رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 25 - 2 - السبت 11/1/2025
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الخامس والعشرون
2
تم النشر يوم السبت
11/1/2025
ما زالت حبيسة غرفتها منذ الأمس تفكر وتفكر في كل ما حدث معها في الآونة الأخيرة وزواج والدها المرتقب لكن ماذا عنها؟ هل ستبقى وحيدة باقي حياتها؟ هل سينشغل والدها عنها؟ وهل ستتمكن هي من الاستحواذ عليه كلياً وتطلب منه إخراجها من حياته كما فعلت زوجة والد سندريلا بها؟
ضحكت على سذاجتها فكيف تقارن نفسها بسندريلا؟ تلك الفتاة البائسة الضعيفة ولماذا؟ وهي قوية مثابرة تفعل ما يحلو لها.
راحت تنقر بأصابعها بضجر شديد حتى سمعت صوت رسالة تصدح من هاتفها. التقطته من جوارها وفتحت تطبيق الواتساب لتقطب حاجبيها بدهشة عندما أبصرت رقماً غريباً يراسلها.
دفعها الفضول لفتح تلك الرسالة ثم اتسعت عيناها بعدم تصديق عندما قرأت محتواها الذي كان كالتالي: "صباح الفل يا ليو فينك ما خرجتيش من بيتك ليه النهارده؟ ده حتى النادي بقالك يومين ما رحتيهوش خفت عليكِ لا تكوني تعبانة ولا حاجة."
رمشت بعينيها مراراً وهي تحاول استيعاب حديث ذلك المرسل. ترى من هو؟ وهل يراقبها؟
شعرت بالفزع عندما طرأ في رأسها احتمال أنه يراقبها ليؤذيها أو يؤذي والدها لكن سرعان ما نهرت نفسها فمنزلهم مؤمَّن بشكل كامل ووالدها محبوب من الجميع.
ضغطت على شفـ تها السفلى بأسنانها وهتفت بغضب: "هو أنا كنت ناقصة حيرة يعني مش كفاية اللي أنا فيه؟ يا ترى إنت مين وعايز مني إيه؟"
❈-❈-❈
راحت تصرخ وتكسر كل شيء تطوله يداها وهي تهتف بهستيريا: "حقـ يرة مش هسمح لها تاخد مكاني أبداً مش هسمح لها تاخد رائف مني رائف بيحبني أنا... أنا وبس!"
شعر وليد بالخوف منها وعليها؛ فلو أذت تلك المجنونة نفسها سيتورط هو وحده.
وقف أمامها رافعاً كلتا يديه باستسلام هاتفاً بهدوء: "اهدي يا سيلا اهدي وفهميني إيه اللي حصل؟"
رمقته بنظرات نارية ثم ألقت بجـ سدها المنهك على أقرب مقعد أبصرته أمامها.
راحت تتنفس بصوت مرتفع وسريع علها تهدأ.
ثوانٍ وارتفع صوت طرقات فوق باب الغرفة التي تقطن بها ليلى تبعه صوتها الخائف: "هو إيه اللي بيحصل بره؟ يا سيلا افتحي لي الباب! يا سيلا!"
وزعت سيلا نظراتها بين وليد الخائف وصوت ليلى خلف الباب ثم هبت واقفة.
ركضت باتجاه الباب وفتحته بعنف لتدفع ليلى أرضاً.
جلست فوقها وانهالت عليها بالصـ فعات واللــكمـ ــات وكلما حاولت ليلى الدفاع عن نفسها ازداد عنـ ف سيلا أكثر فأكثر.
كانت كالمجنونة لا ترى شيئاً وكل ما يدور في خلدها أنها خسرت كل شيء خسرت حب ابن عمها لها واحترام عائلتها.
ترى ما الذي تبقى لها بعد أن حلت تلك الحثالة مكانها؟
دقائق قليلة واستطاع وليد أخيراً أن يبعد سيلا عن ليلى التي كانت تبكي بصمت.
دفع سيلا للخارج ثم أغلق الباب من الخارج بالمفتاح.
استدار واقفاً أمامها وهتف بغضب: اللي بتعمليه ده يا سيلا؟ مش ده اللي اتفقنا عليه اهدي كده وخلينا نتصرف بعقل استفدت إيه دلوقتي ؟"
أجابته بغضب العالم: اتجوزت رائف على إنها ليلى مش سيلا معنى كده إن رائف بيحب الحـ قيرة دي وخرجني من حياته وانت السبب يا وليد!"
أطرق وليد رأسه إلى الأرض ولم يعقب.
فتابعت سيلا بغل: "بس مش مشكلة اللي اتكسر يتصلح وانت هتساعدني اسمعني كويس لازم أرجع الفيلا النهاردة قبل ما يكتشفوا غياب الحقـ يرة اللي جوة دي!"
❈-❈-❈
"وبعدها لكِ يا أم سالم حرام عليكِ بقى بلاش مشاكل وسيبي ابنكِ في حاله أهم حاجة إنه مبسوط مع مراته اللي بيحبها واختارها بنفسه."
عضت على أسنانها بغضب خارق وهتفت بغل: "يعني إيه أكبر وأربي وأسهر وأتعب وفي الآخر تقولي سيبيه في حاله؟ لأ بقولك إيه كلامك ده بيعلي عليا الضغط يا راجل! وبعدين الناس اللي ما عندهمش دم عدّوا علينا كده وما هانش عليهم يخبطوا ويسلموا علينا قبل ما يطلعوا لبنتهم! مفكرين نفسهم داخلين زريبة أخص عليهم وعلى أصلهم الز بالة وديني ما أنا سايباهم وهطلع أخلي اللي ما يشتري يتفرج على الهانم اللي قاعدة فوق! لازم تعرف أهلها إن البيت ده له أصول وأي حد يطلع لها لازم يعدي يسلم الأول آه ما هو إحنا مش نايمين على ودانا. وسّع لي كده"
ثم اندفعت للخارج وغضب العالم يصاحبها تاركة زوجها يضـ رب كفاً بالآخر هاتفاً بقلة حيلة: "يا عيني عليكِ يا ندى يا بنتي وقعتي في إيد اللي ما بترحمش."
❈-❈-❈
في المشفى وقفوا أمام غرفة الطوارئ ينتظرون الطبيب.
ثوانٍ ودلف الطبيب مبتسماً ابتسامة خفيفة هاتفاً باطمئنان: "ما لكم يا جماعة متوترين كده ما تقلقوش المدام كويسة وزي الفل والجنين كمان كويس بس هي محتاجة ترتاح شوية وتاخد فيتامينات لأن صحتها ضعيفة فبعد إذنكم هتفضل هنا فترة لحد ما نطمن إن كل حاجة تمام."
تنهد حسن بارتياح وكذلك فعلت كل من نهال وهيام.
تساءلت هيام بهدوء: "طيب ما ينفعش ننقلها البيت تاني ونجيب معها ممرضة توفر لها كل اللي تحتاجه؟"
صمت الطبيب قليلاً وهو يفكر ثم أجابها بهدوء: "ما فيش مشكلة هشوف لكم ممرضة تكون شاطرة وهي هتهتم بكل حاجة. حمد الله على سلامتها."
ألقى كلماته وغادر. فاندفع حسن إلى داخل الغرفة وهو يتمتم بالشكر والحمد.
توقف أمام الفـ راش الذي ترقد عليه زوجته ثم انحنى طابعاً قبـ لة طويلة فوق جبينها.
منحته ابتسامة صغيرة وهتفت بنعومة: "الله لا يحرمني منك يا حسن ما تزعل مني قلقتك بس ما بعرف شو ياللي صار معي خفت على البيبي."
أمسك يدها وضغط عليها بحنان هاتفاً بهدوء: "ولا يهمك يا حبيبة قلبي المهم إنك أنتِ وابننا بخير يلا اعملي حسابك إننا هنروح دلوقتي على البيت بس أي مجهود أو حركة غير إنك تدخلي الحمام ما فيش ما تتصوريش أنا خفت عليكِ قد إيه."
خفق قلبها بجنون من رقة وحنان ذلك الرجل الرائع الذي عوضها الله به بعد أن تركت بلدها وجاءت إلى مصر.
❈-❈-❈
وقفت قبالتها تهتف بغضب بعد أن افسحت لها ندى الطريق لتدخل: "اسمعيني بقى يا بنتي البيت ده يا حبيبتي بيتي وأي حاجة تحصل فيه تحصل بإذني أنا قولي لأمك الكلام ده فهماني؟"
تطلعت إليها ندى بعدم فهم متسائلة: "هو إيه اللي حصل بس يا ماما؟ وإيه دخل مامتي بالموضوع؟"
أجابتها بصوت مرتفع: "يعني مش عارفة أمك عملت إيه؟ طب ماشي يا حبيبتي هاقول لك. أمك طلعت لك من غير ما تخبط عليّ ولا حتى ترمي السلام مفكرة نفسها رايحة بيت بنتها لا يا حبيبتي ده بيتي أنا واللي ما يحترمنيش ما يخشهوش."
تدخل سالم على إثر صوت والدته المرتفع يهتف بلهفة: "في إيه يا أمي؟ وإيه الصوت العالي ده؟ ندى عملت إيه؟"
أجابته بسرعة: "حماتك يا حبيبي ما بتحترمنيش جت النهاردة وما هنش عليها حتى تخبط عليّ وتقول إنها طالعة تشوفكم.
فهم مراتك إن البيت هنا له أصول ماشي؟"
أنهت كلماتها دفعة واحدة واستدارت خارجة من حيث أتت تاركة ندى تتطلع إليها بعينين مغرغرتين بالدموع وقالت بصوت مليء بالوجع: "بجد أنا تعبت هلاقيها منين ولا منين؟"
ألقت كلماتها واتجهت إلى الغرفة المخصصة للأطفال وأغلقتها على نفسها لتنفجر في موجة أخرى من البكاء الشديد فكل ما يحدث كان يفوق طاقتها.
أما سالم فقد أراد أن يذهب خلفها ليواسيها ويعتذر لها عن كل ما حدث لكنه لم يستطع كيف سيبرر ما حدث؟ ماذا سيقول لها؟ أيقول لها إنه رجل ناقص لا يستطيع أن يمنحها حقوق الزوجية؟ لا، هذا مستحيل لن يقلل من نفسه أمامها أبداً مهما كلفه الأمر.
❈-❈-❈
عند غروب الشمس دخلت سيلا إلى فيلا نصار وهي تنادي بصوتها الرقيق: "يا مامي يا نونة انتِ فين؟"
لم تمضِ سوى لحظات حتى ظهرت السيدة نهال أمامها بابتسامة صافية على وجهها.
توقفت سيلا للحظة ثم اندفعت نحوها بشوق شديد تعـ انقها بقوة.
شعرت نهال بالدهشة متسائلة في داخلها عن سبب هذه الحفاوة المفاجئة لكنها لم تتردد في مبادلتها العنـ اق.
راحت سيلا تستنشق عبير والدتها بقوة وكأنها تحاول تثبيت هذه اللحظة في ذاكرتها.
شعرت نهال بشيء غريب؛ وكأن الأرض تميد تحت قدميها فهذا هو عبير ابنتها رائحتها الخاصة التي تعرفها جيدًا.
تمتمت نهال بصوت خافت وقد بدا على ملامحها الارتباك: "سيلا... مستحيل!"
إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية