رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 30 - 2 - الأربعاء 1/1/2025
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثلاثون
2
تم النشر الأربعاء
1/1/2025
تناست أسيل ذلك الأمر تماماً والأدهى من ذلك كيف تعطيه له.
أما هو فقد انهى حمامه ووضع المنشفة حول خصره ينتظر الملابس.
ابتسم بدهاء عندما وجدها تطرق الباب بيد مرتعشة وصوتها المرتبك يقول
_الهدوم اللي طلبتها.
ازدادت ابتسامته مكر وتقدم من الباب ليفتحه فجأة وقبل ان تستوعب ما تراه جذبها مسرعًا ليغلق الباب بظهرها فتتسع عينيها بصدمة كبيرة وهي تراه امامها عاري الصدر مقترباً منها إلى هذا الحد وصوته الماكر يقول
_قولتلك أنا واحد أعمى آخري اقربك مني كدة إنما اي حاجة تانية تؤ للأسف معرفش، بمعنى أدق اعتبريني لوح خشب معاكي في الأوضة
لاح الخبث بحديثه وهو يتابع
_يعني تنامي براحتك، تغيري قدامي براحتك، كل ده عادي جداً فهمتي.
ازاحته أسيل من أمامها بكل قوتها وقالت بتحذير
_لو عايزني اكمل معاك بطل حركاتك دي.
كان يستمع إلى تحذيرها وعينيه تجوب قوامها بمكر
لم يستمع لشيء مما تقول بل كل ما يشغله هي رغبته الملحة في أن يحملها ويذهب بها إلى الفراش يروي ذلك الظمأ الذي انهكه طوال أعوام.
اغمض عينيه إثر صوت الباب الذي صفقته خلفها وهي تخرج من المرحاض
فتظهر ابتسامة ماكرة على فمه وهو يتمتم
_قريب أوي بس اصبري عليا.
خرج من المرحاض ليجدها تخرج ملابس لها كي تستعد لاخد حمامها أيضاً دون ان تعيره إهتمام
دلفت المرحاض مغلقة الباب خلفها بعنف جعلته يضحك على عصبيتها
_انتِ لسة شوفتي حاجة اصبري بس؟
امسك الهاتف وطلب الطعام في غرفتهم
❈-❈-❈
أنهى خليل مراجعة الملفات أمامه ثم تحدث بثقة
_المصنع موقعش للدرجة اللي تخلينا نفقد الأمل، وفي بنود للشركات اللي بتاخد الانتاج مننا يخلينا نكمل تصنيع بدون خوف.
سألته بأمل
_بجد يا سيادة المستشار يعني المصنع هيسد ديونه ويقف على رجله من تاني.
عاد خليل بظهره للوراء وهو يقول بثقة
_إن شاء الله هو بس الموضوع هياخد مننا وقت ومجهود زيادة بس إن شاء الله هيرجع احسن من الاول.
ابتسمت بامتنان
_ان شاء الله.
❈-❈-❈
دلف حازم وهو يحمل الحقائب ودلفت هايدي والأولاد خلفه
هلل الطفلين عندما رأوا أمينة ومعها إياد
فأسرعوا باحتضانها
_حبايبي وحشتوني أوي.
قال عمر
_وانتِ كمان يا تيتا وحشتينا أوي.
تطلعت إلى هايدي التي تقدمت منها لتحتضنها
_نورتي البيت يا طنط.
_منور بيكِ انتِ يا بنتي.
كانت سعادة حازم لا توصف وقد اجتمعت عائلته بعد كل ذلك العناء
نهضت أمينة لتحتضن هايدي بحب خالص وقالت
_نورتي بيتك يا بنتي.
ردت هايدي بحب مماثل
_منور بوجودك يا طنط
تطلعت إلى اياد تحمله وقالت بحب
_ديدو وحشتني اوي.
لم يضحك لها إياد كما كان يفعل كلما رآها بل تمتم بتأثر
_ما..ما
تطلعت إلى أمينة وقالت بتأثر
_الولد اتأثر بغيابها من اول يوم اومال هيعمل ايه لو طولت عن كدة.
رد حازم باندفاع
_مش هتطول، اول ما عمه يخلص الورق ويثبت إياد هخليها ترجع قبل ما يعمل العملية ويشوفها.
التزمت هايدي الصمت وقد تيقنت بأنه لم يخرجها من قلبه بعد وعندما لاحظ ذلك تابع بصدق
_أنا وافقت بس عشان خاطر إياد يكون له اسم وعيلة وعمري ابدا ما كنت هوافق أجوزه أختي بس الظروف بتحكم.
تنهد بتعب ثم قال
_هتعملوا عشا ولا اطلب من برة؟
ردت هايدي
_لا خلينا نتعشى برة عشان يخرج ويغير جو معانا.
وافقها حازم وأخذهم ليتناولوا عشاءهم بالخارج.
❈-❈-❈
خرجت أسيل من المرحاض وعينيها تجوب الغرفة فلم تجده.
تطلعت إلى النافذة فوجدته يتحدث بالهاتف
انتبهت لطرق الباب وذهبت لتفتح فوجدت النادل يدلف بعربة الطعام.
تركها النادل وانصرف وهو مازال يتحدث بالهاتف
لفت انتباهها صوته وهو يقول
_هستناكي متتأخريش.
ثم بعدها أغلق الهاتف وعاد إلى الداخل.
كان يتطلع إليها من خلف نظارته وسألها
_الأكل وصل؟
ردت بجمود
_اه جاه.
تظاهر بتحسس الطريق كي يصل للأريكة وقال
_تمام جهزيه.
تقدمت من العربة ومالت عليها كي تحضر طبقه وهو يتطلع إليها بحرية
مازالت جميلة كما رآها أول مرة لكن نظرات الحزن التي كانت دائمًا تحاول إخفاءها عنه أصبحت ملازمة عينيها
ترى من اوصلها تلك المرحلة
هل حقاً هربت من أهلها وتخفت في ذلك الاسم؟
وإذا كان كذلك لما لم تهرب إليه هو؟
هل عجزه من جعلها ترفض التخفي باحضانه؟
تنهد بتعب لحقيقة الأمر وهو إذا كان كذلك فلن يلومها
هي تريد من يساندها ويحميها
لا من لا يستطيع حتى حماية نفسه
اخرجته من شروده عندما تقدمت منه لتضع الطعام على الطاولة الصغيرة أمامه
_اتفضل الأكل.
رغب بأن يتناول طعامه معها كما كانوا يفعلوا من قبل فقال بلهجة يشوبها الرجاء
_مش هتاكلي معايا؟
ارتبكت أسيل عندما شعرت أيضاً بحنين لتلك الذكريات التي لم تغيب عن مخيلتها لحظة واحدة
فينتفض قلبها عندما وجدته يقول
_انتِ مأكتليش من امبارح.
تذكرت أسيل أنها لم تأكل حقاً منذ الأمس
ودون إرادتها أخذت طبقها ووضعته على الطاولة وجلست بجواره..
لاحت ابتسامة رضا على فمه وشرعوا بتناول طعامهم معاً.
بعد الانتهاء انتبه كلاهما لصوت الباب
فنهضت أسيل لتفتحه فوجدت من تندفع للداخل وهو تقول
_هاي……
قاطع داغر جملتها
_تعالي انا هنا.
نهض داغر ليستقبلها ويحتويها بحضنه وهي تتعلق بعنقه بقوة
_I.miss you
لم تفهم أسيل شيء وهي تتطلع إليهم بحيرة
وتلاعب الشك بداخلها من تلك الصغيرة التي تتعلق بعنقه
وشعرت بوميض من غيرة لامس قلبها
وخاصة عندما وجدتها تهمس له ببعض كلمات لم تفهمها لأنها لا تجد الانجليزية بطلاقة
ابتعدت الفتاة عن داغر والتفتت لأسيل وهي تمد يدها تصافحها بابتسامة
_مراته مش كدة؟
مدت أسيل يدها تصافحها بدورها وهي تومأ بصمت.
عادت الفتاة لحضن داغر وتحدثت بالعربية قائلة
_مكنتش متوقعة تكون حلوة كدة.
تطلعت أسيل ليد داغر التي تحيط كتفها بغيرة لاحظها وتلاعب على وترها فرد قائلاً
_مش هتكون أجمل منك.
انزوت أسيل وحيدة تشاهدها وهي تتحدث معه بالإنجليزية كأنهم يتعمدون ذلك كي لا تفهم ما يقولون.
لاحظت يارين حالتها فقالت بأسف لداغر
_لقد تمادينا داغر فيما نفعله
تطلع إليها داغر بجانب عينيه فوجدها تتلاعب بهاتفها تدعي عدم الاهتمام فتمتم بأسف
_لسة مجروح منها مش قادر اتخطى تخليها عني في الظروف دي.
تحدثت يارين بحكمة
_بس هي معذورة يا داغر، انت حكتلي أنها عاشت حياة صعبة أوي في بيت اهلها وده اللي أكدته العاملة اللي كانت معها فخلينا نتكلم بالعقل شوية
بتقول انك مش فاكر اللي حصل لما دخلتوا الفيلا وبعدها مفقتش إلا وانت هنا في أمريكا
تفتكر بقا انت مستني ايه منها لما تعرف انك عملت حادثة وسافرت كمان، ممكن هي اللي تقول انك انت اتخليت عنها مش العكس، وزي ما بتقول برضه لو هربت من حياة الجحيم اللي كانت عيشاها هتروحلك فين؟
حد قدر يوصلها ويعرفها مكانك عشان تروحلك وتكون جانبك، ولو ده حصل تفتكر واحد في الظروف اللي كنت فيها دي كان هيقدر يحميها؟
انفعل داغر وهو يغمغم من بين اسنانه كي لا تسمعهم
_يعني حازم اللي قدر يحميها؟
اكدت يارين
_أيوة حازم قدر يحميها وأكبر دليل على كدة أن محدش من أهلها قدر يوصل لها لحد دلوقت وديماً في ضهرها وسندها
اداها اسم اخته وبيت أهلها وسبلها كمان امه هيعمل ايه تاني اكتر من كدة
تطلعت إليها بتأثر وتابعت
_وبعدين الشخصية اللي انا شيفاها دي مستحيل تغدر صدقني.
تنهد داغر بتعب وقال
_طيب ليه مقالتش الحقيقة، وايه قصدها من ورا جوازي منها
_اللي عاشوا حياة زي اللي عاشتها أسيل بتبقى ثقتهم في نفسهم وفي اللي حواليهم مهزوزة، ممكن تكون خافت لما تعرف انها هي أسيل ترفضها عشان كدة فضلت انها تكون بالنسبة لك حور وطبعاً مفيش اوراق تثبت وجود حور فكان لازم تكتب الكتاب باسمها الحقيقي وطبعاً مفيش غير عمي اللي يساعدها.
زم فمه باستياء من عمه
_مش عارف ازاي عمي يعمل كدة……
قاطعته بثقة
_عمك مش سهل يضحك عليه ومش مجرد شخص عادي ده مستشار يقدر يميز اللي قدامه صادق أو كداب من نظرة عينيه بس لولا تدخل عمك أنا كنت هشك في الموضوع، انا شايفة إن ربنا اداكم فرصة انتم الاتنين بلاش تضيعوها.
أومأ لها وقلبه يؤيد كل ما قالته
فاستئذنت قائلة
_انا همشي دلوقت عشان الوقت أتاخر وبكرة هاجي عشان نروح مع بعض المستشفى
مالت عليه لتطبع قبله على خده وتمتمت بجوار أذنه
_بلاش تتمادى في اختبار الغيرة عند الستات لأنها بتنتهي في الآخر…..
أشارت له على عنقه بمرح جعلته يضحك وخرجت من الغرفة.
بعد خروجها نهضت أسيل تتقدم منه قائلة بثبوت رغم حنقها منه
_ممكن تتفضل على سريرك عشان عايزة انام.
رفع حاجبيه متسائلاً
_وانا مانعك ما تنامي.
_انام ازاي وحضرتك قاعد مكاني.
رد ببرود كي يستفزها
_بس الكنبة دي مش للنوم عندك السرير نامي عليه
عقدت حاجبيها بحيرة وسألته
_وانت هتنام فين؟
رد ببساطة
_على السرير.
تنهدت بتعب وقالت
_للأسف الاوضة مفيهاش غير سرير واحد.
تابع داغر مكره وهو يسألها
_سريرلى اثنين ولا واحد؟ (أجاب سؤاله قبلها) اكيد اتنين لأنهم عارفين اننا متجوزين وفي شهر العسل.
سألته بشك
_تقصد ايه مش فاهمة.
نهض داغر متجهاً إلى الفراش وهو يقول
_اقصد إن السرير كبير ويسيع من الحبايب ألف مش بيقولوا كدة برضه.
انفعلت اسيل وقالت بحدة
_ومين قالك إني ممكن أوافق أنام على سرير واحد معاك.
جلس على الفراش وهو يسألها
_وايه المشكلة؟ انا جوزك.
ردت بحدة
_جواز لاسباب مش جواز عادي.
_عادي في النهاية هو جواز…ظهر المكر بعينيه وهو يسألها…. ولا انتِ عايزة تخليه جواز عادي انا عن نفسي معنديش مانع.
اتسعت عينيها من وقاحته وقامت بجذب الغطاء من فوق الفراش وتوجهت به إلى الأريكة
اخذ يشاهدها وهي تضع الغطاء على الأريكة وتضع الوسادة كي تستلقي عليها لكنه منعها بلهجة تحمل تحذير مبطن
_إرجعي للسرير، لان الكلمة اللي بقولها مش بكررها تاني، اتفضلي نامي من سكات.
اهتزت نظراتها بوجل من تحذيره وهبت بداخلها ذكريات تلك الليلة
هل ستعاد مرة أخرى؟
تمتمت بصوت مهزوز
_لأ انا مش هنام….
قاطعها بانفعال
_قلت مش بعيد كلامي…
انتفض جسدها وهي تهز رأسها برفض تتخيل المشهد أمامها، لا لن يحدث مرة أخرى عليها الهرب من ذلك المصير لكن قبل ان تتحرك خطوة واحدة شعرت بالدوار يكتنفها وصوته القلق آتي من بعيد قبل أن يسحبها الظلام لدائرته
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية