رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 21 جـ 2 - 2 - الثلاثاء 10/12/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل الواحد والعشرون
الجزء الثاني
2
تم النشر يوم الثلاثاء
10/12/2024
المستشفى ...
بقلب مرهف لمن يحتاج الرحمة والشفقة فصدق من أسماهن ملائكة الرحمة ، وقفت "شجن" إلى جوار "أيوب" الجالس فوق أحد المقاعد المتحركة لا حول له ولا قوة ، مالت برأسها للأمام قائله ...
- خلاص كدة ... قاعد مرتاح ...
بملامح مستكينة أجابها "أيوب" ...
- الحمد لله يا بنتي ...
رفعت رأسها تجاه الطبيب لمرة أخرى متسائله ...
- خلاص يا دكتور ... نمشي بقى ...؟؟؟
أجابها الطبيب على الفور ...
- مفيش مشكلة ... وأى متابعة مع المستشفى يحجز بس قبلها عشان السفر ...
- إن شاء الله ...
دفعت "شجن" بالمقعد المتحرك فقد حان مغادرة المستشفى لإستقرار حالة "أيوب" رغم إصابته التى أقعدته عن الحركة ...
- يلا بينا يا عم "أيوب" ..
توقفت "شجن" حين وصلت لباب المستشفي وقد راودها القلق من بقائه بمفرده ..
- إبقى طمني عليك يا عم "أيوب" أنا مش عارفة حتعمل إيه لوحدك ...
- ربنا كريم يا بنتي .. وبرضة لو وافقتي على إللي قلت لك عليه كلميني ...
رغم تيقنها بأن هذا أمر يستحيل حدوثه إلا أنها أجابته بلياقة ...
- حاضر ... خد بالك إنت من نفسك .. وأنا حبقى أتصل بيك عشان أطمن عليك ...
أشار "أيوب" تجاه إحدى السيارات قائلًا ...
- العربية أهى إللي حتوصلني ...
رفعت "شجن" رأسها تجاه السيارة المستأجرة التى سيستقلها "أيوب" للمغادرة والعودة إلى بلده وبيته ، ساعدته للركوب لينطلق سائقها مبتعدًا عنها وهي تلوح له مودعة ليترك بقلبها إحساس منكسر كمن فقدت والدها للمرة الثانية فقد تعلقت بهذا الرجل بقوة ...
❈-❈-❈
شركة عسرانكو للإستيراد والتصدير ...
وإن كان للغير مهابة فلن تهز من الجبال حصوة ، بزيارة مفاجئة من السيد "عسران" صاحب شركة عسرانكو لموظفه الجديد "خالد دويدار" ليتابع سير العمل ..
لم تكن تلك الزيارة سوى إسقاط لكِبر نفس من "عسران" بوجود قامة كالمستشار "خالد دويدار" يعمل تحت إمرته بالشركة ليخطو إلى داخل المكتب بخيلاء وتعالي ...
- ها ... إيه الأخبار ...؟؟!
لم يكن من "خالد" إلا برفع حدقتيه فقط من خلف نظارته الطبية يطالع من حضر للتو دون الإكتراث بتلك الغطرسة الفارغة التي يقوم بها ، وبثقة تامة يتحلى بها وضع قلمه بهدوء شديد فوق المكتب ليعلن بذلك تفرغه لزائره المريب ...
إلتزم "خالد" الصمت لبعض الوقت قبل أن يجيب بتساؤل هادئ به نبرة إستنكار لطريقة تساؤل الزائر المتعالية ...
- أخبار إيه ...؟؟!
أجابه "عسران" بإيضاح محدود الذكاء ..
- حيكون إيه يعني ... الشغل طبعًا ...
كان من إتفاق "خالد" مع "فوزي" أن عمله بالشركة مستقل تمامًا ، لا رقيب ولا محدد لعمله لهذا لم يكترث لهذا الرجل ليجيبه وهو يعود لقراءة ما يتابعه ...
- تمام ... الشغل تمام ...
قبض "عسران" كفه يكبح غضبه من هذا المخلوق الغير مبالي لوجوده ، فجميع العاملين من صغيرهم لكبيرهم يوقرونه ويحسبون لوجوده ألف حساب ...
تطلع بأعين مغتاظة تجاه مساعده الذى يرافقه بهذا المرور على العاملين ليسرع المساعد بتنبيه "خالد" بماهية هذا الرجل ليزيد من التبجيل والتملق كما يود "عسران" ...
- يا حضرة المستشار ... ده الأستاذ "عسران" ... صاحب الشركة ..
لم يزد "خالد" عن هدوئه شيئًا ليردف ببعض الترحاب الباهت ...
- أه تمام ... أهلًا و سهلًا ...
كز "عسران" على أسنانه قائلًا ...
- إنت مشغول أوى كدة ...؟!!!
أجابه "خالد" بثقة متناهية لكن بلياقة وذوق عالٍ ...
- أيوة مشغول ... لو محتاج حاجة إتفضل ...
لم يكن يريد سوى تملق معتاد من الآخرون يقوم به رجل بمكانة "خالد" لكن الأمر يبدو أنه صعب للغاية ليفضل "عسران" المغادرة حتى لا تقل هيبته لأكثر من ذلك بتجاهل "خالد" ...
- لأ لأ شكرًا .. كمل شغلك ... كمل ...
قالها ببعض الغرور أثناء مغادرته لكن "خالد" لم يكترث بهذا النقص بالنفس فهو يدرك تلك الفئة من الناس التى تستشعر قوتها بالتعالي على من يعملون لديهم لكنه لن يمكنه من تلك الفرصة مطلقًا فهو أرفع من ذلك ...
❈-❈-❈
مستشفي الأمل (منار) ...
تحضرت "منار" للمغادرة للبقاء مع "غدير" كما طلب منها "عيسى" حين إسترعى إنتباهها صوت أنثوي مألوف للغاية أثناء إنشغالها بلملمة أغراضها قبل الرحيل ...
- أنا قلت أعدى عليكِ ... من زمان مشوفتكيش يا دكتورة ...
تهلل وجه "منار" بتألق لرؤية إبنة خالتها "هالة" التى لم ترها منذ بعض الوقت ...
- "هالة" ...!! إزيك يا حبيبتي وحشاني ...
تقدمت تلك المرأة الطويلة ذات المنكبين العريضين والوجه القمحاوي المستطيل ..
- حبيبتي يا "منار" .. فينك وحشاني جدًا ...
جلست "منار" وهي تدعو "هالة" لمرافقتها ...
- أقعدي يا حبيبتي .... ما إنتِ عارفه مشغولة إزاى خصوصًا لما "خالد" طلع معاش ...
بتفهم شديد لمشاغلها أجابتها "هالة" ..
- عارفة حبيبتي ... عشان كدة كنت هنا فى المستشفى قلت أحود عليكِ أشوفك ...
بإمتنان لوجودها وتفقدها من وقت لآخر ...
- ربنا ما يحرمني من سؤالك ده ... بس قوليلي ... خير جايه المستشفى ليه بعد الشر ...؟؟!
زمت "هالة" فمها جانبيًا بتحسر ...
- مرات "علي" إبني مدوخاني والله ... تعبانة وعندها مشاكل فى موضوع الحمل ... فقلت آجى هنا أشوفك وأسألك على دكتور كويس هنا فى المستشفى ...
دارت "منار" بعينيها لوهلة ثم أردفت ...
- اه حبيبتي ... ربنا ييسر لها الأمر يا رب ... بس أقولك ... العيادة بتاعتي أجرها دكتور شاطر يا "هالة" وده تخصصة .. الحمل وأطفال الأنابيب والعقم ... أسمع إنه ممتاز ...
إتسعت عينا "هالة" بسعادة لتردف بإمتنان ...
- بجد والله ... يا ريت ... خلاص من بكرة نروح له طالما شاطر كدة ... ( ثم أنهت حديثها بدعاء أثار حفيظة "منار" قليلًا ) ... ربنا يرزقهم ويخلف على "عيسى" يا رب وتفرحي بأولاده يا رب ...
أجابتها بنفس متتوقة ..
- يا رب ...
بالطبع تحب "غدير" ولا يهمها التدخل بينها وبين "عيسى" لكنها تتمنى أن تقر عينها برؤية أحفادها وأن يرزق "عيسى" بالذرية الصالحة ...
بعد جلسة حميمية بينهما غادرت "منار" برفقة إبنة خالتها وهما تتجاذبات أطراف الأحاديث من هنا وهناك خاصة بما يخص أبنائهم لتعد "هالة" بزيارة قريبة لـ"منار" وعائلتها ...
❈-❈-❈
بيت محفوظ الأسمر ...
يبدأ تنازلك حين تدفعك الحياة لمصافحة من كان يجب عليك صفعه ، لكن متى ينتهى هذا التنازل فهو كخيط غزل من الصوف متى بدأت جذب طرفه حتى ينحل بقية الغزل بطرفة عين دون أن تدرى ...
بملامح شرسة وأعين مترقبة وقفت "عتاب" بتوتر تنتظر خروج أخيها "محب" من غرفته لتلحق به قبل ذهابه للمعرض ..
ثوانٍ قليلة ولمحت طيفة يعيد إحدى خصلات شعره المنمق إلى الخلف وهو يخرج من غرفته ...
بسرعة شديدة تقابلت معه أمام غرفته فهي لم تمهله الفرصة للخروج إليها ...
- "محب" .. عايزاك ...
سحب "محب" شهيقًا طويلًا للغاية قبل أن يزفره بتملل وهو يقلب عينيه للأعلى ...
- فيه إيه تاني يا "عتاب" ؟!! ... ما تهدي بقى ...
بقوة وسيطرة على الأوضاع فقد أوشكت على إمتلاك كل شئ بين يديها ...
- بس ... إسمعني وإنت ساكت ...
- قولي وخلصيني ...
دارت للخلف أولًا لتتأكد من أن "وعد" ليست بالجوار ثم أردفت ...
- "وعد" خرجت إمبارح ... أكيد أكيد راحت لأختها عشان تخليها توافق على الجواز ..
تطلع نحوها "محب" بإهتمام منصتًا إليها بشدة ..
- وبعدين ...؟!!
دارت مرة أخرى حول نفسها بقلق لتدفعه نحو غرفته مرة أخرى قائله ...
- تعالى نكمل جوه ... أنا مش مرتاحه للواقفه هنا ...
دلف "محب" مرة أخرى لداخل غرفته لترافقه "عتاب" ثم أغلقت الباب من خلفهم قبل أن تستطرد ...
- بص بقى ... إحنا خلاص دخلنا في الجد ... ولازم نعمل إللي إتفقنا عليه ... حقنا مش حيرجع إلا لما ناخده من البلوة دى ... فاهمني ...
مال "محب" بجذعه قليلًا للأمام وهو يلوح بكفيه بتحير ...
- ما تقوليلي حتعملي إيه وتخلصيني ... أنا زهقت يا "عتاب" ...!!!
رفعت حاجبها بمكر لتردف بقوة ...
- حقولك ... إحنا البت دى مكوشه على كل حاجة وعاملة فيها سهتانه وضعيفة وطيبة ... بس أنا متأكدة إنها هي السبب وراء كل إللي حصل ده ... فلوسنا لازم ناخدها منها ومن إبنها ... ولازم تبقى تحت عينك لحد ما تعرف تاخد الوصاية منها ... المهم دلوقتِ عايزاك تبلفها وتخليها خاتم فى صباعك ... عايزاها تديك كل حاجة من نفسها أصلًا ... مش عاوزين شوشرة ...
ضم شفتيه بقلة صبر ثم أردف ...
- والمطلوب مني ...؟؟!
- تِطلع لها دلوقتِ وتحدد معاها معاد كتب الكتاب ... وخليك حنين معاها ... وبعد كدة حقولك نعمل معاها إيه ...
تنهد "محب" طويلًا وهو يزيح "عتاب" عن طريقه ...
- طيب ... وسعي كدة ... أنا طالع لها ...
بسمة إنتصار علت ثغر "عتاب" فهي المسيطرة وها هو "محب" ينفذ كل ما تطلبه منه دون تأخير فيبدو أن ربحها قريب للغاية ، فـ"وعد" إما أن تقبل شرطهم بالزواج من "محب" أو يسلمونها للشرطة بتهمة قتل "عاطف" ووقتها ستؤول الوصاية لـ"محب" ، لكن "عتاب" لن تتخذ طريق ربما تخسر به أو تتعطل بمكسبها ولن تتحمل مسؤولية طفل هي بغنى عنها فإجبار "وعد" أيسر الطرق وأقصرها ....
شقة "وعد" ...
طرقات ناعمة دقت بابها لتتوجس من الطارق لكن عليها تلبية صاحبها ، فتحت الباب برفق ليطل وجه "محب" يدنو من "وعد" قائلًا بهمس حالمي غريب على مسامعها ...
- صباح الخير ...
إبتلعت ريقها المتحشرج قبل أن تجيبه بتوتر ...
- صباح الخير يا "محب" ...
سلط حدقتيه الساحرة بخاصتيها الزرقاوتين مستكملًا بنبرة حانية للغاية ، نبرة لم تطرق لسماعها من قبل ...
- حبيبتي عاملة إيه ...؟!!
كلمة إخترقت سماعها لتذوب بقلبها المشتاق لكلمة حانية فكلمة (حبيبتى) تقال لها لأول مرة بحياتها ، فكم إشتاقت لكلمات محبة لكن ليس من هذا الرجل ، تهدج صدرها بإضطراب لتردد بإستغراب ...
- حبيبتك ...؟؟؟
تقدم خطوة أخرى حتى كادت تهوى أرضًا لشدة قربه منها حين أثنى جذعه ليهمس بنبرة عاشقة بجانب أذنها ...
- حبيبتي و روحي إللي عايش عشانها ... ده أنا ما صدقت إنك وافقتي نتجوز ... قوليها وريحيني ...
إختلج قلبها المتصارع بدقاته بداخلها لتجيبه بتحشرج ...
- أقول ... أقول إيه ...؟؟؟
- تتجوزيني يا "وعد" ...؟؟!
رفعت زرقاوتيها تتطلع بملامحه الوسيمة عن قرب وقد فاهت بتشتت فهل لها رفاهية الإختيار ، لقد فُرض عليها إتفاق مشروط وقبلت به رغمًا عنها ، إستكمل حالميته بقوله ...
- عاوزاني يا "وعد" ... تتجوزيني حبيبتي ... قولي ... وأوعدك ... إللي إنتِ حتقوليه ... حنفذه ... بس ... إرحمي قلبي إللي ما صدق الفرصة جت له ... "وعد" ... أنا بحبك ...
زاغت عيناها بتشتت فهل ترفض وتستقل بحياتها ، أم تقبل زواجها ممن نطق كلمة (أحبك) لأول مرة على مسامعها ...
لحظات من الصمت أنهتها "وعد" برد قاطع ...
...يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..