رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 18 - 4 - الأربعاء 1/1/2025
رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الثامن عشر
4
تم النشر بتاريخ الأربعاء
1/1/2025
هزت رأسها وغادرت من امامه ، ولكن توقفت حين «راندة» نادتها ، وهى تهتف بلهفة :
ـ خدينى معاكى يا كاميليا .
ختمت جملتها ونظرت لـ «نوح» وهى تبتسم له :
ـ صباح الخير يا نوح .
التفت لها وهو يبتسم نفس إبتسامتها :
ـ صباح النور يا راندة .
ابتسمت له ونظرت الى «نور» التى كانت واقفه تشتعل من إبتسامة «نوح» لـ «راندة» ، هتفت بحنان وبإبتسامة مشرقة :
ـ صباح الفل يا نور .
ابتسمت لها إبتسامة لم تصل لعينيها وهى تهتف بنبرة هادئة ولكن بداخلها تشتعل :
ـ صباح النور يا راندة .
لحظت «كاميليا» انزعاج «نور» من «راندة» مما ابتسمت بتسلي ، ولحظ «نوح» أيضا انزعاجها منها ولكنه لم يتحدث ، ابتسمت «راندة» ونظرت الى «نوح» وهى تتجه اتجاه «كاميليا» حتى تغادر معاها :
ـ متتأخرش يا نوح مستنيناك فى اوضه المكتب .
ختمت جملتها وغادرت هى وإبنة عمها «كاميليا» ، مما نظرت لها بأنزعاج وهى تغادر ، نظرت لـ نوح بضيق ، وهى تهتف نفس نبرة «راندة» وهى تقلدها بسخرية :
ـ متتأخرش يا نوح مستنيناك فى اوضه المكتب .
ضحك «نوح» بخفة وهو ينظر إلى «نور» التي كانت تقلد «راندة» بسخرية واضحة، اقترب منها بخطوات هادئة وقال بنبرة مرحة :
ـ إيه؟ شكل الغيرة طلعت، صح؟ ولا أنا غلطان؟
نظرت إليه «نور» بغضب مصطنع، وعقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة :
ـ غيرة إيه؟ أنت واهم، أنا بس مستغربة من طريقتها الغريبة وهي بتتكلم .
اقترب منها أكثر، حتى أصبحت المسافة بينهما صغيرة جدًا، ونظر في عينيها مباشرة بابتسامة جانبية :
ـ ممكن يكون كلامك صح، بس عارف إن كل ده بسبب إنك مش بتحبي تشوفي أي حد قريب مني، خصوصًا راندة .
احمر وجه «نور» وابتعدت خطوة للخلف لتكسر القرب بينهما، وقالت بصوت حاد :
ـ نوح، كفاية هزار، يلا نمشي عشان ما نتأخرش .
ابتسم «نوح» بنظرة ماكرة وقال :
ـ تمام يا نور، بس لازم تعرفي حاجة .
رفعت حاجبها باستغراب وسألته :
ـ إيه هي الحاجة دي؟؟
رد بنبرة هادئة لكنها عميقة وهو ينظر الى داخل عينيها :
ـ أنا بحب أشوفك كده، حتى لما تزعلي ، شكلك بيبقى أجمل
شعرت «نور» بأن قلبها يكاد يقفز من مكانه، لكنها حاولت التظاهر باللامبالاة وهي تتجه نحو الممر قائلة :
ـ يلا يا نوح، بطل كلامك اللي مالوش لازمة .
ضحك «نوح» بخفة وتبعها قائلاً بنبرة عميقة :
ـ حاضر يا ست الكل، بس ده مش كلام ملوش لازمة، ده كلام من القلب .
لم ترد عليه «نور»، فقط استمرت بالسير أمامه، لكن ابتسامة صغيرة تسللت إلى شفتيها دون أن تشعر، وكأن كلماته نجحت في إذابة بعض الجليد الذي يحيط بمشاعرها.
غيرت اتجاه خطواتها وهى تجلس علي الأريكة انما هو اتجه الى غرفة المكتب ، وهو ينظر لها ، نظرت له حينما لحظت انه واقف ، وجدته ينظر لها بإبتسامة تجعل قلبها يطرق كالطبول ، غمز لها وهو يهتف بنبرة لهفة :
ـ مش هتأخر عليكِ .
احمر وجه «نور» أكثر وهي تحاول السيطرة على ارتباكها، لكنها لم تستطع منع نفسها من الرد عليه بغمزة خفيفة وهمست :
ـ ماشي، بس خليك عارف إنك لو تأخرت ، الحساب عندي.
ضحك «نوح» بصوت منخفض وهو يهز رأسه قائلاً:
ـ حاضر يا ست الكل، أوامرك .
ثم استدار ودخل غرفة المكتب بخطوات واثقة، تاركًا «نور» تغرق في أفكارها ، وضعت يدها على قلبها تحاول تهدئة ضرباته، وكأن نظراته وكلماته تسللت إلى أعماقها، وأثارت بداخلها مشاعر كانت تخفيها حتى عن نفسها.
قالت لنفسها بصوت خافت وهي تبتسم بخجل :
ـ إيه اللي بيحصلى ده ، ليه كلماته بقت مؤثرة كده؟؟
جلست على الأريكة تحاول الانشغال بتعديل شعرها بين يديها، لكن عقلها كان مشغولًا بتلك اللحظات التي شاركتها معه.
في داخل غرفة المكتب ، كانت إبتسامة «نوح» لم تغادر وجهه ، وجلس أمام كرسي جدته التي كانت تجلس على المكتب ، هتف بنبرة هادئة ولكن تلك الابتسامة لم تفارق وجهه :
ـ خير يا تيته .
ـ نظرت لهم «حميدة» وهتف بنبرتها الهادئة :
ـ استنوا وعد تيجي ، هى في الطريق .
مما اصابهم الحيرة ونظروا لها ، مازال لم يعرفون ما سر هذا الأجتماع؟؟؟ ، وبعد ثوانى جاءت «وعد» بعد ما طرقت الباب وهى تبتسم هى الأخرى ، وجلست على الكرسي أمام «نوح» وامام جدتها ، نظرت لها بإبتسامة وبعد ذلك نظرت الى الجميع الذي بدوأ التوتر على وجوههم :
ـ صباح الخير يا جماعه .
ردوا عليها بخفه ، وبعد ذلك نظروا الى «حميدة» ، التى نظرت لهم بجدية هتفت بنبرة هادئة ولكن ممتلئة بالحذر :
ـ انا جمعتكم النهاردة ، عشان عارفه كل واحد فيكم ، كل واحد واخد طبع عيلة النويرى ، والطبع ده مش بنسيب حد حق غلط فينا او يفكر يجي علينا ، بس انا جمعتكم النهاردة عشان اقولكم ، انه محدش يعمل حاجه من غير ما يبلغني .
عقدوا ملامحهم بحيرة ، وإبتسامة «نوح» و «وعد» تلاشت عند جملتها تلك ، وقفت «كاميليا» التى كانت تجلس كل هذا الوقت :
ـ قصدك ايه؟؟؟ .
رفع يـ ـده «نوح» في وجهه «كاميليا» بمعنى أن تصمت ، ونظر إلى جدته ، وهتف بهدوء مُريب :
ـ قصدك انه احنا منقربش لـ أيان صح؟؟؟ .
كان الجميع في الغرفة يتمنون أن حديث «نوح» خطأ ، وإن كل شئ يدور حول ذهنهم فقط ، ولكن كان صمت جدتهم كان يؤكد حديث «نوح» وعن ما يفكرون به صحيح..
ـ نظرت لهم «حميدة» بنظرة طويلة مليئة بالتردد، وكأنها تحارب بين خوفها على الحقيقة وحبها لحفيدها ، ثم هتفت بنبرة جمعت بين الحزم والحنان :
ـ بالضبط، محدش يقرب لـ أيان ولا يفكر يأذيه، ده كلام نهائي.
هتف «نوح» بحدة لم يستطع كتمها :
ـ وده ليه؟، ده هو السبب في كل اللي حصل! أنتِ بنفسك قولتِ إنك مش هترحمي اللي يمس عيلتنا.
قاطعته «حميدة» بنبرة صارمة وعينيه يصرخون من الحده :
ـ أنا اللي بحدد مين يستحق العقاب ومين لأ، ومينفعش تصدروا أحكام من غير ما تفهموا كل حاجة.
نظرت «وعد» لها بحذر وسألت بحيرة :
ـ إيه اللي مخبيّاه عننا، يا تيته؟ في حاجة احنا مش عارفينها عن أيان؟
ترددت «حميدة» لوهلة، ثم تنهدت وأجابت بحذر :
ـ مش وقته تعرفوا كل حاجة دلوقتي، اللي يهمني انكم تسمعوا كلامي، وأي تصرف تجاهه هيكون عن طريقي بس.
نهض «نوح» من مكانه بغضب مكبوت، وملامحه كانت تحمل خليطًا من الغضب والخذلان :
ـ مع كل احترامي ليكي، تيته، بس لو في حاجة خطيرة عليه أو علينا، لازم نعرفها، إحنا كمان من حقنا نفهم.
رفعت «حميدة» يدها في إشارة له ليجلس، ونظرت لهم جميعًا نظرة تحذير :
ـ لما أقولكم إنكم هتفهموا في الوقت المناسب، يبقى هتفهموا في الوقت المناسب. أنا اللي بقرر ده ، دلوقتي، كل اللي عليكم تعملوه إنكم تتجنبوا أيان تمامًا.
رفعت«كاميليا» حاجبها بتعجب وسألت :
ـ طيب، ولو هو اللي قرر يقرب؟
ـ نظرت لها «حميدة» بنظرة جليدية وقالت بهدوء مليء بالتهديد :
ـ ساعتها أنا اللي هتعامل.
ساد الصمت الغرفة، وكأن الجميع يحاول استيعاب تلك الأوامر الغريبة وغير المألوفة من جدتهم التي طالما كانت تعرف بوضوح أهدافها وقراراتها.
لكن كان واضحًا أن هذه المرة الأمور أكبر من فهمهم.
«وعد» نظرت إلى «نوح» الذى كان شارداً ، ثم إلى «حميدة» قبل أن تقول :
ـ طيب، زي ما انتي عايزة، بس لو الأمور خرجت عن السيطرة، إحنا مش هنسكت.
هزت «حميدة» راسها بثقة وقالت بحدة :
ـ وده اللي مش هيحصل طول ما بتسمعوا كلامي.
انتهى الاجتماع بنظرات مشحونة بالأسئلة التي لم تجد إجابة ، غادرت «حميدة» المكتب، لكنها شعرت بثقل يضغط على صدرها ، رفعت انظارها وجدت «نور» تجلس امامها علي الأريكة ، كادت أن تتحدث معها تعرف ما بها ، ولكن صمتت حين غادرت «حميدة» بسرعة من امامها ، وبعد دقائق وصلت الى غرفتها، واغلقت الباب خلفها، تتنهد تنهيدة مسموعة كأنه يوجد ثقل داخل قلبها .
ـ يا رب، لو هو حفيدي بحق، خليني أعرف إزاي أحميه من كل ده ، وإن كان عدوًا، خليني أعرف إزاي أحمي أحفادي منه.
قالتها وهى تغمض عينيها وتفكر ما الذى ستفعله في الايام القادمة معه .
أما في غرفة المكتب ، وقف «نوح» أمام النافذة ينظر إلى السماء بملامح غارقة في التفكير، بينما «راندة» جلست بجانبه وقالت بصوت خافت :
ـ إحنا لازم نعرف سر أيان ، اكيد في حاجه غلط ، وتيته مخبيه علينا حاجه .
نظر إلى النافذة بشرود ومازال يفكر ما هو السر الذي منعت أحفادها من الاقتراب من «أيان» ، ولما «أيان» تحديداً أنهم منعتهم الاقتراب منه؟؟؟
لا يفهم ابدا ما تخفيه ولكنه سيكتشفه مهما بلغ الأمر..
يقفُ أمام الغموضِ بثباتٍ عنيد
يسائلُ القدرَ عن خفايا الوريد
لماذا الحقيقةُ تُخفي وجهَها؟
ولماذا يُزرعُ الشكُّ في كلِّ بعيد؟
هو قلبٌ لا يقبلُ قيدَ الظنون
سيكشفُ السرَّ ولو كان سجين.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية أرهقته حر با، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية