رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 23 - 2 الأحد 19/1/2025
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الثالث والعشرون
2
تم النشر يوم الأحد
19/1/2025
لم تتوقف عن البكاء يوما منذ أن جاءت للمكوث بمنزل أختها فاقتربت منها سالي تربت عليها:
-وبعدين معاكي، هتفضلي كده ﻷمتي؟ ولو فاكره إن أمك وابوكي مش هعيرفو إنك هنا تبقى بتحلمي.
نظرت لها ممتعضة:
-قولي انك زهقتي مني و...
قاطعتها بحدة:
-أنتي اتهبلتي؟ هو أنا لما بقولك ارجعي بيتك عشان تتصالحي مع جوزك أبقى كده أنا الوحشه! خلاص يا سهر خليكي هنا أما نشوف أخرتها.
وقفت تتنهد والتفتت تضع حجابها:
-انا نازله اجيب العشا، زمان عماد جاي من السهرة بتاعة المعلم.
وقفت تنظر لها بلهفة تتسائل:
-هو أخد براءة بجد؟
أومأت تؤكد:
-ايوه ودابح ييجي 4 عجول وعمالين يفرقو لحمه وعاملين هيصه كبيره خالص في الحارة، وأمك وابوكي هناك كمان بيقومو بالواجب.
هزت رأسها فنزلت أختها وعادت للجلوس بمكانها وأمسكت هاتفها تنظر للتسجيل المرئي لعقد قرانها واوجه الجميع المبتسمة ما عدا وجه غريمتها الذي كان متجهما حتى وهي ترقص لهما، فصرت على أسنانها بغل وهي تنتوي القصاص لنفسها مما مرت به.
لحظات واستمعت للباب فظنت أن اختها عادت بتلك السرعة:
-لحقتي ترجعي؟
تفاجئت بزوج اختها المبتسم:
-ده انا، هي سالي نزلت؟
أومأت بخجل:
-نزلت تجيب عشا.
ضحك وتحرك بترنح ويبدو انه إما ثمل أو مخدر:
-المعلم وزع لحمه ع الحارة كلها.
ناولها الورقة المطوية وبداخلها اللحم:
-ما تحمريهولنا على سالي ما ترجع.
وافقته وتحركت من أمامه دالفة للمطبخ فنظر لخلفيتها وهي ترتدي منامة زوجته فبدت عليها وهي تتحرك أمامه بشكل مختلف عن جسد زوجته النحيف فشعر بسخونة جسده بعد أن همس لنفسه:
- رفيعه بس عود عن اختها المسلوعه.
عاد يوبخ نفسه فترك مكانه ودلف غرفته صافقا الباب بقوة مبتعدا عن أفكار الشيطان التي سولت له رؤية مفاتنها وهي محرمة عليه فهمس لنفسه:
-ده الصنف اللي وزعه المعلم عالى أوي، فينك يا سالي قبل مفعوله ما يروح.
وبالمطبخ وقفت هي تطهو اللحم فتفاجئت بهاتفها يعلن رنينه باسمه الذي افتقدته، فأجابت فورا ولكنها اصطنعت عدم الاهتمام:
-الو.
صوت أنفاسه من الجهة الأخرى جعلتها تهمس متسائلة:
-أنت عرفت؟
سألها بحيرة:
-عرفت ايه؟
ضحكت مستهزئة:
-إن المعلم رشوان خرج.
همهم مؤكدا:
-عرفت، بس وأنا مالي وماله.
سألته بعد أن زمت شفتيها ممتعضة:
-أومال أنت متصل وحالتك عامله كده ليه؟ مش عشان عرفت.
دفع لسانه بخده من الداخل يحاول إخفاء مشاعر الضيق الذي يشعر به:
-أنا متصل عشان حسيت إنك طولتي عند اختك وكنت فاكر إن في أمل منك، بس الظاهر إنك مصره ع اللي في دماغك.
بكت وهي تسأله:
-يعني أنت مزعلتش انه خرج؟
رد صارا على أسنانه:
-ﻷ زعلت واضايقت وقاعد بشد في شعري يا سهر، وأنتي يا بنت الناس قدامك حاجه من اتنين يا ترجعي بيتك وتحاولي تنسيني عمايلك وكلامك وتصرفاتك اللي خلتني اضايق منك، يا تفضلي عندك بس ساعتها الأكيد اني هطلقك عشان مبقاش عندي طاقه خلاص.
اتسعت حدقتيها منذهلة منه:
-بعد كل السنين دي زهقت وعايز تطلقني! ربنا يسامحك يا حسن على كسرة نفسي وكرامتي اللي انداست بسببك، بس ملحوقه ولو أنت فعلا خلاص مش عايزني يبقى كل واحد يروح لحاله يا حسن زي ما قولت.
تنفس بحدة واستمعت لصرير أسنانه:
-طيب ارجعي نتفاهم.
ردت بغضب:
-أنت مستكبر تيجي تصالحني؟
هدر بها:
-أنا مقولتلكيش امشي من الأول يا سهر عشان أجي أصالحك، ارجعي واغزي الشيطان خلينا ننفاهمو بالعقل يمكن ربنا يروء لنا الحال.
ترددت وظلت تفكر حتى خرج صوت عماد الهاتف:
-أنتي سايبه اللحمه ع النار يا سهر لما اتحرقت.
التفتت له تعتذر منه:
-معلش يا عماد سهيت وأنا بكلم حسن.
تناول منها الهاتف بنفس وقت رنين الباب:
-هاتيه اسلم عليه وروحي افتحي لاختك.
بعد السلامات ناولها هاتفها مجددا فسألها حسن بعد أن انعقد جبينه بشكل غاضب:
-هو أنتي كنتي قاعده في البيت أنتي وهو وأختك مش موجوده؟
أومأت توضح:
-دي نزلت 5 دقايق تجيب حاجه من تحت.
أخرج زفرة قوية وعالية وصاح بها:
-فورا تنزلي من عندك وترجعي البيت يا تروحي تغضبي عند ابوكي، إنما ال+++ اللي أنت عملاه ده مينفش.
ابتلعت ريقها فأغلق بوجهها وجلس يتنفس بحدة وصدره يعلو ويهبط.
❈-❈-❈
لم تهتم للهرج بالخارج ولكنها ظلت تحتضن فلذة كبدها وتقبله وتمسح على ظهره وهو صامت متجهم لا يتحدث معها فنظرت له متسائلة بملامحها القلقة فأجابها فورا:
-ازاي وافقتي إن ملك تروح على بيته يا ماما بس!
ردت مستسلمة:
-ماهي مراته يابني هنعملو ايه بس! وأديه هنا اهو من ساعة ما خرج.
ترقرقت عينيه بالعبرات:
-أنا حاسس إنه ساومها على حاجه جديده عشان كده صممت تروح وحتى مجاتش تمثل إنها بتحتفل بخروجه.
ربتت على كتفه تواسيه وتواسي نفسها:
-الكلام ممنوش فايده، هي بقت مراته وخلاص، متفضلش تهري في نفسك وربنا يحفظها بقى أنا خلاص تعبت والله.
شرد قليلا وهو يتذكر نظرات ذلك الرجل بتلك العيون المألوفة له فسأل والدته:
-انتي ليه معندكيش صور لابويا خالص؟
ابتسمت تتنهد:
-بعد اللي حصل أختك كانت كل ما تشوف صورة هنا ولا هنا تفضل تعيط وتسأل عنه فشيلتهم من قدامها عشان....
قاطعها متسائلا بلهفة:
-هم فين؟
أشارت لغرفتها:
-هتلاقيهم في الصندوق تحت السرير.
هرع دالفا غرفتها وانحنى يبحث بداخل الصندوق ونظر للصور المتعددة التي تجمع والديه معا ومنها ما كان متواجد هو بها وهو صغير وهمس لنفسه:
-الملامح مش هي بس نفس العيون، معقول يكون هو!
دفعته والدته تسأله باهتمام:
-في ايه يا يوسف ما تفهمني مالك؟
حرك رأسه تجاهها:
-كان في واحد انهارده في المحكمة شبه ابويا اوي، كأنه أخوه و...
قاطعته تؤكد مبتسمة:
-ايوه شوفته، مش اللي كان لابس بدله سودا. وحاطط نظارة فوق راسه.
أومأ متلهفا:
-هو، أنتي تعرفيه؟
أومأت ضاحكة:
-طبعا، ده عمك عزام.
انتبه لحديثها:
-جالي بعد 7 سنين من موت فتحي يقولي أنا موجود لو احتاجتي حاجه وطبعا كان عايز يتجوزني بس أنا طردته وقتها.
تعجب مما تخبره به:
-بس أنتي عمرك ما جبتيلي سيره عنه ولا...
قاطعته توضح:
-عشان مكنتش هتسكت إلا لو اتعرفت عليه وجبته وسطنا وأنا مبرتحلوش الراجل ده من يوم ما شوفته، واديه بعدها مورناش وشه الا انهارده.
جلس يتنهد بيأس:
-شبه ابويا اوي، كأنهم فوله وانقسمت نصين.
ضحكت تضربه على كتفه:
-مش أوي كده، هم توأم فطبيعي يبقو شبه بعض، انما كل واحد فيهم له شخصية غير التانية، ابوك كان راجل راجل اوي ومحترم وابن حلال، انما ده عيل، عيل في كل تصرفاته يا يوسف كان ساعات بييجي اول الجواز لما ابوك يسافر ويفضل قاعدلي لحد ما اطرده، لو بتحبني وعايزني مطمنه يبقى تبعد عنه خالص، أنا مش ناقصه وجع دماغ ومش عارفه ايه اللي جابه انهارده وعرف منين باللي بيحصل.
رد مؤكدا:
-التفسير الوحيد أنه يكون شغال مع المعلم والناس اللي تبعه.
هزت رأسها تؤكد على حديث ابنها ووقفت تاركة مكانها:
-ربنا يبعدنا عنهم ويحفظكم ليا يارب.
❈-❈-❈
كلما تزينت تفسد زينتها بعبراتها التي لم تتوقف عن النزول ولكنها مضطرة لتنفيذ وعدها بعد أن تأكدت بمدى قوة تلك الشبكة التي يعمل رشوان لصالحها وأيقنت أنها بداخل حرب خاسرة لا محالة.
كففت عبراتها للمرة التي لم تعد تحصيها وجلست بانتظاره فصدح رنين هاتفها لتجدها صفية:
-ايوه يا طنط.
ردت الأخيرة:
-رشوان لسه ماشي من عندي وشكله ناوي على ليلة طويلة وشارب لما معمي، خدي بالك وحطيله الزيت الخروع في الأكل ده لو عايزه تنفدي بجلدك.
بكت فهدأتها صفية ولكنها علقت عليها:
-ولأمتى هفضل أعمل كده يا طنط؟ لو مش انهارده هيبقى بكره ولا بعده ولا بعد شهر حتى هتفرق ايه؟
لم تجد صفيه ما تواسيها به:
-معلش يا بنتي، والله منا عارفه اعملك ايه.
ردت تكفف عبراتها:
-ادعيلي بس ربنا يخليها ليله سهله عليا.
أغلقت معها وجلست تنتظره حتى استمعت لصوت سيارته تدلف من البوابة الحديدية فسحبت نفسا عميقا لتثبيط نوبة بكائها ووقفت تستقبله أمام الباب الذي فتحه فورا ودلف مبتسما ناظرا لها بلهفة طفل صغير وجد دميته أخيرا بعد طول فقد.
اقترب منها بعد أن أغلق الباب بقدمه ووضع مفاتيحه بجيبه:
-ملاكي.
أحنت رأسها تنظر للأرض فوقف قبالتها ورفع ذقنها بسبابته واقترب من شفتيها وقبلها قبلة رقيقة وحرك شفتيه ناحية أذنها ليهمس:
-وحشتيني أوي أوي يا روحي.
ارتبكت وعلى تنفسها فأمسك راحتها يسحبها للصعود ﻷعلى ولكنها أوقفته:
-مش هتتعشى الاول؟
نفى مؤكدا:
-أنا اضطريت آكل في الحارة مع الرجالة.
دحرجت بؤبؤتيها بشكل حزين:
-وأنا اللي مستنياك وقاعده جعانه كل ده.
غمز لها وقبلها من عنقها:
-حقك عليا، تعالي طيب هقعد معاكي لحد ما تاكلي وبعدها نطلعو فوق.
بالطبع ضاعت فرصتها بتنفيذ خطة صفية فتبعته للمطبخ لتعد لطعام فجلس على المقعد المقابل للمنطدة الموضوعة بالمنتصف وظل مبتسما وهو يجدها تتناول طعامها ببطئ شديد، فضحك أخيراً بعد أن انتباته تلك النوبة من الضحك وهو يعلم تعمدها بالتباطئ وكأن ذلك سيغير من إصراره بشيئ.
وقف أخيراً بعد أن مل وسحب من أمامها الأطباق يبعدها لنهاية المنطدة وهتف:
-كفايه كده عشان تنامي خفيفة.
هزت رأسها ووقفت تغسل يديها وفمها وهو واقفا خلفها حتى انتهت وقبل أن تتحرك خطوة واحدة حملها فورا فتعلقت مرغمة بعنقه، فابتسم من حركتها العفوية وصعد بها الدرج بلهفة ودلف غرفتهما ووضعها بهدوء ورقة على الفراش وبدأ بتقبيلها قبلات متفرقة على وجهها وجسدها وهي ترتعش أسفله فاقترب من أذنها يهمس:
-بلاش تتوتري عشان متتوجعيش.
خلع ملابسها عنها وهي تشعر ليس فقط بالخجل والحزن، ولكن مشاعرها فاضت بالكثير من الألم والتمني لعودة الزمن للماضي ولكنه حلم لن يحدث وهي الآن بواقعها.
ارتفع بجسده عندما شعر بتثلج جسدها:
-ملاكي، حبيبتي بوصيلي.
نظرت له بارتباك فتابع:
-أنا بحبك، بكره تعرفي أنا عملت ايه عشان احميكي انتي وأخوكي وأد ايه حبيتك، متشنجيش نفسك حبيبتي، هحاول أكون لطيف معاكي.
نهجت بأنفاسها وهو يقف على ركبتيه فوق الفراش يخلع ملابسه قطعة تليها الأخرى ولكنه توقف عندما صدح رنين الباب فصر على أسنانه وهو يتمتم بغضب:
-انا في حد باصصلي في حياتي وفي الجوازه دي بالذات.
ضحك على نفسه وحديثه واقترب يقبلها قبلة عميقة وابتعد يخبرها غامزا:
-خليكي زي ما انتي، هنزل أشوف البايخ اللي تحت وأطلعلك هوا.
نزل الدرج وفتح الباب فتفاجئ به يقف أمامه ناظرا له بوهج وعيون حادة مخيفة:
-عزام بيه! بتعمل ايه هنا؟
اتسعت بسمته يجيبه:
-مش هتقولي اتفضل.
زم شفتيه رافضا:
-أنا شوفتك في المحكمة، ايه اللي جابك بعد السنين دي كلها؟
رد وقد ارتسمت على وجهه نظرة عميقة وشرسة:
-جيت لما لقيتك بتخرف وتتصرف من دماغك، جيت لما وصلت بيك إنك تهدد حياة ولادي وانا اللي حطيتك عشان تأمنهم وتحميهم مش عشان تخلي ابني الكبير يقع في ايد الأمن الوطني وتتجوز بنتي اللي اصغر من بناتك.
صرخ به رشوان بغل وكره:
-افتكرت ولادك دلوقت يا عزام بيه ولا تحب اقولك يا ريس فتحي.
إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية