رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 25 - 2 - الجمعة 31/1/2025
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل الخامس والعشرون
2
تم النشر الجمعة
31/1/2025
استيقظت (ليلى) من نومها وعينها مشوشة بالرؤية ثم أمسكت رأسها وهى تشعر بصداع رهيب فى رأسها كان قد طلب (حمزة) من الخادمة اعداد لها كوب من القهوة فعندما فتحت (ليلى) عينيها نظرت أمامها لتتفاجئ بوجود (حمزة) أمامها فقالت بغضب ولكن بنبرة متعبة بعض الشئ
- انت تانى ؟! .. انت عاوز ايه منى بقى ؟!
نظر لها وإلى حالتها التى أصبحت مزرية ثم امسك كوب القهوة وأعطاه لها وهو يجلس بجوارها على الفراش
- خدى اشربى ده عشان تفوقى الأول وتحكيلى اللى حصل
لم تستطع أن تقاوم أو تصب غضبها عليه فقد كانت متعبة للغاية فأخذت منه كوب القهوة وبدئت فى الأرتشاف منه قليلا حتى تتمكن من السيطرة على الصداع الذى برأسها الذى يدق كطبول الحرب فبدء (حمزة) فى سؤالها
- كنتى فين يا (ليلى) ؟ وايه اللى حصل ؟؟
نظرت له فى عينيه ثم قالت محاولة التذكر
- مش فاكرة .. كل اللى فاكراه انى كان عندى اجتماع مهم عشان اعرض التصاميم بتاعتى اللى اشتغلت عليها الفترة اللى فاتت
ثم صمتت بعض الشئ وكأنها تحاول تذكر ما حدث ثم قالت
- وبعدين شفت (عمرو) .. أيوة شفته وطلع كان من ضمن العملاء اللى هعرض عليهم المشروع مش فاكرة اى حاجة تانية بعد كده
شعر (حمزة) بالأندهاش ثم قال
- (عمرو) برده .. كل مرة تبقى فى حالة مش طبيعية لما تقابليه
نظرت له بعدم فهم وسئلته
- تقصد ايه ؟!
اخذ نفس عميق ثم استدار تجاهها وهو يقول بحنان
- اقصد تخلى بالك جداا لما تقابلى (عمرو) متشربيش حاجة ولا تاخدى منه حاجة .. أنا مش عارف أو مش فاهم ايه اللى بيحصلك وايه دخله وليه... بس اكيييد أنه السبب
هزت رأسها نافية وهى تقول
- وهو هيأذينى ليه وهو بيحبنى .. ده حتى جاه البيت هنا وعرض عليا أنه يرفع ليا قضية طلاق عليك عشان أتخلص منك
شعر (حمزة) بالدماء تغلى فى رأسه ثم قال بغضب جم وهو يمسك رسغها بغضب
- انتى ايه اللى خلاكى تستقبليه اصلا وتقعدى معاه ... هو انتى مش على ذمة راجل ولا شايفنى ايه بالظبط يا (ليلى)
أبعدت يده الممسكة برسغها بقوة وهى تتألم فقد احمرت يديها ووضعت كوب القهوة على الكومود وهى تمسك يدها متألمة فشعر (حمزة) وقتها بإلمها وقال بلين واضح
- أنا آسف
نظرت له بغضب بجم لكنها لم تتحدث فأردف هو قائلا
- المفروض ابقى ازاى يعنى ومراتى يتقابل خطيبها السابق وكمان فى بيتها لا وبيعرض عليها أنه يطلقها منى كمان
- أنا رفضت
قالتها بهدوء فابتسم وهو ينظر لعينيها العسلية التى يعشقها لتتابع هى
- عارفة انك مش هتخلى الأمور توصل لكده وهتطلقنى بهدوء
صر (حمزة) على أسنانه بغضب واضح ثم قال
- مش هطلقك يا (ليلى) .. مش معقول تكونى شايفة انى مش بحبك بعد ده كله انتى حتى سمعتى كلامى مع (أسما) كله سمعتى ندمى وحبى ليكى وخوفى من انى اخسرك .. أنا مش زى ابويا يا (ليلى) ... مش زيه ابدا .. أنا عاوزك إنتى بس فلوسك متهمنيش فى حاجة كان عندى فرصة انفذ رغبة ابويا واخد منه نصيبه اللى هو عاوزه منك ومعملتش كده.. معملتش كده عشان حبى ليكى مش معقول تكونى مش حاسة بكل ده ولا شايفاه
شعرت بصدق حديثه فترقرت الدموع داخل عينيها ثم قالت
- أنا مصدومة فيك يا (حمزة) مش قادرة اصدق .. مش قادرة اصدق اطلاقا انك تخبى عليا حاجة زى دى مهمة.. أنا حسيت وقتها انى كنت هبلة لما نفذت خطة عمى بمنتهى الغباء وبعدت عن (عمرو)
- انتى ندمانة ؟!
قالها بفضول شديد وحزن يعتصر قلبه فهزت رأسها نافية ثم قالت
- إبدااا .. بس تخيل حد يحاول يوقعك فتقع انت زى الحمار صحيح انت وقعت خلاص ومش هتقدر تعمل حاجة لده بس منظرك قدام نفسك انك مقاومتش وسبته يشمت فيك صعب اووووى .. أنا عمرى ما ندمت انى سبت (عمرو) بس صعب عليا .. صعب عليا انى أنا وهو كنا ضحية بس ده ميمنعش أنه اختار الطريق الغلط وضيع مستقبلى وشغلى
نظر فى عينيها ثم سئلها
- طب وانا ؟!
- انت صدمتى فيك كانت كبيرة يا (حمزة) كبيرة اووووى .. عشان متخيلتش انك تخبى عليا شئ زى ده
- بحبك اقسملك انى بحبك
- سبنى يا (حمزة) دلوقتى .. سبنى ارجوك مش قادرة اتكلم دلوقتى .. انت عارف كويس انى بحبك ومش هقدر اعيش من غيرك وانى مليش فى الدنيا غيرك .. عشان كده بتتك على النقطة دى .. سبنى اخد وقتى لأنى مش قادرة اسامح دلوقتى
هز رأسه متفهما ثم قال بنبرة خائفة عليها
- خلى بالك من نفسك يا (ليلى) خصوصا لما تقابلى (عمرو) متشربيش حاجة ولا تاكلى حاجة غير جو البيت وبالذات من ايد (نجلاء) بس .. فاهمة ؟!
هزت رأسها إيجابا فقد شعرت بخوفه الحقيقى عليها وحبه الذى ينبض فى قلبه أمام عينيها فنهض (حمزة) ثم انحنى قليلا ليقبل رأسها وهو يقول
- أنا مش هسيبك أنا جنبك ولو احتاجتى اى حاجة أنا موجود فى اى وقت
اماءت له بعينيها إيجابا ثم تركها وانصرف فظلت هى تراقبه فى صمت فهى لا تريد ابتعاده عنها ولا تتحمل قربه لكن ما تعلمه جيدا أنها لا تستطيع العيش بدونه ..
❈-❈-❈
بينما كان (حمزة) يدخل البيت كان يصفّر بلحنٍ هادئ يعكس ارتياحه الداخلي وكأنّ أثقال الأيام الماضية قد تلاشت أخيراً عن كاهله فى حين كانت (أسما) تخرج من المطبخ وخلفها (حاتم) رفعت عينيها حينما سمعت صوت صفيره لتراه بتلك البهجة التي لم تلحظها عليه منذ فترة فابتسمت ثم نظرت نحو (حاتم) ليبتسم هو الأخر ..
كانت تراقب خطواته الهادئة وملامح وجهه المسترخية التي كشفت عن تحسّنٍ واضح في حالته النفسية استجمعت كلماتها وسألته بلهجةٍ مرحة
- اتصالحت مع (ليلى) ولا ايه ؟!
ابتسم بسعادة وهو يقول
- يعنى تقدرى تقولى كده حاسس انها بدئت تلين بس مسئلة وقت
شعرت بسعادة من أجله وهى تقول
- حبيبى يا حمزتى مكنتش عارفة اضحك من غير ما اشوف ضحكتك دى
رفع (حاتم) إحدى حاجبيها بغيظ وهو يرمقها بنظرة غاضبة لكن لم تلاحظ (أسما) نظراته تلك فوجهت (أسما) حديثها ل (حاتم)
- أنا هروح اجيب الكيكة اللى عملتها ل (حمزة)
نظر لها (حاتم) بغيظ شديد وهو يسألها بنبرة خافتة
- انتى اللى عملتيها برده !!
اتجهت نحو الداخل مرة آخرى ووكزته فى كتفه لتثنيه عن تعليقاته السخيفة فضحك عليها ثم ابتسم ابتسامة جذابة أذابت غضبها فذهبت نحو الداخل واحضرت الكعك الذى قام (حاتم) بصنعه ثم اقتربت من (حمزة) وهى تقول
- دوق وقولى ايه رأيك بقى ؟!
اخذ منها (حمزة) الصحن وتذوق الكعك واعجبه للغاية وهو يقول
- اممم طعمه يجنن .. تسلم ايديك يا أسمتى
قال كلمته الأخير وهو يختبر صبر شقيقه فصر (حاتم) على أسنانه ثم قال بغضب مصطنع بعض الشئ
- هو أنا شفاف بينكوا ولا اجبلكوا اتنين ليمون
ابتسمت (أسما) وهى تشعر بسعادة لأنه بدء يشعر بالغيرة عليها فربما تسللت إلى قلبه بذرة عشق صغيرة ستنبت بستانا فى الأيام القادمة بينما (حمزة) كأنه لم يستمع لحديث شقيقه وكأنه لا يعنيه وقال
- اعمليلى بقى يا (أسما) كوباية شاى مع الكيكة الحلوة دى
ابتسمت (أسما) بسعادة وقالت
- من عينيا
ثم دلفت نحو المطبخ لتعد له كوب من الشاى فقال (حاتم) بنبرة هامسة لها
- شقايا اتسرق
رمقته بنظرة ساخرة فاستطرد بنبرة حالمة
- وعلى قلبى زى العسل
شعرت (أسما) بفرحة عارمة ودلفت نحو داخل المطبخ بينما ظل هو ينظر تجاه ما ذهبت بعينان تلمعان بالأعجاب فى حين كان (حمزة) مستمتع وهو يأكل الكعك ناظرا إلى أخيه وهو يشعر بأن قلبه قد مال نحو (أسما) فقال
- شايف أن نظراتك ل (أسما) اتغيرت خالص
انتبه (حاتم) لحديث شقيقه ثم التف لينظر له وقد شعر بإرتباك كبير لم يستطع أن يجيبه فابتسم (حمزة) على هيئته ثم أردف قائلا
- اتمنى بس انك تتأكد من مشاعرك الأول وانك تكون نسيت (حور) تماما .. تماما يا (حاتم) عشان (أسما) مش هتستحمل كسرة القلب منك انت بالذات .. وأنا مش هسمحلك تأذى قلبها
هز (حاتم) رأسه موافقا على حديث شقيقه ثم اجابه
- متقلقش يا (حمزة) أنا مش غبى عشان ائذيها قبل ما احبها هى بنت خالى برده واخاف عليها عشان كده مش راضى اتسرع .. بس فى مشاعر حلوة ناحيتها مش قادر اتجاهلها مش هنكر من غير وجود (أسما) فى حياتى أنا مكنتش تخطيت (حور) ابداا
شعر (حمزة) بالراحة فهاهو شقيقه أصبح يهتم لأمر (أسما) بعد عناء تلك المسكينة طوال سنوات ماضية فقال له
- وانا واثق أن (أسما) تستاهل .. تستاهل تعمل عشانها المستحيل كمان
ابتسم (حاتم) وهو يقول
- عارف هى تستاهل بجد ..
❈-❈-❈
فى صباح اليوم التالى ..
جلست (ليلى) في مكتبها عينها مشغولة بالأوراق المتناثرة أمامها تحاول أن تستعيد تركيزها بعد يوم طويل فجأة انفتح باب المكتب ودخلت عليها السكرتيرة الخاصة بها وأخبارها أن محضر محكمة يريد أن يقابلها بالخارج أخبرتها بإن يدخل وفى غضون ثوان كان أمامها محضر المحكمة خطواته ثابتة وصوته جاف وهو يتأكد من اسمها رفعت رأسها ببطء متوقعة أن يكون الأمر مجرد إشعار بسيط لكنه يمدّها بورقة رسمية بملامح صارمة
نظرت (ليلى) إلى الورقة تخللت الدهشة ملامح وجهها تدريجيًا وهي تقرأ كلماتٍ مبهمة ثقيلة لم تكن بحاجة لقراءة المزيد لتدرك ما تواجهه هذا الورق يحمل طعنة لها ضربة جديدة لم تكن تتوقعها ..
شعرت بالحمل يرزح على صدرها وأخذت الورقة من يد المحضر بهدوء خارجي بينما تتصاعد في داخلها عاصفة من التساؤلات كيف وصل الأمر لهذا الحد؟ ولماذا الآن؟ طوت الورقة بسرعة وكأنها بذلك تستطيع إخفاء الحقيقة التي بدت كأنها تلاحقها بلا رحمة ..
دقائق لم تطل قبل أن تلتقط حقيبتها وتغادر المكتب بخطى سريعة مسرعة نحو المكان الوحيد الذي يمكن أن تجد فيه إجابات (حمزة) عند وصولها إليه وكأنما شعر بتلك العاصفة التي تقترب منه فنظر لها بتساؤل ..
رفعت (ليلى) عينيها متسائلتين إليه نظرة صادقة مليئة بخيبة الأمل المختلطة بالغضب المكتوم بالكاد استطاعت أن تسيطر على صوتها وهي تسأله
- ايه ده يا (حمزة) ؟! ..
يتبع...