-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 22 - 3 السبت 11/1/2025

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الثاني والعشرون

3

تم النشر يوم السبت 

11/1/2025


صمتت تذكر توسلها له بسترها من الفضيحة:

-وشيلت الجمل بما حمل عشان محدش يحس حتى بعد ما الحمل نزل، وكنت ممكن أخلع بس أنا عشان بحبك مفكرتش فيها للحظة واحده.


أطرقت رأسها أرضا فاستطرد بصوت خشن:

-وحتى لما عرفت إن ابوكي واخد دهبي وراهنه سكت زي ما طلبتي مني، فأنا عملت كل حاجه تضمنلك حياتك معايا وتأكدلك حبي ليكي بس الغريب إن عمايلك أكدتلي أنك عمرك ما حبتيني يا سهر، أنا كنت واحد كبرتي معاه ومرتبطتيش بغيره، مرتاح ماديا وبيعملك كل اللي نفسك فيه وبس.


صرخت رافضة تفسيره:

-تصرفاتي أنا أكدلتلك اني محبتكش وتصرفاتك أكدت على حبك ليا، تصرفاتك أكدت على حبك لملك يا حسن وغلطتي أني خوفت أخسرك فخسرت نفسي وخسرت ابني وخسرت أهلي بعدها، فمتجيش وتعمل أنك ماشي ع الصراط المستقيم وإن الغلط كله من عندي أنا.


تنهد بحدة وأبعدها عن الباب:

-أوعي كده أنا متأخر.


دفعته بقوة:

-مش قبل ما نخلص كلامنا، أنا بجد تعبت من العيشه دي.


أنحنى لطولها ونظر بداخل حدقتيها وأكد بحروف ثقيلة:

-اسمعي عشان دي آخر مرة هقول الكلام ده.


رمقته بنظرات حزينة لم يهتم لها:

-لو كل اللي أنتي عملاه ده عشان اتهزيت وقت جوازة ملك من المعلم رشوان، فخلاص حكاية وراحت لحالها وفي النهاية أنا وانتي في بيت واحد حتى لو كل واحد بينام في اوضة.


نزل شريط عبراتها على وجهها وهو يتابع:

-آخر مرة هقولك انسي حالة حسن المهزوزة دي وارجعي افتكري حسن اللي بيحبك وبتحبيه، وخلينا نعيشو سوا من غير مشاكل، يا أما لو فضلتي راكبه دماغك كده يا بنت الناس كل واحد فينا يروح لحاله.


أنهى حديثه وتركها نازلا الدرج حتى لم ينتظر المصعد حتى لا تواتيها الفرصة بالرد عليه أو سحبه بنقاش آخر هو غير مستعد له الآن وغادر مسرعا لعمله.


وصل الحارة وجلس بدكانه بعد أن أطلعه شقيقه على مجريات العمل وبدأ بتدخين سيجارته وهو شارد بملكوت الله بالرغم من الزحام الشديد على الطلبات، وحسين يقف محتارا بين متابعة طهو الأسماك ومحاسبة الزبائن فانتهز أول فرصة للراحة وذهب جالسا بجوار أخيه وسحب السيجارة من راحته ساحبا منها نفسا عميقا وطرده بقوة ومزح معه:

قاعد أنت مروء وعمال تشرب في سجاير وأنا مش عارف اروح الحمام حتى.


رمقه حسن بنظرة باهتة وتنهد وعاد شاردا بالفراغ فهمس لها حسين:

-وبعد هالك يا ابن ابويا؟ حالك ده ميرضيش ربنا، بقالك أكتر من شهر متجوز وكل يوم حالك اسوأ من اللي قبله.


لم يجد تعقيب منه فسأله غامزا:

-طيب أنت عامل ايه مع عروستك يا نمس؟


أخرج ضحكة سخرية مقوسا فمه:

-هعمل ايه والدكتورة اصلا مانعه اللي في دماغك عشان الإجهاض.


ربت على كتفه:

-كل ده؟


أومأ وكأن هذا هو السبب الوحيد:

-أيوه زيها زي الولادة، 40 يوم.


رفع حسين حاجبه بغير تصديق وهو يرى الكذب جليا على وجه أخيه، ولكنه صمت مراعاة لحالته التي يراها أمامه يوميا وهو يجد ملك تذهب شبه يوميا لزيارة غريمه بمحبسه:

-عرفت إن المعلم رشوان اتجددله الحبس واتحددت له جلسة في المحكمة؟


أومأ مؤكدا:

-هيطلع منها أنا متأكد.


وكأن الحديث عنه زاد من وطأة ألمه:

-أنا كنت غبي أوي يا حسين، ازاي ضيعت ملك من ايدي بالشكل ده، وازاي معرفتش أحميها من الجوازه الزفت دي، وازاي قدرت انزل من نظرها كده! دي بقت مبتبصش ناحيتي يا أخي.


قضم حسين داخل فمه:

-معلش، أكيد ربنا له حكمه في اللي بيحصل، أنت بس محتاج تشد على نفسك شويه يا ابو علي عشان حالك اتبدل 180 درجه ومبقتش حسن الوكيل اللي كل الحارة كانت بتحلف بجدعنته وشهامته، للأسف توازنك اختل وخليت سيرتك على كل لسان من ساعة ما اتهورت ووقف للمعلم رشوان، وطبعا زودتها بعد جوازك من سهر بالشكل ده والكل تقريبا يا عرف يا فهم من نفسه الوضع بينك وبين سهر.


تنفس بحدة فارتفع صدره المعبأ بدخان سيجارته وانخفض بعد زفرة قوية انتهت بنظرة منها وهي تترجل أمام دكانه من سيارة رشوان ومعها ابنته وزوجته الأخرى واستمع لصوتها الذي اشتاق له وهي تودعهما:

-أشوفكم على خير.


ابتعدت عن السيارة وحاولت تحاشي التلاقي فلفت من الجهة المعاكسة لمنزلها حتى لا تصبح بمواجهته عمدا ودلفت بنايتها فنظر لشقيقه الأصغر وابتسم بمرار وهو يشير باتجاهها:

-شوفت، حتى السلام مبقتش ترميه عليا يا حسين.


مسح على كتفه ووقف من مكانه يهرول ناحيتها وناداها:

-ملك.


التفتت مبتسمة:

-ازيك يا حسين، وخالتي عامله ايه هي وحبيبة؟


رد مقتربا منها:

-الحمد لله كلهم بخير، انتو عاملين ايه في غياب يوسف وموضوع المعلم؟


هزت رأسها برقة جعلته يبتسم رغما عنه من برائتها:

-الحمد لله يا حسين، ربنا واقف معانا وساترها علينا.


اتسعت بسمته معقبا:

-الحمد لله، أنا عارف إننا مبقناش معاكم زي الأول بسبب الظروف اللي أنتي عرفاها، بس ده ميمنعش انك لو احتاجتي اي حاجه تيجي تطلبيها مني ومن حسن، احنا اخواتك زي يوسف بالظبط.


هزت رأسها مؤكدة:

طبعا، أنا عارفه والله.


أراد انتهاز فرصة وقوفها معه وهدوءها ليسألها:

-موضوعك مع المعلم مكمل ولا في جديد؟


قوست حاجبيها متسائلة:

-يعني ايه مكمل ولا ايه، مش فاهمه؟


ابتلع ريقه وأكمل:

-كلنا عارفين إنها جوازه بالغصب، فناويه تعملي ايه لو أخد حكم؟


ضحكت ساخرة:

-المعلم رشوان الدخاخني هياخد حكم برده؟


اندهش من ردها فعلق:

-الرجالة اللي اتقبض عليهم كلهم هيخرجو زي ما المحامي قال، وقال أن صاحب المخزن هو اللي هيلبسها و...


قاطعته ضحكتها العالية:

-المحامي هيخرجهم لأنهم مجرد رجالة أمن وحراسه زي الورق ما قال، الورق اللي عامله رشوان عشان يأمنهم يا حسين، فتفتكر هيأمن رجالته ومش هيأمن نفسه.


هز رأسه متفهما وهي تضيف:

-رشوان إن شاء الله هيخرج من أول جلسه، متقلقش عليه.


زمت شفتيها والتفتت لتغادر ولكنها عادت تنظر له وتهتف:

-ابقى سلملي على حسن، مجتش فرصه لا آخد بخاطره على البيبي اللي نزل ولا على دخلته، معلش ملحوقه وبارك له بالنيابه عني.


صعدت درجات السلم المنخفضة ووضعت المفتاح بالباب ودلفت وأغلقت وراءها وهو لا يزال ينظر بأثرها.

❈-❈-❈


مر الوقت سريعا على الجميع إلا هو الذي لم ير عائلته لفترة طويلة وقد يأس أن يجد مخرج لنفسه بعد أن أخبرته أخته بما دار بينها وبين رشوان، وها هو مستعدا للمغادرة برفقة هذا الكم من الحراسة للمحكمة للإدلاء بشهادته.


سلم يمينا ويسارا منهيا صلاته وجلس يناجي ربه فلا هو استطاع مساعدة اخته ومنع زواجها بمن يكبرها بأكثر من ثلاثة عقود، ولا استطاع أخذ ثأر ابيه الذي قتل امام عينيه، ولا حتى استطاع مساعدة نفسه بالفرار من بين قبضة الأمن حتى بعد علمهم بقرار اغتياله على أعتاب المحكمة.


وقف يطوي سجادة الصلاة ويحيى من خلفه يهتف:

-حرما.


التفت له بنظرة مغلولة ولم يعقب عليه فابتسم يحيى:

-وماله، لما تشهد انهاردة شهادة الحق وتاخد حقك وحق كل ابن شاف ابوه بيتقل قدامه وحق كل ام ابنها ضاع من الزفت اللي بيدخله المعلم للبلد هتعرف ساعتها اني كنت بفكر في مصلحتك.


رد بصوت هجومي:

-ولما اتقتل زي ملك ما قالت! هتعمل ايه ﻷمي واختي واخويا؟ هتحميهم ولا هتورطهم زي ما ورطتني!


تجهم وجه يحيى:

-أنا مورطكش يا يوسف، أنت اللي جيت لحد عندي وطلبت مساعدتي ودلوقتي عايزك متقلقش عشان أحنا مأمنينك كويس جدا.


ضحك ساخرا:

-لا وأنت جامد أوي وهتعرف تأمني، أنا عارف ومتأكد إن دي آخر صلا هصليها في عمري كله، وزي ملك ما قالت إن رجلي لو هوبت ناحية المحكمة انهاردة يبقى الله يرحمني.


ربت على كتفه وتحدث بثقة:

-اطمن وحط في بطنك بطيخة صيفي، أنا حاطط خطه متخرش المية.


تركه بحيرته وغادر ممسكا هاتفه يتصل بها فردت على الفور:

-يحيى بيه، أرجوك طمني على يوسف.


رد بصوت جهوري:

-ليه يا ملك مش واثقه فيا وواثقه اني اقدر احميه واحميكي.


بكت رغما عنها:

-أبوس ايدك بلاش يحضر الجلسه، عشان خاطري.


شعر برفرفة داخل معدته من توسلها له بهذا الشكل الرقيق والمستسلم فوبخ نفسه:

-دي عيله صغيره، ومتجوزه كمان، أجمد كده وبلاش تنخ.


سحب نفسا عميقا واستمع لتوسلاتها:

-رشوان أكدلي انه هيخرج حتى لو يوسف شهد بموت بابا، بس كل اللي هينوبنا إنهم هيقتلوه، عشان خاطري سيبه.


ارتبك مجددا وهي تتحدث بعفوية:

-وحياة أغلى حاجه عندك، أطلب مني اللي أنت عايزه وأنا هعمله حتى لو اجيبلك كل الأخبار اللي أعرفها، حتى لو رشوان هيقتلني بعدها مش مهم المهم تسيبه ابوس ايدك أنا مليش غيره.


رد متصنعا الجمود:

-متخافيش يا ملك، أنا مأمنه كويس ومش هيقدرو يعملوله حاجه.


اغلق معها فلطمت خديها بمرار:

-آه، يارب يارب.


هرعت صوب القضبان الحديدية التي يجلس رشوان خلفها بانتظار موعد محاكمته وهمست للحارس وهي تطوي كومة نقود تعطيها له:

-معلش سيبني بس اكلمه.


أومأ لها الحارس مبتسما والتفت لرشوان ضاحكا:

-بنتك قلقانه عليك أوي.


ضغط رشوان على أسنانه لظنه أنها ابنته ولكنه لم يجد الوقت ليصحح له المعلومة حيث أتت وتمسكت براحته تهمس برجاء:

-رشوان، وحياتي عندك قولهم ميقتلوش يوسف، هو مش هيقول حاجه بس الظابط ده مش راضي يسيبه، بس والله العظيم هو أكد لي انه لو وقف قدام القاضي مش هيقول حاجه.


رد محركا كتفيه:

-الموضوع خرج من تحت ايدي يا ملك، مفيش حاجه اقدر اعملها.


بكت فمسح عبراتها براحته وغمز متسائلا:

-لو فعلا مش هيشهد انا ممكن اعمل محاوله بس.


صمت ليزيد لهفتها وبالفعل ردت:

-بس ايه؟ قول وأنا هعمل اللي تطلبه.


رد بوجه مبتسم وأسنان مطبقة:

-شرطي الأول إن الدخله تحصل يوم الإفراج.


أومأت بدون تفكير:

-موافقه.


اتسعت بسمته وكادت تصل ﻷذنيه:

-وشرطي التاني إن يوسف يشتغل معايا ويبقى دراعي اليمين.


أومأت مجددا:

-هقوله ولو موافقش هخليه يوافق غصب عنه.


غمز لها متسائلا:

-وعد؟


أومأت تؤكد:

-وعد.


أشار لقاعة المحكمة وهمس لها:

-صفوت قاعد هناك أهو، روحي قوليله اني عايزه.


هرعت صوبه ووقفت تنهج وكأنها عدت آلاف الأميال فرمقتها ماهيتاب بكره دفين وصرخت بها:

-عايزه ايه يا بتاعه انتي؟


ردت وهي ناظره لوالدها:

-رشوان عايزك.


ابتسم لها وهز رأسه فتمسكت به ابنته:

-بابي، أنت بتضحكلها الزفته دي ضرتي.


ضحك عاليا:

-عارف يا ماهي، جوزك عايزني فسبيني اروحله قبل الجلسه ما تبدأ.


تحرك فتبعته ملك ولكنه التفت لها غامزا:

-على فين؟


ردت تبتلع ريقها:

-رايحه لرشوان.


ضحك عاليا وأشار لمكان وقوفها:

-خليكي هنا متتحركيش.


نفذت أمره وذهب هو لرشوان المتجهم الوجه فشاكسه الآخر:

-خلاص بقى يا ابو نسب مكانوش شهر ونص في الحبس.


عض رشوان داخل فمه:

-كله هياخد حسابه يا صفوت بس أخرج من هنا.


لم يهتم صفوت بحديثه ولكنه تسائل:

-خير؟ عايزني ليه؟


رد بجمود في تعابيره:

-بلغهم أن كل حاجه تمام وبلغ الريس انهم وافقو على كل حاجه.


تنهد صفوت بارتياح:

-يااااه، أخيرا يا اخي! كام سنه عدو؟


أشاح رشوان وجهه عنه متذمرا:

-كنت ورينا شطارتك انت يا اخويا.


هز كتفيه بلامبالاة:

-وأنا مالي، أنت اللي اتكفلت بالليلة دي من زمان، من ساعة زينهم ما عمل عملته وقتل فتحي.


زفر رشوان بفروغ صبر:

-المهم خلصني وروح بلغهم بدل ما يتغابو ويقتلو الواد.


هز رأسه موافقا:

-ماشي يا جوز بنتي.


ضحك بعد كلمته الأخيره ونظر يدقق بملامحه:

-تصدق يا رشوان أول مرة آخد بالي إنك اتجوزت بنت كل اللي شغالين معاك او بمعنى ادق كل مشرف اتحط عليك.


ضحك عاليا بشكل أثار حنق الآخر:

-من أول صفية بنت المعلم الهواري وناهد بنت داوود بيه وماهيتاب بنتي طبعا وحتى...


اقترب الحارس منهما يبعد صفوت:

-كفايه كده يا بيه متجبلوناش الكلام بقى.


ابتعد غامزا:

-اطمن يا ابو نسب وحط في بطنك بطيخة صيفي، يوسف هينام في حضن امه انهارده.



يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة