رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 55 - 2 - السبت 18/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الخامس والخمسون
2
تم النشر السبت
18/1/2025
قطع لحظاتهم السعيدة طرق على باب المكتب يتبعه دخول السكرتيرة التي نظرت لهم بحرج وقالت:
-آسفة على الإزعاج يا ياسين بيه بس في حد عايز يقابل حضرتك.
أغلق هاتفه ووضعه في جيبه والتفت لها متسائلاً:
-مين إلي عايز يقابلني لو عميل دخليه لأحمد بيه؟
نظرت إلي صفا بتردد قبل أن تكمل حديثها بحرج:
-صفوت بيه إلي طالب يقابل حضرتك بالخصوص.
زفر أنفاسه بضيق ومسح على وجهه بضيق وتحدث بنبرة حادة:
-روحي دخليه خلينا نخلص من أم القصة دي بقي.
غادرت السكرتيرة بينما تساءلت صفا بفضول:
-مين صفوت ده يا حبيبي ؟
زفر أنفاسه باستياء ورد باختصار:
-والد فريدة .
دلف صفوت المكتب بخطوات بطيئة ألقي نظرة خاطفة علي صفا والرضيع الذي بين أحضانها وتوجه بنظراته إلي ياسين ومد يده بهدوء:
-أزيك يا ياسين يا أبني.
مد ياسين يده على مضض:
-أهلاً.
سحب صفوت وغمغم بحرج:
-ينفع نتكلم شوية ؟
أشار ياسين إلى ركن معين مكون من أريكة جلدية سوداء ومقعدين توجهوا سوياً جلس ياسين علي المقعد بينما جلس صفوت علي الأريكة.
تحدث ياسين بهدوء:
-خير يا صفوت بيه؟ رد فعلي مع مدام غدير موصلش لحضرتك ؟
بهت وجه صفوت ونظر أرضاً بحرج:
-أنا جاي اعتذر عن الكلام الفارغ إلي قالته غدير إمبارح وأوعدك مش هتقرب منك تاني.
تعجب ياسين وتسأل بمغزي:
-بجد وده من إيه علي أساس أن المدام كانت هنا من غير علم حضرتك ولا دي لعبة جديدة منكم؟
تقبل الآخر الإهانة وتحدث بنبرة حزينة:
-أيوة مكنتش أعرف أن غدير كانت عندك عرفت من والدك.
قطب ياسين جبينه بعدم فهم وتسأل:
-بابا ؟!
أومأ بإيجاب:
-أيوة أحمد بيه جالي وعرفني إلي بدر من غدير وأنا جيت النهاردة اعتذر ليك إنتَ والمدام عن إلي حصل وأوعدك مش هيتكرر تاني و أحم يعني وزي ما إمتَ عارف فريدة خلاص مخطوبة وهتتجوز أنا مش حابب حاجة تحصل تاني تأثر على موضوع جوازها وأوعدك أن غدير مش هتقرب منك خلاص ولا هتسمع عنها حاجة.
توجه بنظراته إلي صفا وتحدث بحرج:
-أنا أسف يا بنتي وحقك عليا عن كل إلي بدر من من غدير وعن كل كلمة قالتها وعن غلطها في حقك.
ردت صفا بتوتر:
-حصل خير.
تنهد بإرتياح وعاد بنظراته إلي ياسين الذي تحدث بحزم:
-ماشي يا صفوت بيه ماشي قبلت اعتذار حضرتك بس لو مراتك قلت بعقلها تاني وفكرت تلعب بديلها معايا وقتها متلومش غير نفسها لأني مش هرحمها واطمئن الموضوع إلي حصل ما بينا احنا.
تسأل الآخر بحذر:
-طيب وأحمد بيه ؟
رد ياسين باختصار:
-أطمئن أنا هتفاهم مع بابا.
رمقه بفخر وقال:
-أنا مش عارف أقولك أيه بجد غير متشكر جداً وربنا يعوضك خير بعد إذنك.
نهض أحمد وغادر بينما نظر ياسين إلي زوجته بغيظ:
-تمام حصل خير؟
ردت صفا بهدوء:
-المفروض كنت ارد عليه اقول ايه ؟ ولا اسيبك إنت شخصياً تعمل معاه إيه ؟ ياسين إنتَ مش شايف شكله عامل إزاي ؟ الراجل مرتبك وواضح جداً من شكله إنه بيجاهد في اعتذاره ليك هنعوز إيه أكتر من كده ؟ اتقوا عزيز قومًا ذل وهو أصلًا واضح إنه ميعرفش حاجة ومراته عملت ده من وراه هو بقي يتحاسب على أساس إيه ؟
رد متهكمًا:
-مش هو جوزها يبقي يشيل شيلتها بقي.
حركت رأسها نافية وعقبت بإيضاح:
-لأ طبعاً كل شخص بيشيل شيلته يا حبيبي وبعدين مش شايف الذل والقهر إلي في عيونه ربنا ما يكتبها علي حد قهر الرجال ده مش سهل هو بيحارب انفعاله وبيجاهد في ده ويمكن لقدر الله يصاب بجلطة.
رمقها شذرًا ونهض واقفاً:
-أنا خارج رايح عند بابا دقيقتين وجايلك يا دكتورة صفا عشان أنا إلي هيجي ليا جلطة منك أنا اجبلك مكتب هنا معايا وتقعدي تمارسي مهنتك دكتورة نفسية تحللِ كل شخصية تدخل المكتب.
صفقت بحماس:
-تصدق والله فكرة اهو ابقى قاعده على قلبك هنا وفي البيت.
ضغط على أسنانه بغيظ وتحرك إلي الخارج تتبعه أصوات ضحكاتها العذبة.
❈-❈-❈
في" قصر المغربي"
وتحديداً في جناح" يوسف المغربي " كانت تضع طفلتها في مهدها بعد أن غفت أخيرًا اتجهت إلي الفراش كي تستريح لكن أوقفها صوت طفلها الآخر انتفضت من مكانها ووقفت أمام المهدين وتحدثت برجاء:
-حرام عليكم بجد عايز إيه يا أستاذ عبد الرحمن ؟ بتعيط وتزن كده ليه؟ رضاعة ورضعت بامبرز وغيرت شيل ومشي بقالي ساعة ونص بتمشي بجنابك ما صدقت جنابك نمت عشان أنيم بنت أبوها دي كمان.
"وماله أبوها بس يا نورسيل"
نطقها يوسف الذي دلف الغرفة وعلي وجهه إبتسامة عذبة علي غيرة زوجته التي لا تنتهي ومن من طفلتها الصغيرة التي لم يتخطى عمرها سوى بضعة أشهر.
ألتفت له على مضض وقالت:
-أهلًا حمد الله على السلامه إنتَ جيت يا حبيبي أتعامل بقي مع ولادك أنا خلاص اتجننت منهم أنا كان كفاية عليا طفل واحد مش توأم.
تهكم داخله:
-عيالي الي جنونكِ؟! يا شيخة قولي كلام غير ده إنتِ مجنونة لوحدك أنا مستلمك كده.
لاحظت شروده فتساءلت بفضول:
-سرحان في إيه كده ؟
تبسم بهدوء وقال:
-ولا أي حاجة يا قلبي هاتي نورسين معايا وأنا في المكتب تحت وخلي معاكِ بودي.
صاحت بانفعال:
-لأ طبعاً مش هسيبك معاها لوحدكم حد إنت عبدالرحمن.
رمقها مذبهل:
-نعم يا اخرة صبري ؟ نورسين يا قلبي أحم نورسين بنتك وبنتي حلو مش ضرتك وربنا أرحمي بجد.
دبت علي الأرض بغيظ:
-بس بتحبها أكتر مني .
تبسم بحب قبل أن يسترسل بإبانة:
-أنا بحب عبدالرحمن نورسين عشان هما ولادي يا نورسيل وده حب فطري وحبي زايد أوي ليهم عشان هما حتة منك إنتِ.
تبسمت بحب وهتفت بدلال:
-يعني بتحبني أكتر من المفعوصة دي؟
حرك رأسه بيأس ورد:
-أيوة يا قلبي صحيح بيجاد قالي إنه لقي دكتورة نفسية أفضل عشان تتابعي معاها.
امتعض وهتفت بضيق:
-يوسف أنا بقيت كويسة خلاص.
اقترب منها ورفع كفيه وضعهم فوق وجنتيها بحنان وقال:
-عارف إنك بقيتي كويسة بس إلي إنتِ مريتي به كان صعب يا نورسيل كان صعب سواء إلي حصل من شهاب وإلي حصل من عامر وحياتنا إلي كانت متلخبطة محتاجين نقفل صفحة الماضي للأبد توعديني يا نورسيل وأوعدك دي أخر دكتورة تروحي ليها يا ستي.
أومأت بتفهم:
-حاضر يا يوسف هروح عشانك وعشان ولادي.
تبسم بحب:
-تسلملي حبيب بابا.
يوسف و نورسيل (رواية ثأر الحب)
❈-❈-❈
كان يغادر صفوت شركة المحمدي ومعالم الراحة قد أرتسمت على وجهه، ولكن لسوء حظه لم تدوم طويلاً وهو يجد سيارة أحمد المحمدي تتوقف أمام الشركة والحارس الشخصي يفتح له الباب ويهبط هو من السيارة بغروره المعتاد، انمحت الراحة من وجه صفوت وحل محلها القلق والتوتر ليس علي نفسه أو ما قد يفعله أحمد المحمدي ولكن مما قد يفكر الأخير في فعله فهو على يقين أنه لا يريد أن تتم زيجة ابنته بشخص مميز كهذا لا يريد لها السعادة ولكن لا لن يسمح بذلك مازالت أنفاسه علي قيد الحياة.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية