-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 31 - 2 - الخميس 2/1/2025

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الواحد والثلاثون

2

تم النشر الخميس

2/1/2025


_احنا هنروح المستشفى دلوقت؟

اومأ لها 

_اه اجهزي بسرعة عشان يارين هتعدي علينا دلوقت.

عادت الغيرة تحتل قلبها لكنها حرصت على ألا تبدي ذلك 

ثم اخرجت من الخزانة سترة لها تلاها الحذاء وارتدتهم في صمت

شعرت بعودة الألم برأسها لكن تلك المرة أشد

لاحظ داغر ذلك الألم الواضح عليها فيشعر بالقلق أكثر.

رن هاتفه باسم يارين أجاب مسرعًا 

_يارين وصلتي ولا لسة

أجابت من الجانب الآخر 

_اه يا حبيبي وصلت انا مستنياكم تحت والدكتور مستنينا في المستشفى.

تطلع إليها وقال 

_تمام احنا نزلين حالاً.

اغلق الهاتف وقال.

_يارين وصلت يلا .

اومأت له وأخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة معه وشعور الألم يزداد معها

كانت يارين تنتظرهم داخل سيارتها وعندما وجدتهم ترجلت منها وتوجهت إلى داغر لتقبله

_كيف حالك.

ابتسم داغر بود

_الحمد لله بخير يلا بسرعة عشان ميعاد الدكتور

جلس داغر بجوارها وجلست أسيل في المقعد الخلفي للسيارة وظلت تراقبهم بغيرة جعلتها تنسى ذلك الألم.

كان داغر يتحدث معها بالإنجليزية كي لا تفهم أسيل حديثهم.

_هل تثقين بذلك الطبيب؟

ردت يارين بثقة

_بكل تأكيد فهو الأشهر هنا وقد تحدثت معه وتفهم الوضع.


زم فمه بحيرة ثم تحدث  

_لم يطمئني الطبيب أمس وأخشى أن يكون الأمر أكبر بكثير مما يظن

ربتت على يده تطمئنه

_اطمئن ستكون بخير إن شاء الله.

لكن لما لم تخبر ابي بمجيئك؟

تنهد بتعب شديد وقال 

_لا اريد مواجهات ليس الآن على الأقل فأمامي مواجهة مصيرية وبعدها سيعود كلا إلى نصابه

توقفت السيارة أمام المشفى وترجلوا جميعاً متجهين للداخل.

كانت تنظر ليد يارين التي تحيط ذراع داغر بغيرة

مما جعلها تندهش

لم تكن تغار بتلك الشدة وهما معاً في بداية عشقها له فلما تغار الآن وهي على وشك تركه للأبد.

لكن هل باستطاعتها تركه 

تعلم جيدًا مهما حاولت الانكار أنها لن تستطيع لكن ليس هناك بد من الفراق..



في مكتب الطبيب

وضعت الممرضة العصير أمامهم فشكرها داغر بابتسامة بادلها بها وأسيل تتظاهر بالانشغال بهاتفها

تطلعت إليها يارين لتسألها

_حور مالك ساكته ليه؟

هزت كتفيها قائلة 

_عادي بس انتم بتتكلموا بالإنجليزية وانا مش بفهمها.

تظاهرت يارين بالجهل وقالت باسف

_اوووو مكنتش أعرف.

_عادي ولا يهمك.

أخذت يارين كوب العصير لتناوله إياها وقالت 

_طيب اتفضلي اشربي العصير ده هيعجبك أوي.

اخذت منها الكوب وكذلك فعل الجميع كي لا تشك بشيء 

ولم تمضي لحظات حتى غرقت بثباتها

لحق داغر الكوب قبل ان يسقط من يدها ووضعه على الطاولة ثم قال ليارين

_نادي الدكتور بسرعة.

اومأت له وخرجت وقام هو بحمل أسيل ووضعها على السرير(الشازلونج) ينتظر مجيء الطبيب.

دلفت يارين ومعها الطبيب الذي تقدم منه يسأله

_هل نامت بفعل المخدر

اجاب داغر بقلق

_نعم.

_حسناً احمها واذهب بها إلى قسم الأشعة.


وقف داغر أمام الغرفة ينتظر الإنتهاء 

يدعوا من قبله أن تكون بخير وهو يوعدها بأن يطوي صفحات الماضي دون الرجوع إليها مرة أخرى.

تقدمت منه يارين عندما لاحظت مدى قلقه وقالت بتعاطف

_متخافش عليها إن شاء الله خير.

اومأ لها بصمت فخرجت الممرضة لتقول له

_لقد انتهينا بأمكانك أخذها.

دلف داغر ليحملها ويخرج بها من الغرفة فقال للممرضة 

_أين الغرفة؟

أشارت له على نهاية الممر

_الغرفة مئة وعشرون في نهاية ذلك الممر.

اومأ لها ثم توجه بها إلى الغرفة.

❈-❈-❈


قامت الممرضة بدفع مقعده لتقربه من النافذة كما يفضل دائمًا وسألته

_محتاج حاجة تاني؟

نفى حسين بعينيه فانسحبت الممرضة وخرجت من الغرفة

أخذ هو ينظر لحديقة المكان الذي أصبح حبيساً بداخله 

ولا يرى أحد سوى الحقيقة المرة التي ستلازمه طوال عمره

وهو انه ظلم كل ما هو جميل بحياته

تلك الحبيبة التي ظلمها بأبشع التهم وصدق تلك اللعبة التي حكتها عليه شاهي

وبعد ذلك ابنته 

اذاقها أشد العذاب رغم أنها كانت ضحية اخرى لشاهي

وفي النهاية ألقت به داخل دار مسنين بعد ان اصيب بشلل نصفي اثر تلك الجلطة التي أصابته عند معرفة الحقيقة.

يستحق ما وصل إليه بسبب حماقته فليتذق ما أذاق ابه أولاده وحبيبته.


❈-❈-❈


في غرفة أسيل 

سحب داغر يده التي تحتوي يدها عندما شعر بها ترمش بعينيها

ارتدى نظارته سريعًا وابتعد بكرسيه للوراء قليلًا.

فتحت أسيل عينيها ومازال ذلك الألم يفتك برأسها

انتبهت لاستلقاءها على الفراش ثم التفتت بجوارها فتجد داغر جالساً على المقعد بجوارها 

هل اصابها الإغماء مرة أخرى؟

اغمضت عينيها وخرجت منها آهه خافتة جعلت داغر يسألها

_انتِ صحيتي؟

حاولت النهوض لكنها لم تقوى على ذلك فقالت بألم

_ايه اللي حصل؟

_مفيش تعبتي شوية وخلاص حاسة بأي ألم؟

وضعت يدها على رأسها وقالت بوهن

_صداع شديد أوي.

ازداد قلقه عليها وقال 

_ثواني هنده للدكتور يديكي أي حاجة مسكنة.

منعته قائلة

_لأ خليك أنا هروح اخد علاجي وهكون كويسة.

نهضت وهي تتابع 

_لو خلاصت كشف خلينا نروح.

أومأ لها قائلاً 

_تمام.

ترجلت أسيل من السرير لكنها شعرت بأن قدميها كالهلام لا تقوى على حملها مما جعل قلب داغر يزداد خوفاً عليها تناسى كل شيء في تلك اللحظة ولم يرى أمامه سوى أسيل حبيبته 

فسألها بقلق

_هتقدري تمشي؟

تحاملت أسيل على نفسها 

_اه هقدر.

لكن مع أولى خطواتها كادت تسقط لكن يد داغر لحقتها ومنعتها من السقوط

وقال بقلق

_خليني انده للدكتور….

قاطعته برجاء

_لا ارجوك خليني اروح لو اخدت العلاج هرتاح.

أومأ لها ثم مال عليها ليقوم بحملها 

شهقت أسيل بتوجس لكنه طمئنها

_متخافيش.

بعد كلمته تلك دون إرادتها استسلمت له، ولم ترى أمامها الآن سوى ذلك الحبيب الذي كانت تشعر معه دائمًا بالأمان، ها هو الآن عاد إليها من جديد.

وقبل ان يخرجوا من الغرفة دلفت يارين وهي تقول

_في ايه مالها أسيل؟

_مفيش بس دايخة ومش هتقدر تمشي عرفيني الطريق وخلينا نروح.

اومأت له وسبقت خطواته تدله على الطريق كي لا تشك أسيل بشيء حتى وصلوا للسيارة

ووضعها برفق داخلها


استقل مقعده بجوار يارين وهو يسألها

_التقارير طلعت.

_لا هتطلع كمان ساعة والدكتور چون قال أنه هيستلمها بنفسه ويشوف الحالة وهيكلمك على طول.

اوما لها بثبات رغم القلق الذي يعتمل بداخله.

والتزم الصمت حتى وصلوا للبناية

اما اسيل فظلت نظراتها معلقة عليه وقد أعاد إليها ذكريات الماضي بذلك الحنان الذي أغدقها به

هل تعود تلك الأيام

أم أن هذا هو السكون الذي يسبق العاصفة

هل تسمح لقلبها بأن يُخدع مرة أخرى 

أم أنها الآن اصبحت على أرض صلبة ولا يوجد ما تخشى منه

توقفت السيارة أمام البناية مما جعلها تندهش

من مجيئهم هنا

همت بسؤاله لكن انعقد لسانها عندما رأت سليم أخيها يخرج من البناية المجاورة لتلك التي وقفوا قبالتها

لم تنتبه لداغر الذي يحدثها ولا ليارين التي تناديها

فقط سليم الذي سار باتجاه سيارته وانطلق بها مارًا بجوار سيارتهم.

أصبحت الرؤية أمامها غير واضحة حتى صوت داغر الذي يناديها ولا ليده التي تربت على وجنتها ولأول مرة تشعر برغبة بأن يلفها ذلك الظلام

لم تعد تستطيع التحمل والصمود اكثر من ذلك

تركت نفسها ليد داغر التي حملتها ودلف بها المبنى

نادت ظلامها لكنه لم يلبيها 

فقط دموعها التي واستها وهي تنزل بغزارة فأغمضت عينيها لا تريد رؤية أحد بعد الآن..

❈-❈-❈


شعرت أمينة بالسرور وهي ترى سعادة ابنها بعودة زوجته له

وضعت هايدي باقي الاطباق على الطاولة ثم جلست على مقعدها المجاور لمقعده

خرج حازم من غرفته فتكتمل سعادته وهو يرى عائلته متجمعة على السفرة تنتظر مجيئة

مال على رأس والدته ليقبلها 

_صباح الخير يا ست الكل.

ردت أمينة

_صباح النور يا حبيبي.

مال على هايدي ليقبل وجنتها قائلاً بحب

_صباح الورد.

ابتسمت له بحب

_صباح النور يلا بقا افطر عشان تحلق تودي الولاد الحضانة.

جلس على مقعده وقال برفض

_لأ خليهم اليومين دول عشان إياد ميزهقش لوحده.

تلفت حوله 

_اومال هو فين؟

قالت أمينة

_نايم فضل يعيط طول الليل عشان أسيل، ربنا يعدي اليومين دول وترجع بقا.

_هي لسة مصرة أنها تسافر؟

رد حازم بجدية

_انا شايف إن كدة أفضل داغر لما يعرف أنها سابته وهربت وانها كانت بتخدعة الفترة دي كلها مش هيسكت، فالأفضل انها تسافر هناك مش هيقدر يوصلها.

قالت هايدي بتأثر

_اسيل صعبانة عليا أوي، زي ما يكون انكتب عليها التعب طول عمرها.

اومات أمينة بمرارة

_انتِ كمان مشفتيش حاجة ولا شوفتي اللي كانت بتعمله فيها شاهي ولا حتى ابوها.

_بكرة تلاقي اللي يعوضها عن التعب اللي شافته ده.

ردت امينة باستياء 

_هتلاقيه ازاي وهي يعتبر متجوزة.

قالت هايدي 

_تطلب الطلاق.

رد حازم بتهكم 

_بالسهولة دي؟ مفتكرش إن واحد زي داغر هيعدلها اللي حصل ولما تطلب الطلاق هيطلقها بالسهولة دي.

_خلاص تطلب من عمه انه يساعدها ويطلقها منه.

_كل ده كلام سابق لآوانه خلينا نستنى عمه يثبت إياد وبعدين نتكلم في كل ده.

هو احتمال ييجي ياخد إياد النهاردة او بكرة بالكتير وانا هحاول افضي نفسي واروح  معاه.


❈-❈-❈


فتحت أسيل عينيها وقد اكتفت من التظاهر بالنوم

كانت الغرفة معتمة إلا من ضوء خافت

وكان هو جالساً على الأريكة في سكون تام

اخذت تتطلع إليه وقلبها الخائن يتلهف على قلبه

هل مازال يفكر بها؟

أم كانت مجرد فتاة عابرة مرت من أمامه ولم يعد يلتفت خلفه ليراها


أما هو فقد ظل ثابتًا أمام نظراتها التي تراقبه وعينيه تتلهف لرؤيتها لكنه آبى ذلك كي لا يضعف أكثر أمام مشاعره التي تطالب بها

مسح بكفي يده على وجهه ثم سألها

_مش هتاكلي؟

علمت انه شعر بها فاعتدلت لتنهض قائلة

_مليش نفس.

وما أن وضعت قدمها على الأرض حتى شعرت بألم رأسها يزداد بشكل عنيف ونظراتها تهتز دون إرادتها 


عادت للفراش وقد انتابتها رغبة في التقيؤ 

وضعت يدها على فمها وتحاملت على نفسها لتذهب إلى المرحاض لتتقيء ما بجوفها.

 وقلب داغر ينبض بعنف لعدم استطاعته الذهاب إليها 

ستكشف أمره إذا سألها، ظل ملتزم الصمت وهو واقفاً على باب المرحاض يستمع لها بقلق زائد

لم يستطيع منع نفسه فدفع الباب فيجدها تستند بيديها الواهنة على الحوض وتتقيء بألم.

دنى منها ليسند رأسها ويبعد خصلاتها للوراء حتى انتهت.

فتح المياه وقام بغسل وجهها وعندما حاولت الإعتراض طمنئنها بحب

_مكسوفة من ايه انتِ مراتي.

تركت نفسها له بعد تلك الكلمة حتى عندما حملها وعاد بها للفراش لم تمانع بل عادت تترك له زمام أمورها كما كانت تفعل من قبل.


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة