رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 49 - 2 - الثلاثاء 7/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل التاسع والأربعون
2
تم النشر الثلاثاء
7/1/2025
كانت تجلس بقلق شديد تسير ذهابًا وإيابًا تخشى أن تهاتف زوجها أثناء قيادة السيارة كي لا تشغله عن القيادة، توقفت فجأة ما أن إستمعت إلي صوت سيارته تنهدت بإرتياح واتجهت إلي الباب تفتحه لهم وركضت تجاهه تطمئن عليه وجدته غافيًا بأحضان والده.
هتف بهمس:
-إهدي هو كويس نايم من العربية يا قلبي بس.
تنهدت بإرتياح وعقبت بهمس مماثل:
-كنت قلقانة عليكم وهو كمان آول مرة يبعد عني.
تبسم بحب وقال:
-اطمني احنا بخير أهو.
ولج إلي الداخل وأغلق الباب خلفه وتحرك لأعلي وهي خلفه اتجه الي غرفتهم ووضع الصغير في مهده والتفت إلي زوجته متسائلاً باهتمام:
-هتغيري ليه ؟
حركت رأسها نافية وعقبت بتبرير:
-لأ لأ لما يصحي بلاش أقلقه جعان تحب أحضر لك العشاء ؟
حرك رأسه نافياً وأضاف بنبرة هالكة:
-لأ أنا جعان نوم وبس الصبح هنروح لمامتك وماما وأشوف أمير محتاج أيه وبعدها تاني يوم شركة خلاص مبقاش في مجال للراحة.
ربتت على ظهره بحنان وقالت:
-معلش يا حبيبي خلص كل الي وراك وخد اجازة براحتك يا حبيبي.
أومأ بإيجاب:
-عندك حق يا قلبي.
❈-❈-❈
كانت تستمع إلي ثرثرة والدة حتي صاحت بجنون:
-ماما ممكن تبطلي رغي لأني على آخري.
زفرت غدير بضيق وقالت:
-ممكن أفهم مالك في إيه ؟
ردت فريدة بنفاذ صبر:
-بجد مش عارفة في إيه وبالنسبة لعريس الغفله الي سافر ده وسايبني لوحدي حتى مفكرش حتى يكلمني من الأساس.
هتفت والدتها ببرود:
- فيها إيه يعني سافر يشوف شغله وعرف أبوكي وكمان سايب ميزانية مفتوحة لينا وكمان مفتاح الفيلا معانا عشان التعديلات اللي طلبتيها وجوده هيفرق معاكي في إيه يعني؟
صاحت بانفعال وهي تدور حول نفسها:
-يفرق كتير أنا من حقي أحس أني عروسة بجد وفي عريس عايزني وبيحبني مش جوازة كمالة عدد وبس يا ماما أنا تعبت بجد هو ليه مفيش حد حاسس بيا أنا إنسانة لحم ودم علي فكرة.
نهضت والدتها وهتفت باستياء:
-الراجل وراه شغل يا هانم حتي إبنه سايبه مع صديق ليه عشان مفيش حد يسيب الولد معاه أظن لو مش مضطر مكنش سافر وساب إبنه.
انتبهت إلى حديث والدتها وتسألت:
-يعني إبنه مش معاه وحضرتك عرفتي منين ؟
ردت بالامبالاة:
-أصل كلمني قبل ما يسافر عشان لو محتاجين حاجة وقالي.
قطبت جبينها بحيرة وتداركت مستفهمة:
-طيب هو ملوش حد ليه مجبش الولد هنا ؟
هتفت والدتها بانزعاج:
-يجيب مين إنتِ كمان يا مجنونة كويس أنه مفكرش يعمل كده من الأساس أنا كنت هرفض وأعملي حسابك يا هانم إنتِ لسه تخلفي وبأسرع وقت عشان ابنك هو اللي يكوش على كل حاجة مش الولد ده.
كتفت يدها على صدرها باهتمام:
-بجد أشمعني ده مكنش رأيك أيام ما كنت متجوزة ياسين؟
قلبت الأخيرة عينيها بضجر وردت متهكمة:
-عشان ياسين أولاً مكنش ليه أخوات وثانيًا يا هانم هو الوريث الوحيد فهمتي لكن هنا الوضع غير.
ظلت تنظر إلي والدتها وهتفت ساخرة:
-تصدقي يا ماما أنا كل يوم بكتشف فيكي حاجة جديدة انا حاسه بجد انى معرفكيش بس فعلاً بابا طلع عنده حق إنتِ إلي دمرتي حياتي وقت ما كنت متجوزة ياسين لو كنتِ أم كويسة فعلاً كنتِ اعتراضتي على طلاقي من ياسين مكنتش تشجعيني يمكن وقتها كنت هبقى معاه ويمكن الولد ده كان يبقي أبني أنا لكن مع الأسف حياتي كلها تدمرت وطلعت أنا الخسرانة الوحيدة بعد إذنك أنا طالعة أوضتي غادرت تاركة والدتها تنظر إليها في ذهول، بينما صفوت كان يقف يراقب الحديث الدائر بصمت لا ينكر قلقه من تفكير غدير الذي مؤكد سيؤدي إلي فشل هذه الزيجة لكن رد فعل فريدة أراحه، لا ينكر أنه يشارك هو الآخر في دمار حياتها ما كان يجب عليه أن يقف بعيداً ويتركها تلقي بحالها في التهلكة لكن ما باليد حيلة فقد سبق السيف العزل.
❈-❈-❈
ما أن أشرقت شمس الصباح وهي تقف في المطبخ تعد كل ما لذ وطاب فاليوم عودة فلذة كبدها وإبنتها الحبيبة "صفا" رغم حزنها علي فراقها عنها لكن كل ما يريح قلبها الأن أنها سعيدة، وكذلك حفيدها الغالي نبض قلبها كم اشتاقت لهذا الصغير الماكر واشتاقت لضمه واستنشاق رائحته الطفولية الجميلة، نظرت إلي الساعة وجدتها تخطت الثانية عشر مؤكد أنهم على وصول الأن.
هبطت من السيارة وهي تحمل الصغير تقف تنتظر زوجها الذي يحضر الحقائب من الخلف أغلق السيارة واقترب منها حاملاً الحقائب.
عمقت النظر إليه وتسألت باهتمام:
-تحب أساعدك وأشيل معاك حاجة يا حبيبي ؟
حرك رأسه نافياً وتحدث بحب:
-لأ يا قلبي تسلمي كفاية عليكي مودي باشا يلا بينا.
طوق خصرها باهتمام واتجهوا إلي البناية التي تقطن بها والدتها.
كانت تجلس أمام ساعة تنظر إلي العقارب بقلق شديد، حتى قاطعها رنين جرس الباب انتفضت من مكانها وفتحت الباب، وما أن رأتهم حتى اتسعت ابتسامتها بترحاب:
-حمد الله علي السلامة نورتوا يا ولاد.
آخذت حفيدها الحبيب من أحضان والدته ودلفت به وهي تضمه وتقبل كل إنش به، بينما ظل ياسين وصفا يقفون عند الباب بذهول مما جعل صفا تتسأل بتعجب:
-هي سبتنا ومشيت صح ؟
أومأ ضاحكًا:
-شكل مودي نساها أننا موجودين أصلاً أدخلي أدخلي.
ولجت إلي الداخل وتبعها هو غالقًا الباب خلفه جلسوا على الأريكة أمامها يتأملها مع الصغير وهي تداعبه بحنان مر ما يقارب النصف ساعة ولم تنتبه لوجودهم من الأساس.
نظرت صفا إلي ياسين بغيظ وقالت:
-إبنك أكل الجو مني دي مسلمتش عليا .
تبسم ضاحكًا:
-يعني هو أبني لوحدي إبنك إنتِ كمان يا هانم.
رمقته بضيق وقالت:
-يا رخم دلوقتي نشوف ماما سلوي هتعمل إيه هي كمان.
تهكم ساخرًا وعقب:
-نفس الموقف يا قلبي هيتكرر لا تقلقي.
انتبهت لهم وتسألت:
-بتقولوا حاجة يا ولاد؟
تهكمت صفا قائلة:
-بقول سلامتك يا ماما إنتِ نسيتي تسلمي علينا وسبتينا على الباب.
ضربت جبينها بخفة وقالت:
-أسفة بجد يا ولاد بس مودي كان وحشني أوي يلا بقى هقوم أجهز الغداء أكيد جعانين يا حبة عيني…
انتهت زيارة هناء وعرضوا عليها إقتراح صفا وافقت لو والدة ياسين وافقت هي الأخرى، وذهبوا إلى سلوى لتناول العشاء برفقتها هي وأمير وما حدث لدي والدة صفا تكرر لدي والدة ياسين الاهتمام كان بالصغير فقط مطبقين المقولة الشهيرة أعز من الولد ولد الولد، وكذلك عرضوا عليها الاقتراح ووافقت، وقرر ياسين شراء شقة قريبة منه حتى يكون مطمئناً عليهم أكثر وهم بالقرب منهم.
❈-❈-❈
صباح يوم جديد كان يقف ياسين أمام المرآة يصفف شعره بعناية بينما الصغير يلاعب نفسه ببراءة مصدراً همهمات طفولية، تبسم ياسين علي صوته وترك فرشاة الشعر واتجه إليه بحنان يداعبه:
-قلب بابي يا ناس إنتَ.
ظل الصغير يتأمله قليلًا وزين ثغره إبتسامة بسيطة جعلت ياسين يصيح بجنون:
-ضحكلي ضحكلي .
حمله بلهفة وركض به إلي الأسفل متجهًا إلى مكان تواجد زوجته بالمطبخ:
-صفا ألحقي مودي ضحك.
ألتفت له بسعادة وركضت تجاهه تنظر إلى طفلها بلهفة:
-بجد .
أومأ بإيجاب:
-أيوة والله.
بدأت تداعب طفلها بحنان والصغير يبتسم ببراءة مما جعله تأخذه من أحضان والده وتضمه بحب:
-قلب ماما يا ناس سكر يا ناس إنتَ بتضحك لماما.
تسأل ياسين باهتمام:
-هو كده بدأ يفهم صح ؟
أومأت بإيجاب و أضافت باستفاضة:
-هو بدأ ينتبه دلوقتي يعني يضحك ليا يعرفك يعني كمان شهر او أكتر هيبدأ يعيط لو حد غريب شاله هيبقي متعلق بينا أكتر.
قبل جبهته بحب وقال:
-ربنا يبارك فيك يا قلب بابي.
أمنت على دعائه:
-يا رب يا حبيبي يا رب.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية