-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 54 - 2 - الجمعة 17/1/2025

قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الرابع والخمسون

2

تم النشر الجمعة

17/1/2025

العديد من الحقائب الممتلئة مرتصة أرضًا وفوق الفراش حقيبة كبيرة مفتوحة على مصرعيها ونور تقف أمامها بملل بينما والدتها تجلس على المقعد تراقبها بنفاذ صبر.

رفعت نور رأسها وتساءلت بحيرة:

-ماما هو المفروض اخد كل الهدوم و الحاجات إلي جبتها للجهاز ؟

تبسمت والدتها ساخرة وأجابت:

-المفروض يا آخرة صبري ده شئ بديهي مش محتاج سؤال يعني ولا إنك تقفي تتفرجي علي الشنطة زي العبيطة كده اتنيلي يلا حطي باقي هدومك وأخلصي عشان نقفل الشنط مستنية إيه عايزة أفهم ؟

اجابتها نور بما جعلها تفتح فمها من الصدمة والذهول لا تدري ابنتها مختلة أو مجنونة أو الإثنين سيام:

-يا ماما يا حبيبتي أنا بقول كفاية إلي اخدته وأسيب الباقي قدر أتخانقت أنا وأمير وغضبت هقعد ألم الهدوم لأ يبقي سايبة هدوم هنا ولما أطل …

أوقفتها والدتها بصراخ:

-اه يا لهو منك أه إنتِ عايزة تشليني يا بت إنتِ ولا إيه ؟ يا دوب جنابك لسه فرحك كمان أيام بتخطتي هتعملي إيه في الهروب لأ وكمان عايزة تطلقي ؟ هو إنتِ في حد عائلتك غبي يا آخرة صبري علي رأي المثل بشروا ولا تنفروا وإنتِ أجراك الله منك ربنا يهديكي يا نور أو يهدك أيهما أقرب بس المهم تعقلي كده يا بنتي يلا كده يا شاطرة جهزي شنطتك يلا.

ردت نور بتذمر:

-حاضر يا ماما حاضر المهم كنت هحكيلك على حاجة صحيح.

ردت والدتها بنفاذ صبر:

-أحكي يا أخرة صبري خير؟

تحدثت نور بحماس:

-أكيد فاكرة دكتور بيجاد إلي أول ما تخرجت كنت بتدرب عنده وكان حلم حياتي اشتغل في المستشفى بتاعته.

أومأت بالإيجاب:

-أه طبعاً فاكرها هو مش سافر بره مصر؟

حركت رأسها بإيجاب:

-أيوة بس رجع وقابلته أنا وصفا إمبارح وقفنا نتكلم شوية عرفت بقي إنه اتجوز ممرضة انصدمت الصراحة ومسكتش بقي غير ما كلمت صديقة ليا شغالة في المستشفى بتاعته هنا وحكت ليا الحكاية كلها بصراحة مش مصدقة أن في تضحية بالشكل ده.

تساءلت والدتها بفضول:

-تضحية إيه مش فاهمة ؟

ردت بتلقائية:

-تضحية بتول مرات بيجاد بس حقيقة قصة حبهم تُدَرس وقصة تضحيتها كمان تُدَرس يا ماما والدتها توفت وهي طفلة صغيرة بقت تشتغل وتدرس عشان تصرف علي إخواتها التلاتة ورفضت تدخل كلية الطب واختارت تدخل كلية التمريض عشان تقدر تشتغل وهي بتدرس عشان تساعد أخواتها .

تبسمت عايدة بحنان:

-بسم الله ما شاء الله.

حكت نور جبينها بخفة وقالت:

-بس الحاجة الغريبة إلي عرفتها إن بتول دي كانت مسجونة في قضية وطلعت براءة بس صاحبتي متعرفش تفاصيل مستغربة إزاي واحد في مكانة دكتور بيجاد يتجوز واحدة كانت مسجونة بغض النظر طبعاً عن كل مميزاتها بس بردوا.

رمقتها الآخري بعتاب وقالت:

-ياما في الحبس مظاليم يا قلب أمك وطالما متعرفيش الحقيقة كاملة يبقي متحكميش علي حد وضيفي عليهم أن دكتور بيجاد أصلًا من أصل صعيدي يعني مش هيتجوز من أي واحدة لأ ده علي الأصل دور زي ما بيقولوا لازم تبقي مأصلة من بيت مأصل فهمتي؟

أومأت بتفهم وقالت:

-في دي عندك حق يا ماما يلا أحنا مالنا هكمل تجهيز الشنط عشان جسمي مهدود وعايزة أنام شوية مش قادرة خلاص كل يوم خروج لغاية حيلي ما اتهد.

تهكمت والدتها قائلة:

-ده إنتِ راحة جاية بعربية أمال زمان بقي كل حاجة كنا وخدنها علي كعوب رجلينا بنات آخر زمن.

❈-❈-❈

كان يحمل طفلته الصغيرة يداعبها بحنان، اقتربت زوجته منه وعلي وجهها ابتسامة عذبة وتحمل بين يديها قدح القهوة الخاص بزوجها وضعته على الطاولة أمامه وتحدثت برقة:

-قهوتك يا حبيبي .

تبسم بحب وقال:

-تسلم ايديك يا حبيبتي.

مدت يدها كي تأخذ الصغيرة:

-هات حياة عنك يا حبيبي عشان تعرف تشرب قهوتك.

أعطاها الطفلة بحذر وجلست جواره علي الأريكة وهي تحمل الرضيعة بين أحضانها، بينما حمل هو قدح القهوة وتسأل بحذر:

-حلا أخبارها إيه مع جوزها؟

تنهدت بحزن وقالت:

-مش قادرة تسامحه ولا حتي قادرة تبدأ معاه صفحة جديدة.

تبسم ساخراً قبل أن يضيف:

-بتول يا حبيبتي حلا مش ملاك هي كمان أنا وإنتِ عارفين كويس أوي إن إلي عملته هو حصاد إلي زرعته ومن رأي تحاول تدي لنفسها ولجوزها فرصة تانية حتي لو مش عشانهم عشان خاطر الطفل إلي ملوش ذنب في حاجة غير أن يكون ليه أب متهور وأم غير مسؤولة المهم صحيح لقيت دكتورة نفسية عشان مرات يوسف.

قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-مش نورسيل متابعة مع دكتورة ؟

تهكم قائلاً:

-عمليًا أه علميًا الدكتورة النفسية إلي بتعالجها بقت محتاجة حد يعالجها .

ابتسمت لا إراديًا وقالت:

-نورسيل دي سكر والله بس إلي مرت به فعلاً صعب ربنا يتولاها يعني كل إلي مرت به في حياتها كوم وأنها تشوف الموت بالطريقة البشعة دي كوم تاني أنا بجد مصدومة أن فيه ناس جبروت بالشكل ده يعني روح الإنسان رخيصة عشان يتعاملوا معاها علي إنها فرخة وعايزين يدبحوها بس الحمد لله ربنا جاب ليها حقها بس مقولتليش مين الدكتورة دي تعرفها منين؟

رد باختصار:

-كانت بتدرب عندي أول ما اتخرجت وكنت حابب أعينها لأنها كانت كُفأ الصراحة بس كان جالها تعيين في مستشفى تانية.

اشتعلت نيران الغيرة وتوهجت داخل قلبها وتحدثت بضيق:

-مممممم ودي شوفتها فين؟ أو إيه إلي فكرك بيها يا دكتور بيجاد ؟ شكلها شخص مهم أوي إنك تكون لسه فاكرها يا دكتور ؟

تبسم علي غيرتها وهتف بلطف:

-أولاً هي علشان شاطرة في مجالها أنا فاكرها أما شوفتها فين قابلتها إمبارح في المول والأهم من ده كله بقي إنها متجوزة ومخلفة كمان والأهم من ده كله بقي إني بحبك يا بتول يا بنت حياة ولا عمري حبيت قبلك ولا هفكر أحب بعدك كأن ربنا زرع حبك جوه قلبي وخلاني مشوفش أي واحدة غيرك يا تولا .

ظلت تحدق به بعشق وهمست بشجن:

-يعني مش ندمان إنك اتجوزتني؟

تبسم بحب وغمغم بتريث:

-ولا عمري ندمت ولا عمري هندم إني أني حبيتك أو أتجوزتك يا بتول الندم الحقيقي لو مكنتش حبيتك حياتي مش بتكمل غير بيكي.


"بتول وبيجاد" رواية تضحية آلم.

❈-❈-❈

غابت شمس النهار وحل المساء ومازال العاشقين كما هما يلهوا ويلعبوا برفقة ثمرة عشقهم ولكن هل السعادة ستدوم أم أن للقدر رأي آخر؟


كانت تعتمد علي الأرضية العشبية وفي أحضانها رضيعها وفي الجهة الآخري يتمدد نصفها الآخر ومالك قلبها يتأملوا النجوم .

تبسم ياسين بحب:

-كان يوم حلو أوي يا صفا.

أومأت بتأكيد:

-فعلًا يا حبيبي ومودي كمان انبسطت أوي ياريت يتكرر تاني النهاردة من أسعد الأيام والأوقات إلي مريت بيها.

آخذ نفس عميق وتحدث بسجن:

-الأيام الجاية يا صفا هتكون أيام سعادة وبس كل أوقاتنا هتبقى سعيدة وبس .

ألتفت له وتساءلت بتخوف:

-تفتكر يا ياسين أنا بجد خايفة أوي؟

قطب جبينه بحيرة وتسأل:

-خايفة من إيه ؟

أجابت بحزن:

-خايفة من كل حاجة ومن كل إلي حوالينا هما ليه مستكترين علينا السعادة ؟ ليه نفكر نأذي حد دون وجه حق بيستفادوا إيه لما يوجعونا ويدوسوا على جرحنا ؟ احنا مخدناش رزق حد ولا حتي شاغلين بالنا بحد.

تبسم بهدوء وقال:

-مع الأسف أحنا في غابة يا صفا غابة في ديابة مش بترحم كل إلي بيفكروا فيه إزاي يأذوا بعض ومين هينتصر وزي ما بيقولوا البقاء للأقوي ميعرفوش أن دي مش النهاية لأ دي البداية واطمئني يا صفا مش هسمح لحد إنه يفرقنا تاني حتي لو مين ما كان يكون حتي لو كلفني الأمر حياتي…


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة