رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 65 - 2 - الجمعة 31/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الخامس والستون
2
تم النشر الجمعة
31/1/2025
فتح باب الغرفة ودلف حاملًا صغيره بحنان وجلس به فوق فراش وصفا تتبعه بشرود، رمقها بحيرة وتسأل:
-مالك يا صفا سرحانة ليه؟
تجاهلت سؤاله وأجابته بسؤال آخر:
-ياسين هو إنتَ ليه قولت لشريف ده أن العربية فرامل العربية بفعل فاعل ؟! الصراحة استغربت.
صمتت قليلاً وتسألت بحذر:
-ياسين هو إنتَ شاكك أن فريدة هي إلي عملت كده؟
حرك رأسه بإيجاب:
-مفيش غيرها هي ووالدتها إلي كانوا علي خلاف مع بابا يا صفا.
أومأت بتفهم:
-فهمت بس تعبيرات فريدة عادية جدًا يعني لو ليها يد في حاجة كان هيبان عليها يا حبيبي فهمت؟ بس كأن الكلام لا يعنيها من الأساس.
تنهد بشرود وقال:
-مش عارف يا صفا والله ما بقيت عارف أي حاجة.
ربتت علي ظهره بحنان وقالت:
-خير بإذن الله يا حبيبي سلمها لله الذي لا يغفل ولا بينام.
حرك رأسه بإيجاب:
-حاضر يا حبيبتي.
ضم طفله إلي أحضانه بحنان:
-حبيب قلب بابا إلي وحشني ربنا يبارك فيك يا حبيبي حقك عليا اني كنت بعيد عنك الفترة إلي فاتت حقك عليا يا صغنن أوعدك مش هبعد عنك تاني يا حبيبي.
❈-❈-❈
كان يقود السيارة وفريدة جواره شاردة في المنظر الذي رأته منذ قليلًا زوج زوجة وبرفقتهم ثمرة عشقهم طفل صغير يحمل صفاته وصفاتها لما حرمت نفسها من هذه المشاعر؟
لاحظ شرودها فنادها:
-فريدة فريدة إنتِ سمعاني ؟
ألتفت له وتسألت باهتمام:
-نعم يا شريف بتقول إيه؟
رد بمغزي:
-سرحانة في إيه يا فريدة إلي ياخد عقلك يتهني به.
تفهمت مغزي حديثه وتحدثت بهدوء:
-مش سرحانة في حد يا شريف أنا بس بفكر ليه حرمت نفسي السنين إلي فاتت من الخلفة رغم إنه شعور حلو أوي وبما إنك أب من زمان إيه رأيك في الشعور ده ؟
تبسم بهدوء وقال:
-شعور حلو أوي وهتجربيه قريب أوي بإذن الله.
صمت قليلاً وتسأل بحذر:
-فريدة إنتِ بتاخدي أي مانع للحمل حاليًا ؟
حركت رأسها نافية وعقبت قائلة:
-لأ طبعًا أكيد لو كنت أخدت حاجة كنت هعرفك.
تنهد بإرتياح وعقب قائلاً:
-كويس أوي طمنتيني .
توقف بالسيارة فتساءلت بحيرة:
-وقفت هنا ليه ؟
أجاب بهدوء:
-ده بيت صديقي هنزل أجيب زياد وأرجع مش هتأخر عليكِ.
أومأت بتفهم:
-تمام.
تحرك تجاه عقار حديث وراقي مكون من عدة طوابق وعاد بعد قليل حاملًا طفله الغافي علي ذراع واليد الآخري يحمل بها حقيبته.
هبطت من السيارة سريعًا وتلقفت منه الصغير بحذر، فتح هو المقعد الخلفي ووضع الحقيبة واقترب منها كي يأخذ الصغير ويضعه علي الكنبة الخلفية ولكن رفضت:
-لأ لأ خليه معايا أفضل بدل ما يقع من علي الكنبة.
تبسم بهدوء وعقب قائلاً:
-أنا خايف بس يتعبك.
حركت رأسها نافية وهتفت بإصرار:
-لأ لأ مش هيتعبني ولا حاجة.
ساعدها أن تستقل السيارة وأغلق الباب وعاد هو إلي مقعده وبدأ قيادة السيارة وعلي شفتيه إبتسامة هادئة.
كانت تحمل الصغير بأحضانها وهي تشعر بمشاعر مختلطة وأهمها الراحة والأمان ولكن هذا كان غريب بالنسبة لها هل هذا الصغير من يمدها بالأمان؟
التفت إلي شريف وجدته ينظر لها مبتسمًا، ابتسمت بدورها وتساءلت:
-بتضحك ليه؟
رد مبتسمًا:
-شكلك حلو اوي ولايق عليك تكوني أم .
صمت قليلًا يحاول ترتيب الكلام داخل عقله وتحدث بنبرة هادئة:
-الصراحة كنت خايف من معاملتك لزياد كنت خايف تعامليه وحش بس الحمد لله دلوقتي إرتاحت.
آخذت نفس عميق وتحدثت بهدوء:
-أنا نفسي حاسة إني مش أنا أنا حاسة إني متغيرة واحدة تانية غير فريدة بتاعت زمان إلي لو كانت لسه موجودة مكنتش هتوافق تتجوزك من الأساس.
قهقهة بخفة وعقب قائلًا:
-بجد طيب كويس إنك أتغيرتي عشان تعطفي عليا وتتجوزيني.
رمقته بعتاب وقالت:
-إنتَ يتتريق عليا ؟
حرك رأسه نافيًا ورد باختصار:
-لأ بتكلم جد طبعًا أنا عارفك كويس أوي وعارف إنتِ كنتِ مغرورة قد إيه فما بالك إلي أنا عملته فيكي يا يوم ما جيت أخطبك من اللحظة دي أتأكدت إنك أتغيرتي فعلاً يا فريدة ومحتاجة إيد تتمد ليكِ تنشلك من الضياع إلي كنتِ فيه وسعيد إني أنا كنت الإيد دي يا فريدة بس رجاءً بلاش أي حد يتدخل في حياتنا أي كان هو مين يا فريدة وعايزة أعرفك أن زياد ده روحي النفس إلي بتنفسه أتمني معاملتك وحنين عليه تفضل دائمًا حتي لما ربنا يكرمنا وتخلفي مش عايزك تنشغلي عنه ولا تبعديه عنك بعد ما علقتيه بيكي عارف أن الكلام ده سابق لأوانه وده ولا وقته ولا مكانه كمان بس حبيت بما إننا في لحظة صفا أحط النقط علي الحروف يا فريدة ..
أومأت بتفهم:
-تمام يا فريد أنا فاهمة كويس أوي كلامك وفاهمة إنتَ عايز توصل لإيه بس حابة أطمنك أنا خلاص فهمت الدرس ومش هسمح لحد يتدخل في حياتي تاني حتي لو مين ما كان يكون.
❈-❈-❈
انتهي من أعماله وقرر أن يصعد إلى غرفته كي يخلد إلي النوم وأثناء مروره من أمام غرفة النوم الخاصة به هو وغدير وحاليًا غدير هي من تمكث بها استمع إلي ما جعل جسده يتصنم مكانه لا يصدق ما استمع إليه.
بينما في الداخل.
تتحدث غدير في الهاتف وتصيح بانفعال:
-مش هدفع مليم واحد تاني بعد كده كفاية أوي عليك ال ١٠٠٠٠٠الف إلي لهفتهم مني يا خفيف عايز إيه تاني لأ أنسي مفيش فلوس تاني هتاخدها روح ألعب بعيد يا شاطر إنتَ إلي قطعت فرامل العربية بنفسك يعني قبل ما حبل المشنقة يلف حوالين رقبتي زي ما بتقول هيلف حوالين رقبتك إنتَ كمان أيوة كده أتعدل وخيلك ساكت ومراقب الوضع كويس لازم القضية تتقيد قضاء وقدر أو ضد مجهول لكن طول ما التحريات شغالة أحنا في خطر أمسح رقمي من عندك وأوعي تفكر تتصل بيا تاني أو تفكر تيجي تقابلني بلاش تفتح العيون علينا ماشي سلام.
بينما في الخارج ظل واقفًا مكانه يشعر ببهوت لا يصدق ما أستمع إليه حتى الأن غدير هي من تسببت في قتل أحمد المحمدي ؟ يشعر إنه في كابوس مؤكد إنه كابوس زوجته ليست بهذا الإجرام.
❈-❈-❈
لم يستطيع أن يقف مكتوف اليد بل اقحم الغرفة عليها مما جعلها تتراجع إلي الخلف بفزع:
-إيه ده في إيه؟
اقترب منها وجذبها من خصلات شعرها بعنف وصاح بانفعال:
-يعني مكفكيش كل المصايب إلي عملتيها بقيتي قتالة قُتلة كمان يا غدير.
انتفضت بتوتر وردت بتلبك:
-إنتَ بتقول إيه يا صفوت أنا مش فاهمة حاجة ؟
زجرها بعنف:
-مس فاهمة إيه يا غدير هانم خلاص لعبتك أتكشفت أنا سمعت كل حاجة بودني إنتِ إلي قتلتي أحمد المحمدي.
تركها وتراجع إلي الخلف وتحدث بصدمة:
-أنا بجد مصدوم والله العظيم مصدوم ومش مصدق يوصل بيكي الشر إنك تقتلي يا غدير بقيتي مجرمة ؟! أنا بجد مش مصدقة إنتِ إزاي كده؟
حاولت التبرير عن نفسها:
-أسمعني بس يا صفوت اديني فرصة أفهمك.
صاح بانفعال:
-إخرسي خالص تفهميني إيه يا زبالة إنتِ طيب مفكرتيش في نفسك مش مهم مفكرتيش في مركز في بنتك في جوز بنتك؟ أنا بجد مصدوم يا غدير.
ردت بدموع:
-أنا كنت عايز أخد حقي يا صفوت بعد إلي عمله فيا بس والله العظيم ما كنت أعرف إنه هيموت.
تهكم قائلًا:
-بجد ؟ مكنتيش عارفة إنه هيموت؟! يعني لما فرامل العربية تتقطع إيه إلي ممكن يحصله غير إنه يموت؟
هتفت بتلهف:
-يتصاب بس مش قصدي إنه يموت.
ضرب كف بكف مرددًا بعدم استيعاب:
-لا والله إنتِ كده بقي عاقلة ومفيش منك صح؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا غدير حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ ضيعتي نفسك وضيعتينا.
أجابت بتلهف:
-لأ لأ يا صفوت أطمئن مفيش حاجة ضدي والقضية هتتقفل أنها قضاء وقدر.
تجاهل حديثها وتسأل بحزم:
-مين إلي كان بيكلمك؟ كان بيبتزك صح؟ ردي عليا مين إلي ساعدك؟
ردت بتلبك:
-حارس شغال مع أحمد المحمدي.
أتسعت عين الآخر بصدمة:
-وده وصلتي ليه إزاي؟ وإزاي أصلًا تثقي فيه من الأساس يا مجنونة ؟ هتفضلي ساكته ؟ انطقي خلينا نعرف هنتصرف إزاي.
نظرت له بتردد وتحدثت بحذر:
-اليوم إلي إطردت فيه من الشركة وأنا خارجة بعد إلي حصل لقيت واحد ماشي علي عكاز بينادي عليا.
عادت بذاكرتها إلي الخلف اليوم الذي قام أحمد المحمدي بطردها الشركة هو وياسين، كانت تغادل الشركة وملابسها غير مهندمة وشعرها مشسع، اتجهت إلي سيارتها كي تغادر لكن تفاجأت بشخص ما ينادي؛ توقفت بضيق وتساءلت باستعلاء:
-خير عايز إيه ؟
رد بمكر:
-أنا شوفت إلي حصلك من أحمد المحمدي وابنه.
امتعض وجهها وصاحت بعصبية:
-عايز إيه إنتَ كمان؟
تحدث بدهاء:
-عايز أساعدك وأجبلك حقك من أحمد المحمدي.
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-هتساعدني إزاي وتجيب ليا حقي أنا م فاهمة حاجة ؟
هتف بتسرع:
-في كافيتريا علي آخر الشارع روحي استني هناك وأنا هحصلك ومتخافيش مصلحتنا واحدة.
جعدت ما بين حاجبيها واستفسرت بعدم فهم:
-مصلحتنا واحدة إزاي وإنتَ شغال عنده دي لعبة جديدة منه صح؟
أشار إلي قدمي وأضاف بمغزي:
-مصلحتي إني بقيت عاجز بسببه هو السبب إني أمشي علي عكاز.
تنهدت بنفاذ صبر:
-تمام عشر دقايق بالظبط لو مجتش هقوم أمشي.
أومأ بتفهم وقال:
-حاضر أطمني مش هتأخر عليكِ.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية