رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 31 - 2 - الأحد 8/12/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الواحد والثلاثون
2
تم النشر الأحد
8/12/2024
أتسعت عيناه بصدمة، مردداً بعدم إستيعاب:
-طلاق أنا مش فاهم أيه إلي حصل بالظبط لكل ده ؟ بابا هو فعلاً موضوع صفا السبب ولا فيه حاجة تانية ؟
تهرب والده من الحديث وقال:
-ها هيكون في أيه بس يا أبني ريح نفسك أمك هتهدي أن شاء الله متقلقش أنا وأمك ملناش غير بعض.
زفر بضيق وقال:
-أنا بجد مش قادر أصدق أزاي ماما تعمل كده ؟ ده كله عشان صفا ؟ مش فاهم عاملة ليها سحر مثلاً أنا بجد حاسس أني هتجنن لو أطول أمسك صفا وأقطعها حتت مش هتردد بعد كل إلي عملته فينا ده.
تحدث أحمد بشرود:
-روح أرتاح يا حبيبي وإن شاء الله أمك تهدي.
تنهد بقلة حيلة ونهض مودعاً إياه:
-تمام أنا خارج حضرتك محتاج حاجة ؟
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ يا حبيبي سلامتك روح أنت أرتاح من السفر يا حبيبي.
غادر ياسين وعاد أحمد إلي الشرود مرة آخري.
❈-❈-❈
خرج من غرفة والده حسم أمره لن يظل ساكناً هكذا سيذهب إلي والدته، ولن يعود من دونها لم يترك والده ينكوي بنيران الحب مثلما أنكوي هو، قاد سيارته متجهاً إلي منزل إبن خالته وصل بعد فترة وصف سيارته ولكن قبل أن يهبط منها وجد والدته وإبن خالته يركبون السيارة، وغادروا مسرعين بشكل أثار قلقه قاد سيارته هو الآخر وتحرك خلفهم.
توقفوا بعد فترة أمام إحدي المستشفيات وتوقف أمير بسيارته وهبط هو وخالته.
توقف ياسين بسيارته هو الآخر وهبط خلفهم وهو يتعجب من مجيئهم إلي هنا، قرر أن يراقبهم من بعيد حتي يطمئن أنهم علي خير ما يرام ويعرف ماذا يفعلون هنا، ومن حسن حظنه أنهم لم يركبوا الأسانسير لإزدحامه وصعدوا الدرج حتي وصلوا إلى الطابق الثاني وإتجهوا إلي آخر الممر تحرك خلفهم بحذر شديد حتي وجدهم يقفوا أمام غرفة عمليات وجوارهم إمراءة عرفها بالطبع، وكيف لا يعرفها هي والدة صفا ولكن ماذا تفعل هنا؟ أو بالأصح ماذا يفعلون هنا وأين صفا أتسعت عيناه بصدمة ما أن أهداه عقله أنه قد اصابها مكروه ركض سريعاً واقترب منهم.
صدم أمير عند رؤيته ونبه خالته ووالدة صفا التي نظرت إليه بضيق.
اقترب منهم وتسأل بحذر:
-أنتوا بتعملوا أيه هنا يا ماما ؟
تجاهلت الرد علىه ونظرت إلي الجهة الآخري ألتف بنظراته إلي أمير وتسأل:
-رد عليا أنت بتعملوا أيه هنا ومين في العمليات ؟ وليه والدة صفا معاكم ؟ وهي فين ؟
قطع سيل أسئلته فتح باب غرفة العمليات وخروج الممرضة وهي تحمل مولود صغير بين يديها، وعلي شفتيها إبتسامة :
-حمد الله علي السلامة دكتورة صفا ولدت وجابت ولد زي القمر.
أعطت الممرضة الرضيع إلي والدة صفا التي اخذته في أحضانها بحب.
أتسعت عيناه بصدمة وتراجع إلي الخلف عدة خطوات وهو يشعر بثقل قدماه لا يصدق ما استمع إليه هل كانت حامل ؟ هل طلقها وهي تحمل بأحشائها قطعت منه ؟ هل تحملت قسوته وجلده لها كل هذا ونطفته تنبت في رحمها؟
اقترب أمير منه يحاول أن يسانده لكنه رفع يده محذراً وابتعد إلي الوراء وتحدث بنبرة حادة:
-خليك مكانك كنت عارف أنها حامل ومقولتش ليا ؟
ألتفت إلي والدته بخيبة أمل:
-هان عليكي تبقي عارفة أنها حامل وتحرميني من الفرحة دي يا أمي ؟
ردت سلوي بحزن:
-أنت إلي وصلت نفسك ووصلتنا لكده سمعت كلام أبوك ومفكرتش تدور وراء الحقيقة صفا بريئة من كل كلمة قالها أبوك في حقها هي بتحبك أوي وضحت كتير عشانك بس أنت عملت أيه عشانها كسرتها يا أبني هي كدبت عليك في حاجة واحدة وبس أنها عملت نفسها ممرضة عشان أنت كنت هترفضها لو هي دكتورة نفسية وترفض مساعدتها هي بتحبك يا أبني وعملت ده كله عشانك ولو حد ليه فضل في إلي أنت وصلت ليه بعد ربنا هو صفا أبوك كدب عليك عشان شايف إنك لازم تتجوز واحدة بنت حسب ونسب نسي إلي فريدة واهلها عملوه فيك وأنت كمان نسيت كسرتهت ودوست عليها كنت عايزها تعرفك أنها حامل ؟ ياسين أنت مشوفتش نفسك كنت عامل أزاي أقل حاجة كنت هتطلب منها تنزل الطفل.
تطلع إلي والدته معاتباً وقال:
-ليه ما قولتيش ليا الحقيقة يا ماما ليه سبتيني علي عمايا أنتِ فاكرة أنه كان سهل عليا ؟ أنا كنت بموت كل يوم وكل دقيقة كنت بنام وأنا حاضن هدوم صفا يا أمي كان نفسي بس تقف قدامي تقولي أنها بتحبني وتدافع عن نفسها.
أغمض عينيه بندم وجلس على المقعد واضعاً رأسه بين كفيه وأكمل بمرارة:
-تفتكري أني ممكن أفكر أذي أبني يا أمي دي نظرتك ليا ؟ أنا متمنتش في حياتي غير أن يكون ليا طفل وبس.
اقتربت سلوي من والدة صفا لتري حفيدها الصغير لآول مرة ابتسمت بحب ما أن وقع بصرها عليه فهو لم يكن سوي قطعة مصغرة من فلذة كبدها.
حملته برفق وهي تسمي الله وقبلت جبينه بحب:
-بسم الله ما شاء الله تبارك الله.
تحركت به تجاه والده ووقفت أمامه، رفع رأسه بصمت يبدل نظره بينها وبين طفله الذي لم يعلم بوجوده سوي يوم ولادته.
تحدثت والدته بحنان وهي تمد يدها إليه بالطفل:
-ربنا كبير يا أبني وأراد أنك تحضر ولادة إبنك شيله وكبر في ودنه يا حبيبي يلا.
نهض ومد يده حمله بحذر شديد كأنه قطعة من الزجاج وقبل جبينه بحب والدمع يتلألأ داخل مقلتيه آخذ نفس عميق وأذن في أذنه اليمني وأقام الصلاة في أذنه اليسرى.
اقترب أمير منه مربتاً علي ظهره برفق وعقب بحب وهو يحدق بالصغير الغافي:
-ياسين الكبير وياسين الصغير ربنا يباركلك فيه يا صاحبي.
لم يقدر أن يسيطر علي دموعه أكثر من هذا، وأطلق الصراح لدموعه وتحدث بتمني:
-يارب يا أمير ربنا يحفظه ويبارك فيه ويجعل حظه أفضل من حظي.
أمن أمير علي دعائه:
-اللهم أمين يارب العالمين.
وصلت نور وصدمت من تواجد ياسين اقتربت من أمير وتسألت بحذر:
-صفا كويسة يا أمير؟
رد مبتسماً:
-بخير الحمد لله أطمني يا حبيبتي والباشا الصغير وصل.
طالعت الصغير الغافي بأحضان والده ومدت يدها كي تأخذه بحده:
-هات الولد.
تجهم وجهه وتسأل بإقتضاب:
-أفندم ؟
كررت حديثها بإصرار:
-هات الولد يلا وأتفضل مع السلامة أنت بتعمل أيه هنا من الأساس ؟ ها جاي ليه جاي بعد ما المولد انفض تلم النقطة لأ وألف لا أنسي الواد ده إبن صفا وملكش حق إنك تشوفه أصلا مش تشيله.
حاول أمير تهدأتها وتحدث بنبرة حادة:
-نور إهدي شوية لو سمحتي مينفعش كده ده أبوه ومن حقه يشوفه.
شهقت متهكمة، وتدراكت حديثها متهكمة:
-أبوه ؟ بجد كسر حقه يا أخويا قال أبوه قال البيه ماشي بمبدأ الفلاح إلي زرع البذرة وسابها ومشي وجاي يحصد بعد ما البذرة طلعت.
صاح ياسين بتوعد:
-أمير أنا ساكت عشانك لكن أقسم بربي كلمة كمان هتقولها ومش هيحصل كويس.
تجاهلت حديثه وخطفت الرضيع بقوة من بين يديه، مما جعل الرضيع يفزع ويصرخ ببكاء.
اشتعلت عين ياسين غضب ولكن علي الفور وقف أمير في مواجهته وتحدث بمهادنة:
-ياسين أهدي لو سمحت هي زعلانة علي صاحبتها.
اقتربت سلوي منها ووالدة صفا، تحدثت سلوي معاتبة وهي تأخذ الرضيع منها:
-نور مينفعش كده صفا بس إلي من حقها تقرر ده مش أنتِ .
أبعد ياسين أمير من أمامه وصاح بعصبية:
-تقرر أيه يا أمي تبعد أبني عني أو لأ أنتوا بتحلموا ده أبني ومفيش قوي في الدنيا كلها هتقدر تمنعني عنه.
اقتربت الممرضة منه وهتفت بضيق:
-ايه يا جماعة الدوشة دي ميصحش كده أنتوا في مستشفى المشاكل العائلية تتحل بره المستشفى مش هنا.
اتجهت إلي سلوي وهتفت بجدية:
-الولد لازم يدخل الحضانه شوية ودكتور الأطفال يفحصوا.
أعطتها سلوي الصغير، بينما تسأل ياسين بإقتضاب:
-مش المفروض الولد يتميز ؟ مش ممكن يتبدل منكم؟
رفعت يد الرضيع وأظهرت سوار صغير به إسم والدته الثلاثي:
-أطمئن كل طفل بيبقي مكتوب إسم والدته الثلاثي علي إيده.
تنهد براحة:
-تمام.
غادرت الممرضة، واتجه أمير إلي نور وتحدث بهدوء:
-عايزك شوية.
تحركت برفقته علي مضض، بينما جلس ياسين واضعاً رأسه بين كفيه بحزن، مازال عقله لا يستعب حتي الآن، هل صار أب الآن، حبه هو وصفا أجني ثماره بطفلاً صغير يحمل صفاته وصفاتها.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية