رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 22 جـ 1 - 2 - السبت 14/12/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل الثاني والعشرون
الجزء الأول
2
تم النشر يوم السبت
14/12/2024
عطارة النجار ...
ليوم جديد شعر به "فريد" بفرض سيطرته على تجارة والده لغياب أخيه وإنشغال والده ، كم هو لأمر مثير للنفس وهو يرى نفسه مالكًا لهذا المكان ، أليس هذا هو ما يسعى إليه ...
وصل "حامد" بعد قليل فى الموعد المتفق عليه ليتجه مباشرة نحو "فريد" فهو ليس من طبعه أن يهدر الوقت ...
- مساء الخير ... ها .. حضرت الورق ...؟!!
كان سؤاله مباشرًا ليجيبه "فريد" بذات الطريقة ...
- كله تمام ... دى مواعيد الشحنات وأماكنها ... يا ريت ننجز أوام أوام عشان محدش ياخد باله ...
أومأ "حامد" بعجالة وهو يستقيم مغادرًا الوكالة ...
- يلا سلام ... أنا ماشي ... حبقى أكلمك أبلغك باللي حيحصل ... ويا ريت منتقابلش هنا تاني زي ما قلنا ..
بإيماءات متكررة حرك "فريد" رأسه بتفهم ..
- اه طبعًا فاهم فاهم ...
- يلا سلام عشان محدش ياخد باله ...
كما جاء غادر حتى لا يلفت الأنظار إليه ، لكنها فرصة جيدة للغاية لتهريب الممنوعات التى سيجلبها ويربح منها بشكل يدفعه للثراء دفعة واحدة مستغلًا ذكاء "فريد" المحدود ...
على الفور رفع "فريد" هاتفه متصلًا بـ "حنين" يزج لها بآخر التطورات فهي العقل المدبر لكل شيء ولا يستطيع إنجاز أمر بمفرده ...
❈-❈-❈
بيت النجار ...
إستراق السمع يبدو أنه سيصبح له لذة و متعة بعد الآن ، فقد تحفزت "صباح" بعد عودتها من بيت الشيخ "كرامه" لسماعها ما يطرب أذنيها ويشفي نفسها بمعرفتها بما سيصيب "زكيه" وبناتها ...
رغم عدم قدرتها على سماع شيء مختلف إلا أن ملامحها المتحفزة أثارت إمتعاض ملامح إبنتها التى تراقبها منذ لحظات قبل أن تهتف ..
- مالك يا ماما ... مش على بعضك ليه من الصبح ...؟!!
رجعت "صباح" حيث مقعدها بالصالون لتجلس ببطء معجيبة إياها ...
- مستنيه أى خبر يريح قلبي من المصيبة إللي فوق دي هي وبناتها ...
قضبت "راوية" جبهتها بتساؤل ...
- هو خلاص ... الشيخ خلص العمل ...؟!!
تنهدت "صباح" براحة ...
- أيوة ... خلصه خلاص ... وقالي أستني كام يوم والعمل حيعمل عمايله كلها ...
قوست "راوية" شفتيها للأسفل معقبة ...
- يمكن ... أنا مش مصدقة إنه ممكن يعمل حاجة ...
لوحت "صباح" بكفها بقوة في الهواء لتصدر أساورها الذهبية أصوات ضجيج عالٍ ساخرة من إبنتها ...
- وإنتِ إيش فهمك إنتِ ... ده راجل سره باتع ... وحتشوفي ...
رفعت "راوية" كتفيها وأهدلتهما لتعقب أثناء مغادرتها ...
- خلينا ورا الكداب ... أنا طالعة البلكونة ...
نادتها أمها بقسوة تنهرها بتعسف ...
- ما كفاية بقى واقفة في البلكونة ... جايبة لنا الفقر بوقفتك دى ... إنتِ إيه جبلة مش سقعانة حتى ...!!!!
رمقتها "راوية" بإمتعاض بجانب عينيها مستكملة طريقها نحو الشرفة ...
- لأ ... مش سقعانة ... وسيبيني في حالي أعمل إللي انا عاوزاة ...
مصمصت "صباح" شفتيها بقوة معقبة ...
- روحي جتك داهية ... قال يعني حد حيعبرها من واقفة البلكونة ...
أغمضت "راوية" عيناها للحظات بضيق لتتنهد بيأس من تلك العائلة التى تتمنى لو أنها لم تولد فردًا منها ، إتجهت نحو الشرفة لتقضي بعض الوقت بعيدًا عن الأجواء الخانقة بالداخل فصبرها على تحملهم أوشك على النفاذ ...
❈-❈-❈
مكتب عيسى للمحاماة ...
ها هو الظافر الفائز يصل لمكتبة بحماس لإستكمال بقية دراسة القضية فهو قاب قوسين من حل القضية ...
دلف لداخل المكتب بينما كانت تلك الحسناء بإنتظاره بتلهف ، وقفت "سندس" ببهجة لرؤيته أو ربما لرؤيتها إشراقة وجهه التى تعشقها ...
ألقى التحية برسمية ..
- السلام عليكم ...
أجابته بتحفز شديد ...
- وعليكم السلام ... شكلك وصلت لحاجة يا أستاذ "عيسى" ...
إحساسه بأن سعادته مكشوفة ظاهرة للعيان جعله ينتبه لنفسه ليعيد ضبطها دون إظهار ذلك مردفًا بغموض ...
- لا متحطيش في بالك ...
لم تكن كلمته ستمنعها من معرفة سبب بهجته الظاهرة لكنها مؤقتًا إلتزمت الصمت ...
بخطواته الرزينة دلف لداخل حجرة مكتبه جالسًا مباشرة فوق مقعدة الجلدي ليسحب ملف قضية "رمزي" دون تباطؤ ، أخرج الأوراق التى توصل إليها متمعنًا النظر بها مرة أخرى وهو يحفظها مع مثيلاتها بداخل الملف فتلك هي ورقته الرابحة ...
كما لو أن "عطية" يعلم بأن "عيسى" توصل أخيرًا لمفتاح ربح تلك القضية حين تعالى رنين هاتف "عيسى" ليجيبه دون تأخير ...
- أستاذ "عطيه"... والله إبن حلال .. كنت لسه حكلمك ...
- خير يا متر ... فيه أخبار جديدة ...؟؟!
نبرة صوته المبتهجة أجابته قبل الأيضاح حين إستكمل "عيسى" ...
- أنا كنت عند أخوك "رمزي" في زيارة النهاردة ... وعايز أقولك إطمن خالص ... أنا دلوقتِ معايا الكارت إللي حنثبت بيه براءة أخوك ...
تهلل "عطيه" بسعادة بالغة ليستفهم عن الأمر ..
- والله بجد ... طب إزاى ... إيه إللي حصل ...؟!!
رفع "عيسى" إحدى الأوراق للأعلى يناظرها بتمعن أثناء إستكماله للمكالمة ...
- وصلت لورق فيه أسماء الناس إللي ورطوا أخوك .. والرشاوي إللي أخدوها ... وبالتفصيل ... دليل زى ده يبرأ ساحة أخوك و إنه كان كبش فداء عشان ميبلغش عنهم ...
شعر بسعادة غامرة إحتلت هذا الرجل عبر الهاتف كما لو كان يقفز فرحًا ...
- اللهم صل على النبي ... أنا قلت كدة .. محدش حيخلص القضية دي غيرك يا بيه ...
تمالك "عيسى" هدوئه وثباته ليردف بتروى ...
- لازم نتقابل عشان أوضح لك حنعمل إيه بالضبط ...
- تمام يا متر ... أنا جاي لك المكتب بالليل بعد العِشاء .. نتكلم في كل حاجة ...
أومأ "عيسى" بخفة لينهى هذا الإتصال مغلقًا الهاتف وهو يدقق بالورقة التى يحملها بيده ...
كصائم أنهكه العطش وطال صبره لكأس من الماء ليروى ظمأه ، ينبوع حياته التى تسقى روحه بوجودها ، بعد أن إنتهى من تفكيره بعمله لاحت بشقاوتها وبسمتها على مخيلته متذكرًا إعيائها منذ الأمس ..
أراد لو يطمئن عليها ليرفع الهاتف بين كفه لكن قبل أن يضغط بالأزرار ليتصل بها ترائى له بأن مرورًا بالبيت الآن لهو أمر مُلح فلن يكتفي بالسؤال عنها عبر الهاتف بل عليه الإطمئنان بنفسه ...
تحرك على عجاله خارجًا من المكتب محدثًا نفسه ...
- تليفون إيه بس ... أنا لازم أطمن عليها بنفسي ... تعبها بقى يزيد أوى الفترة الأخيرة دي ...
خرج من المكتب متجهًا نحو سيارته ليستقلها للبيت للإطمئنان على "غدير" والعودة للمكتب مرة أخرى ...
❈-❈-❈
بيت عائلة دويدار (شقة عيسى) ....
قلب مُثقل وأنفاس متهدجة ورغبة مُلحة في البكاء ، هكذا كانت "غدير" تنتظر بألم مرور "مودة" بها بعد إنتهاء عملها بالشركة ...
بعد محاولات عديدة منها بإقصاء والدة زوجها "منار" و "أم مجدي" للبقاء مع أختها بمفردهما إضطرت "منار" ومساعدتها لترك "غدير" على راحتها حين علمن بأن "مودة" بالطريق ..
دق هاتف "غدير" لتلتقطة بتعجل مجيبة إياه ...
- إنتِ فين ... ؟؟؟ إتأخرتي أوى كدة ليه ...؟؟؟
أجابتها "مودة" بقلق ..
- أنا خلاص تحت البيت أهو .. مالك يا "غدير" قلقتيني ...؟؟؟؟
تحشرجت أنفاسها المتألمة والتى تخرج من صدرها بصعوبة ..
- إطلعي على طول ... يلا متتأخريش ...
بعجالة شديدة ركضت "مودة" درجات السلم صاعدة لشقة "غدير" بعد أن أقلقتها بمكالمة هاتفية منذ بعض الوقت تطلب منها الحضور على الفور ...
زاد قلقها حين صعدت ووجدت "غدير" تقف بإنتظارها بباب شقتها لتضغط "مودة" عينيها بتوجس ...
- قلقتيني أوى يا "دورا" ... إنتِ تعبانه ...؟؟ الأزمة جت تاني ...؟؟؟؟
سحبتها "غدير" نحو الداخل بسرعة ثم أغلقت الباب من خلفها مما أثار شك "مودة" بأن بالأمر لشئ عظيم للغاية ...
- لاااا ... ده كدة الموضوع ميطمنش ...!!!!
تطلعت "مودة" بوجه "غدير" الشاحب وإرتجاف جسدها المضطرب لتتسائل بقلق ...
- فيكِ إيه ...؟؟!! شكلك مش طبيعي أبدًا ...
تقوست شفتي "غدير" للأسفل ، تلك اللاتى إعتادت الضحكات أعلنت اليوم إستيائها وضيقها لتردف بأنفاس متقطعة ...
- أنا شفت "رشيد" إمبارح ...؟؟؟
إتسعت عيني "مودة" بإندهاش مردفة بتفاجئ ...
- "رشيـــد" ...!!!! إيه إللي جابه تاني ده ...؟؟! ده إنتِ بقالك ييجي أكتر من سنه ونص مشوفتيش وشه ... ؟؟؟ وعايز منك إيه تاني ...؟؟؟
بقلب مرتجف أجابتها "غدير" ...
- مش عارفه ....مش عارفه ...!!! أنا لقيته في وشي فجأة مش عارفه طلع لي منين ... وعمال يقولي وحشتيني ... ومش عارف إيه ... أنا خوفت يا "مودة" .. خوفت أوى ...
أخذت "غدير" تسعل بقوة لتنتفض "مودة" من جلستها تبحث عن الدواء الخاص بأزمة التنفس الخاصة بأختها ..
- طيب بالراحة ... بالراحة .. فين الدواء ...؟!
أشارت "غدير" نحو الداخل بيدٍ مرتعشة لتلبي "مودة" فهمها للأمر لتذهب باحثة عن الدواء ، عادت تحمل إحدى أقنعة التنفس لتدنو بها تجاه "غدير" هاتفة بها ..
- خدي بس البخاخة دي الأول وبعدين إتكلمي ... على مهلك ...
وضعت "غدير" القناع فوق أنفها تستنشق بعض الهواء الممزوج بالدواء ليريح صدرها المنقبض قليلًا ثم إستكملت ...
- أنا خايفه منه ... أنا نسيته يا "مودة" ... طالع لي في حياتي تاني ليه ...؟!! أنا خايفه يخرب لي حياتي إللي بحبها ...
مالت "مودة" بفمها بضجر من هذا الشاب الأرعن مردفة بإستياء لظهوره بحياة أختها مرة أخرى ..
- طلع لنا من أنهي داهية تاني ده ... مش كنا إرتحنا منه ...!!!!
تغلبت "غدير" على أنفاسها المتحشرجة بصعوبة قائله بندم ...
- أنا كنت صغيرة وعبيطة ... مكنتش فاهمة حاجة .. لا لينا أب ولا أم يقولوا لنا كدة غلط ... حتى خالي ومراته عايشين في دنيا تانيه .. مكنتش فاكره يا "مودة" إني بعمل حاجة غلط ... كنت فاكره إني بحبه وإنه حيتقدم لي ونتجوز ... أنا مش وحشة ... أنا كنت ظنيت إنه راجل محترم ... أنا عارفه إن كلامي معاه كان غلط .. بس أنا مكنتش أعرف .. كنت ساذجة وعبيطة ...
ضغطت "مودة" موازرة أختها ...
- إنتِ ولا عبيطة ولا حاجة ... إنتِ كنتِ مصدقاه وواثقة فيه ... هو مكنش قد الثقة دي وإتهرب منك وإختفى لما قولتي له يا تتقدم لي رسمي يا منشوفش بعض .. كفاية لوم لنفسك ... إنتِ مغلطتيش ... وربنا عوضك بـ "عيسى" ...
بحزن شديد عقبت "غدير" ...
- ما هو ده إللي أنا خايفه منه ... خايفه يحصل حاجة تبوظ حياتي وتبعده عني ... أنا مقلتلهوش أى حاجة عن "رشيد" ... خايفة لو عرف يزعل مني ولا يبعد عني ...
أسرعت "مودة" بإجابة شافية لهذا التوتر ولوم النفس الذى حل بأختها لتضمها بقوة بعناق طويل قائلة بهمس ..
- خلاص .. خلاص .. شوفتيه مرة ومش حتتكرر تاني ... إهدي بقى ... عشان الأزمة تعدي ... محصلش حاجة .. تمام ...
حاولت "غدير" الإستكانة والتنفس بصورة طبيعية لكن الأمر مؤلم بشكل كبير ولا يمكنها العودة لطبيعتها بسهولة ...
صمت دام لبعض الوقت لتستعيد "غدير" هدوئها قبل أن تحضر لها "مودة" مشروبًا ساخنًا يهدئ من ألمها قليلًا ...
إرتشفت "غدير" بضع رشفات منه حين إستكملت "مودة" حديثها ...
- قالك إيه لما شوفتيه إمبارح ....؟!!
أجابتها "غدير" بهدوء بعد إنتظام تنفسها قليلًا ...
- قالي وحشتيني ... وأنه غلطان إنه بعد عني ... وندمان ... ومش مهم إني إتجوزت ... مش فارق معاه موضوع جوازي من "عيسى" ... عايزنا نرجع ...
بجمود تام وأعين مصدومة غير مصدقًا بالمرة إتسعت عينا "عيسى" هاتفًا بذهول ...
- ليه ...؟؟! ليه كدة ...!!!!!!
...يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..