رواية جديدة بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) لعفاف شريف - الفصل 16 - 3 - السبت 11/1/2025
قراءة رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية بين الرفض والقدر (عريس قيد الرفض)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة عفاف شريف
الفصل السادس عشر
3
تم النشر السبت
11/1/2025
أسندها أنس بحنان بعد أن أفرغت كل ما في معدتها.
هي هكذا منذ سمعت الخبر، تبكي في انهيار تام تريد الذهاب لتميم.
تبكي وهي تخبره أنها مقصرَّة.
هو من وقف بجانبها حينما خسرت طفلها.
ساندها ولم يتركها أبدًا.
ترك أعماله وأشغاله وظل معها، لم يتركها أبدًا.
والآن أخاها حبيبها وأباها الثاني في ضيق وهي هنا بعيدة.
خرجت من الحمام تستند عليه، وحينما وجدت أن ساقها لم تعد تقدر على حملها،
مالت بثقلها عليه، تستند عليه بوهن ليحملها هو سريعًا بهدوء وضيق من وضعها،
قبل أن يضعها على الفراش.
يمسك يدها، يمسح على بطنها بقلق قبل أن يقول بحزم:
"ملك، اللي بيحصل ده غلط في غلط.
مفيش نزول مصر غير لما تفوقي لنفسك.
إنتي ايه اللي بتعمليه ده، إنتي بتأذي نفسك بانهيارك ده.
عشان تعرفي تسندي أخوكي، لازم تكوني قوية الأول وتكوني قادرة على ده.
مش يشوفك تعبانه وهتقعي من طولك فيشيل همك.
فوقي لنفسك وخدي نفس.
تميم عايزكم حواليه، ويكون وسطكم،
يرمي حمله عليكم مش يفكر في تعبكم واحد واحد.
ملك، تميم كويس، أزمة وتعدي.
تميم أقوى من كده.
تميم شاف كثير، وإنتي عارفة قد إيه هو مر بحاجات كثير.
وسبحان المعين قدر يقف تاني.
الضربة اللي مش بتموت بتقوي وتعلم.
خدي نفسك واعرفي أننا هننزل ونكون جمب تميم.
أنا مستحيل أحرمك من إنك تكوني جمبه.
تميم أخويا قبل ما يكون أخوكي.
أنا مستحيل اتخلي عنه أبدا.
وتابع بحنان:استني هنا عقبال ما أحضرلك الحمام، تخدي شاور وتغيري لبسك وترتاحي.
وبعدين تطلعي تكلي كويس، وتخدي الأدوية.
ونروح نكشف نطمن عليكي والبيبي.
ولو وقتها كنتِ بخير، هحجز الطيارة في ساعتها.
الرك عليكي، أوك؟
أجدعني يلا."
ناظرته والدموع في عينها، لتمسحها سريعًا وتومي بسرعة موافقة.
راغبة في الذهاب لتميم بأي طريقة.
"مال عليها يقبل وجنتها بحنان بالغ، يحتضنها ويضمها إلى صدره مخبرًا إياها أن كل هذا سيمر.
قبل أن يغادر سريعًا.
لكنه عاد وقد جلب لها كوب عصير، وغادر مرة أخرى لتحضير الحمام لها.
لتظل هي مكانها تربت على بطنها،
خائفة وبشدة،
الخوف ينهش قلبها الصغير.
تخشى من تلك الخطوة.
الأفكار السيئة تحيطها.
كانت مقررة أنها لن تتحرك في حملها تلك المرة،
وجاءت مصيبة تميم تهبط على رأسهم من دون موعد.
وهي لا تريد أن تتركه.
كيف أصلاً تتركه؟
اخفضت عيناها تناظره بطنها تتحسها بحنان،
ليتحرك صغيرها فجأة.
ابتسمت بخفوت،
وهي تراه يتحرك داخلها معلنًا عن دعمه الكامل لها.
كأنه يخبرها:
"أنا هنا، أنا هنا يا أمي ولن أتركك."
❈-❈-❈
وصلت فريدة إلى المنزل تحمل بيدها عدَّة حقائب، وعمر خلفها يحمل أيضًا حقائب أخرى. فقد مرَّوا بأحد المتاجر لجلب لوازم ناقصة للمنزل.
وضعت الحقائب من يدها أرضًا وهي ترى لوزة تقترب منها بسرعة. انحنت نحوها تحملها بدلال، تقبّلها وتداعبها، وهي تدللها قائلة: قلب ماما، إنتِ وحشني يا ناس. روحي أنا الحلوة إلي قلبَظ."
قالتها وهي تتحسَّس بطنها المنتفخة.
ليأتيها رد عمر الساخر وهو يقول: طبعًا من الحش ليل نهار. مش كفاية كلت السمك كله لوحدها، بنت الطفسة. كرشها بقى أكبر من كرش كرومبو."
ناظرته لوزة بقرف وهي تحاول التحرك من بين يدي فريدة للهجوم عليه.
الا أن فريدة مسدت عليها مهدئة إياها
تراجع هو قليلاً للخلف بعيون متسعه، وهو يقول بقلق: هي فهمت أنا قلت إيه؟ إزاي؟
هزَّت رأسها بنفي وهي تقول بتأكيد: لا طبعًا، مفهمتش. هي بتعمل كده كل ما بتسمع صوتك. بتكرهك لله في لله يا حبيبي.
وأكملت وهي تتحسس ظهرها: آه يا ضهري، مش قادرة حقيقي.
وأكملت وهي تتثاءب: عايزة أنام قوي.
نظر عمر لساعته بدهشة وهو يقول: "هتنامي دلوقتي؟ لسه بدري! مش هتكلي؟
هزَّت كتفها وهي تقول: "الحقيقة مليش نفس. بس عايزة أنام. النوم بقى كابس عليا ليل نهار. بحس إني مش قادرة أقوم.
هزَّ رأسه رافضًا وهو يقول: ارمي البتاع دي في الأوضة وتعالي اعملي أكل ناكل ونسهر سوا. هو دلوقتي برضه وقت نوم؟"
ناظرتها بضيق من نعت لوزة بالزفتة، وهي تقول بحزم: "متقوليش زفتة يا عمر. لوزة بنتنا.
اتسعت عينا الآخر وهو يردد الصدمة: "بنتنا؟ مين دي اللي بنتنا؟ دي قطة بكرش بتاكل أكلي وبتنام على سريري ببجاحة، وبتخليني أنام على الكنبة بسببها.
إجابتها بتأكيد حازم: "أيوة قطة بس أنا بربيها، وهربي البيبي بتوعها. لازم تتقبل وجودهم. مش طبيعي ليل نهار تهين فيها. دي قطة وليها مشاعر."
"أنا هدخل أغير وأجي أحضِّرلك أكل.
وغادرت تحمل لوزة تضُمها لصدرها.
ليراها تناظره بعيونها شريرة وفريدة تحملها، كانها تخبره: "أنظر، أين أنت وأين أنا.
وهو يقف في مكانه يناظر دخولها للغرفة بغيظ.
يفكر فعليًا أن يكون الغداء القادم وعاء ملوخية بالقطط.
❈-❈-❈
كانت تجلس تغلي غضبًا
وهي ترى زوجها يتحرك هنا وهناك، يجري عدة اتصالات تخص العمل.
يريدها هي أن تعود لمصر قبله ويلحقها هو بعدها بعدة أيام بسبب انشغاله الشديد.
وقفت تصيح بغضب بعد أن أغلق المكالمة، وهي تقول: "أنا مش موافقة على اللي بيحصل ده.
يعني أخوك أنت في مشكلة،
بدل ما تنزل تقف معاه.
عايزيني أنا اللي أنزل بالولاد الأول،
عشان أثبت حضورك يعني،
وأنتي تحصلنا.
ده على أساس أني أنا كمان مش مشغولة.
أنت عارفة أنا في الأيام دي هخسر قد إيه،
وشغلي هيتأثر قد إيه.
انزل أنت حر،
أنت مالك بيا.
هو أخوك ولا أخويا، أنا مش فاهمة.
واكملت بعصبية مفرطة: "بطل بقى أنانية يا أمير،
مش عايز تنزل اعتذر،
بس متجيش عليا.
أنا مالي ومال مشاكل أخوك؟"
قاطعها بعصبية أكبر: "إيه المشكلة لما تنزلي كام يوم قبلي وأنا أحصلك؟
هيحصل إيه يعني؟
ده كله عشان بقولك عندي شغل مهم لازم يخلص،
ومينفعش نفضل كلنا.
لازم حد ينزل ينوب عني.
مش طبيعي كل أخواتي بعيلتهم هناك،
وأنا لا.
انزلي كام يوم أنتي والولاد بس،
وأنا هاجي في أقرب وقت.
لو عايزة تسيبي الولاد عند بابا تمام،
وروحي مكان ما أنتي عايزة، اعملي كده أنتي حرة.
المهم حد من طرفي هناك.
إيه اللي يزعل في كده؟
شليني بس كام يوم،
صعب أوي كده يا يارا".
إجابته مؤكدة: "صعب لأنك بتيجي عليا وعلي شغلي عشان خاطرك، وخاطر شغلك.
دائمًا شايف نفسك أهم،
شغلك أهم،
حياتك أهم.
ليه بأي حق؟
صمتت تلهث بشدة وغضب.
ظل يناظرها عدة ثواني بغضب هو الآخر،
كانه لا يطيق أحدًا في تلك اللحظة.
قبل أن يقول بصوت قاطع: "تمام يا يارا،
ده اللي يريحك.
أني أنزل معاكي".
واكمل بعصبية: "يولع الشغل عشان ترتاحي.
ارتاحي بقى،
وجهزي نفسك.
كلنا هننزل مصر".
وقبل أن تنطق كلمة أخرى،
قال بتقرير حاسم: ده آخر كلام عندي.
أكثر من كده مش هتحبي اللي هيحصل.
وغادر الغرفة سريعًا.
لتظل هي في محلها،
تكاد تحطم المنزل على رأسه.
تغلي غضبًا.
ها هي مضطرة أن تغيب عن عملها بسبب أخ زوجها المصون.
حسنًا يا أمير.
مسحت وجهها بتعب شديد وغضب،
قبل أن تتحرك لتحضر الحقائب.
فحان موعد العودة للوطن.
للأسف.
❈-❈-❈
كانت تجلس على الأريكة تحتضن لوزة النائمة على ساقها تتمتّع بدلالها.
وهذا بعد نقاش دام لنصف ساعة معارضًا على وجودها من الأساس.
وافق مرغَمًا وهي تخبره أن لوزة حامل وهي تخاف عليها بمفردها، وإلا ستضطر أن تجلس معها.
جلس خلفها بعد أن أحضر علبة البيتزا، وهو يفتحها يمد لها قطعة لتأكلها.
إلا أنها أبعدت فمها شاعرة بالغثيان لوهلة، وهي تقول بنفور تناظر الطعام بضيق:
"مش قلتلك متجبش النوع ده يا عمر؟
مش بحبه."
هز كتفه قائلًا بتأكيد:
"بحبه يا فريدة، قلت تجربيه، المطعم ده بيعملها حلو أوي."
أعادت رأسها لصدره وهي تهز رأسها رافضة، قبل أن تقوم قائلة بعدم قدرة على تحمل الرائحة:
"لا، مش قادرة أشم ريحتها. مش حباها أبدًا.
بص، كل انت عقبال ما أعمل كاكاو. أوكي؟
قالتها وهي تغادر سريعًا، تفكر أنها أصبحت ذات معدة حساسة للغاية منذ زواجها.
الطعام لا يناسبها أبدًا.
زيوت ودهون ثقيلة على معدتها.
أصبحت تعاني وبشدة وهي تتناول أي لقمة.
دلفت للمطبخ تخرج الحليب وعبوة الكاكاو لتحضر كوبين لهما.
وفي خضم انشغالها،
لا تدري لماذا تذكرت مقابلتها بتميم اليوم.
فلم تجد نفسها سوى وهي تمسك هاتفها ترسل لسارة:أنا قابلت تميم النهاردة.
وأغلقت الهاتف سريعًا.
تعلم أن سارة لن تتركها اليوم حتى تعرف التفاصيل.
وهي لا تستطيع التحدث وعمر بالمنزل.
فهو إلى الآن،
لا يعلم إلا أن تميم ابن شريك والدها.
لا يعلم أنه كان الزوج المنشود لها.
ولن يعلم أبدًا.
❈-❈-❈
انتفضت بفزع وهي تشعر بيدين تحاوط خصرها تضمها لصدره بحنان.
تنهدت وهي تضرب صدره قائلة بضيق: "خضتني يا عمر، الله يسامحك.
إيه اللي جابك؟
كنت هعمل الكاكاو وجاية.
يلا روح كل، عقبال ما أخلص.
قالتها وهي تمزج المكونات ببعضها.
إلا أنه أمسك يدها يمنعها من المتابعة،
وهو يلف جسدها لتصبح أمامه قائلًا بصوت هادئ:
"عايز أتكلم معاكِ في حاجة بس من غير زعل، تمام؟
هزت رأسها موافقة وهي تناظره بشك.
حسنًا، واضح أن القادم لن يعجبها أبدًا.
ظل يناظرها لدقيقة، لا يعلم كيف يخبرها ما يريد.
لقد هاتف عمته منذ دقائق ليصلح ما حدث بينهم،
لتخبره هي أن يأتي بزوجته مرة أخرى،
فمهما حدث لن تسمح أن تصير القطيعة بينهم أبدًا،
ففي النهاية هي أمه وهو ابنها،
وأغلقت معه.
بداخله يشعر بسعادة شديدة راغبًا في تبديد ذلك الخلاف بأي ثمن،
لكن المشكلة ليست به،
بل بزوجته،
فريدة.
عض علي شفتاه بتوتر قبل أن يقول بهدوء وهو يمسك يدها يقبلها:
"فريدة،
أنا كلمت عمتي وهي عزمتنا عندها عشان نحل الخلاف اللي حصل.
اتسعت عيناها بضيق،
قبل أن تحاول أن تبعد يدها من بين يديه.
إلا أنه تشبث بها قائلًا برجاء:
عشان خاطري يا فريدة، عشان خاطري، عمتي في مقام أمي.
أنا مقدرش أقاطعهم أبدًا،
ومينفعش أروح من غيرك.
إنتِ مراتي،
إزاي أروح من غيرك؟
أوعدك مش هيحصل أي حاجة،
أوعدك كمان أننا نروح في وقت مفيش حد غير عمتي في البيت،
لحد ما الموضوع ياخد وقته ويعدي،
والكل يتخطاه.
عشان خاطري يا فريدة،
لو بتحبيني وافقي.
أوعدك ما هيحصلش أي حاجة تضايقك.
خليكي واثقة فيا.
وتابع بتساؤل:
واثقة فيَّ؟
ظلت تطالعه لدقيقة كاملة،
وهي تتساءل:
هل تثق به أم لا؟
سؤال أصبحت إجابته صعبة للغاية.
أصبحت تخشى كل شيء يحدث.
أصبحت لا تفهم،
ولا تعرف كيف تتصرف.
هل تتمرد،
أم تمسك العصا من المنتصف؟
لكن ومع اعتذاراته الكثيرة،
لم تجد نفسها سوى وهي تقول بحزم:
بص يا عمر، أنا هاجي احترام ليك عشان إنت جوزي،
ومحبش ابدا أصغرك،
بس لو حصل أي حاجة..."
قاطعها قائلًا بتأكيد:
"متخفيش،
مش هيحصل أي حاجة خالص."
تنهدت بضيق،
ليضمها إلى صدره يشكرها ويقبل وجنتيها بقوة،
جعلتها تضحك بصوت عالٍ،
قبل أن يساعدها في إعداد الكاكاو،
ويخرجا معًا للخارج والابتسامة على وجوههم.
ابتسامة اختفت تدريجيًا،
وهي تري هناك،
على الطاولة الصغيرة،
تجلس لوزة بكل راحة وهدوء تأكل آخر قطعة بيتزا من العلبة
بعد أن قضت عليها تمام،
ولم تترك بها أي شيئًا.
ولا اي شي.
أكلتها كلها.
ويبدو فعلًا أن الغداء القادم سيكون ملوخية بالقطط.
❈-❈-❈
كان مدحت يجلس على المقعد، يضع يده على رأسه، يهاتف تميم للمرة التي لم يعد يعلم عددها،
وبجانبه منير يحاول أن يعطيه دواء الضغط الخاص به،
يخاف وبشدة أن يسقط منه بأي لحظة،
فوجهه الشاحب،
وجسده المرتعش،
يرعبه حقًا.
طول اليوم،
الجميع يحاوطه بالاتصالات للاطمئنان عليه.
رفع مدحت يده يمسح وجهه بتعب ورعب،
وهو يفكر بجنون:
تميم لا يرد.
الوقت تأخر.
ماذا يفعل؟
لن يأتي حسام سوى غدًا صباحًا.
ماذا يفعل؟ يكاد يجن.
أين هو حتى الآن؟
رفع الهاتف على أذنه مرة أخرى،
وهو يدعو الله من قلبه
أن يرد عليه،
فقط ليرد ويطمئن قلبه.
وفجأة فتح الخط،
لينتفض من محله وهو ينادي برعب:
"تميم، انت فين يا ابني؟"
إلا أن من أجابه لم يكن تميم.
كان صوت آخر لم يعرفه حتي.
حتى أنه أبعد الهاتف عن أذنه يتطلع للرقم باستغراب ليتأكد.
وحين تأكد أنه رقم ابنه، أعاده إلى أذنه،
قائلًا باستغراب ورعب، وهو يشعر بضربات قلبه تزداد:
"ابني تميم فين؟"
أتاه الصوت الهادئ وهو يقول:
"حضرتك والد أستاذ تميم؟"
أجابها بصوت يكاد يكون مسموعًا من شدة الرعب:
"أيوة."
"لو سمحت يا ريت تيجي مستشفى ... بسرعة.
أستاذ تميم اتعرض لحادثة
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة عفاف شريف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية