-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 41 - 2 - السبت 28/12/2024

 


 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الواحد والأربعون

2

تم النشر السبت

28/12/2024


قبل ذلك بدقائق


كانت تتمدد فوق الفراش و تحدق في السقف بشرود، حتى إستمعت إلي صوت ميزته جيداً، أنه هو صوته، "خليل الروح" لم تدري بنفسها سوي وهي تنهض سريعاً وتركض خارج الغرفة وبالفعل صدق حدثها وجدته يقف برفقة والدته، لكن مهلاً ماذا حدث له؟

اتسعت ابتسامته وهتف بحب:

-صفا.

تحركت تجاهه بلهفة مرددة بصدمة وعيناها تتفحص كل إنش بجسده:

-ياسين مالك يا حبيبي إيه إلي حصل؟

"مش وقته يا صفا نكتب الكتاب الآول وهتعرفي كل حاجة"

نطقها بنبرة عاشقة تتخللها الحزم.

جذب يدها برفق واحتضنها بين قبضة يده اليمني، جلس على يمين المأذون وأجلس صفا جواره بينما جلس دكتور عصام علي يساره، بدأ المأذون عقد القرآن وما أن انتهي

صفا وياسين  حتى ألقي عبارته الشهيرة.

"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"

لم يدري بنفسه سوي وهو ينهض بلهفة ويضم صفا بيده الطليقة ويدور بها وسط صدمتها وخوفها عليه، ولكن لا يفرق معه آلامه ولا حالته كل ما يهمه الأن أنها أصبحت زوجته من جديد حلاله وملك يمينه سيضمها ويبحر في عشقها كما يشاء.

"نزلني يا ياسين"

نطقتها بخجل بأن، توقف بحذر وانزلها واضعاً قبله رقيقة على جبينها متمتماً بحب:

"بحبك"

"وأنا بعشقك"

نطقتها بلسان عاشق، وعينين تقطر عشقاً فهي لم تعلم الحب سوي علي يده. 

اقتربت منه والدته ضمته بحب:

-مبارك يا حبيبي.

ابتعدت عنه واتجهت إلي صفا تضمها بعتاب:

-قولتلك ياسين جاي مبارك يا صفا.

عضت الآخري على شفتيها بخجل:

-الله يبارك فيكي.

توالت التهنئة من الجميع، ولم يتبقي سوي أحمد الذي أقترب من ياسين وصفا وتحدث بهدوء:

-مبارك يا ياسين مبارك يا صفا.

رد ياسين :

-الله يبارك فيك.

ردت الأخري بهدوء:

-الله يبارك في حضرتك.

استأذن أحمد وقال:

-طيب أنا هستأذن انا بقي يا ياسين مبارك يا أبني وحمد الله على السلامه يا حبيبي.

عارضته والدة صفا بنفي قاطع:

-لأ طبعاً لازم تتعشى الآول ويبقي عيش وملح يا أستاذ أحمد ميصحش حضرتك تمشي كده.

رد بفظاظة:

-لأ شكراً مش فاضي بعد إذنكم سلام يا حبيبي.

أوقفته صفا بتردد :

-مش حابب تشوف حفيدك ؟

توقف على الفور وتحدث بأمل:

-أكيد طبعاً عايز أشوفه.

تبسمت قبل أن تقول:

-هجيبه لحضرتك.

تحركت بالفعل إلي غرفتها وما هي ثوان إلا وعادت وهي تحمل الرضيع بين أحضانها، وما أن أبصرها أحمد لم يستطيع أن يتوقف مكانه وتحرك سريعاً تجاهها بقلب متلهف وعينين تقطر عشقاً وشوقاً، وصل إلي صفا وتوقف أمامها وحدق بالصغير بحب وبسط ذراعيه طالباً حمله، وضعته صفا بين أحضانه بحذر شديد، بحث عن أقرب مقعد وجلس فوقه وهو يصب جم تركيزه على الصغير.

بينما ذهبت صفا إلي ياسين وتسألت بقلق:

-أنت كويس ؟ أيه إلي حصل؟

رد بوهن:

-بعدين يا قلبي بجد مش قادر.

رمقته بقلق وتسألت:

-أنت روحت مستشفي لا لأ ؟

رفع ذراعه المجبر وأجاب بمغزي:

-يعني هكون جبست دراعي فين يا ذكية ؟

ضربته بخفة على ظهره وعقبت:

-طيب ممكن تدخل ترتاح جوه على الأقل ؟

أومأ بإيجاب:

-تمام لأني مش قادر بجد.

أستأذن من الجميع وغادر كي يستريح، بينما بدأت صفا ووالدتها ونور ووالدة نور وصفا في تجهيز السفرة وأموال الجميع الطعام، وكذلك أحمد الذي جلس رغماً عنه كي يستطيع أن يظل وقت أكثر برفقة حفيده الحبيب.

بعد فترة نهض الجميع و استأذنوا وقام أحمد بإيصال المأذون بينما قام أمير بإيصال عائلة نور، وسلوي ظلت بعد إصرار من صفا وأيضاً كي تكون قريبة من نجلها.

 ❈-❈-❈

بعد أن غادر الجميع اتجهت إلي الغرفة كي تطمئن علي ياسين وجدته يغط في نوم عميق ويظهر علي وجهه معالم التعب والإرهاق، نظرت له بإشفاق واقتربت من قدمه وخلعت عنه نعله بحذر وكذلك عدلت من وضعية رأسه، وغادرت متجهة إلي الخارج وعادت بعد قليل وبرفقته منشفة صغيرة وطبق كبير مملوء بالماء الدافئ، جلست جواره وبدأت بوضع المنشفة في الماء وبعدها عصرها جيداً وتنظيف جروح وجهه.

بدأ يتململ بآلم وفتح أهدابه بضعف وهتف متأوهاً:

-أه.

حزنت على حالته وتحدثت بإشفاق:

-حقك عليا يا حبيبي.

فتح عيناه بضعف وتسأل:

-هي الساعه كام ؟

ردت بتلقائية:

-الساعة واحدة بالليل.

حاول الاعتدال ولكن ضغط علي يده المجبرة مما جعله يتأوه بصوت مرتفع:

-أه.

أوقفته سريعاً وتحدثت بلطف:

-خليك مكانك مرتاح رايح فين بس؟

رد بآلم:

-لازم أقوم أروح .

رمقته بضيق وقالت:

-تروح فين بحالتك دي يا ياسين ؟ أنت بتهزر ؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-لأ بتكلم جد مش حابب أضايقك أو وجودي يضايق مامتك إمبارح كان ليه ظروفه.

حدبته بنظرة معاتبة وعقبت بتبرير:

-بجد ؟ ياسين أنا كده هزعل منك فعلاً تخرج تروح فين بس بحالتك دي ؟ أحنا خلاص كتبنا الكتاب وبقيت جوزي فعلاً يا ياسين علي فكرة طنط سلوى كمان هنا محبتش تمشي وتسيبك وبما إنك صحيت حاول تقوم تفوق كده عشان تأكل.

حرك رأسه نافياً وقال:

-لأ لأ أكل أيه مش قادر هو الناس مشيوا؟

أومأت بالإيجاب:

-أيوة والدك مشي ومعاه المأذون وأهل نور مع أمير ممكن أفهم بقى إيه اللي حصل ليك ده؟

ابتسم بمرارة واسترسل بإيضاح:

-مش لما أفهم أنا الأول.

قطبت جبينها بحيرة وتداركت مستفهمة:

-قصدك إيه مش فاهمة ؟

استطرد باستفاضة:

-جهزت نفسي في الفندق وخرجت عشان أروح أجيب المأذون وأجي ليكي اتفاجأت بالعربية مفيهاش فرامل.

تعجبت من حديثه وتساءلت بحيرة:

-إزاي؟

عاد بذاكرته إلي الخلف يسرد ما حدث.

انتهى من ارتداء حلته ووقف أمام المرآة يصفف شعره ويتأثر عطره وما أنتهي حتى تبسم إلي مظهره بإعجاب مطلقاً صفيرا بإعجاب:

-يا جمالك يا ياسين.

اتجه إلي الكومدينوا كي يأخذ هاتفه لكن تفاجأ أن البطارية قد نفذت، ضرب جبينه بخفة وأضاف معاتباً:

-يا فرحتي نسيت أشحنك وفصلت.

نظر في ساعته وقال:

-الساعة سبعة لسه حلو أوي معايا ساعة عقبال ما العشاء تأذن أكون وصلت للمأذون وأخدوا ونصلي العشاء في أقرب مسجد.

وضع أغراضه في جيبه، وتحرك سريعاً متجها إلي الأسفل، أستقل ساعته وقاد مسرعاً حتي لا يتأخر ولكن عندما أراد أن يهدأ من سرعة السيارة تفاجئ أن الفرامل لا تعمل أتسعت عيناه بصدمة:

-الفرامل مش شغالة طيب أزاي كنت سايقها من شوية كانت كويسة.

دقق النظر حوله بحثاً عن مكان يستطيع الاصطدام به كي يتوقف لكن مع الأسف هو طريق سريع ولا يوجد سوا الصحراء، حسم أمره وعدل مسار السيارة وتحرك بها في طريق الصحراوي حتي وجد ضالته صخرة كبيرة الحجم قرر أن يصدم السيارة بها، تأكد من وجود أغراضه في جيبه وفتح باب السيارة وقفز منها تاركاً السيارة تتحرك بعشوائية بمفردها حتى اصطدمت بالصخرة بقوة مصدرة إنفجار شديد، بينما ظل هو يحملق بها بصدمة حتي دوت النيران بها بالكامل، ونهض بعدها وهو يشعر بألم كبير في ذراعه ولا يستطيع تحريكه من الأساس، كذلك ملمس الدماء على وجهه إثر وقوعه علي وجهه، اتجه إلي الطريق وقام بإيقاف سيارة أجرة، وفي قرارة نفسه أن يذهب إلي المشفي آولاً فهو لن يستطيع أن يذهب بهذه الحالة حتى لا يفزعوا وبالفعل تم تضميد وجهه وتجبير ذراعه بعد أن اكتشفوا وجود كسر به، كل هذا لا يهمه الأن الأهم بالنسبة له أن يذهب إلي معشوقته في أسرع وقت، ولكن الصدمة عندما نظر في ساعته وجد الساعة الثامنة والنصف، تحامل على نفسه وغادر المشفى مستقلاً آول سيارة أجرة تقابله واتجه مباشرة إلى المأذون وبعدها إلي هنا.

-وده كل اللي حصل يا ستي.

تمتمت بشكر:

-الحمد لله الحمد لله إنك بخير ده المهم.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة