-->

رواية جديدة فراشة في سكٌ العقرب لناهد خالد الفصل 7 - الجمعة 3/1/2025

 

قراءة رواية فراشة في سكٌ العقرب كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية فراشة في سكٌ العقرب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ناهد خالد

الفصل السابع

تم النشر يوم الجمعة

3/1/2025


 ارتدت للوراء حين اصطدمت بحائط بشري واقفًا أمام الباب يسد فتحته, ابتلعت ريقها وهي تركض بنظرها على جسده في محاولة منها لقياس ابعاده, اشاحت بنظرها عنه وقد أدركت أنها خاسرة بلا شك, نظرت للواقف خلفها تخرج غضبها بهِ:


- وده ايه بقى ده؟ كلب بوليسي؟ موقفه على الباب على أساس اني مش هعرف اخرج منه؟ 


أنهت حديثها بوجه متعصب وهي تشيح بذراعها تجاه الرجل, عاد "شاهين" يجلس فوق الكرسي الذي يقبع خلفه واسترخى بجلسته وهو ينظر لها بنظرة ماكرة بينما يجيبها:


- ده مش واقف مخصوص عشانك, لأني كفيل مخلكيش تمشي من هنا, هو ده مكان حراسته, بس عمومًا لو قدرتي تخرجي منه مش هتقدري تخطي خطوة بره بوابة الفيلا. 


اتجهت لباب الغرفة لتجذبه بغيظ وهي تقول للرجل الذي لم يتحرك أو يهتف بشيء يبرهن أنه انسان وليس جماد:


- عن اذنك بقى عشان الكلام اللي هيتقال عيب تسمعه. 


وأغلقت الباب بقوة في وجهه تحت استمتاع الآخر بما تفعله والذي يتفاجأ بأفعالها الغريبة, عادت بكل شموخ زائف لتجلس على الكرسي أمامه مره أخرى, ورفعت رأسها بأنفه وهي تضع ساق فوق الأخرى وتقول بجدية:


- هتستفاد ايه لما ابعد عن مازن؟ 


مع تجمد ملامحه أجاب باقتضاب:


- مش شغلك. 


رفعت حاجبها بتحدي واسترخت هي الأخرى في جلستها مستندة بظهرها على ظهر الكرسي, وقالت ببرود يماثل نبرته:


- يبقى ملكش تتدخل بيني وبينه, ولا تقولي اقطع علاقتي بيه ولا مقطعهاش. 


احتدت ملامحه وهو يعتدل في جلسته ساندًا كوعيهِ على فخذيهِ وهو يقول ببوادر غضب خفي:


- بصي يا اسمك ايه انتِ...


- فيروز, اسمي فيروز يا اسمك ايه انتَ.



قالتها مبتسمة بسماجة اغاظته, لينتفض واقفًا وقد سمح لغضبه بالخروج وهو يهدر بها بصوت أجش أخافها:


- اسمعي يا بت انتِ, انا معنديش وقت اقعد اتناقش معاكي, انا قولتلك حلين تختاري منهم.. يا تقطعي علاقتك بيه من غير ما تحاولي تلعبي بيا, يا تتحملي اللي هيحصلك وهيحصله, وهتشرفينا هنا لحد ما نشوف قرارك ايه, سيد..


صرخ بالأخيرة صرخة جعلتها تنتفض فوق كرسيها وتبتلع ريقها بتوجس, فُتح الباب على الفور ونطق الجماد الواقف أمامه يقول:


- أمرك يا باشا. 


لم يحيد بنظره عنها وهو يأمره:


- نادي صفاء توصل الآنسة لأوضة الضيوف..


صمت للحظة قبل أن يقول قاصدًا اهانتها:


- مش أنسة بردو!


ورغم غضبها واشتعال داخلها من جملته ومعناها لكنها أدركت أن الواقف امامها إن وصل لمبتغاه في إغضابها سيتمادى, فابتسمت ببرود زائف وهي تسأله غير منتظرة إجابة:


- هتفرق في حاجة!؟


لم يجيبها فقط ظل ينظر لها واشتعال مقلتيهِ أوشيا لها بمدى غضبه, فابتسمت بانتصار, ولم يقطع حرب النظرات بينهما سوى صوت صفاء تقول:


- أمرك يا شاهين بيه. 


نظرت تجاه صوت المرأة الذي صدح لتجدها سيدة كبيرة بالعمر فقد ظنتها فتاة من عمرها, أنيقة ويبدو عليها الجدية والصرامة, استمعت له يأمرها بينما يخرج من الغرفة:


- خديها لأوضة الضيوف, وممنوع تخرج منها غير بأذني. 


لم تلقي بالاً لحديثه ولا لنظرات "صفاء" المشفقة لا تعلم علام! تجاهلت كل هذا وهي تبتسم لها بينما تقول بلطف:


- شكلك حلو يا مدام صفاء, مش مدام بردو؟


ذُهلت "صفاء" من حديثها وبقت تنظر لها دون رد وكأنها ترى كائن فضائي أمامها! تحركت "فيروز" من أمامها سابقة إياها بالخروج من الغرفة لتلحق بها فورًا بعدما انتبهت لتحركها, خرجت من الغرفة لتُذهل من المساحة الواسعة والتي من المفترض انها صالة المنزل, لكنها اشبه بفناء ميدان عام! بعد وقوفها لثواني متجمدة من رقي ووسع الفيلا ضرب في رأسها جملة "مازن" التي تحذرها من الانبهار أو إظهاره, فتنحنحت وهي تنظر ل"صفاء" المجاورة لها وقالت بمرح:


- اسبقيني انتِ بقى اصل معرفش مكان الأوضة. 


سبقتها "صفاء" التي شكت بقواها العقلية, فأي فتاة تقبل أن تقع في براثن العقرب وتدلف لحجره بكل هذه الرحابة واللامبالاة! 

اتبعت خطاها لتجدهما قد بدأ بالنزول والصعود بمنحنيات وانفاق غريبة, وبالأخير وصلت لمكان غريب يشبه السرداب الذي انتهى ببوابة ضخمة دقت "صفاء" عليها لتُفتح ويظهر من خلفها رجل يشبه الذي بالأعلى, لتستدير "صفاء" عائدة أدراجها بعدما رمتها بنظرة أخيرة التقطت فيها فيروز شفقتها الواضحة, لتبتلع ريقها بخوف حقيقي وهي تنادي بخفوت:


- صفاء! انتِ رايحة فين هو قالك اوضة الضيوف!


ودون كلمة من الرجل كان يخطو ناحيتها خطوة واحده وجذبها لتدخل من البوابة الضخمة تحت محاولاتها للتملص منه, دلفت لتجد المكان عبارة عن عدة غرف متفرقة وبالساحة المتوسطة لهم تقبع كراسي وشاشة تلفاز واشياء أخرى للحراس والذي أدركت الآن ان عددهم أربعة بعدما رأت الثلاثة الآخرين الجالسين فوق الكراسي, قام أحدهم ليفتح باب أحد الغرف ودفعها الذي خلفها ناحية الغرفة حتى دلفت وأغلق الباب وسمعت بعدها صوت المفتاح يُدار..


الغرفة ليست مليئة بالحشرات ولا مظلمة كتلك التي تسمع عنهم في الأفلام والتي تمثل غرف تعذيب من نوع خاص, لكنها اسوء بالحقيقة.. فرغم المصباح المضيء ونظافتها, إلا أنها تقريبًا لا تتعدى مساحتها متر في مترين, وما بها من معالم حياة مجرد مرتبة ملقاه أرضًا, وزجاجة مياه فقط لا غير.. 


جلست فوق المرتبة مهمومة الحال وهي تدرك خطته الدنيئة لإرغامها على القبول بطلبه, زفرت أنفاسها بضيق وهي تنظر لجوانب الغرفة بسخرية:


- دي تُربة! وانا اللي كنت بتبتر على الأوضتين بتوعي انا وامي!   


أسندت رأسها على كف يدها وهي تقول بتفكير:


- يا ترى مازن عرف اني اتخطفت؟


انتفضت بفزع على صوت صراخ صدح فجأة لا تعلم مصدره, عاد الصوت يتكرر لتتلفت حولها كالمجنونة وتحركت خطوة لتصبح ملتصقة بالباب فوضعت رأسها عليه تسترق السمع ليعود الصوت وحينها ادركت انه يأتي من الخارج, وعاد يتكرر للمرة الرابعة وصوت رجل يصرخ قائلاً بجملة القت الرعب في قلبها:


- ارحموني ابوس ايديكوا. 


شهقت بخوف وهي ترتد تلقائيًا للوراء وادمعت عيناها وهي تهزي برعب:


- هم بيعملوا فيه ايه! 

❈-❈-❈


عادت "ًصفاء" للمطبخ فوجدت الفتيات تتهامس وتعلم جيدًا فيما يتهامسون فصدح صوتها عاليًا بتعنيف:


- انتوا جايين تشتغلوا ولا تتكلموا. 


انتفضن على صوتها لتتابع كل واحدة منهن عملها ونطقت احداهن تسأل بفضول:


- ميس صفاء هي مين البنت اللي عند الباشا في المكتب دي؟ 


وشاركتها أخرى في الحديث تقول ما رأته:


- ده انا شوفت الحرس وهم داخلين وواحد منهم شايلها كان باين مغمى عليها. 


تابعت "صفاء" ثرثرتهم بضيق  كبتته بصعوبة لتوجهها حديثها لتلك الصامتة ولم تشارك في حديثهم لتسألها ساخرة:



- وانتِ يا ست مستكة معندكيش حاجه تقوليها؟ 


خرجت "مِستكة" عن صمتها وهي تقول باختناق:


- هقول ايه, اهو كل يوم حد شكل ييجي هنا وياخدوه منعرفش على فين ومنشفوش بعدها.


طالعتها "صفاء" بتفحص قبل أن تسألها بأعين ضيقة شكًا:


- انتِ مش مرتاحة معانا في الشغل يا مِستكة؟ 


احتارت في الجواب, فهي تعمل هنا في مكان انظف وارقى من منازل منطقتها بأكملها وبثياب نظيفة وطعام لم تحلم يومًا بأن تشم رائحته لا أن تتناوله, والعمل في مجمله ليس بهِ عناء, بل بالعكس عمل مرفه بالنسبة لعملها في بيع الفُل, ولكن تشعر بالخطر من هذا المكان, والخوف من الذي يحدث بهِ, فركت كفيها بقلق واضح وهي تجيب:


- والله يا ميس صفاء الشغل معاكي ومع البنات مريح جدا ومكنتش احلم بيه في يوم, بس... بس ساعات كده بخاف من الباشا. 


قالت لها "صفاء" بثقة:


- طول ما نتِ شايفة شغلك وماشية صح الباشا مش هيبصلك اصلاً. 

امتعضت ملامحها وهي تقول بشعور بالذنب:


- ايوه بس يعني الناس اللي بيختفوا ولا بنسمع صريخهم دول مش هنشيل ذنبهم واحنا عارفين انهم... 


قاطعتها "صفاء" بحدة وهي تكمل حديثها نيابة عنها:


- انهم غلطوا في حق الباشا وبيتعاقبوا, وملناش دعوة... انا لسه قيلالك ايه! 


تنهدت بعجز وهي تعاود مباشرة عملها وشعورها بالاختناق في هذا المكان وأن الخوف يحوم حولها لا يفارقها, تشعر باحتمالية وقوعها في الخطأ في أي لحظة وحينها سيكون مصيرها كمن تراهم يوميًا لثواني قبل أن يختفوا بواسطة حرس

الباشا ولا يظهر لهم طيفًا مرة أخرى. 

 ❈-❈-❈

بمنزل مازن عمران...


تابعته وهو يتحرك ذهابًا وإيابًا بلا هوادة, منذ عاد من الخارج وهو على هذا الوضع, ولا تعرف ما بهِ, كان يعبث بهاتفه ويبدو القلق والتوتر جليًا على وجهه فسألته باستغراب:


- في ايه يا مازن مالك؟ 


أجابها دون النظر لها بانشغال:


- مفيش. 


استنكرت اجابته فسألته باصرار:


- مفيش ازاي وانتَ من وقت ما رجعت من بره وعمال رايح جاي وباين انك قلقان! 


زفر بقوة وهو يغلق شاشة هاتفه ونظر لها ليخبرها في حزم:


- قولتلك مفيش يا نورهان, حاجات تخص الشغل. 


تفهمت حالته فنهضت تضع كفها فوق كتفه بمؤزرة وقالت:


- اهدى يا حبيبي وكل حاجه هتتحل بس بلاش تضغط على نفسك, وانا هروح اعملك فنجان قهوة يعدل مزاجك. 


تحركت للمطبخ لصنع قهوته, وفور مغادرتها رن هاتفه بالرقم الذي طال انتظاره, فتحرك فورًا لشرفة المنزل وهو يفتح الخط:


- باشا, تحت امر سعادتك.


أتاه الصوت الآخر يقول:


- خير يا مازن رنيت عليا كذا مرة بس كنت في اجتماع مهم. 


أخبره "مازن" باختفاء "فيروز" ليعقب الآخر:


- تمام يا مازن ما ده اللي احنا كنا عاوزينه, هي اكيد دلوقتي دخلت جحر العقرب. 


وضح "مازن" قلقه يقول:


- بس يا سيدة اللواء اللي عمله كان مفاجأة, انا متخيلتش ابدًا يخطفها, وكده انا فقدت أي وسيلة اتصال معاها, هتواصل معاها ازاي وهعرف ازاي التطورات اللي بتحصل عندها. 


- كان لازم يا مازن تعمل كل احتياطاتك. 


ضرب سور الشرفة بقبضته غاضبًا وهو يعترف للمرة التي لا يعلم عددها بأن "شاهين" يسبقه بخطوة, ورغم كل الاحتياطات التي اتخذها في وضع خطته لكنه لم يتوقع خطوته تلك فلم يضعها في الحسبان:


- للأسف يا باشا متوقعتش اللي عمله, كنت مفهمها ان هيكون معاها جهاز ارسال صغير هتتواصل معايا بيه, لكن طبعًا ملحقتش تاخده معاها ولقيته في الشقة. 


وبخه اللواء وهو يسخر منه:


- متوقعتش! ليه هو انتَ فاكر انه كان هيستأذنها قبل ما ياخدها عنده! ولا يستأذنك انتَ؟ اسمع يا مازن, انا من الأول ضد الخطة دي وشايفها مجرد تضييع وقت, لكن انتَ اللي أصريت واتعهدت ليا ان الخطة دي هتنجح وهنقدر نطلع بالأدلة اللي عاوزينها ضده, فمتجيش دلوقتي وتقولي الحقني يا سيادة اللواء, زي ما حطيت الخطة لازم يكون عندك حلول لعقباتها.


جز على أسنانه وغضبه يتصاعد حتى أضرم النيران في كل خلاياه:


- تمام... تمام يا باشا انا هتصرف, بعد اذن سعادتك. 


اغلق الهاتف ودلف لداخل المنزل لتقابله "نورهان" بفنجان القهوة وهي تقول:


- عملتلك فنجان قهوة على نار هادية. 


- مش عاوز يا نورهان. 


قالها باقتضاب واضح وهو يدلف لغرفته لتنظر لأثره بضيق وهي تتمتم حانقة رافضة لعمله الذي يضغط على أعصابه بهذا الشكل:


- شغلك ده هيجيب أجلك يا مازن. 

❈-❈-❈


في شركة العقرب... 


كان يجلس فوق كرسيه الوثير يتابع اعماله ويتحدث عبر الهاتف باللغة الفرنسية مع أحد عملائه المميزين, دقات خافتة فوق الباب تبعها دلوف شاب في أوائل الثلاثينات من عمره يرتدي بدله رمادية أنيقة, وجسده يقارب جسد "شاهين" وإن كان الأخير يتفوق عليهِ في بضعة سنتيمترات قليلة, أشار له "شاهين" بذراعه ليجلس فجلس أمام المكتب منتظرًا ان ينهي الأخير مكالمته. 


قال "شاهين" بنبرة قاطعة:


- سيد ماركوس أنتَ تعلم جيدًا انني لا أذهب لأحد لأبرم صفقات, إن كنت بحاجة لصفقة كبيرة مثل هذه التي تحدثني عنها, فانا بانتظارك في مقر شركتي. 


- سيد ماركوس أنا البائع ولستُ الشاري, ولم أسمع من قبل أن البائع هو من يذهب للشاري, وحتى إن سمعت فالعقرب له قواعده الخاصة التي لا يتنازل عنها لأجل من كان. 


- اعلم انك عميل مميز, ولا أنكر هذا, لكن القواعد تسري على الجميع. 


وأخيرًا انهى مكالمته وهو يقول بكياسة:


- حسنًا وانا بانتظارك. 


اغلق المكالمة ليقول الذي أمامه بثقة:


- من غير ما اسألك عملت ايه معاه اكيد كلامك اللي مشي وهييجي.


استند على ظهر كرسيه يقول بغرور لاق بهِ في هذه اللحظة:


- عيب عليك.


سأله الآخر بفضول:


- قولي بقى, ايه الحوار اللي قولتلي على الموبايل انه يخص مازن عمران.


سرد له ما فعله, تحت صدمة الأخير الذي قال باعتراض واضح بعدما انتهى "شاهين" مما قاله:


- لا يا شاهين, مينفعش تدخل الحريم في مشاكلكوا. 


وكما توقع نظرة ساخرة وبسمة مقتضبة تبعها قوله المستنكر:


- ده بجد! تصدق ياخي ده انا وحش اوي. 


اغمض عينيه بنفاذ صبر وهو يقول مصرًا على اعتراضه:


- شاهين مش لازم تكون زيه, انتَ لسه قايل لماركوس انتَ عندك قواعد ومبادئ مبتتخطهاش. 


نظر له ببرود تام وهو يقول بابتسامة سِمجة تخفي خلفها الكثير:


- وانا مقولتش ان ده من ضمن مبادئي, فبالتالي مبتخطهاش. 


حاول اثنائه عن موقفه ليقول بحذر قدر المستطاع لأنه يعلم جيدًا كم يثير الموضوع الذي على وشك الحديث فيه غضبه:


- يا شاهين اسمعني, مازن زمان كان.... 


وكما توقع تمامًا خرج شيطان غضبه وهو يضرب المكتب بكفه فاهتز ما فوقه, وعيناه تطق شرارًا بينما هدر بهِ:


- معاذ يا بن مصطفى المصري.. على مكتبك. 


وما إن ذكر اسم والده فمعناها ان الحديث معه الآن كالقفز في فوهة بركان نشط, لذا نهض منسحبًا في صمت كي يتجنب ثورته. 


وما إن خرج "معاذ" حتى رن هاتفه ليجد رئيس حرس المنزل يبدو أن هناك حدث جلل و بفطنته الحديث يخص تلك الفتاة التي دلفت لوكره اليوم فقط ومنذ ساعات قليلة.. 

❈-❈-❈

 وبفيلا شاهين المنشاوي.. 

تسللت "مِستكة" على أطراف أصابعها وهي تتلفت خلفها بخوف من أن يراها أحد, فضولها وشعورها بالذنب قاداها بعد جلد للذات لساعات لأن تسلك طريق الخطر, علّها تستطيع نجدة أحد, ورغم خوفها وارتجافها, لكن ضميرها يحركها بأن تجد هؤلاء المساكين وتعلم مكانهم وبعدها تُبلغ الشرطة لتأتي وتنقذهم  وتسجن ذلك المتجبر "شاهين" ولن يعلم أحد أنها من فعلت, هكذا حدثت نفسها لتقبل على التنفيذ.. 


رأت باب غريب يبدو أنه يؤدي لمكان لم تسلكه من قبل, فاتجهت صوبه لتفتحه وتكتشف ما خلفه...   

 ❈-❈-❈


وبالأسفل... 

تحديدًا حيث تمكث "فيروز" شعرت بأن الغرفة تضيق عليها فجأة وكأنها فجأة باتت في قبر حقًا, تشعر أن الحوائط تقترب وتطبق على أنفاسها, لتمسك رقبتها باختناق وعيناها تذرف انهار من الدموع وصوت صراخها يعلو وكأن الحوائط تقترب حقًا... 

يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ناهد خالد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة