أقرب الأقربين إليه، وها قد أكتملت الحقائق لديه، لكن عقله يكاد أن يتوقف من كثرة التفكير ما الذي أستفاده والده؟ لا شئ من الأساس ولكن لما فعل هذا.

❈-❈-❈

ولج داخل القصر وصعد إلي غرفة والده طرق الباب ودلف وجده متمدد علي الفراش كما هو أغلق باب الغرفة ووقف أمامه .

نظر له أحمد بحيرة وتسأل:

-مالك يا ياسين في أيه ؟ أنت كنت فين؟ خرجت تاني مش كنت ترتاح من السفر.

تحدث بهدوء مرعب وهو يدور حول الفراش واضعاً يديه بجيوب بنطاله:

-كنت في مشوار مهم أوي مكنش ينفع أتأخر عنه .

تسأل أحمد بحيرة:

-مشوار أيه ده المهم عن راحتك ؟

تبسم بمغزي وقال:

-مشوار لو أنت عرفته كنت هتكون موجود قبل مني.

قطب أحمد جبينه بعدم فهم وعقب مستفهماً:

-مشوار أيه بس يا أبني أنا مش فاهم منك حاجة ؟

سحب أحد المقاعد وجلس عليه واضعاً ساق فوق ساق بثقة وأجاب:

-ولادة " محمد ياسين أحمد المغربي"

أتسعت عين الآخر بصدمة مردداً بعدم إستيعاب:

-ولادة مين ؟

رد ببساطة:

-ولادة أبني حفيدك يا أحمد باشا.

رمقه أحمد بعدم تصديق وتسأل:

-إبنك أزاي وأمه تبقي مين؟

تبسم بمرارة وأسترسل بإيضاح:

-أبني إلي صفا كانت حامل فيه لما طلقتها وتخيل بقي ماما وأمير عارفين من بدري كمان وجنبها وأنا رايح لماما عشان تسامحك أتفاجأ بيهم خارجين لا وشوف الحظ بقي أمشي وراهم أروح المستشفى ألاقي الممرضة طالعة من أوضة العمليات بطفل صورة طبق الأصل مني وماما بتقولي إبنك؟! أمي خافت تعرفني أن صفا حامل عشان تحميها مني ليه عملت فيا كده يا بابا ؟ ليه توجع قلبي وتحرمني من الإنسانة الوحيدة إلي حبتها وأكتر شخص وقف جنبي؟ أديني سبب واحد أو عيب فيها يخليك تعمل كده قولي عملت ايه غير أنها حبتني بجد طيب فريدة استفدت أيه أني أرجعها طيب والأهم من ده لو كنت موت فعلاً بسبب الحبوب إلي جبتها لفريدة تحطها ليا كنت هتعمل أنت أيه ساعتها؟ رد ساكت ليه ؟ أنت دمرت حياتي كنت أتمني أفضل كفيف ومراتي وأبني في حضني ارحم من أني أفتح عيني علي كل الحقايق دي يا بابا أنا هسكت وعايز أسمعك أنت أديني سبب واحد أو مبرر يخيلك تعمل فيا كده .

حاول التحدث والدفاع عن نفسه بجدية:

-ياسين أنا كنت بدور علي مصلحتك وبس كنت حابب تتجوز واحدة بنت حسب وسيدة مجتمع تتباهي بيها مش حتة دكتورة راحت ولا جت شغالة عندنا وغير كمان دي وافقت تكون ممرضة وتيجي ليك البيت غير المليون جنيه و..

قاطعه ياسين بحزم:

-كلمة واحدة في حق صفا مش هسمح يا بابا كفاية أنا خلاص عرفت الحقيقة أنا سكت زمان لكن دلوقتي خلاص كل حاجة بانت يا بابا لو ده كان مبرر ده ميغفرش ليك عندي يا بابا مالها صفا أيه العيب إلي فيها؟ دكتورة محترمة، أهلها ناس كويسين تفتكر هحتاج زوجة أفضل منها في أيه ؟ عايز عروسة بنت حسب ونسب؟ طيب فريدة كانت أيه؟ إلي سابتني في آول محنة ومشيت دي مش كانت بنت حسب ونسب ؟ أنا كنت تايه زي العيل الصغير إلي مش لاقي أمه والفضل أني أرجع زي الأول تاني كان بفضل صفا بعد ربنا يا بابا أنت قولت إلي عندك وخسرت ماما أنا كنت رايح أشيل من دماغها فكرة الطلاق لكن واضح جداً أن قرار الطلاق صح جدا وكان لازم ماما تاخده من سنين طويلة مش من دلوقتي يا بابا أظن بردوا ظروف ماما كانت زي صفا وحبتها وأتجوزتها وكملت معاها لكن بعد إلي عملته معايا أنا وصفا بقي عندي شك إنك كنت بتحب ماما من الأساس، أنا هقوم أجهز حاجتي وهمشي والشركة مش هدخلها تاني هنسحب منها وأستقل بنفسي خليك أنت بقي مع نفسك والهيلمان بتاعك وأنا بقي أحاول أعيش الباقي من عمري جنب أبني وربنا يقدرني أخلي أمه تسامحني وتغفر ليا بعد إذنك.

أوقفه أحمد برجاء:

-ياسين أقعد يا أبني أسمعني أنا عارف أني غلط بس كنت بفكر في مصلحتك وإذا كان علي صفا أنا مستعد أروح ليها وأخليها تسامحك أطمئن يا حبيبي.

تجاهل حديثه وتحدث بنبرة حادة:

-شكراً يا أحمد باشا أنا هرجع مراتي ليا تاني لكن أنت من اللحظة دي بره حياتي.

غادر الغرفة صافعاً الباب خلفه بعنف، ونظرات أحمد المتألمة تتبعه لا يصدق ما أستمع إليه هل أصبح لديه حفيد بالفعل؟ ليته كان يعلم هذا لكان أستغني عن مخطته بالكامل لأجله.

❈-❈-❈

إتجه إلي غرفته، وقام بفتح الخزنة الخاصة به وجمع كل ما يخصه وأغلق الحقيبة وحملها بيده، ونادي الخادمة بصوت جهوري، والتي حضرت في التو واللحظة تستمع أوامره.


تحدث بجدية:

-كل هدومي وحاجتي تحطيها في الشنط وهدوم مدام صفا إلي في الجناح كمان كل حاجة في الشنط وكل الشنط تروح علي عربيتي.


ردت بإحترام:

-أوامر حضرتك يا فندم تؤمر بحاجة تانية ؟


حرك رأسه نافياً وعقب:

-ساعة بالكتير وكل حاجة تخلص.


ظل ينظر إلي الغرفة بتمعن لكن حسناً سيذهب إلي من نسجت ذكرياته هنا وسيبقي جوارها وينسجوا ذكريات سعيدة وبرفقتهم ثمرة عشقهم.


غادر الغرفة وهبط الدرج بخفة واتجه إلي غرفة المكتب ووضع الحقيبة علي المكتب وبدأ في جمع الأوراق والمستندات الخاصة به وغادر الفيلا بأكملها ومكث في مكتبه، وبعد ما يقارب الساعة والنصف خرجت الخادمات وبيدهم العديد من الحقائب، وضعوهم بالسيارة وقاد هو سيارته بسرعة مخلفلاً ورائه عاصفة ترابية كبيرة بسبب سرعة القيادة وهو يقود بسعادة وهي يطوق إلي روية صفاه ووليده مرة آخري رباه شعور جميل ومختلف لم يشعر به من قبل أصبح أب ولديه طفلاً صغيراً يحمل صفاته وصفات من يحب يحمل دمائه وقطعة من روحه لن يجعله يبتعد عنه سوي كان هو أو والدته سيظلوا داخل أحضانه.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة