-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 38 - 2 - الأحد 22/12/2024

 

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن والثلاثون

2

تم النشر الأحد

22/12/2024


تنهد بسام وقال بتأني:

-حاضر حاضر يا قلبي عنيا يا حبيبي بس لو سمحتي يعني خفي عليا أنا طالع عيني الصراحة في الشغل مش هيبقي الشغل وأنتِ.

تنهدت بضيق:

-تمام يا أمير أنت مش هتطلع معايا؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-لأ يا قلبي مش قادر يا دوب أروح أرتاح عندي شغل الصبح بدرى محتاجة حاجة ؟

هزت راسها بلا وقالت :

-لأ يا حبيبي سلامتك تصبح على خير.

رد بهدوء:

-وأنتِ من أهل الخير يا قلبي سلمي علي بابا وماما وخدي بالك من نفسك.

تبسمت بحب:

-حاضر يوصل سلام .

هبطت من السيارة أسفل نظراته، اطمئن ما أن رأها تدلف العقار، وبدأ في قيادة السيارة عائداً إلى منزله.

❈-❈-❈

وصل إلي العقار الذي يقطن به، هبط من السيارة وصعد إلي شقته فتح الباب ودلف وجد الإضاءة مشتعلة وخالته تجلس في إنتظاره، تحرك تجاهها مقبلاً جبينها:

-مساء الخير يا ست الكل.

ردت بحب:

-مساء النور.

تسأل بقلق:

-صاحية ليه يا قلبي لغاية دلوقتى ؟

استطردت بإبانة:

-كنت مستنياك يا حبيبي إتأخرت ليه؟

تهاوي على المقعد وتحدث بوهن:

-كنت مع نور ياستي بنجيب شوية حاجات للجهاز والوقت أخدنا.

أومأت بتفهم وتسألت:

-تمام يا حبيبي ربنا يتمم بخير يا رب أجهز ليك العشاء ؟

حرك رأسه نافياً وأجاب ممتناً:

-لأ يا قلبي تعشيت أنا ونور يا قلبي قبل ما أرجع أنا جعان نوم وبس.

ربتت على ظهره بحنان وقالت:

-طيب روح أرتاح يا حبيبي تصبح على خير وانا كمان هروح أنام كنت صاحية مستنياك.

ردت بوهن:

-وأنت من أهل الخير يا حبيبتي نوم العوافي يارب.

❈-❈-❈

أشرقت الشمس بنورها الساطع، وعم الدفء في المكان وأطلقت العصافير ذقذتها مستمتعة بنسمات الصباح البادرة وأشعة الشمس الهادئة، وعند هذا الغافي مازال غارقاً في ثبات عميق، خرجت من الغرفة بخفة وهي تحمل رضيعها واتجهت إليه بخطى وئيدة واقتربت إلى معشوق الروح، وجلست علي أرضاً علي قرفيصها وجذبت يد طفلها بحب وبدأت تحركها علي وجه هذا الغافي.

بدأ يتململ في نومه جراء لمسات طفله وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً بنوم، وصفا تحاول كبت ضحكاتها على إنزعاجه، فتح أهدابه بنوم قابله وجه صفا الضاحك ووجه ملاكه الصغير، أغلق عينيه وفتحها عدة مرات ظناً منه أنه يتوهم حتى أسترجع رأسه مقتطفات ما حدث أمس وأنه حقيقة وليس حلماً كما يظن، اعتدل في جلسته وآخذ طفله بحب:

-قلب بابا يا ناس سكر سكر أنت.

قبله بحب والتفت إلى زوجته وتحدث بحب:

-صباح الخير يا قلبي.

ردت بخجل :

-صباح النور.

نهضت من مكانها وجلست على المقعد المقابل له وتسألت باهتمام:

-نمت كويس ؟ أكيد رقبتك وجعتك من نوم الكنبة.

نظر لها قليلاً وتحدث بصدق:

-هتصدقيني لو قولت ليكي ده آول يوم أنام فيه مرتاح من شهور.

تبسمت بحب وهتفت بدلال:

-ماشي يا سيدي عد الجمايل.

أشار إلى عينيه بحب وقال:

-من عيوني أنت تؤمر يا جميل يلا أنا هقوم أتوضأ وأصلي الصبح وأمشي محتاجة حاجة ؟

رمقته بعتاب وقالت:

-هتمشي من غير ما تفطر ؟

رد بتبرير:

-مش حابب أتعبك وأنا أصلاً شبعت لما شوفتك انتِ ومودي.

تجاهلت حديثه وتحدثت بإصرار:

-مش هتخرج من غير فطار ريح نفسك.

-نيم مودي علي الكنبة وروح اتوضي وصلي وانا اجهز الفطار.

رد بقلق:

-هو مش ممكن يقع من فوق الكنبة ؟

هزت رأسها بلا وقالت:

-لأ أطمئن ده لسه بيبي وأنا هحط حواليه مخدات متقلقش.

أومأ بتفهم وقال:

-تمام.

نهض بحذر ووضع الصغير وحاوطه بالوسادات كما قالت وتسأل بجدية:

-كده كويس يا صفا ؟

أومأت بالإيجاب:

-أيوة يا ياسين أطمئن روحي أتوضي وصلي وعشر دقايق والفطار يبقي جاهز.

تبسم ممتناً:

-تسلم إيدك مقدماً وحشني أكلك جداً.

سألت بفضول:

-نفسك تأكل إيه ؟

رد بتلقائية:

-مكرونة بشاميل وبانيه صحيح أنا هاجي أخدك بعد الضهر عشان تجيب فستان كتب الكتاب.

ردت بالامبالاة:

-مش لازم فستان جديد هلبس أي حاجة.

تجاهل حديثها وهتف بحزم:

-سمعتي قولت إيه يلا يلا قومي جهزي الفطار.

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-حاضر زي ما تحب .

❈-❈-❈

بعد مرور نصف ساعة كان إنتهى ياسين من أداء فرضه واتجه صوب المطبخ واستند علي الجدار وهو يتأملها بحب، وهي تتحرك أمامه بخفة كالفراشة وهي تتحرك من مكان لمكان بالمطبخ وهي تعد الإفطار ولم تنتبه له من الأساس، تداعب أنفه رائحة الطعام الشهية مما جعله يزدرد ريقه بنهم وهو يطلق صغيراً بإعجاب:

-يا سيدي يا سيدي علي الروايح.

انتفضت بهلع ووضعت يدها على قلبها بهلع:

-حرام عليك يا ياسين خضتني.

تبسم بحب وقال:

-أسف يا قلبي ها أيه الريحة الجامدة دي ؟

ردت بحماس:

-عجبتك ؟

أومأ بتأكيد:

-جداً.

أكمل متسائلاً:

-جداً ريحة إيه بقي؟

ردت ببساطة:

-بيتزا البيض و جلاش مشكل جبن وبطاطس محمرة.

تحدث بجهل:

-أول مرة أسمع عنهم بس الريحة فعلاً تحفة.

تبسمت بحب وقالت:

-والطعم هيعجبك جدااااااااااااا يا حبيبي يلا أخرج أقعد علي السفرة وأنا هجيب الأكل .

أردف بهدوء:

-لا هساعدك نخرج الأكل سوا هتصحي طنط ؟

حركت رأسها نافية وعقبت بإشفاق:

-لأ خليها نايمة براحتها من يوم ما ولدت وهي تقريباً وهي مش بتنام.

أومأ بتفهم:

-تمام.

ساعدها في إخراج الطعام ووضعه على السفرة و جلسوا سوياً يتناولوا الإفطار في جو من الحب والألفة، وبعد فترة كان أستأذن ياسين وغادر.

❈-❈-❈

بعد مغادرته شقة صفا قرر الذهاب إلي والدته كي يطمئن عليها ويخبرها بأمر عقد القران، ضغط على زر الجرس وفتحت والدته الباب بعد فترة وما أن رأته حتى اتسعت ابتسامتها بفرحة:

-ياسين صباح الخير يا حبيبي.

قبل جبينها بحب وقال:

-صباح النور يا حبيبي أتفضل.

ولجوا سوياً وجلس برفقة والدته وقلب بصره في المكان وتسأل:

-هو أمير فين ؟

أجابت بهدوء:

-راح شغله يا حبيبي.

أومأ بتفهم وقال:

-تمام أنا كنت عايز أقولك على حاجة.

انتبهت له بفضول وتسأل:

-خير يا حبيبي ؟

تحدث بحذر:

-أنا هكتب كتابي النهاردة.

اتسعت عيناها بصدمة وتسألت:

-نعم تكتب كتابك أنت بتهزر يا ياسين صح؟

أجاب يتلاعب:

-لا بتكلم جد.

إمتعض وجهها بغيظ وقالت:

-صفا وحبك ليها ؟ ده كله خلاص راح علي الفاضي ؟ ولا كنت بتمثل في حبك ليها طيب مفكرتش في ابنك حتى ؟

رمقها معاتباً وأضاف متهكماً:

-أنا هكتب كتابي أنا وصفا يا أمي ده أولاً وثانياً بقي والأهم أن صفا وأبني أهم حاجة في حياتي.

تنهدت بإرتياح وعقبت:

-الحمد لله وقعت قلبي يا أبني والله .

نظرت له بتردد وتسألت:

-طيب وصفا وافقت إزاي يا حبيبي ؟

آخذ نفس عميق وتحدث بنبرة حادة:

-بابا راح لصفا واتخانق معاها ومد إيده عليها يا أمي.

اتسعت عيناها بصدمة ورددت بعدم إستيعاب :

-نعم أبوك إزاي يعمل كده ؟ وليه من الأساس يا أبني يعني بدل ما يفكر يصلح ما بينكم رايح يعك الدنيا أكتر طيب وبعدين أيه الي حصل ؟

سرد لها كل ما حدث حتى تنهدت براحة وقالت:

-رُب ضارة نافعة يا أبني المهم إنك أنت وصفا ترجعوا لبعض.

تبسم بإرتياح:

-الحمد لله النهاردة بإذن الله هنكتب الكتاب وبعد شهر نعمل فرح كبير لأني محتاج أشتري فيلا وكمان افرشها وأعملي حسابك إنك هتيجي تقعدي معايا.

صمت قليلاً وأردف بمغزي:

-ولا حضرتك حابة تقعدي هنا مع أمير ؟

تبسمت بهدوء وقالت:

-ولا معاك ولا مع أمير يا حبيبي كل واحد من حقه يستقل بحياته مع مراته وأولاده.

تجاهل حديثها وهتف بحزم:

-لأ طبعاً أيه إلي بتقوليه ده يا ماما حضرتك أمي وده حقك عليا يا حبيبتي وريحي نفسك وده آخر كلام عندي وكمان والدة صفا هناخدها معانا بردوا عشان متبقاش لوحدها.

ربتت على ظهره برفق وقالت:

-ربنا يوفقك ويسعدك يارب يا حبيبي.

تبسم بهدوء وقال:

-صحيح كتب الكتاب بعد العشاء بإذن الله هروح أجيب المأذون وحضرتك تيجي مع أمير .

أومأت بالإيجاب وردت:

-ماشي يا حبيبي مبارك وربنا يتمم بخير يا رب العالمين.

أمن على دعائها:

-اللهم أمين .

نهض مستئذناً:

-أنا هقوم أمشي بقى حضرتك محتاجة حاجة ؟

حركت رأسها نافية وعقبت بحنان:

-لأ يا حبيبي سلامتك أنت رايح فين بدري كده ؟

نظر أمامه بشرود وأجاب:

-ورايا مشوار مهم يا أمي يلا سلام عليكم ورحمه الله.

ردت باختصار:

-وعليكم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

رفعت يدها إلى السماء وقالت:

-يارب أصلح حالهم وفرحني بيهم ويهدي سره يارب العالمين.

يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة