-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 25 - 3 الجمعة 31/1/2025

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الخامس والعشرون

3

تم النشر يوم الجمعة

31/1/2025

❈-❈-❈

انتبه لحديثها العفوي وهي تتمتم:

-أنا عمري ما شوفت لنا قرايب غير خالي يا يوسف وكأن أبويا مقطوع من شجره، في الأول قبلت عشان فكرت إنه هربان عندهم عشان كده محدش منهم بيجلينا ولا يكلمنا، بس دلوقت ايه سبب إن محدش من أهل بابا الله يرحمه بيودنا.


أشار للعلبة الكرتونية الموضوعة على المنطدة أمامه:

-هاتي الكرتونه دي.


تحركت وأحضرتها فابتسم غامزا لها وهو يخرج العديد من الصور لهم بمراحل عمرية مختلفة:

-الصندوق ده كان تحت سرير ماما.


أومأت بعد أن تعرفت عليه:

-أيوه اللي بتحط فيه صورنا القديمة.


أومأ هازا رأسه واحتضنها وهو يخرج صورة تليها الأخرى ويتذكر أو يذكرها:

-فاكرة الصورة دي؟


نفت فأوضح:

-كنا في العيد وانتي عندك 7 سنين.


أومأت مبتسمة:

-أنا فاكرة الفستان ده، كان المعلم رشوان جايب واحد ليا وواحد لورد.


أومأ هازا رأسه عدة مرات ممتعضا:

-ايوه، كان بيعاملك زي ورد بالظبط.


حاول نفض الحزن عنه فتابع:

-أخدتك وروحنا نتفسحو عند عامود السواري وكنتي مجمعة عيدية من أمي وخالي ومني مش فاكر بتاع 20 جني.


ضحكت على تلك الذكرى وهو يضيف:

-اشتريتي شنطه ونظارة شمس بلاستيك وقولتيلي فثحني يا يوثف، اخدتك تلعبي هناك روحتى مضيعة الشنطه بالنظارة بباقي العيدية وفضلتي تعيطي لحد ما طلعنا الاستوديو نتصورو والراجل فضل يضحكك عشان الصورة تطلع حلوة.


احتضنت ذراعه واتكئت برأسها على كتفه وهو يخرج أخرى وأخرى ويقص لها ذكرى كل واحدة حتى أتت صورة والدها واقفا بجوار والدتها يحملها وهي رضيعه ويوسف يقف بجوارهما فنظرت للصورة بحنين وهمست بحزن:

-تصدق أنا نسيت شكل بابا.


مسح على ظهرها:

-بس انا عمرى ما نسيته.


ركزت بملامحه حتى تتذكرها:

-ماما بعد ما اختفى شالت كل صوره ومع السنين نسيت شكله.


قبلت الصورة تهمس بحنين:

-شكله كان طيب أوي.


أومأ هازا رأسه فتركت الصورة لتحمل صورة أخرى غير ملونة يقف بها طفلين بعمر العاشرة أو أكبر قليلا وملامحهما تكاد تتطابق فاعتدلت بجلستها والتفتت ﻷخيها تسأله:

-هو ده بابا وهو صغير؟


أومأ فأشارت للآخر تسأله:

-وده مين؟


رد بإيجاز:

-اخوه التوأم.


لمعت عينيها وبدت اللهفة واضحة عليها وهي تسأله:

-أنا أول مره أعرف إن بابا له أخ وتوأم كمان.


ضحك مشعثا شعرها براحته يشاكسها:

-وانا والله لسه عارف من كام يوم.


تسائلت بحيرة:

-يا ترى فين عمنا ده؟


رد بعد تنهيدة طويلة:

-كان في المحكمة اليوم إياه وشوفته وماما وقتها قالتلي ده عمك.


نهضت قافزة من مكانها:

-يعني ماما عارفه؟ طب خبت علينا ليه وليه مش بيجلينا طالما عارف مكانا.


رد بحيرة:

-معرفش، كل اللي أعرفه إنه طالما حضر الجلسة يبقى أخبارنا بتوصله، والأكيد إنه شغال معاهم زي بابا زمان.


تسلل الظلام لقلبها فدبلت ملامحها:

-معاك حق، بابا كمان كان شغال مع رشوان.


عادت للجلوس بجواره وهو يعقب عليها:

-طالما جه يبقى عارف إن بابا اتقتل مش هربان وأكيد عارف تفاصيل كتير عن شغل بابا مع الناس دي.


ابتلعت ريقها المر بحزن:

-وليه يسيب ولاد اخوه لوحدهم كده من غير ما يودهم ويسأل عنهم.


هنا دلفت والدتهما تجيب:

-عشان أنا اللي منعته ييجي، أبوكي طول عمره كان يشتكيلي منه وانه مفتري وأكل حقه في ورث ابوه وبقى بيه، وفتحي الله يرحمه اتبهدل وماأخدتش ورث وجه هنا يشتغل ملقاش غير المعلم رشوان قدامه فشغله معاه.


جلست بجوارهما تحتضنهما بساعديها:

-انتو كنزي اللي طلعت بيه من الدنيا وخايفه عليكم اوي من طريق ابوكم وطريق رشوان اللي أخرته سودا يا موت يا حبس.


تنفس يوسف زافرا أنفاسه وحاول أن يطمئنها:

-ربنا مطلع وشايف اني دخلت الشغل ده غصب عني وأكيد هيحلها من عنده.


لحظات واستمعت لرنين هاتفها فأجابته:

-الو، ازيك يا طنط؟


ردت صفيه بصوت بشوش:

-ازيك يا ملوكه، ما تيجي تتغدي معانا ده انا عامله أكل يستاهل بوقك.


حاولت الاعتراض متحججة:

-معلش خليها مرة تانية عشان ماما خلصت الغدا وخلاص بنرص السفرة.


استمعت لصوت رشوان الشبة آمر بجوار صفية:

-قوليلها المعلم بيقولك تعالي.

-سمعتي يا ملك؟ اهو رشوان اللي بتكلم جنبي.


رمقت والدتها وأخيها بنظرة باهتة وأجابت:

-حاضر يا طنط، 5 دقايق وجايه.


بالفعل خرجت من بنايتها فتقابلت مع حسين بالمدخل فابتسم يصافحها بحرارة:

-ملوكة، ايه الحكاية بتحلوي كل يوم كده ازاي؟


ضحكت بخجل:

-اوعى رشوان يسمعك احسن مبيتفاهمش ومش قادر يفهم انكم اخواتي ومتربيين سوا.


تنهد ممتعضا:

-لا هو فاهم كويس بس أي راجل متجوز واحده اصغر منه هيغير عليها من اخوها نفسه، حقك علينا والله يا ملك، محدش عرف يعملك حاجه ويمنع الجوازه دي.


ابتسمت له:

-النصيب بقى، ابقى سلم على خالتي وحبيبة.


لتسمع صوته من الخلف هاتفتا:

-وحسن ﻷ؟


التفتت على إثر صوته فابتلعت ريقها بتوتر فهي حتى الآن تشعر بتلك الكهرباء التي تسري بداخلها فور سماع صوته أو رؤيته، ولكنها عزمت أمرها على نسيانه وستنجح بالتاكيد:

-كنت لسه هقول وحسن طبعا ده أنت اخويا الكبير.


ابتسم ساخرا من حديثها وهو يعلم مغذاه ونطقها لتلك الكلمات:

-وسهر عامله ايه؟


رد ببسمة صفراء بعد أن ألقى بصره ﻷخيه ليترك لهما المجال قليلا:

-الحمد لله، المهم انتي طمنيني عنك.


ردت برقتها العفوية:

-الحمد لله كويسة جدا بفضل ربنا.


اقترب منها وهمس يسألها:

-ازاي سبتيه يدخل عليكي؟


تفاچئت من جرأته ولم تحتاج لذكاء لتعلم أن والدته من أخبرته كما حدث بالسابق:

-جوزي وله حقوق عليا زي اي راجل يا حسن، زيك أنت وسهر و...


قاطعها بحدة:

-طول ما أنتي حاطه سهر قدامك هتفضلي تخسري وبس، أنا عارف اني غلطان وغلطي ملوش حل وفرطت فيكي بس انتي ليه فرطتي في نفسك بس.


لم تجب بل نظرت له نظرة ثاقبة وكأنها تخبره من أنت لتوجه لي اتهامات وأنت من بدأت بترك الحبل أولا:

-عيش مع مراتك يا حسن وسيبني اعيش مع نصيبي وابعد بقى ابوس ايدك، ابعد قبل ما تحصل كارثه اكبر من الرصاصة اللي خدتها قبل كده.


ابتعدت عن طريقه وتوجهت لمنزل رشوان وطرقت الباب واستمعت لصوت ورد من خلف الباب:

-حاضر هفتح اهو.


فتحت فتلاقتا لأول مرة منذ المحاكمة وقبلها تلك المشاجرة فظلتا تنظران لبعضهما البعض وقد انقطع خيط الصداقة بينهما، ولكن صفية أبدا لن تقبل بذلك فهتفت ترحب:

-ملوكه يا حبيبتي نورتي البيت.


دفعت ابنتها من كتفها:

-سلمي على ملك يا بت وبوسيها.


احتضنتها وقبلتها ترحب بها بفتور:

-ازيك يا ملك؟

-الحمد لله.


دلفت الأخرى لتجد رشوان يجلس بانتظارها مبتسما:

-ملاكي، تعالي يا روحي.


جلست بجواره فتحركت صفية صوب المطبخ ساحبة ابنتها معها:

-تعالي نحضرو السفرة.


همت ملك لمساعدتهما:

-آجي اساعدك يا طنط؟


ولكن رشوان سحبها ليجلسها بجواره وهمس:

-خليكي هما هيقومو بالواجب.


جلست فالتصق بها متعمدا ومسك راحتها يقبلها:

-هتباتي هنا ولا ناكلو ونروحو؟


رمقته بنظرة جرو صغير فهز رأسه رافضا:

-وبعدين معاكي، خلينا نروحو على بيتنا بقى وحشتيني ووحشني حضنك.


استمعت ورد لهمسه وهي تتحرك ذهابا وإيابا تضع الأطباق على المائدة فامتعض وجهها وتذمرت لوالدتها:

-أنا لو مكان ملك وواحد أد أبويا بيعمل العمايل دي والله ممكن أرجع.


حدقتها صفية بنظرة حادة:

-اكتمي خالص مش عايزين مشاكل.


خرجت مجددا لتضع باقي الأطباق لتتفاجئ به يقبلها قبلة طويلة من فمها فخجلت عندما انتبه لابنته وهدر بها:

-أدخلي جوه يا ورد.


هرعت للمطبخ تبكي من ذلك المنظر الذي رأته فربتت عليها صفية:

-بكرة تتعودي.


رفضت بحدة:

-ﻷ يا ماما، بابا لما كان بيتجوز عمره ما جاب واحده منهم هنا ولا عمري شوفته في الوضع ده لا معاهم ولا معاكي.


ابتسمت بحزن:

-بس ملك مش غريبه عننا يا بنتي وربنا يكون في عونها وأنا عارفه انها عاصره على نفسها كيلو لمون عشان تستحمل ابوكي، بلاش تقسي عليها يا ورد دي غلبانه والدنيا كلها جايه عليها.


تمدد بجسده على الأريكة بعد أن أشبع جوعه بما لذ وطاب وملس على بطنه يشكرها:

-تسلم ايدك يا أم محمد الأكل زي الفل.


ردت الأخيرة:

-مطرح ما يسري يمري، هتبات فين انهارده يا معلم؟


رد وهو يخرج سيجارته ليشعلها:

-اسبوع كده هقضيه مع ملك في الجونه ولما أرجع هنزل الجدول.


رمقته ورد بنظرة ممتعضة وهو يضيف:

-عشان تبلغيهم بدل ما هيشنقو نفسهم ع الأيام.


ضحكت صفية ساخرة فوقف هو ساحبا ملك من راحتها ودلف غرفة نومه وقبلها من عنقها وهو يشتم عبيرها وهمس:

-هنزل شويه وراجع، فلو عايزه تفضلي هنا او تروحي لمامتك تلمي حاجتك عشان نرجعو البيت تجهزي نفسك للسفر بكره.


سألته بارتباك وهي تحاول الابتعاد عن لمساته الغير مريحة لها:

-هنسافرو الجونه بجد؟


أوما رافعا حاجبه:

-هو انا ههزر ليه في الحكاية دي.


لينحني هامسا:

-يارب تحني عليا بقى وتوافقي إن شهر العسل يبقى عسلين وندخل.


خجلت وارتبكت وتوترت خلجاتها فابتعد رافعا حاجبه الأيسر وحرك رأسه رافضا ردة فعلها:

-مش كده يا ملك أنا مش هدبحك، انتي مراتي وده حقي.


ردت بصوت باك:

-مش قولت هتستنى عليا؟ ده معداش غير اسبوع من يوم اتفاقنا.


نفخ هواءً بقوة طرده خارج رئتيه وسألها بصوت حاد:

-هتستنيني هنا ولا عند أمك؟


ردت مطرقة رأسها:

-عند ماما.


سحبها وخرج بها وألقى السلام وهو يهم بالخروج وأوصلها لمنزل والدتها وغادر متوجها لغريمه والمتسبب بسجنه الذي رحب به مبتسما بسمة واسعة وساخرة:

-أهلا يا ابو نسب.


انعقد حاجبي رشوان بشدة وجلس أمامه يصر على أسنانه:

-الحساب يجمع يا صفوت.


غمز له ضاحكا:

-متبقاش قماص بقى وأكيد اتقابلت مع عزام بيه وعرفت إن الموضوع مجاش مني لحالي، عشان بنتي كان عندي استعداد ابوظلك الجوازه لكن مسجنكش يا رشوان إنما دي رغبه البوص يا معلم.


دفع فنجان القهوة من أمامه براحته متذمرا:

-كان المفروض تنبهني مش تسيبني على عمايا كده.


رفع الأخر راحتيه في الهواء:

-أنا مقدرش اتخطي عزام يا رشوان وأنت عارف ده كويس، هو بعتلي الأوامر دي وهو برده اللي خلص موضوع يوسف، وكله في النهاية أوامر ولو كانت جاتلك أوامر أنك تقتلني كنت هتنفذ من غير كلام، ولا أنا غلطان.


زفر رشوان فسأله الآخر:

-اتقابلت معاه؟


أومأ فسأله:

-طيب اتكلمتو في ايه؟


أجاب ممتعضا:

-عرض عليا يتحمل مبلغ الخسارة بتاعة البضاعة اللي اتمسكت عشان الناس بره متحطش عليا..


سأله صفوت بحيرة:

-والمقابل؟


أجابه رشوان بصوت متحشرج ومختنق:

-أطلق ملك.


انحنى صفوت للأمام وفتح علبة صدفية أمامه مخرجا منها سيجارا غليظا قام بتشذيبه وناوله لرشوان وأشعله له وهو يتسائل:

-وأنت رفضت العرض ده؟


أومأ:

-بقت مراتي خلاص، ايه لازمه الطلاق.


حك صفوت شعره يتسائل:

-وعندك استعداد تدفع المبلغ ده للشبكة؟ معاك أصلا تمن البضاعة دي؟


نفى برأسه فضحك معقبا:

-طبعا، مين معاه ملايين الملايين، عزام بيه اختار أكبر مخزن وسلمه كده لمجرد أنك تطلق بنته.


عض رشوان شفتيه:

-مش عارف أعمل ايه؟ كل اللي قدرت عليه اني طمنته إن مكان يوسف محفوظ وهو اللي هيمسك الشغل معايا.


عقب عليه الآخر:

-والله أنا ما خايف إلا من يوسف ده، ولد متهور وممكن يخرب الدنيا، وهو مصمم يمسكه الشغل كأنه وريث الخلافة.


ضحك رشوان ساخرا:

-خوفي من يوسف مش من كده، أنا خايف ليخلصو مني بعد ما يمسك هو الشغل.


أومأ صفوت:

-ممكن برده، عزام ملوش أمان ولا له عزيز واللي قتل أخوه مش بعيد ابدا يخلص منك لو وقفت في طريقه، نصيحه مني يا رشوان انت جوز بنتي ومهما كان أنا خايف عليك، اسمع كلامه وطلقها ومتقفش قصاد عزام أبدا ﻷن قوته كافيه تدمرنا كلنا وأنت عارف ده كويس، ممكن يصفي الشبكة اللي هنا كلها وعملها قبل كده.


علق عليه رشوان:

-أيوه ماشي بنظام أهدم وابني من جديد، متصلحش.

-بالظبط، عشان كده بقولك متتحدهوش هو لما جه وانتحل شخصية أخوه واشتغل صبي عندك كان عشان يفور الشبكه دي كلها ولما اطمن مشى ومبصش وراه لا لمراته ولا لعياله، فتفكتر ممكن يعمل حساب السنين اللي أنت خدمت فيها الناس بره ولا حتى السنين اللي ربيت عياله بداله!


امتعض وجه رشوان والآخر يستطرد:

-طلقها وخرج نفسك من الفخ ده.


رد مطرقا رأسه بامتعاض:

-مش هقدر يا صفوت، بحبها.

يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة