-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 60 - 2 - السبت 25/1/2025

  

قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الستون

2

تم النشر السبت

25/1/2025




ولج غرفته وتهاوي بجسده علي الفراش وقتها أطلق العنان لدموعه الحبيسة أن تخرج من محجريها وهو يشهق وينتفض كطفل صغير.


فتحت صفا الباب وتفاجأت بحالته تلك أغلقت الباب سريعًا وتحركت تجاهه وجلست جواره علي حافة الفراش تربت علي راسه بحنان وهي تهدئه بحزن:


-اهدي يا حبيبي اهدي عشان خاطري متعملش في نفسك كده.


رد بحزن شديد:


-مش قادر يا صفا مش قادر أصدق ولا أستوعب يعني كده خلاص مش هشوفه ولا هسمع صوته من تاني أنا بجد مش مصدق إزاي حصل كده امبارح كنا سوا ودلوقتي هو مبقاش معانا خلاص .


تحدثت صفا بحنان:


-ده عمر يا حبيبي هو خلاص عمره انتهي ملناش في عمرنا شئ.


أغمض عيناه بمرارة:


-ضهري أتقسم يا صفا مع الأسف ضهري أتقسم نصين موت من جهة وإلي عمله وإلي كان هيعمله من جهة أخرى قلبي بيوجعني أوي عليه.


وضع رأسه علي فخذها وتحدث بنبرة حزينة:


-أسف يا صفا أسف علي كل إلي حصل ليكِ بسبي حقك عليا من يوم ما دخلتي حياتي وإنتِ في جحيم غصب عني عارف إنك ملكيش ذنب في ده كله غير إني حبيتك وبس مقدرتش أحميكِ وأحافظ عليكِ يا صفا أتأذيتي وأتوجعتي بسببي والضربة جت ليكِ من أقرب الناس ليا سامحيني يا صفا مكنتش الزوج الصالح ليكِ مع الأسف مكنتش السند والضهر.


وضعت يدها على فمها وهتفت بعتاب:


-إيه إلي إنتَ بتقوله ده بس ياسين كل إلي حصل معانا ده يا حبيبي مقدر ومكتوب ملناش فيه شئ إهدي ومتزعلش نفسك أنا نسيت إلي فات ومش زعلانة خلاص ولا زعلانة من عمو أحمد ربنا يرحمه ويغفر له ويسامحه.


نظر لها بامتنان:


-شكرًا يا صفا شكرًا علي كل حاجة حلوة إنتِ السبب فيها شكرًا إنك مديتي إيدك ليا وأخدتني للنور مهما قولت مش هوفيكِ حقك يا صفا إنتِ كتير عليا أوي إنتِ العوض من ربنا عن كل إلي شوفته أنا من قبل ما تدخلي حياتي كنت مسخ مشوه حياتي مبقاش ليها معني غير بوجودك إنتِ ممتن لتواجدك معايا يا صفا ونفسي تفضلي جنبي دائماً أنا من غيرك زي الطفل التائه من أمه.


ردت بتأكيد:


-مش هسيبك يا ياسين محدش يقدر يعيش من غير روحه وإنتَ قلبي إلي عايشة به نام يا حبيبي وأرتاح غمض عيونك وأسترخي.


أغمض عيناه بالفعل وبدأت هي ترتل أيات الذكر الحكيم ويدها تمسد علي خصلات شعره بحزن وحنان فهذا ليس ياسين زوجها بل طفل صغير تائه من أمه يحتاج أن يعود إلي أحضانها كي يستمد منها الأمان.


❈-❈-❈


وضعت الصغير علي الفراش بعد أن تأكدت من نومه وهبطت إلي الأسفل وجدت سلوي مازالت تجلس وفي حالة يرثي لها، جلست جوارها مرتبة علي ظهرها بحنان:


-شدي حيلك يا سلوي متعمليش في نفسك كده يا حبيبتي ربنا يرحمه ويغفر له.


ردت بحزن:


-مش قادرة يا هناء مش قادرة أصدق أن خلاص أحمد مات ومبقاش موجود أحنا أه كنا هنطلق بس إلي كان مريح قلبي إنه موجود وهفضل أشوفه بس دلوقتي خلاص مات ومش هشوفه تاني.


تنهدت هناء بحزن وقالت:


-عمره إنتهي خلاص وملناش في عمرنا حاجة الموت كاس وداير علي الكل رايحينه رايحينه مفيش منه مفر بس كل واحد ليه ساعة يقابل فيها وجه كريم .


أغمضت سلوي عيناها بحزن شديد:


-ونعم بالله العلي العظيم عندك حق بس الفراق صعب فكرة أن شخص عزيز وغالي في حياتك ويختفي منها بلا راجعة صعبة هو خلاص بقي ماضي مش باقي منه غير الذكري وبس.


ردت هناء بتعقل:


-والذكري كفيلة أن الشخص يفضل موجود في عقلنا وعايش جوانا وأنعم علينا كمان بنعمة النسيان إلي بتخفف عننا شوية قومي كده استهدي بالله وأتوضي وصلي ركعتين ونامي ريحي جسمك يا حبيبتي.


حولت بصرها في المكان وتسألت:


-ياسين وصفا فين؟


ردت بحزن:


-ياسين طلع أوضته وشكله تعبان أوي وهي طلعت ليه.


تنهد الآخري بحزن:


-ربنا يصبر قلوبكم قومي يا حبيبتي معايا يلا قومي مش عايزة أسيبك كده وعايزة أطلع أطمئن علي مودي أحسن يصحي.


أومأت بإيجاب وردت بشرود:


-حاضر. 


❈-❈-❈


فتح باب الشقة ودلفت زوجته آولًا وأغلق هو باب الشقة وأتبعها إلي الداخل تهاوت بجسدها علي أقرب مقعد بتهالك.


-أه يا أنا أه مش قادرة جسمي مكسر.


وضع المفاتيح علي الطاولة وجلس هو الآخر بشرود، رمقته بحيرة وتساءلت:


-مالك يا أمير ساكت ليه؟


رد بشرود:


-هقول إيه بس يا نور!


هتفت بإصرار:


-قول أي حاجة إنتَ مأكلتش أي حاجة من الصبح أقوم أطلع أي حاجة من الفريزر أعملها سريعًا عشان تأكل؟


حرك رأسه بنفي:


-لأ يا نور مش قادر مليش نفس.


تحدثت نور بملل:


-أمير الأكل ملوش علاقة بالحزن يعني إنك تمنع نفسك من الأكل ده مش هيرجعه علي فكرة لازم تأكل عشان تقدر تقف على رجلك وبعدين بقي إن جيت للحق جوز خالتك ده أصلًا ميتبكيش ولا يتزعل عليه ده كان كتلة شر ماشية علي الأرض و…


قاطعها أمير بحزم:


-نور أولًا هو راجل ميت دلوقتي وبين إيدين ربنا يعني لا يجوز عليه غير الرحمة وبس وقولتلها ليكِ مرة وهقولها تاني الراجل ده هو إلي أواني في بيته وكمان رباني وعمره ما عمل معايا حاجة وحشة يعني ياريت تتكلمي عليه كويس سامعة ؟


ردت بضيق:


-سامعة زعلان أوي محسسني يعني إنه كان إمام جامع بلا وكسة ده كله علي بعضه ذنوب في ذنوب وربنا.


صاح بانفعال:


-إنتِ إيه يا شيخة بجد أنا جبت آخري لسانك ده إيه بجد لسه بقول إيه وإنتِ بتقولي إيه؟ أتقي الله علي الأقل وأذكري محاسن مواتكم يا نور أترحمي عليه وبس لأن أنا خلاص جبت آخري منك ومن لسانك ونويت أجيب لاصق وأحطه علي بوقك بحيث تبطلي كلامك إلي زي الدبش ده وكمان تبطلي أكل.


ردت بإستياء:


-هو أنا قولت إيه يعني ؟ علي فكرة بقي أنا مغلطش في حاجة وكلامي صح والساكت عن الحق شيطان أخرس .


حرك رأسه بيأس:


-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مفيش فايدة فيكِ يا نور بصي أتا قايم أنام لأن الجدال معاكِ عقيم ولا هيقدم ولا هيأخر مجرد مضيعة للوقت بعد إذنك.


زفرت بملل وقالت:


-هو أنا كنت قُلت إيه يعني؟ أنافق عشان أعجب بلا وكسة هقوم أشوف حاجة أكلها أنا جعانة.


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد، استيقظت صفا مبكرًا وغادرت الغرفة علي أطراف أصابعها حتي لا تصدر صوتًا ويستيقظ ياسين فهو ظل طوال الليل يفزع وهي تهدأه ليعود إلي النوم مرة آخري، غادرت الغرفة واتجهت إلي الفرقة المجاورة طرقت الباب بخفة وجدت والدتها مستيقظة والصغير كذلك مستيقظ اقتربت منها وتحدثت بوهن:


-صباح الخير يا ماما.


ردت هناء بإشفاق:


-صباح الخير يا بنتي مالك وشك عامل كده ليه ؟ شكلك منمتيش طول الليل ؟


حركت رأسها بإيجاب وبسطت ذراعيها وآخذت طفلها في حنان بين أحضانها:


-ياسين تعبان أوي يا ماما منمناش ساعتين علي بعض كل شوية يصحي.


تنهدت هناء بحزن:


-ربنا يصبر قلبه يا بنتي فقدان الأب والأم مش سهل يا صفا سواء الإبن أو الإبنة كبير أو صغير نفس الوجع ونفس الحزن.


أومأت بإيجاب:


-عندك حق يا ماما طمنيني مودي كويس تعبك ؟


حركت رأسها نافية وعقبت بإيضاح:


-لأ يا حبيبتي بيصحي ياخد الرضعة وينام تاني يا قلب أمك رضعيه يا بنتي إنتِ المرة دي من صدرك عشان مينساش أو يستسهل الببرونة.


أومأت بتفهم:


-حاضر يا ماما صحيح طنط سلوي كويسة ؟ رضيت تأكل امبارح؟


ردت بحزن:


-لأ يا بنتي ولا شربت مياه حتي يا دوب أتوضت وصلت ونامت بعدها هنزل أحضر الفطار وخليكِ إنتِ مع إبنك.


هتفت صفا برجاء:


-ماما خليكِ هنا معانا إنتِ وماما سلوي علي الأقل الفترة دي محتاجة لوجودكم معانا ياسين تعبان وكمان ماما سلوي هبقي قلقانة عليها.


تبسمت والدتها بهدوء وقالت:


-حاضر يا بنتي يلا هنزل أنا أجهز الفطار.


غادرت هناء الغرفة، بينما جلست صفا علي الفراش تضم طفلها بحنان وقبلته علي جبينه بإشتياق:


-وحشتني يا قلب ماما آول مرة تبعد عني ربنا ما يحرمني منك ولا يوريني فيك حاجة وحشة يارب العالمين.


❈-❈-❈


بعد فترة إنتهت من إرضاع طفلها حملته برفق وتحركت إلي غرفتها هي وزوجها فتحت باب الغرفة بحذر حتي لا يستيقظ ولكن تفاجأت به مستيقظ وجسده يتصبب عرقًا تحركت تجاهه بتلهف:


-ياسين إنتَ كويس يا حبيبي ؟


رد بشرود:


-الحمد لله.


حاولت التخفيف عنه وتحدثت بلطف:


-مش هتاخد مودي تلاعبه شوية ؟


مدت يدها بالصغير نظر إلي طفله بحنان وقبل جبهته بحنان:


-خليه يا صفا معاكِ معلش مش قادر.


جلست علي طرف الفراش بحزن وقالت:


-ياسين كده مش هينفع كده يا حبيبي لازم تتماسك شوية.


رد بإقتضاب:


-أنا كويس  يا حبيبتي أطمني متقلقيش.


تنهدت بحزن وهتفت بعدم رضا:


-طيب ممكن تقوم تغسل وشك لو سمحت وتفوق كده و ننزل نفطر يا حبيبي إنتَ مأكلتش حاجة من وقت إلي حصل.


حرك رأسه نافيًا:


-لأ يا صفا مش هقدر مليش نفس.


رمقته بعدم رضا:


-ياسين الأكل والشرب ملوش علاقة بالحزن.


تجاهل حديثها وتحدث بإقتضاب:


-صفا أنا تعبان محتاج أبقي لوحدي خدي الولد وأخرجي لو سمحتي ممكن؟


تنهدت بحزن وقالت:


-حاضر يا ياسين حاضر هسيبك لوحدك تهدي شوية.


نهضت بهدوء متوجهة إلي الخارج تفاجأت بوالدة زوجها كانت علي وشك أن تطرق علي الباب تبسمت بلطف:


-صباح الخير يا ماما أخبار حضرتك إيه؟


ردت بوهن:


-الحمد لله يا حبيبتي بخير.


قبلت جبهة حفيدها بحنان وتسألت بقلق:


-ياسين صاحي ولا لسه نايم ؟


استدارت إلي الخلف رمقت زوجها نظرة سريعة وردت:


-صاحي يا ماما أتفضلِ حضرتك أدخلي أتكلمي معاه شكله تعبان.


أومأت بتفهم:


-ماشي يا حبيبتي.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة