-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 21 - 2 الاربعاء 1/1/2025

 قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الواحد والعشرون

2

تم النشر يوم الأربعاء 

1/1/2025

استيقظت على رنين هاتفها فقفزت عاليا وهي تجده شقيقها:

-يوسف، طمني عنك.


رد بصوته المبتهج:

-أنا الحمد لله يا ملوكه متقلقيش عليا زي الفل.


نهضت من فراشها تتجه لغرفة والدتها:

-طيب طمن ماما عنك بقى أحسن كل يوم عياط لما وجعتلي قلبي.


رد فورا:

-مش انتي مفهماها اني في شغلانه في بورسعيد زي ما قولتلك!


نظرت لوالدتها وهي تنتظر بلهفة أن تناولها الهاتف:

-ايوه، بس ما أنت عارف بقى يا سيدي أنت الحته الجوانيه وهتموت نفسها عشانك.


ناولتها الهاتف فصرخت بلهفة:

-أنت يا واد أنت مش قيلالك تكلمني كل يوم!


هز رأسه وكأنها تراه:

-معلش يا أمي بس أنا شغال على مركب في المينا زي ما فهمتك وممنوع التليفونات عشان منصورش حاجه كده ولا كده، وأديني أول ما بروح السكن بكلمكم على طول.


سألته بقلب أم ملتاع:

-بتاكل كويس يا يوسف وبتنام حلو؟


رد يؤكد لها:

-ده الاكل هنا خمس نجوم يا حبيبتي، المهم بس متنسيش تدعيلي.


ردت باكية:

-دعيالك أنت وأخواتك ربنا يبعد عنكم الشر وولاد الحرام ويخلصنا من اللي أذونا ولسه عايزين يأذونا.


سحبت ملك منها الهاتف:

-هاتيه بقى ملحقتش أكلمه.


ابتعدت قليلا عن والدتها وهمست:

-طمني، هيسبوك امتى؟


رد بعد تنهيدة طويلة:

-مش عارف ومش عايز رجلك تغرز في الحوار ده.


عقبت باستسلام:

-غصب عني يا يوسف.


صرخ بها:

-بقولك ايه، لا غصب عنك ولا غيره، ابعدي خالص عن الحوار ده ومتعمليش زي المرة اللي فاتت وتدبسي نفسك في مصيبه.


صمتت فصاح مجددا:

-سمعتيني ولا اقول تاني؟ ابعدي خالص يا ملك عن الحوار ده انتي مش اد الناس دول، والظابط ده مش عايز غير مصلحته عشان يترقى، بس مش على حسابنا، فاهمه!


وافقته فتنهد بارتياح وهتف:

-رشوان أخد استمرار حبس والظابط بيأكدلي انه هيتحدد له جلسه محكمة يعني الموضوع لسه مطول.


استمعت له بانصات وهو يتابع:

-مخيرني بين حاجتين الاتنين أصعب من بعض يا ملك ومش عارف اختار.


سأته بلهفة:

-طمني؟ عايز منك ايه البني آدم ده؟ منا بلغته إن حما أشرقت وحما حياة شغالين معاهم وكمان ابو اللي ماتتسمى مرات رشوان.


رد بزفرة قوية:

-المعلومات دي مش كفايه بالنسبه لهم.


ضحكت ساخرة:

-هم كانو يطولو يعرفو كل ده؟ دول مكانوش عارفين إن العصابه دي لها عيون جوه البوليس، واديهم عرفو حاجات كتير، يبقى كفايه عيلنا كده ويخرجوك بقى.


رد وقد يأس من إيجاد حل:

-طالب مني ابلغ عن المكان اللي ادفن فيه بابا الله يرحمه عشان طول ماهو مش معروف لا مكانه ولا إنه مات هتفضل القضية متعلقه ورشوان هيطلع منها زي الشعره من العجين، وهو عايزه يتعك فيها بمؤبد أو اعدام 


رفضت فورا بخوف:

-ما أنت لو بلغتهم إن بابا مات هتلبسها أنت يا يوسف لانك من الورثه للمخزن ده.


أومأ هازا رأسه:

-ماهو مخيرني بقى انه يخليني شاهد ملك لاني ساعدتهم من الأول واعترف على رشوان انه بيستخدم المخزن من الباطن بس ساعتها...


صمت طويلا فتخوفت من القادم:

-بس ساعتها ايه يا يوسف؟


رد مبتلعا ريقه برهبة لا مثيل لها:

-ساعتها ممكن المنظمة دي تنتقم مني لما الرجاله بتوعها يتكشفو خصوصا اني معرفش معلومات كفايه عن مين معاهم ومين عليهم ومش هيقدرو يحموني، يا اختار الحل التاني.


انتظرت أن يخبرها بتفاصيل قد تبدو خارجة من فيلم امريكي بتصنيف مغامرة:

-أني ابلغهم مكان بابا وافضل كده مختفي عشان ميعرفوش مكاني لحد ما يمسكوهم كلهم، يعني اتحرم منكم العمر كله لاني مش متفائل انهم يقدرو يمسكوهم اصلا، وحتى لو قدرو مش هيقدرو على اللي برا.


تنهدت حزنا وسألته:

-يعني وراك البحر وقدامك النار!


هز رأسه متمتما بالإيجاب فصمتت قليلا تفكر في الأمر وهتف بعد أن توصلت لحل:

-رشوان هو الحل يا يوسف.


انتظرها أن توضح أكثر:

-أنت قولت أكتر من مرة إننا مش قد الناس دول، حتى رشوان بجلالة قدره لما زعل حماه اللي يهمهم اكتر منه عنه باعوه، يبقى كلام رشوان صح يا يوسف لما قالي انه مدخلش الشغل ده بمزاجه ولا يقدر يطلع بمزاجه، بس يقدر يحمينا لما يخرج.


انتبه لتقبلها الأمر بهذا الشكل:

-رشوان بيحبني ومستعد يعمل اي حاجه عشاني، وأنا هطلب منه يحميك.


امتعض وجهه رافضا:

-زي ما عرف اني بلغت عنه فالأكيد هيعرف إن ليكي تواصل مع الظابط، متعتمديش على حبه ليكي ﻷن رشوان الدخاخني مبيحبش حد ولا حتى بناته.


اختنقت بعبراتها وهي تخبره:

-ما احنا لازم نحمو نفسنا بأي شكل، وأنا لو شاكه بس إن البوليس هيحمينا مكنتش اترددت لحظه واحده يا يوسف، بس اللي متأكده منه إن حتى البوليس والأمن الوطني مش اد الناس دول وإلا كانو مسكوهم من زمان والشغل ده داير من أيام الدخاخني الكبير جد رشوان.


انتظرها أن تدلي بكل ما بجعبتها:

-أنا هقول لرشوان اني وافقت اتعاون معاه عشان متحفظ عليك، وطول ما أنت تحت اديهم مش هيكون عندي حل غير كده وهو بقى عليه يخرجك من الورطه دي بأي شكل.


حاول مراجعتها ولكنها انهت المكاملة بشكل ذكي:

-ماما بتنادي عليا ولو عرفت أني لسه كل ده بكلمك هتشك إن في حاجه، ابقى كلمني بكره لما ترجع من زيارة رشوان.


❈-❈-❈

استقبلت رسالته المتكررة منذ ذلك اليوم وهي تقرأها ولا ترد.

-مش بتردي عليا ليه بقالك كذا يوم؟

-طيب بتقري الرسايل ومش عايزه تردي ليه بس؟

هو انا زعلتك في حاجه يا ورد؟

-انا من ساعة ما خرجنا سوا ومش قادر أخرجك من بالي.

-من فضلك ردي.


طبعت أحرف ردها بيد مرتعشة

=عايز مني ايه؟

رد فورا بدون تفكير

-عايز اطمن عليكي.

=بس أنا مش هينفع اكلمك ولا أخرج معاك تاني عشان انا مخطوبه زي ما قولتلك.

-وأنا مطلبتش غير تطمنيني عنك ولو برسالة، أنا حتى محاولتش اتصل بيكي ومقضيها رسايل.

-انا عايز اطمن عليكي خصوصا لما عرفت إن باباكي اخد 15 يوم على ذمة التحقيق.


بكت رغما عنها فأتت رسالته

-طيب أنتي كويسه؟

-محتاجه حاجه؟

=ﻷ شكرا.

-طيب مش عايزه تخرجي تغيري جو شويه؟

=ﻷ.

-ليه بس؟ هبسطك والله خالص وهرجعك مودك حلو.

=ﻷ.


وجدت هاتفها يصدح برنينه ﻷول مرة يهاتفها فردت قبل أن تستمع والدتها لصوت الرنين:

-متصل عايز ايه؟


أجابها بتنهدية عميقة:

-عايز اسمع صوتك وأطمن عليكي.


بكت بصوت مسموع فهتف:

-ليه بس العياط؟


أجابته بغصة مؤلمة:

-أنا مخطوبه يا حمزة وبحب خطيبي وأنت بطريقتك دي بتحسسني اني بخونه.


رد بعد أن ترك مقعده ووقف ينظر للمارة بالشارع من شرفة شركته:

-بتخونيه؟ للدرجة دي!


أومأت تؤكد:

-حتى لو بنتكلم على سبيل الصحوبيه، هو لو عمل كده انا هطين عيشته وهعتبره بيخوني يبقى أولى بيا معملش كده خصوصا في غيابه.


وكأنها وضعت يدها على ورقته الرابحة:

-بالظبط، في غيابه، أنتي جبتي الخلاصه يا ورد.


لم تفهم مقصده فتابع هو بصدر رحب:

-تقدري تقوليلي يوسف فين؟


أجابت ما تعلمه بواسطة صديقتها:

-عنده شغل في بورسعيد و...


قاطعها متسائلا:

-بيكلمك يعني كل يوم يطمن عليكي ويطمنك عليه؟


أطرقت رأسها حرجا وكأنه يعلم الفجوة بينهما فتابع:

-تنكري أنه رفض جوازكم وأكتر من مرة.


تفاجئت بعلمه تلك الحقائق، فلم يبخل عنها بتوضيح:

-أنا عرفت من المعلم رشوان، فضفض معايا مره وقالي انه حددلكم مرتين ميعاد لكتب الكتاب ويوسف رفض واتهرب بكذا حجه.


بكت ألما فتابع:

-يوسف كان بيتسلى ولما أخته وقعت في الفخ ده كره كل حاجه كانت سبب في اللي حصل، صح ولا أنا بهرتل؟


سحبت نفسا عميقا بداخلها وطردته بصوت مسموع واستمعت له:

-ردي عليا.


هزت رأسها تؤكد:

-ايوه، معاك حق.


ابتسم لشعوره بالنصر:

-يبقى اللي باعك بيعه وفكري في نفسك.

=بسس.


قاطعها فورا:

-من غير بس، أنا مبقولكيش حبيني وانسيه، أنا بقولك تدي نفسك فرصه تشوفي وضعك كده أفضل ولا لما تغيري حياتك؟


ابتلع ريقه وأكمل:

-انا مش هكدب عليكي واقولك اني دايب صبابا ومستني اليوم اللي متشوفيش فيه غيري.


استمع لصوت تنفسها المرتبك والمتوتر وهو يضيف:

-أنتي عجباني وحاسس بحاجه بتشدني ناحيتك ولو أنا شايف إن بالك مشغول بجد كنت انسحبت عشان أنا راجل صعيدي ومحبش البنت اللي بحبها تكون بتفكر في غيري، بس انا عارف انه لعب عيال ولحد ما تشيلي الأوهام اللي في دماغك وفي قلبك هنفضل صحاب، صحاب وبس يا ورد بس عايز ابقى جنبك وقريب منك عشان أنتي تهميني، ها موافقة؟

يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة