-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 32 - 2 - الجمعة 3/1/2025

 

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثاني والثلاثون

2

تم النشر الجمعة

3/1/2025



كانت تستمع إليه بعيون حائرة ودموعها تسقط لتلك الذكرى 

_اول ما رجعت روحتلها بسرعة وادتها البوصلة قولتها لو بعدت هي هتعرفك طريقي

بس القدر كان له رأي تاني ووقتها نسيتها في العربية، قلت مش هديهلها تاني إلا يوم فرحنا.

رفع وجهه إليها فيلاحظ دموعها التي تنزل بغزارة على وجنتها فتابع بلوم

_بس بعدها خرجت من حياتي وعشت سنتين في عذاب ولحد النهاردة بتعذب في بعدها عني.

مسحت دموعها بظهر يدها وتمتمت بخفوت 

_يمكن هي كمان بتتعذب في بعدك عنها 

ابتسم بحزن وقال

_لو بتتعذب مكنتش بعدت، انا دورت عليها كتير بس معرفتش أوصلها

كل اللي عرفته انها سافرت.

دون إرادتها وجدت لسانها يبوح بكل مكنوناته

_يبقى اكيد عملت حاجة خلتها تبعد عنك، مستحيل هتكون بتحبك الحب ده كله وتقدر تبعد عنك.

لم يفهم داغر مغزى حديثها لكنه ظن أنه احزنها في تلك الليلة لهذا تعاتبه لذا رد بمغزى آخر 

_مهما حصل مكنش لازم تبعد ولو كنت زعلتها كان فيه ألف طريقة تعاقبني بها غير البعد.

استدار ليواجهها وتابع

_مكنش لازم تبعد وتدمرني بالشكل ده.


أغمضت عينيها لتنهمر دموعها بشدة وشعرت بأن عليها الهرب كي لا تضعف اكثر من ذلك فقلبها يطالبها بأن تعترف له وتعاتبه

لكن عقلها آبى ذلك وأجبرها على الهرب

نهضت من جواره وهمت بالهرب لكنه أمسك بيدها يمنعها وتمتم بخفوت أقرب للرجاء

_متمشيش محتاجلك.

تقابلت الأعين في حديث أبلغ من الكلام

وبثت الشكوى وتعاتب القلوب فحاول العقل اخضاعهم لرغبته لكن كان للقلب السلطة الأقوى واستسلم كلاهما لتلك المشاعر التي اشتعلت بقلوبهم ولم يعاد هناك ما يمنعهم عندما رفع العقل رايته البيضاء 

كان يتطلع إلى عينيها بعشق جارف يتأمل ملامحها التي اشتاقها بجنون

وقلبه العاشق ينبض بعنف

نهض ليقف قبالتها وهي ترمقه بعيون عاتبة لكن مازال لا يعرف سببها.

لا يهم لقد أقسم ان يعوضها وسيفعل ذلك حتى آخر يوم بعمره.


رفع انامله ليزيح تلك الخصلة المتمردة التي انسدلت على صفحة وجهها 


يحبها بل يهيم بها ومهما فعلت به لن يستطيع الابتعاد عنها

يقولها بكل وضوح متمتمًا 

_ببقى ضعيف أوي قدامك.

انتهت مقاومة كلاهما عندما اختلطت أنفاسهم واغمضت عينيها حينما مال بشفتيه على ثغرها يطبع قلبة تاق لها كثيرًا وحلم بها أكثر.

كانت قبلته متمهلة رغم لهفته

ويديه يحيط خصرها بيد والأخرى يضعها خلف رأسها كي لا يترك لها اي مساحة للهرب

كان يشعر بأنه داخل جنة ينعم بنعيمها 

ولا يعرف هل هناك ما انعم من ذلك..


اما هي فقد تركت كل شيء خلفها وقررت أن تنعم لمرة أخيرة قبل ان تفارقه غدًا ولن يرى أحدهم الآخر مرة أخرى

ازدادت دقات قلبها وهي تدوي بصخب كالطبول داخل صدرها

تترقب كل حركة منه

عامين واكثر يحلم كلاهما بتلك اللحظة وها هي امامه زوجته وحبيبته 

شعر بأنه يفقد السيطرة على مشاعره لكن عليه ان يكون هادئًا متروياً معها حتى لا يشعرها بالخوف منه

فصل قبلته عندما شعر بحاجتها للهواء وتمتم بوله وصوت مثقل بالمشاعر

_بحبك.

انتهى العقل عند تلك النقطة وهي استسلمت له بكامل إرادتها

فاغمض عينيه واشتدت ذراعيه حولها لاغيًا اي مسافة بينهما 

أخيرًا أصبحت بين يديه وجاء اليوم الذي ظن يوماً أنه بعيد المنال 

كان يسيطر بصعوبة بالغة على لهفته 

وشفتيه لا تترك اسر شفتيها وقد أخذت منحنى آخر 

وضعت يدها على صدره تبعده عنها بينما تملك منها شعور الرهبة والخوف

فتتوقف شفتاه التي كانت بكريقها إلى عنقها وتطلع إليها بعينين تحمل الكثير والكثير من المشاعر الجياشة 

وانهارت قوتها الواهنة عندما تمتم بدون وعي

_متخافيش يا عمري انا بحبك.

استسلمت لغزو شفتيه وتركته يمحي تلك الندوب التي كان سبباً بها من قبل فاستسلمت له ولمشاعره التي أخذتها لتلك الفقعة الوردية التي لا يسبح بداخلها سوى العشاق.

كان جسدها يتصلب حينما تداهمها تلك الذكرى لكنه برقته وحنانه استطاع أن يمحيها من ذاكرتها حتى استسلمت تمامًا له.


❈-❈-❈


حاول سليم الاتصال بوالده مراراً وتكراراً لكن مازال قيد الإغلاق

منذ ما حدث وهو يشعر بقلق بالغ لا يعرف سببه.

تقدمت منه وعد

_لسة برضه مش عارف توصله.

هز رأسه بنفي 

_مش عارف بس قلبي مش مطمن، حاسس إن في حاجة بتحصل من ورايا.

انتقل قلقه لها وتمتمت بشك

_تفتكر شاهي ممكن تكون نفذت تهديدها صحيح وخلته كتب كل حاجة بأسمها؟

تنهد بقلق وتحدث بحيرة

_مش عارف، بس شاهي بتعرف تستغل كل حاجة لصالحها.

انا كل اللي يهمني دلوقت إني اطمن عليه.

ربتت على يده وتمتمت بثقة

_متقلقش إن شاء الله هيكون بخير.


❈-❈-❈

صدحت صرخة عالية منها عندما هوت صفعة حادة على وجهها وصوته الهادر يقول باتهام

_انتِ مش بنت؟

تطلعت إليه أسيل بصدمة  وهي تراه أمامها ينظر إليها بسخط

فغمغمت بدون استيعاب 

_انت شايف؟

توحشت نظراته أكثر وهو يهدر بها

_ايه كنت فكراني اعمى ومغفل هتضحكي عليه وتلبسيه الليلة يا واطية.

صفعة أشد سقطت على وجهها جعلتها تشعر بالدوار وفقدت النطق في الدفاع عن نفسها

نهض من الفراش ليرتدي قميصه وقد استسلمت هي لذلك الدوار الذي جعلها تشعر أن ما يمر بها الان ليس سوى مجرد كابوس


صرخت مرة اخرى بخوف عندما مال عليها بوجهه وعينيه تقدح شرارًا ظناً منه أن صمتها يؤكد حقيقتها مما جعله يجذبها من خصلاتها يرفعها إليه ويغمغم من بين أسنانه متوعدًا

_بتستغفليني وتداري غلطتك معايا، قولتي أعمى مبيشوفش والبسه عاري وانا زي اللطخ صدقتك مرة تانية

بكل قوته قام بصفعها مرة أخرى وتلك المرة كانت الأشد 

جذبها من خصلاتها ليجبرها على الوقوف قبالته وقد تشبثت بوهن بالغطاء وتابع هو توعده

_عشان كدة هربتي من أهلك له هو؟ يعني هو غلط معاكي واتخلى عندك عشان خاطر مراته واتفقتوا عليا عشان البسها.

حاولت أسيل ان تستجمع قوتها كي تنفي ذلك لكن صوته الهادر اجفلها اكثر وهو يدوي في المكان.

_وديني لندمك ندم عمرك كله بس اصبري عليا.  

قام بدفعها على الفراش ودلف المرحاض 

مغلقاً الباب خلفه بعنف وسقط على الأرض مستنداً بظهره على الباب خلفه يلعن ذلك القلب الذي دمره مرتين

يلعن كل شيء حوله

لقد قام الجميع بخداعه حتى من كان يظنهم أقرب الناس إليه 

لن يرحم احداً منهم بعد الآن 

جميعهم استغلوا عماه ودمروه…


أما هي فقد حاولت استرداد وعيها ونهضت بوهن تلملم ملابسها وترتديها بضعف ثم تحاملت على أقدامها التي لم تساعدها فقامت بالاستناد على الحائط وأخذت حقيبتها وخرجت بها من الغرفة والشقة بأكملها.

هي من اخطأت وعليها التحمل

لقد وقعت بفخه مرة أخرى وقضى على ما تبقى منها 

دلفت المصعد وضغطت على الزر بتعب شديد وبدأ المصعد بالهبوط 

بدأت حالة الإغماء تنتابها لكنها قاومت بكل ما أتيت من قوة 

عليها ان تهرب من براثينه وتلك المرة دون عودة 

كان يعرفها طوال تلك المدة 

وقام بخداعها كي يصل لمبتغاه

أخذت تبكي بكل الألم الذي تحمله بداخلها

تبكي وتنتحب ربما يخفف من وطئت ذلك الألم الذي يجتاح روحها

توقف المصعد فتحاملت على الجدران حتى خرجت من البناية 

ثم سارت لوجهتها حتى وصلت إلى باب الشقة

ضغطت على الزر وهي تمنع عينيه بصعوبة من الإنغلاق

وعندما انفتح وظهرت وعد أمامها حينها سمحت لنفسها بالسقوط.

❈-❈-❈

لم تطفئ المياه الباردة تلك النيران المتأججة بداخله 

ولا بقلبه الذي يئن ألماً على مصابه

لذا أغلق المياه وقام بالخروج من المرحاض فيتفاجئ بالغرفة فارغة.

بحث عنها في كل مكان لكن لم يجدها

توجه إلى المكان الذي يضع به جواز سفرهم فلم يجد خاصتها

ضغط على قبضته بعنف وقد ازداد توعده لها.

أخذ مفاتيح السيارة التي تركتها له يارين ثم خرج من الشقة يبحث عنها في كل مكان

لكن لا أثر لها في الشوارع

هي على ثقة بأنها لم تبعد وأيضاً لا تملك المال ولا تعرف احد هنا.

فتحول دون إرادته غضبه إلى قلق

مازال ذلك القلب الخائن يتلهف عليها

أوقف السيارة وأخذ يضرب تارة القيادة بكل الغضب الذي يحمله بداخله

اسند يديه علي التارة ومال برأسه مستنداً عليها وأخذ يبكي

يبكي على كل شيء فقده واستكترته عليه الدنيا

وهي وحدها أكثر من بكى عليه.

لما اختارته هو خاصه

ألم تجد غيره لتتلاعب به وبحبه

لقد ظل طوال حياته مخلصاً لها ينتظر ظهورها

وحين يجدها تكون هي سبباً في دماره.

أخذ ينتحب بشدة وقلبه الملتاع مشغولُ بالقلق عليها

ماذا ينتظر منها؟

لقد قصمت ظهره للمرة الأخرى وتلك المرة هي الأشد والأقسى.

كل شيء تدمر من جديد لكن هو يستحق أكثر من ذلك لتركها تعود لحياته من جديد.


❈-❈-❈


صرخت بأعلى صوتها عندما رأت أسيل تهوى أرضًا ويتشنج جسدها 

خرج سليم من غرفته على صوت وعد يسألها بقلق

_في ايه….

قطع سؤاله عندما وجد ذلك الجسد الملقى على الأرض يهتز هكذا

لم تكن انقباضة قلبه هذه بالهينة وهو يرى وجه أخته أمامه وبتلك الحالة

اخرجه من صدمته وعد وهي تصرخ به

_الحقيني يا سليم بسرعة.

عاد سليم لوعيه وقد تلاحقت انفاسه وهو يقترب منها وعينيه تهتز أثر تلك المشاعر التي انتابته 

مال عليها ومازال غير مستوعب لا تواجدها ولا حالتها 

ودون إرادة منه جثا بجوارها ليرفع ظهرها على ساقه يتطلع إليها بلهفة وخوف متمتمًا باسمها

_أسيل…

هدئت رجفتها وهو يرمقها بعينين دامعة لا يصدق أنه يراها أمامه 

جذبها لحضنه يشدد من احتضانه لها مغمضاً عينيه فتتساقط الدموع منها 

وكجلما ازدادت دموعه كلما شدد من احتضانه لها وهو جاثياً على الأرضية الصلبة لا يبالي بشيء سوى من شارك في تدميرها معهم.

لقد كانت ضحيته وحده ولا أحد غيره

منذ صغرها وهو بعيدًا عنها حتى تركها تلتمس الأخوة من غيره وحينما كبرت وازداد الجفاء بحثت عن الحب بعيدًا عنهم

لو عوضها بحنانه واهتمامه لكانت الآن تسعد بحياتها معه وما لاقت ذلك الهوان الذي زجها به وبيده.


في المشفى

دلف الطبيب غرفة المعاينة وقد تفاجئ بأسيل أمامه تطلع إلى سليم وسأله

_هل تكررت الحالة معها مرة أخرى.

اندهش سليم من سؤاله ولم يستطيع الإجابة فردت وعد كي لا يشك الطبيب

_نعم.

اخرج الطبيب هاتفه وقام بالاتصال

_ابعث لي الاشعة الخاصة بالسيدة أسيل الحسيني.

عقد سليم حاجبيه بصدمة غير مستوعب ما يحدث الآن 

ظل على حاله حتى دلفت إحدى الممرضات وهي تحمل ملف بيدها اعطته للطبيب ثم خرجت.

جلس خلف مكتبه ثم اشار لهم بالجلوس وأخذ يتفحص الأشعة بوجوم 

انقبض قلب سليم من القادم فأشارت له وعد بعينيها ان يهدئ

جلسوا منتظرين انتهاء الطبيب بتوجس حتى انتهى وتطلع إلى سليم بأسف…

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة