-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 46 - 4 - الثلاثاء 7/1/2025

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس والأربعون

4

تم النشر يوم الثلاثاء

7/1/2025

قهقهت ضاحكة بشقاوة، فقد كان دائمًا ما يغلبها بغزله ومزاحه. ثم خطت نحوه وجلست بجانبه على الفراش، لتعلق على قوله.




"خلاص يبقى ادعيلي أخلف، وأنا ساعتها هلخبط وأبقى كلابيظو كمان."



لمست كلماتها شغاف قلبه المتيم، المتلهف لرؤية ثمرة حبه في الأطفال منها. تنهد بجدية، ثم رد على قولها.



"أنا بدعي ليل نهار يا صبا، عشان أشوف أولادي منك، وربنا العالم أعمل إيه تاني؟"



تأثرت بشجن لكلماتها وشعرت بالحزن في نبرته، فسرعان ما حاولت تلطيف الموقف.


"شادي، أنا بهزر على فكرة، ثم متنساش كلام الدكتور لما أكد إن إحنا الاتنين تمام وعال العال، هي بس مسألة وقت."



تأوه بلوعة ردًا على كلماتها:


"آه يا صبا عَ الوقت. هو أنا اللي تعبني غير الوقت؟ رغم إني اتعودت على الصبر في كل مراحل حياتي، واتحملت وعديت، إلا دي، حاسسها صعبة أوي. نفسي أشيل أولادي منك، النهاردة."


"حبيبي، بكرة تشيلهم وتفرح بيهم كمان.


قالت ذلك وهي تتناول كفه، تحاوطه بين يديها، فرفع هو يديها ليقبلهما. حينها تذكرت هي:



"صحيح نسيت أقولك، أصلي عايزة أستأذنك في مشوار كده. أمنية بنت عم المرحوم ناصر الدكش خلفت، وعايزة أروح مع أمي نباركلها ونعمل الواجب."



قرص وجنتها يبلغها قراره:


"روحي يا ست صبا، يا أم الواجب، عقبال ما تيجي تباركلك أنتِ كمان."



هللت بصخب تضحك:


"اللهي يسمع منك يا شادي يا ابن أم شادي، يا رب يا رب."


❈-❈-❈


بجوار النافورة العتيقة التي تتوسط الحديقة، وقفا يلتقطان الصور كما فعلا في عدة أماكن داخل القصر وخارجه، بواسطة المصور المحترف الذي فاجأها، ليقوم بنشر الصور على عدة مواقع إعلانًا للعامة عن قرب موعد زفافهما.


"بصي عليا أنا يا عروسة، سبيه هو مقرب وشه منك." أومأت عيناها بطاعة، بينما يلتقط الصورة كما فعل في عدة أوضاع أخرى تعكس العشق في عينيهما.


"واحد، اتنين، تلاتة... هايل."


انتهى أخيرًا ليقترب منهما، ويريهما النتائج الرائعة لصور تخطف القلب والعقل. كان قلبها يدوي في صدرها كالطبول دون توقف، تتأمل هذه الصورة وهو يضمها من خصرها وتعانق عينيه عينيها، أو تلك الثانية وهي تميل عليه وهو يأسرها بابتسامة، وتلك وتلك... لقد رضيت عن معظمهم إن لم يكن جميعهم. حتى إذا انصرف الرجل، توجهت إلى حبيبها تعاتبه:


كده برضو يا رياض؟ مش كنت تديني فكرة أولًا قبل ما تجيب الراجل وتطبوا عليا كده زي القضا المستعجل؟


القضا المستعجل! 

تمتم بها ضاحكًا، لتردف هي بتوضيح:


أيوة يعني أنا قصدي كنت غيرت هدومي ولا أتمكيجت.


إنتِ كده زي القمر مش محتاجة. أوقفها بعبارات الغزل التي لامست قلبها، ولكنها حاولت الثبات تجادله:


يا سيدي ربنا يخليك، أنا قصدي يعني يبقى شكلي حلو أكتر من كده...



قطعت بشهقة مكتومة حينما وضع كفه على خصرها يقربها إليه، ليغمرها الخجل، تحاول تنبيهه:


رياض الجنينة مكشوفة والناس رايحة جاية ع الجمعية خلي بالك.



ضحك بصوت مكتوم وهمس بجوار أذنها:


طب وإحنا مالنا بالناس، ولا مالهم بينا؟ أنا راجل بقاله فترة في الجفاف العاطفي، يعني محدش يلومني عشان تبقي عارفة.


يا سيدي والجفاف ناقح عليك دلوقتي، ما خلاص الفرح قرب أهو إحنا على وشك.


طب أعمل إيه في قلبي المشتاق؟ تساءل بها بأعين تصرخ بصدقها، رغم ادعائه المزاح، ليضيف إلى قلبها المزيد من الرجفات اللذيذة. لطالما سمعت منه كلمات العشق والغزل ولم تشعر بطعمها سوى الآن. ما أجمل ذلك الشعور، وما فائدة الحب في الخفاء؟ إن لم يكن كضوء الشمس، لا يسمى عشقًا من الأساس.


ما شاء الله، ساحة القصر بقت مكان مخصص للفوتوسشن. جاء الصوت الحاد منبّهًا للأثنين، ليختطفهما من حالة الوله التي كانت تحيط بهما. التفّا نحو المرأة العجوز القاسية بتلك النظرات التي توشك على قتلهما، وقد كانت قريبة منهم ترافقها تلك المرأة المساعدة لها مدام إيفون. فجاء الرد من رياض وهو يقربها إليه بتحدٍّ قائلاً:


عندك حق يا بهيرة هانم، أنا اللي اخترت القصر عشان أنشر منه صور ارتباطي ببهجة، عايز الدنيا كلها تعرف بقرب فرحي عليها.



امتقعت ملامح بهيرة بالغضب الشديد، بعد أن أفحمها بقوله، ولم يتبقَّ لها سوى النظرات الحارقة التي توجهها نحوهما، فتدخلت إيفون لتبدي فرحتها على حرج:


طبعًا حقك يا بني، دا قصرك وقصر أجدادك قبل ما يكون مقر للجمعية، ألف مبروك يا رياض باشا، ألف مبروك يا بهجة.



ردت بهجة على المرأة باضطراب وتوتر وهي تقف بالقرب منهم، رغم دعم حبيبها:


الله يبارك فيكِ يا مدام إيفون، تسلميلي.



رد رياض هو الآخر على تهنئة المرأة ومباركتها، قبل أن يجفل ويجفل من معه بحضور مفاجئ لآخر شخصية يتوقع رؤيتها الآن.


"عدي!" هتف بالاسم كنداء واستفهام، وهو يرى قدومه نحوهما بأناقته المعروفة، ليخطف انتباه بهيرة التي استقبلت مجيئه بفرحة كطفلة صغيرة سعيد بعودة والديها، وفتحت له ذراعيها.



"عدي حبيبي!" اقترب عدي منها، يرتمي في حضنها، يقبلها ويعبر لها عن اشتياقه. فقد كان المفضل لديها، ورغم قسوتها مع الجميع وعيوبها، كان قلبها ينبض ويتأثر بأقل لمسة حانية.



حبيبي يا ابني، وحشتني أوي، إمتى رجعت من السفر؟ وليه مقولتش إنك جاي؟



قبل ظاهر كفها يجيب عن أسئلتها، وأبصاره نحو صديق طفولته وعروسه:


أنا جاي في زيارة سريعة يا ماما، بدعوة فرح وصلتني على تركيا مخصوص، صاحبي وحبيبي الغالي، رياض.


حبيبي. هتف بها الأخير، وفتح ذراعيه لهما ليتبادلا العناق الرجولي، أمام أبصار بهيرة التي عاد إليها الغضب ظاهرًا بقوة. حتى إذا انتهيا، تكفل رياض بتقديم عروسته إليه:


دي بهجة يا عدي، عروستي.



صافحها عدي بترحاب شديد، قبل أن ينهي بسؤاله:


طب أنا كده بقى جيت في الميعاد المناسب، للفرح؟ هو إمتى بالظبط؟ فكروني.


عدي! كانت هذه صيحة نجوان التي أتت من الخارج، ليتوقف لرؤيتها المذكور مهرولاً بلهفة:


معقول خالتو نجوان؟ أنا مش مصدق عيني! وانطلق إليها غير منتبه لغضب والدته التي ارتسمت تعابير الغيظ الشديد على وجهها.



❈-❈-❈


اليوم الموعود


اقترب ولا تتردد في اقتناص فرصتك، كن مغامرًا ولا تخشى الغرق، كن جسورًا في الدفاع عن عشقك، لا تؤجل فرحتك أو تنتظر حتى لا تضيع من يدك فرصتك في الحياة، فتظل حبيس الحسرة المتبقية من عمرك.


#بنت_الجنوب


دا كأني في حلم وبقول يا سلام،

معقول يا قلبي بقينا ليه،

وهادينا يا دنيتنا بأحلى أيام،

الفرح دا إحنا أولى بيه.


أنا هفضل جنبك

وهعيش سنيني معاك،

يا حبيبي كلها،

وهطمن قلبك وهملي عيني

بأحلى دنيا أنا شوفتها.


أنا في عنيك الحلوين سرحت،

من إمتى ونفسي تكون ليا،

أول ما شوفتك أنا اتصالحت

مع نفسي وأيامي الجاية.


تصدح كلمات الأغنية في قلب القصر الذي تحولت ساحته الداخلية إلى قاعة كبيرة، تضم جميع المدعوين من أقارب ومعارف العروسين. وقد تحول الحلم أخيرًا إلى واقع، أصبحت حبيبته في النور وأمام الجميع، بعد أن تخلى عن عقده، تاركًا كل هموم الماضي، لا يلتفت إلا لسواها. يكفيه النصف الضائع من عمره، ليستقبل الآتي معها وبرفقتها، حتى لا تصيبه التعاسة في ابتعادها عنه. وقد تأكد له الآن أنه إذا خسرها، خسر حياته معها.


أنا هفضل جنبك

وهعيش سنيني معاك،

يا حبيبي كلها،

وهطمن قلبك وهملي عيني

بأحلى دنيا أنا شوفتها.


انتظروا الحلقة القادمة ومتابعة شاملة لتفاصيل حفل ليلة الزفاف.


يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة