رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 45 - 4 - الجمعة 3/1/2025
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الخامس والأربعون
4
تم النشر يوم الأحد
3/1/2025
ولماذا قد تعطي بالاً لأحد؟ وزوجها حبيبها يرحب فرحاً بأفعالها، وقد كان حاضراً هو الآخر ليحضر عقد قران شقيقتها الصغرى.
كانت الصالة ممتلئة بعدد الحضور المقربين من العائلتين، أهل العريس من والديه وإخوته وعدد من الأصدقاء.
بضيافة أهل العروس المتمثلة في والديها وخالد الذي كان شاهداً اليوم وزوجته المحامية نوال قدوتها هي وبهجة، أما رقية فقد أشرق وجهها فور انتباهها لها، ففتحت ذراعيها بدعوة صادقة تلقفتها صفية لترتمي في حضنها، فاطلقت الأولى كلماتها بتهليل:
يا ألف هنا يا ولاد، البت المفعوصة كبرت وبقت عروسة.
الله يسامحك يا رقية، كل ده ومفعوصة؟ قالتها صفية ضاحكة وهي تغادر حضنها بصعوبة لتتلفت، ثم تصافح على خجل باقي الحضور حتى استقرت في مكانها لتجلس بجوار عريسها المستقبلي، والذي كان ملتزماً الأدب أمام الجميع، ومعها هي أيضاً، غير تلك الجملة المبهمة التي همس بها بصوت خفيض في أذنها أثناء بدء رجل الدين في مراسم عقد القران:
خليكي جاهزة أول ما يخلص المأذون على طول.
جاهزة لإيه بالضبط؟ قالتها بعدم فهم، ولم تعِ لبلاهتها أو تفهم مقصده، حتى حينما غمّز بعينه بحرص لم يلحظه إلا القليل، لتمر لحظات عقد القران سريعاً، وتوقع هي إمضاءها على العقد الذي يربطها به، حتى إذا انتهوا أطلقت زغاريد عالية من بعض النساء، نهض هو من مكانه واقترب منها، وعلي حين غرة وجدته يجذب كفها التي امتدت لتصافحه، اعتقدت أنه قد جاء ليصافحها ويبارك لها، لكنه ضمها إلى صدره واحتضنها بجرأة جعلتها تشهق مجفلة لفعلته، فكان رده بثبات:
اهدي يا أستاذة، أنتي خلاص بقيتي عروستي على سنة الله ورسوله، أبوكي نفسه ما يقدرش يمنعني.
بارتجاف حاولت بصعوبة السيطرة عليه:
ابعد الله يخرب بيتك، إيه اللي بتعمله ده؟ يا دي الفضايح.
لم يسمع لها واستمر مشدداً عليها بين ذراعيه:
اهدي يا أستاذة، لا يطلع منظرك وحش قدام اللي بيصوروا.
قصد بالأخيرة الفتيات الصغيرات واللواتي تفننَّ بكاميرات الهواتف الخلابة لتسجيل المشهد الرومانسي بحالمية ارتسمت على وجوههن، وسط ترحيب العديد من الحضور، ليزيد من صعوبة الأمر عليها، وقد استغل الزخم أفضل استغلال، حتى تركها، وتأمل ملامحها التي لونها الأحمر القاني رغم وجود المساحيق التجميلية، وذلك نتيجة خجلها، حتى إنها لم تكن قادرة على مواجهة عينيه رغم غضبها الشديد منه.
لتحاول الثبات في تلقي المباركات والتهاني من باقي الحضور قبل الذهاب إلى السطح حيث الاحتفال، الذي تم إعداده لهذه المناسبة السعيدة.
❈-❈-❈
في سطح المنزل بعد قليل
كان الاحتفال المحدود بناء على رغبة العروس والتي رفضت البذخ والتكلفة، ليقتصر الحضور على المقربين فقط.
كانت بهجة في هذا الوقت ترافق نجوان التي حضرت اليوم من أجل الطبيب هشام لتهنئته والقيام بواجبها نحوه، فكانت تعبر عما تشعر به دون تردد:
صاحبتك صفية زي القمر يا بهجة، الخلبوص هشام عرف ينقي.
دا مش خلبوص، دا بلوة مسيحة، إنتي مش واخدة بالك من العمايل اللي عاملها هو وأصحابه. تمتمت بالكلمات بهجة، تشير نحو أولئك المنطلقين بفرحهم دون حدود. ضحكت نجوان الأخرى حتى توقفت فمها وذهلت ناظرة نحو من أتي فجأة، لتنتبه بهجة هي الأخرى، فتتبسم بوسع فمها مرددة:
معقول رياض، وجايب معاه آدم؟ قالتها بلهفة فلم تعِ بالوضع سوى بعد أن رأت رد فعل نجوان الذي تغيرت ملامحها بقلق وعيناها لا تفارق الصغير.
❈-❈-❈
في الجهة القريبة
وقد اتخذ الاثنان جلستهما في الركن المخصص للعروسين، لا يكف عن مشاكسته لها لفك جمودها، تاركاً فقرات الحفل والرقص الجنوني مع أصدقائه:
دا مكانش حضن أخوي دا يا أستاذة اللي يخليكي تفضلي مبوزة الليلة كلها. نظرة خاطفة إنما مشتعلة ألقتها نحوه، قبل أن تذهب بأبصارها نحو أصدقائه الذين احتلوا السطح برقصاتهم:
هو إنت إزاي أصحابك كده؟ بالذمة دول دكاترة؟ ولا يكونوا شاربين حاجة قبل ما يجوا على هنا يا هشام والله ما أستبعد. ضحك متحدثاً باعتزاز:
عشان ما بيرقصوا وعايشين اللحظة يعني، تجرديهم من مهنتهم، ثم إن حكاية يشربوا دي واسعة يا أستاذة، دول عاملين دماغ لوحدهم، لأنهم مساكين ليل ونهار شغالين، ما بيصدقوا تيجي فرحة لحد فينا، كل المواهب المدفونة تطلع.
يا شيييخ صعبوا عليا تصدق. قالتها بنبرة ساخرة، لتجفل بعدها بما توسعت له عينيها:
غوريلا، غوريلا يا هشام، جايب غوريلا في خطوبتي.
❈-❈-❈
فرحتها بحضوره كانت لا توصف، رغم غصتها بالانصراف المفاجيء لنجوان، في إشارة عن رفضها رؤية الصغير، فعبرت هي عن قلقها:
- انا خايفة على نجوان اوي، شكلها متحملش تشوف آدم قدامها .
اجابها مطمئنًا:
- لا متقلقيش عليها، انا موصي عم علي ودادة نبوية يخلوا بالهم منها، ويبلغوني لو حصل عليها أي تأثر، آدم بقى واقع في حياتنا دلوقتي، يعني ممكن تشوفه في اي مكان
لومأت رأسها بتفهم، تطالع الصغير الذي اصبح يندمج هو الاخر في الرقص مع باقي الاطفال، وقد تكفلت به عائشة اليوم.، لتدمجه مع اصدقائها:
- خسارة والله، نجوان بس لو تدي نفسها فرصة وتشوفه عن قرب، انا متأكدة انها هتفتح قلبها الحنين ليه .
عقب خلف قولها، يغمرها بغزله:
- ان شاء الله دا يحصل، المهم انتي تعالي هنا، ايه الحلاوة دي، هو دا اللي احنا متفقين عليه؟ مش قولنا تساعديني في ايام العد التنازلي للفرح، يا اما تطفي نار البعد بقى بالوصال، انا تعبت وجيبت اخري.
قالها بجدية ومغزى فهمت عليه بهجة لتردد بمرح:
- لا اله الا الله، دول ما كانوش يومين دول قبل الفرح، على العموم انسى يا باشا، عشان مفيش وصال، الا بعد الفرح، دا كلام خلصان من زمان.
- امممم
زام بفمه يعض على شفته السفلى بغيظ شديد متمتمًا بوعبد:
- ماشي يا بهجة، ادلعي براحتك، انتي قولتي بنفسك، هما كام يوم ويخلصوا......
اومأت بتوجس، ثم انصرفت نحو صديقتها العروس، والتي اجبرت للرقص مع عريسها بعد أن سحبهما اصداقاء العريس ليلتفوا حولهما، وتلك الغوريلا المصنعة ، ترقص وسطهم، في لحظات من الجنون لا تستوعبها صفية ولكنها تساهم في فك جمودها رويدا رويدا، نحو التخلص من عقدها..
على نغمات الأغنية النوبية الدائرة
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
السميح ولدي اي هي
السميح زولي اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
عسل بسكويت اي هي
انا ليك حبيت اي هي
ابعتلي اضافه اي هي
علي الفيس بوك اي هي
يا ابو قلب صفصافه
ماتعملش بلوك اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
عسل سكر انت اي هي
هنا شامه هنا نقطه اي هي
واحلم لو نمت اي هي
واكتب كومنت اي هي
تغريدة وتويتة اي هي
دي عايزالها خريطه اي هي
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..