-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 24 - 2 الخميس 23/1/2025

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الرابع والعشرون

2

تم النشر يوم الخميس

23/1/2025

وضعت راحتها على فمه تمنعه من تهديدها:

-بلاش، بلاش تحسسني انك بتهددني يا رشوان، أنت معاك حق، أنت فعلا نفذت كل كلامك وأنا اللي رجعت في كل كلامي وبعد اللي أنت عملته عشانا ابقى معنديش أصل لو فكرت اعمل أي حاجه تزعلك مني تاني، بس من غير تهديد.


قبل راحتها الموضوعة على فمه ورد وهو ناظرا بحدقتيها مركزا بهما:

-مش تهديد، بس أنا كمان خلصت كل فرصي مع الناس اللي شغال معاهم، ومش هعرف احميكم بعد كده.


هزت رأسها تبتسم له وكأنها تبدي موافقة مسبقة:

-أول وأهم حاجه إن كل الناس وأولهم أمك هيعرفوا اني دخلت عليكي، فاهمه؟


وافقته فأكد بجدية وملامح عابسة:

-مفيهاش نقاش ولا كلام ولو حد عرف حتى لو مين مش هسكت.


هزت رأسها وهو يؤكد:

-أنتي مراتي وهتفضلي مراتي مهما حصل وتحت أي ظروف، يعني لو ابوكي طلع انهارده من قبره هتفضلي مراتي برده، بس لو طلعتي سرنا بره هتضطريني آخدك عافيه يا ملك وأنا مش عايز كده.


وافقته ترد بصوت متحشرج:

-موافقه من غير تهديد يا رشوان، عشان خاطري قول كل شروطك من غير تهديد، ﻷن تهديدك ده اللي بيحسسني اني في جوازه غصب وعيشه غصب وده السبب اني مش قابله ولا حاجه فيها.


صر على أسنانه وعض على شفته يقول بصوت خشن:

-أنا فاهم، بس ده مش تهديد، أنا بس بعرفك إن زي ما فرصي خلصت مع الشبكه اللي شغال فيها انتو كمان فرصكم خلصت معايا.


وافقته فتابع:

-تاني حاجه يوسف هيشتغل معايا زي اتفقانا وده مفيهوش نقاش، ومن بكره مش بعدين.


هزت رأسها مجددا فابتلع ريقه ناظرا لشفتيها يشتهي تقبيلها:

-وطول الفترة اللي هنعيشو فيها مع بعض ولحد ما نقررو إن الدخله هتحصل عايزك تتعاملي معايا أني جوزك وحبيبك مش ابوكي ولا ابو صاحبتك ولا المعلم رشوان اللي بتخافي منه.


تنهد وأضاف:

-تسبيني أقرب منك وأحاول اعودك عليا عشان تبطلي تشوفيني بالصورة اللي مخلياكي رفضاني دي، يعني تشيلي الحواجز اللي بينا دي خالص.


قالها وهو يسحبها من خصرها يقربها منه أكثر وأكثر وتابع حديثه وفمه ملتصق بخاصتها:

-القرب بينا هو اللي هيخليكي تقبليني يا ملك.


قبلها قبلة عميقة لم تبادله إياها فابتعد ونفخ مستسلما:

-أنا عارف أنك عيشتي 17 ولا 18 سنه شيفاني الراجل اللي رباكي وفي مكان أبوكي وصعب الفكرة دي تتغير بين يوم وليلة، بس إحنا لازم نحاولو عشان أنا مش ناوي اسيبك لحد ما أموت، فاهمه؟


هزت رأسها موافقة فابتسم وهمس بأذنها:

-بحبك يا ملك، بحلم باليوم اللي تقبلي فيه لمستي، عشان خاطري متحسسنيش بالرفض عشان ده إحساس وحش أوي من حد بتحبه وبتتمنى بس تكون كل حاجه في حياته.


عاد بجسده للوراء وابتسم لها فأطرقت رأسها لأسفل فما كان منه إلا أن رفع وجهها بسبابته وسألها:

-موافقه على كل اللي قولته؟.


أومأت موافقه فسألها:

-طيب موافقه أبوسك؟


ارتبكت ولكنه لم يمهلها فرصة للرد فقبلها من جديد ولكنه لم يطل تلك المرة بقبلته وتركها واقفا:

-هي فين الشاشه؟


لم تفهم مقصده فضحك وفسر لها:

-أمك مش عملالك شاشه عشان الدخله؟


مسحت العرق الذي غزا جبينها من توترها وخجلها وتحركت ناحية الكومود وأخرجت منه تلك المحرمة البيضاء وناولته إياها، فدخل المرحاض وأحضر شفرة حامية وقام بإحداث شق صغير بيده ووضع المحرمة عليه ليوقف نزيف الدماء فطبعت دماؤه عليها وأزالها بعد أن توقف النزيف الخفيف فنظر بها ليجد بضع قطرات طبعت على المحرمة، فناولها إياها موضحا:

-طبعا أنتي فاهمه ده ايه؟


أومأت وقد اكتسحت حمرة الخجل وجهها ولكنه ظل يرمقها بنظرات عادية وكأنه لم يفعل شيئا يخجلها:

-بكره لو امك ولا صفية كلموكي هتقوليلهم اننا دخلنا، ولو حد جه يطمن عليكي هتوريهم دي، تمام؟


أومأت بوجه مكتسح بحمرة الخجل فابتسم وقبلها من وجنتها:

-مبروك يا عروسة، واعملي حسابك بعد بكره هنسافرو شهر العسل.


ردت على الفور تخبره:

-بس الامتحانات يوم السبت لو هدخلها يعني!


هز رأسه وسحبها من خصرها يحتضنها متسائلا:

-تحبي اوديكي عند مامتك يومين الإمتحانات دول عشان تركزي في المذاكرة؟


أومأت بفرحة:

-ياريت، حتى كل كتبي هناك


ربت على ذراعها:

-خلاص يا ملاكي، لو امك جت بكره روحي معاها مع اني ملحقتش اشبع منك

❈-❈-❈


طرق الباب ففتح له صهره مبتسما:

-أهلا أبو نسب.


صافحه واحتضنه وسحبه للداخل مرحبا به:

-عامل ايه يا حسن؟ فينك كده؟


رد متجهما:

-في الشغل ما أنت عارف.


جلس على الأريكة بالصالة ونظر حوله يتسائل:

-فين سهر؟


أجابه مبتسما:

-في المطبخ مع سالي يا سيدي بيجهزو عشا بدل اللي مراتك حرقته.


ضحك عماد عاليا فتصنع حسن الضحك:

-طيب معلش ناديها عشان مستعجل.


رفض بشدة:

-والله ما يحصل، عيب عليك دي أول مره تدخل بيتي يا اخي، نتعشو سوا الأول وبعدها خدها وروحو.


رفض بلباقة:

-معلش يا عماد أنت عارف بصحى من النجمة وبجد هلكان وعايز أنام.


خرجت سهر بتلك اللحظة تحمل أطباق الطعام وسالي من خلفها ترحب به:

-اهلا يا حسن، يلا العشا جهز خلاص.


رمقها بنظرة حارقة مما ترتديه من منامة حريرية غير مناسبة للظهور أمام الغرباء ففهمت نظرته المتوعدة، ولكنه اضطر للجلوس على مائدة الطعام بعد أن أصر عليها صهره وبدأ يتناول لقيمات والآخر يمزح:

-مراتك طيرتلي بتاع كيلو لحمه يا سيدي، حرقته خالص.


اعتذر منه:

-حقك عليا وليك عندي عزومة سمك معتبره.


أشاح الآخر بيده:

-يا راجل عيب عليك وبعدين الحمد لله مش شاريها، هو أنا لو كنت شاريها كنت هبقى بضحك كده.


ضحك عاليا بسماجة فلم يفهم حسن سبب ضحكاته ولكنه تابع:

-ده أنت فاتتك الليلة بتاعة المعلم رشوان، ده فرق لحمه على كل أهل الحارة ومن غير حساب كأنه لاقيها.


ضحك عاليا وحسن يمضغ الطعام بحريق وقد شعر بمرارة اللحم بداخل فمه، فترك الشوكة من يده ونظر لنظراتها المتوجسة وهو يخبرها:

-يلا غيري هدومك خلينا نمشو.


حاول عماد التمسك به ولكن منعته زوجته بحركة خفية منها فصمت وانتظر الآخر زوجته حتى انتهت من ارتداء ملابسها وسحبها من راحتها ونزل الدرج وهو يضغط على يدها بقوة وأشار لسيارة أجرة لتقلهما لمنزلهما فابتلعت ريقها وهمست له:

-مصدقتش نفسي لما بعتلي رساله تقولي انك جاي تاخدني.


رد بعصبية حاول إخفائها حتى لا يلاحظها السائق:

-ماهو لا كان ينفع اسيبك عند اختك بعد ما عرفت انها بتسيبك مع جوزها لوحدكم عادي، ولا كان ينفع اسيبك تنزلي لوحدك في الوقت ده، كنتي هتجيلي ولا حتى لو هتروحي لأبوكي.


تنهدت وتعلقت بذراعه ترجوه:

-طيب ممكن تهدا ولما نوصلو بيتنا نتكلمو بالعقل.


أومأ وخلل أنامله بخصاتها فابتسمت وترجلت معه فور وصولهما وصعد لطابقهما ودلف تاركا إياها خلفه فأطرقت رأسها ودلفت بخطوات بطيئة ووقفت بمنتصف الصالة تنظر لظهره وهو يوليها إياه، وقبل أن تبادر بأي حديث هدر بها هو:

-طبعا كل ال+++ اللي حصل منك ده مش هيتكرر تاني، ده لو عايزه تفضلي على ذمتي.


صمتت ترمقه بنظرات حزينة ولكنه لم يهتم وتابع:

-لبس زي الزفت قدام جوز اختك وكمان بتقعدي لوحدك معاه و...


قاطعته فورا:

-والله دي أول مره تحصل، وهي نزلت تجيب طلبات ومكانش موجود وجه قبلها بشويه يعني...


قاطعها هو بحدة عاتية:

-الكلام ده ميهمنيش في حاجه، المهم انك كنتي معاه لوحدكم وده مش مقبول فاهمه ولا أقول تاني؟


أومأت له فتنفس بحدة وسألها:

-طبعا انا جبتك هنا وأنا معرفش قرارك ايه؟ عايزه تروحي ﻷبوكي ولا تيجي معايا؟


ردت تشير لنفسها:

-أنا هنا أهو، يعني لو كنت عايزه اروح لبابا كنت قولتلك وصلني عنده.


اقترب منها وهي تتضيف:

-أنا سامحتك من ساعة ما بعتلي أنك جاي بس.


صمتت مطرقة رأسها وباكية:

-أنا مش عارفه احنا ليه بقينا كده؟ ده انت عمرك ما زعقتلي ولا عمرنا اتخانقنا، ازاي الحال وصل بينا لكده؟


رد متجهما:

-من اسلوبك يا سهر، أنا كنت رد فعل بس.


اقتربت منه تتعلق بعنقه:

-وملك؟


أنزل راحتيها مجيبا بغضب:

-تااااني، شوفتي بقى إنك مش عايزه تجبيها لبر.


بكت فرفع وجهها ينظر لها وتكلم بهدوء مغاير لما بداخله:

-كل السنين اللي بينا دي وعشان لحظة صغيره اتهزيت فيها علقتيلي المشنقه! خلاص كل اللي عملته وبعمله عشانك راح؟


نفت تتعلق مجددا بعنقه:

-ﻷ مراحش، أنا بس خايفه تكون معايا وقلبك مش هنا.


احتضنها يرفعها لطوله وحرك رأسه نافيا:

-أنا هنا بجسمي وعقلي وقلبي.


ابتسمت فتنفس عاليا وهو ينظر لشفتيها المرتعشتين فأغلقت عينيها تستعد لقبلته الحتمية، ولكنه فاجئها وهو يبتعد عنها فاتسعت حدقتيها وقد شعرت بنفسها تتهاوى وتسقط ببئر مظلم ولكنه ابتسم يشاكسها:

-أنا مكلتش عند اختك وجعان، أكليني الأول وكل اللي بتتخيليه هيحصل واكتر كمان.


قضمت شفتها السفلى بخجل وأطرقت رأسها ﻷسفل فاقترب منها وقبل وجنتها:

-بلاش كسوف انهارده بالذات، ده احنا متجوزين من شهرين وشويه وملمستكيش لحد دلوقت.


هزت رأسها وهرعت للمطبخ تنظر بحافظة الطعام لكنها لم تجد أي شيئ صالحا للأكل فخرجت تخبره:

-حسن، ده مفيش اي حاجه في التلاجه هو أنت مكنتش بتاكل ولا ايه؟


نفى برأسه فاقتربت منه واحتضنته:

-يا حبيبي.


قبلها قبلة عميقة فابتعدت عنه:

-هطلع حاجه من الفريزر بس هتاخد وقت على ما تفك.


وافقها غامزا:

-وماله وخلينا نستفيدو من الوقت ده.


حملها على الفور فصرخت ضاحكة:

-حسن، طيب استنى أطلع الأكل من الفريزر.


غمز لها وهو يتحرك للداخل:

-مش مهم بقى نبقى نطلبو حاجه جاهزه وخلاص.


ألقى بها على الفراش واعتلاها مقبلا إياها قبلات عديدة ومتفرقة على جسدها فأغلقت عينيها لتترك تلك المشاعر الجارفة بتملكها حتى ارتمى بجوارها يلهث منهكا فأغلق عينيه وسحبها داخل حضنه، فنطقت بنصف حرف ولكنه منعها من الحديث:

-هدوووء، عايز لحظة هدووء يا سهر بعد اللي حصل دلوقت.


صمتت تحكم يدها عليه تحتضنه وهو ساندا رأسه على ظهر الفراش يحدث نفسه:

-أنت كده صح، دي مراتك اللي متعلقه بيك من 10 سنين، وملك خليها حلم جواك، ومش كل الأحلام بتتحقق.


يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة