-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الخاتمة - 2 - الأربعاء 22/1/2025

  

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الخاتمة

2

تم النشر الأربعاء

22/1/2025 

تغيرت تعبير وجهها فظن خليل أنها ترفضه فقال بثبات كي يرفع عنها الحرج

_لو طلبي سببلك احراج…

ردت سريعًا 

_لأ خالص بالعكس ده شرف ليا، بس انا مش عارفة ولادي هيكون رأيهم إيه وبالأخص مصطفى.

رد خليل بحكمة

_خدي وقتك عادي ولو وافق انا هاجي اطلبك منه.

_مش قصة اقناع بس معتز مش هيوافق ييجي يعيش معانا في البيت عندك وخصوصاً في وجود أسيل وديدا كمان كبرت فمش هتكون اخده راحتها.

رد خليل بحكمة 

_بس انتِ قولتيلي إن معتز هيسافر عشان يكمل تعليمه برضه

وفريدة هتدخل كلية الشرطة ووجوها معانا مش هيشكل اي عائق لأي حد، على العموم فكري كويس وردي عليا.

أومأت له وترجلت من السيارة وعاد خليل لغرفته. 


بعد مرور اسبوعين رأت فيهم أسيل اهتمام كبير من الجميع وأولهم داغر الذي محى من داخلها أي خوف او توجس 

وأصبحت حياتها وردية اللون

حتى طفلهم استطاع أن يعلقه به حتى أنه اصبح لا ينام بعيدًا عن حضنه.


عاد داغر من الخارج وعينيه تبحث عنهم لكنه لم يجدهم

نادى حبيبته

_أسيل.

سمع صوتها من داخل غرفة الألعاب التي خصصها خليل لأجل حفيده 

_تعالى يا حبيبي احنا هنا.

دخل الغرفة فوجدهم جالسين بجواره على الأرضية وهو يبكي بلا توقف

_بابا جاه خلاص.

نهض إياد ليسرع بخطاه تجاه والده الذي حمله بقلب يهفو ليضمه إليه وسألهم

_ماله إياد فيه ايه؟

قال خليل وهو ينهض بتعب

_بيعيط على جنابك من وقت ما سيبته، عملتله قرد عشان يسكت وبرضه مفيش فايدة.

ضحك داغر وتطلع إلى ابنه الذي لف ذراعيه الصغيرة حول عنقه وسأله ببهجة

_صحيح الكلام ده يا ديدو؟

أخفى إياد وجهه في كتف والده فقالت أسيل بغيظ 

_هو هيقدر ينكر؟ مش عارفة هيعمل ايه بعد ما تسافر.


انتبهوا على هاتف خليل الذي اجابه مسرعًا وكأنه كان ينتظره فاندهش كلاهما حينما وجداه يسأله

_انت متأكد من الإسم؟

_…..

تطلعت أسيل لداغر بتوجس فينقبض قلب داغر حينما قال عمه

_تمام جايين حالاً ابعتلي اللوكيشن ومسافة الطريق هنكون عندك.

أغلق خليل الهاتف فيسأله داغر 

_خير يا عمي؟

تطلع خليل إلى أسيل وقال 

_لقينا والدك..


❈-❈-❈


وقفت أسيل على باب الغرفة وقلبها يهدر بعنف 

لا تعرف ماذا تفعل

هل تطوي صفحات الماضي كما يخبرها داغر وتدلف إلى والدها 

أم تطاوع عقلها وتلوذ بالفرار

تذكرت عندما سألتها الطبيبة

ماذا ستفعلين إذا وجدتِ والدك؟

لم تستطيع الإجابة حينها والتزمت الصمت.

لكنها علمت الآن 

أنه مهما فعل ستظل دماءه التي تجري بعروقها هي المتحكمة الوحيدة في قرارها وهي 

نعم تسامح.

فتحت الباب ودلفت الغرفة فتتفاجئ بوالدها قعيد  على كرسي متحرك يجلس عليه بسكون أمام النافذة بملامح هادئة مستسلمة واختفت من ملامحه ذلك الجبروت الذي عاش عمره يفرضه على الجميع 

بخطوات واهنة تقدمت منه وقد تجمعت العبرات بعينيها تأثراً على حاله.

_بابا..

لم يحرك ساكناً وظل يتطلع إلى الفراغ أمامه

ذلك الصمت الذي يراوده دائمًا في كل وقت وحين

هو وحده سلواه عن هذه الوحدة القاسية 

لكنه ينحر قلبه بلا رحمة

_بابا..

تجمعت العبرات بعين حسين وهو يتمتم بصعوبة بالغة 

_بنـ..ـتي..

أغمضت أسيل عينيها تنفض الدموع المتعلقة بأهدابها فتقدمت منه خطوة أخرى وتمتمت بخفوت حتى لا تخيفه

_بابا انا أسيل.

انتفض جسد حسين عندما شعر بلمستها على ذراعه وأدار وجهه بصعوبة إليها فتزداد دموعه أكثر ظناً منه انه يتخيلها أمامه

جثت أسيل على ركبتيها أمامه ومدت يدها إلى يده تحتويها بحزن فقالت بنشيج

_انا عايشة ممتش.

لم يقتنع حسين لكنه ظنها فرصة كي يطلب من روحها السماح فرفع يده بوهن إلى وجنتها يتحسسها كأنه يطلب منها السماح

شهقت أسيل ببكاء عندما لامس حنانه قلبها فأمسكت يده تقبلها وعندما شعر بدموعها على يده أدرك حينها بأنها حقيقة 

حاول تحريك يده الأخرى كي يتأكد أكثر لكن يشعر بها ثقيله ولا يستطيع تحريكها

حاول نطق اسمها رغم صعوبته

_أ..سـ..يل..

أومأت تؤكد له وتمتمت بخفوت 

_أيوة أسيل اول ما عرفت مكانك جيت عشان ارجعك، مش حسين النعماني اللي يستسلم بسهولة لكرسي زي ده.

جذبها حسين ليقربها من صدره لينتحب حينها ويبكي لأول مرة.

لا يصدق أنه يراها بعد ذلك العذاب الذي عاناه منذ ان علم الحقيقة

لم تمت كما أخبروه بل مازالت على قيد الحياة ولن يموت حتى تغفر هي له


أغلق داغر الباب عندما شاهد ذلك الموقف وقام بالاتصال على سليم

والذي بدوره جاء مسرعًا يطلب من والده العفو على تركه وحيدًا

أصر على أن يعود والده لمنزله عندما طلبت منه أسيل ان يظل معها كي تهتم به

لكنه رفض ذلك وأصر على أن يعود إلى منزله ويعالجه حتى يعود كما كان.


مرت الأيام وحسين في تحسن ملحوظ وخاصة عندما رآى حفيده وسعادة الجميع من حوله

وانتهت رحلة العذاب الذي شعر بها الجميع 

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن


في غرفة إياد

ظل داغر يزرع الغرفة ذهاباً وإياباً ربما يحن عليه ذلك الصغير ويغمض عينيه 

لكن كأنه تعند ذلك لعلمه بأنه على وشك العودة لعمله لذا يتمسك.به تلك الفترة بشكل عجيب

تطلع إياد إليه فيجده ينظر إليه بوداعة فقال داغر بغيظ

_وبعدين بقا احنا متفقناش على كدة انت بطريقتك دي هتخليني اهنج وملحقش اشبع من امك قبل ما اسافر.

ضحك إياد ببراءة واخفى وجهه في صدر والده 

_مالك اتكسفت كدة ليه؟ وحياة امك شكلك فاهم وبتسطعبتنا، وانت يعني هتجيبه من برة ابن ابوك بصحيح

يلا بقا نام والصبح نكمل كلامنا.

تشبث إياد به أكثر فقال بغيظ

_يابني ابوس ايدين أمك نام بقا، انا شكلي بقى وحش أوي وانا بقالي أكتر من ساعتين بنيم فيك.

دلفت أسيل الغرفة ظناً منها بأن إياد استطاع مثل كل مرة أن ينيم والده بجواره فتأتي هي كي توقظه

لكن الغريب أنهم مازالوا يقظين حتى الآن 

_معقول كل ده ومعرفتش تنيمه؟

رد داغر بغيظ 

_مش عارف ماله النهاردة انا كنت بفكر ابعته لجده زي المرة اللي فاتت.

_طيب وعمي ذنبه ايه يفضل سهران بيه وهو عنده شغل الصبح.

_الله وانا كمان ذنبي ايه ما انا برضه عندي شغل كمان يومين، ودي آخر ليله هسهر فيها.


هزت راسها بيأس منه وأخذت منه إياد

_طيب سيبه وانا هنيمه وآجي وراك.

ترك لها إياد وغمز بعينيه 

_أوعى تتأخرى وآجي الاقيكي نمتي، على اتفاقنا نسهر للصبح.

رمقته بغيظ

_وانت تنام براحتك وانا اقوم لإياد وعمي افطرهم.

_ما انتِ اللي غاوية تعب وقولتلك اجبلك مربية لإياد رفضتي وعمي بيقولك مش بحب افطر بدري بتصري تفطريه قبل ما يخرج.

_قولتلك مية مرة الأكل ده انا بعمله بحب يعني مش مفروض عليا، وإياد انا بحب اهتم به مينفعش اسيبه لغيري واتخلى عن دوري تجاهه.

تطلع إليها داغر بحب وفي كل موقف تعرض له كلاهما تؤكد له أنه حقاً أحسن الأختيار.

طبع قبلة خاطفة على شفتيها قبل ان يقول بمكر

_طيب انا هستناكي أوعى تنامي؟

هزت راسها بابتسامة ثم تركها ودلف غرفته، ليأخذ حماماً بارداً فيخرج بعد قليل على صوت هاتفه

_ايوة يا محسن عملت ايه؟

_……

_انت متأكد؟

_….

_طيب ربع ساعة وأكون عندك.

دلفت أسيل فتجده يرتدى ملابس خروج مما جعلها تسأله بقلق

_داغر انت رايح فين؟

اخذ مفاتيحه ورد بفتور

_مشوار صغير وراجع.

انقبض قلبها بخوف

_مشوار ايه اللي هتخرجله في وقت زي ده.

انفعل داغر من اسئلتها 

_ايه يا أسيل هو تحقيق قولتلك مشوار صغير وراجع.

أصبح شكها الآن يقيناً وهي ترى التوعد بعينيه مما جعلها تقف قبالته تمنعه قائلة

_مش هسيبك تخرج.

توحشت نظراته وتطلع إليها بحزم 

_أسيل أنا لازم أخرج دلوقت أوعى من قدامي.

صرخت بإصرار أشد

_قولتلك مش هتخرج ولو خرجت هقول لعمي ولو وصلت هبلغ الشرطة.

هدر بها بغضب محذراً 

_أسيل.

ازداد إصرارها أكثر وهي تقول بتعند وقد اوشكت على البكاء من شدة الخوف

_برضه مش هسيبك.

جذبها من ذراعها ليبعدها من أمامه لكنها تشبثت بذراعه ترجوه

_ أرجوك يا داغر متضيعش نفسك، انا وابنك محتاجين لك.

اشتد بكاءها حد الانهيار وهى تتابع بألم.

_مش هسامحك طول عمري لو جرالك حاجة.

جثت على ركبتيها وهي تقول بتوسل

أرجوك..

لم يتحمل داغر حالتها لذا مال عليها ليجعلها تقف على قدميها ثم مسح دموعها قائلاً 

_ مش هقدر اسيبهم بعد ما دمروا حياتي..

_متدمرتش وانا خلاص رجعتلك وانت كمان رجعت لشغلك وانا والله مسامحاهم.

قطب جبينه بدهشة 

_مسامحاهم بعد اللى عملوه فيكى؟

أومأت له بتأكيد

أيوة طالما رجعت لي فأنا مسامحهم، شوف الجانب الإيجابي في اللي حصل

شوف بسبب الحادث ده على قد ما كان دمار على قد ما في النهاية صلح حاجات كتير أوي وعرفك من اللي بيحبك بجد ومين اللي كان بيخدعك.

داغر الانتقام أخرته وحشة..

أومأ لها داغر وجذبها لحضنه حتى هدئ نحيبها.


تسلل داغر من جوارها عندما تأكد بأنها نامت ثم أخذ مفاتيحه وخرج من الغرفة متجهاً لوجهته..


 اوقف داغر سيارته أمام ذلك المنزل الذي يضع به محسن ذلك الشاب الذي كان سبباً في هلاك الكثير

دلف المنزل فيتفاجئ بمحسن مقيد على أحد المقاعد وعلامات الضرب على وجهه.

أسرع إليه داغر يسأله بلهفة

_محسن مين اللي…….

قاطع جملته ضربة على رأسه جعلته يفقد الوعي..


❈-❈-❈

استيقظت أسيل وهي تتحسس الفراش فتتفاجئ بمكانه بارداً 

نهضت مسرعة تتلفت في الغرفة فلم تجده.

ازاحت عنها الغطاء وأخذت تبحث عنه بالغرفة وفي المرحاض لكن لا أثر شيئا له

أسرعت لغرفة خليل تطرق بابه بخوف لكنه لم يجيب

فتحت الباب تبحث عنه لكنها لم تجده أيضاً 

ازداد الخوف بداخلها وقامت بالاتصال عليه فيجيبها بعد محاولات عدة

_ايوة يا أسيل….

قاطعته برعب

_الحق يا عمي داغر هيدمر نفسه.

رد خليل بهدوء

_اطمني انا في طريقي له متخافيش اقفلي دلوقتي وهبقى اطمنك بعدين.

قالت أسيل برجاء

_ طمني يا عمي ارجوك.

ربت خليل على كتفها

_هطمنك متخافيش.



فتح داغر عينيه وهو يشعر بألم في رأسه 

رفع رأسه فيجد توفيق يجلس على المقعد قبالته وحوله رجاله فرمق داغر بسخرية 

_بقا عمك مقدرش عليا جاي انت يا ابن امبارح تقف قصادي؟

انفعل داغر وحاول التخلص من قيده وهو يقول بهدر

_لو مش خايف مني مكنتش ربطني بالشكل ده فكني وواجهني راجل لراجل.

ضحك توفيق بسخرية 

_شكل قلبك ميت زي عمك، بس قولي عملت ايه مع البنت اللي اغت ص بتها سمعت انك صلحت غلطتك واتجوزتها.

زمجر داغر بغضب

_متجيبش سيرت مراتي على لسانك ال…..

ده يا حقير..

قال توفيق بتحذير وهو يشير على رجاله التي تصوب اسلحتهم خلف داغر 

_قبل ما تغلط شوف الاسلحة اللي وراك واعمل حسابك انا مش بسامح مرتين.

هدر به داغر 

_ولا انا بخاف من امثالك اللي بيتحاموا في شوية التيران دول.

شد الرجل اجزاء سلاحه ليصوبه تجاه داغر لكن توفيق منعه 

_لا مش بالسهولة دي لازم الأول احرق قلب عمه عليه زي ما كان عايز يحرق قلبي على ابني، انا كنت شايلك انت وعمك من دماغي بس انت اللي جيبته لنفسك..

أشار لأحد الرجال الذي تقدم من داغر ليضع السلاح الأبيض على عنقه وقام الآخر بتصوير المشهد لكن قبل أن ينفذ أمره اقتحمت الرصاصة رأس ذلك الرجل فارتد قتيلاً مما جعل الجميع يخفضوا رؤوسهم ويبحثون عن الهرب لكن اقتحام الشرطة للمكان جعلهم يستسلمون أمام أسلحتهم..


انتهى خليل وداغر من الإدلاء بأقوالهم ثم خرجوا من النيابة 

ظل خليل طوال الطريق ملتزماً الصمت لا يرد على حديث داغر 

 

_يا عمي…

قاطعه خليل بحزم

_اشش لينا بيت نتكلم فيه.

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة