رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 48 - 2 - الأثنين 6/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثامن والأربعون
2
تم النشر الأثنين
6/1/2025
علي شاطئ البحر، أسفل أشعة الشمس المشرقة، ومياه البحر الزرقاء التي تسر من ينظر إليها، كان يسير العاشقين متشابكين الأيادي، وينقشون بأقدامهم لوحة فنية على رمال الشاطئ الذهبية.
حدق في زوجته وطفله بعشق وابتعد عنهم، مما جعلها تتعجب، رمقته بحيرة وتسألت:
-بعدت ليه يا حبيبي ؟
تبسم بهدوء وقال:
-ثواني يا قلبي.
جلس علي ركبتيه أرضاً وأخرج مفتاح السيارة من جيبه وبدأ بالنقش فوق الرمال، رسم قلب كبير ونقش بداخله "صفا القلب" ومن خارج القلب نقش ثلاثة أسهم وكتب اسمه وإسم صفا ومحمد، وما أن أنتهي نهض من مكانه ونظف بنطاله وأشار إلي زوجته بحب:
-إيه رأيك ؟
تجمعت الدموع في مقلتيها وتسألت بعشق يطل من عيناها:
-هو أنا هحبك أكتر من كده إيه ؟
تبسم بحب وغمغم بحنان:
-هتفضلي تحبيني وأنا هفضل أحبك يا عمر ياسين لغاية ما يحل الأجل هاتي بقي مودي عنك شوية يا قلبي.
حمل الصغير بحنان وتسأل باهتمام:
-ها يا قلبي تحبي نتغدا ايه ؟
وضعت يدها بخصرها وهتفت بتفكير:
-مش عارفة أي حاجة بس خليها على ذوقك.
أردف مقترحًا:
-ايه رأيك ناكل مكرونة وايت صوص وأستيك ؟
تبسمت بحب وقالت:
-تمام رغم أني مش بقتنع غير بالصلصة الحمراء بس يلا عشان متقولش إني حرمتك من حاجة وايت صوص وايت صوص.
قرص وجنتيها بخفة قبل أن يجذبها بيده ويتحركوا سويًا:
-يلا يا بكاشة هانم اتفضلي قدامي يلا.
حركت رأسها نافية وردت بدلال:
-أنا مش بكاشة أنا قلب ياسين "صفا القلب" وضعت يدها على قلبها وهتفت بحب:
-أنا قاعدة هنا ومربعة كمان يا حبيبي.
رفع يدها بحنان ووضع فوقها قبلة، وغمغم بحنان:
-ربنا يبارك ليا فيكي وفي مودي يا عمري.
❈-❈-❈
لم يغمض لها عين منذ ما حدث بالأمس لا تصدق حتى الأن ما فعله هذا الحقير الماكر، ماذا ستفعل الأن وكيف ستخبر والدها هي رأت فرحته بالأمس فرحة لا توصف بالفعل، ليس لديها خيار غير أن تطلب من والدها تساندها في هذا الأمر، لكن هذا الأمل تبخر عندما اقتحمت والدتها الغرفة وهي تصفق بإعجاب:
-بجد مش مصدقة يا فري آول مرة أعرف إنك ذكية كده طالعة لأمك.
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-ذكية إزاي مش فاهمة؟
جلست جوارها وأردفت بإعجاب:
-موافقتك على العريس ده .
اتسعت مقلتي الآخر التي تساءلت بهلع:
-نعم هو مش حضرتك كنتِ رافضة؟
حركت رأسها بإيجاب وعقبت بإيضاح:
-كنت رافضة فعلًا بس ده مش أي عريس ده شريف نصار ملك العربيات يا حبيبتي وإنتِ طلعتي ذكية أهو ما شاء الله عليكِ.
حاولت الاعتراض لكن قاطعتها الأخيرة بفرح:
-بصي بقي احنا عايزين فرح محصلش عايزين فرح يغطي علي فرح ياسين و الجربوعة بتاعته هو بس يعرف انك اتجوزتي مين وتكون الضربة القاضية ليه ما هو مش كل الطير إلي يتاكل لحمه مش هو سابك إنتِ وراح لحثالة إلي اتجوزها؟ إنتِ كمان هتتجوزي بس مش أي جوازة لأ دي جوازة العمر بت إنتِ هتفضلي باصة ليا مصدومة كده قومي يلا ألبسي وأجهزي عايزين نبدأ تجهيزات صحيح أنتِ هتعيشي فين ؟ أكيد اشترطي عليه يجيب ليكي فيلا تانية صح؟
رمقتها بتيه وتسألت:
-ها قصدك إيه ؟
زفرت والدتها بضيق:
-ركزي معايا إنتِ كده على الصبح أكيد مش هتتجوزي وتقعدي في نفس الفيلا إلي كان عايش فيها مع مراته.
اتسعت عين الآخري بصدمة وتداركت مستفهمة:
-هو متجوز ؟
استطردت والدتها بإيضاح:
-لأ أرمل مراته توفت من تلاتة سنين وهي بتولد.
شهقت بصدمة وهتفت بعدم إستيعاب:
-يعني كان متجوز وكمان مخلف ماما أنا مش عايزة أتجوز الجوازة دي أتصرفي.
ردت الأخرى بغيظ:
-نعم يا فري بتقولي إيه إنتِ مجنونة صح أنا كنت رافضة أه بس ده عريس ميترفضش يا فري يلا أسيبك تجهزي عشان نروح نعمل شوبنج غادرت تاركة إياها تتآكل غيظاً فوالدتها قد وافقت هي الأخرى وأخذت صف والدها.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين كان يتمدد على الشازلونج على شاطئ البحر مرتدياً تيشرت كت أسود وشورت يصل إلى ركبتيه من اللون الأسود بينما تجلس صفا على الشازلونج المجاور له وتحمل رضيعها الذي أرتدي مايوه صغير باللون الأبيض بناءً على إقتراح والدته تضع له واقي شمس، بينما زوجها يطالعها مذبهل حتى قرر أن يفهم ماذا تفعل:
-حبيبتي إنتِ بتعملي إيه في الولد ؟
ردت ببساطة:
-بحط ليه واقي شمس يا حبيبي؟
أشار علي طفله ساخرًا وعقب:
-بجد خايفة على عقلة الإصبع ده و بقالك ساعتين بتدهنى ليه وبالنسبة ليا انا اتحرقت من الشمس ولا فارق معاكِ يعني؟
نظرت له نصف عين وهتفت بحذر:
-أنسي ده بعينك يا ياسين يا محمدي .
ضيق عينيه ببراءة وهتف بدلال مصطنع:
-مش أنا جوزك حبيبك ؟
ردت باختصار:
-أنجز.
اتسعت مقلتيه بصدمة وردد ساخرًا:
-إنجز صفا يا قلبي أنتِ أخدتي عليا أوي كده هنبدأ عقاب.
ردت بدلال:
-ولا تقدر تعمل حاجة.
أشار إلي نفسه بصدمة وتدارك مستفهًما:
-قصدك إني بوق؟
حركت رأسها يمينًا ويسارًا برفض وعقبت بإيضاح:
-قصدي إنك بتحبني عشان كده مش هتعمل حاجة لحبيبتك مش صح؟
تبسم بحب وقال:
-أيوة صح افضلي ثبتيني يا مكارة .
قطع حديثهم رنين هاتف ياسين، أخرجه من جيبه وما أن رأي الرقم وعلم هويته حتى تغضن وجهه، مما جعلها تتسأل بقلق:
-خير يا حبيبي في حاجة ؟
رسم إبتسامة بسيطة على ثغره ورد:
-لأ يا قلبي مفيش حاجة.
سألت بفضول:
-مين إلي بيرن وشك قلب ليه ؟
زفر بحنق وأجاب بهدوء:
-دي فريدة.
بهت وجهها واشتعلت الغيرة داخل قلبها مما جعلها تتساءل بحدة:
-هو إنتَ وهي بتتكلموا؟
اعتدل في جلسته وتحدث بنبرة حادة:
-صفا اتعدلي وبعدين أنا لو بكلمها هخاف منك ولا إيه ما أنا هقول؟
تجاهلت حديثه وهتفت بإصرار:
-رد عليها يلا.
قلب عينيه بملل وتدراك قائلًا:
-صفا أظن احنا في شهر عسل يا ماما أكيد مش هنكد علي نفسنا يا عمري أنا هقفل الفون وهعمل ليها بلوك كمان.
تحدثت بنبرة فاترة:
-تمام بس بردوا لما ترد عليها ونعرف عايزة إيه؟
تنهد بنفاذ صبر وقال:
-ماشي يا صفا هرد بس خدي بالك الموقف ده مش هعديه قلة ثقتك ف ….
قاطعته بحزم:
-أنا واثقة فيك طبعًا يا ياسين أنا عايزة أعرف عايزة إيه منك تاني.
صمتت قليلاً وهتفت برجاء:
-رد عشان خاطري ريح قلبي يا حبيبي.
هز رأسه بيأس وضغط على زر الرد وقام بفتح الأسبيكر وتحدث بإقتضاب:
-ألو أهلًا يا فريدة خير؟
ردت فريدة بتلهف:
-ياسين وحشتني.
زفر بضيق وقال:
-فريدة قولي عايزة إيه بدل ما أقفل الخط أنا مش فاضي .
ردت بغيره:
-مش فاضي وراك إيه إنتَ في أجازة حتى؟
أجابها ببرود:
-أيوة زي ما قولتي في أجازة بقضي شهر العسل مع مراتي وأبني أكيد مش هسيبهم واقضيها مكالمات ملهاش قيمة من الأساس.
امتعض وجهها بغيظ وقالت:
-في عريس متقدم ليا.
رد ببساطة:
-مبروك.
ردت بغيظ:
-هو أنا مكلماك عشان تقول مبروك.
قلب عينيه بملل وتدارك مستفهماً:
-فريدة أظن أننا أطلقنا خلاص وكل واحد بقي ليه حياته أنا اتجوزت وخلفت ومراتي و ابني كل حياتي وإنتِ كمان أتجوزي وعلي فكرة شريف شخص كويس.
تساءلت بصدمة:
-شريف وإنتَ عرفت منين ؟
رد بهدوء:
- جه سألني قبل ما يتقدم ليكِ يا فريدة عن أسباب انفصلنا أطمني أكيد مقولتش سبب الطلاق المرة التانية وافقي وشوفي حياتك أنا وأنتِ قصتنا انتهت وأنا بدأت قصة جديدة وهفضل بكتب في سطرها لآخر نفس فيا سلام.
أغلق الهاتف ودم أن ينتظر ردها اتجه إلي زوجته وجدها تنظر له بحيرة، تهكم ساخرًا:
-إيه مالك ؟ أظن صدقتي إني مش بكلمها يا مدام ؟
رمقته بعتاب وأضافت قائلة:
-أظن قولت عايزة اعرف هى بتتكلمك ليه ؟ ممكن بقي تضحك وتفك التكشيرة دي ؟
رد بعند:
-لأ.
هتفت بدلال:
-طيب عشان خاطري.
نظر لها قليلًا وتحدث بخبث:
-هفك التكشيرة بس علي شرط.
استفسرت باهتمام:
-شرط أيه ؟
غمز عينيه اليسرى بخفة وعقب قائلًا بخبث :
-تدهن ليا واقي شمس.
ألقت الكريم عليه وردت ببساطة:
-خليك زعلان أحسن.
رمقها بتوعد ونظر لها بشر، مما جعلها ترتعب وتنهض تحمل صغيرها وتركض به سريعًا وهو يركض خلفها حتي استطاع الامساك بها وقام بحملها هي وطفله ودار بهم بسعادة وهو يصيح:
-بحبك.
❈-❈-❈
بينما على الطرف الآخر أغلقت الهاتف بغيظ وقالت:
-بقي كده ماشي يا ياسين أنا كمان هشوف حياتي وبكره تندم علي جوازك من الجربوعة إلي معاك، أما بقي الباشا التاني إلي راح يعمل تحريات عني هندمه علي اليوم الي فكر يتجوزني فيه وهخليه يقول حقي برقبتي كمان من الجوازة دي لأ والبيه التاني البجح ده كمان مش كفاية إلي عمله معايا صبرك عليا يا شريف إنتَ كمان إما خليتك تقول حقي برقبتي مبقاش أنا فريدة صفوت.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية