-->

رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 35 - 2 - الأربعاء 8/1/2025

  

قراءة رواية جبل النار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية جبل النار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الخامس والثلاثون

2

تم النشر الأربعاء

8/1/2025 



_داغر انت عارف كويس أوي إن كل اللي حصل غصب عنها لو عايزها برة حياتك سيبلها ابنها.

انفعل داغر وتحدث بحزم

_ابني مش هيخرج برة باب البيت ده.

عقد سليم حاجبيه متسائلاً بحدة

_يعني ايه؟ هتاخده بالغصب؟

رد داغر باحتدام وقد بدأ الحديث يشتد بينهم

_أيوة بالغصب واللي عندك اعمله.

لم تجد اسيل حل كي تنهي ما يحدث سوى أن تتظاهر بالاغماء

ولم تعرف أن فعلته تلك كادت ان تزهق بروحه عندما وجدها تسقط على الأرض أمامه.

_أسيل.

أسرعوا إليها قام داغر بحملها ليضعها على الأريكة وامسك يدها بسألها بلهفة

_حبيبتي انتِ كويسة؟

فتحت عينيها تتظاهر بالوهن وتمتمت بخفوت 

_ابني يا داغر اوعي تبعدني عنه.

فهم سليم لعبتها لذا تراجع وتركها تتابع دهاءها وخاصة عندما رد داغر بوجل

_محدش يقدر يحرمك منه طول ما انا عايش.

مسح بيده على وجنتها وقال بلوعة

_ابننا هيعيش وسطينا مش هخليه يعيش الحياة اللي عانينا منها.

اومأت بعينيها بامتنان وانسحب سليم وتركهم يصفوا فيما بينهم.

تطلعت أسيل إليه برجاء

_عايزة اشوفه.

اومأ لها وقال

_تقدري تمشي ولا أشيلك.

وافقت ان يحملها كي لا يشك بشيء 

فصعد بها الدرج وهو يحملها وقد استطاعت بدهائها إخضاعه لها وان ينسى كل شيء كما نست هي.


❈-❈-❈


دلف داغر الغرفة فيجدها مستلقية على الفراش تحتض صغيره وكلاهما ينامان في سكون 

ابتسم وهو يتقدم منهم ليجلس على الفراش بجوارهم 

لا يصدق بأنه أصبح أب وزوج لحبيبته التي حلم بها لأعوام 

استلقى بدوره بجوارهم ولم يهتم بالطعام الذي طلبه ووضعه على السفرة بالأسفل

وضع رأسه على الوسادة وأغمض عينه على تلك الصورة التي اجمل ما رأتها عيناه.


❈-❈-❈


توقفت سيارة حازم أمام باب منزل داغر بالإسكندرية بعد أن أغلق هاتفه ووضعه على المقعد بجواره يتطلع إلى الباب بترقب.

لا يصدق بدوره ما حدث حتى الآن 

ترجل من السيارة ووقف مستندًا يفكر 

هل انتهت معانات أسيل أخيراً أم أن القدر مازال يتلاعب بها.

فتح الحارس الباب الحديدي فيظهر أمامه داغر وهو يحمل طفله الذي مازال مستغرباً إياه.

لكن عندما رآى حازم هلل بسعادة مما جعل داغر يغتاظ منه

_بابا.

ازداد حنقه وهو يقول لطفله بتوعد

_ماشي يا ابن القبطان لما أرجعلك بس.

ضحك حازم وهو يحمل إياد 

_مع الوقت هينسى حازم واللي جابته كمان.

ابتسم داغر بود لكن بداخله مازال شعور الغيرة يكتنفه منه لكنه يحمل امتنان كبير له لولاه لتدمرت حبيبته بالفعل، كما أنه حافظ عليها طوال تلك الأعوام ولم يشعر أبنه باليتم.

أخذه حازم ووضعه في مكانه ثم استدار ليستقل مقعده فيتوقف مكانه عندما وجد داغر يقول بامتنان شديد 

_متشكر أوي.

تطلع إليه حازم وقد فهم مقصده فرد بصدق

_انا معملتش حاجة تستحق الشكر أسيل أختي ولولا إني عرفت الحقيقة مكنتش هقبل برجوعها ليك.

استقل المقعد وانطلق بالسيارة تحت نظرات داغر الذي شعر بروحه تفارقه بمفارقة طفله

لكن سيتحمل لأجل ان يعوض حبيبته ويعود نفسه عن ذلك العذاب والقهر الذي عاشاه كلاهما.

عاد للداخل ودلف غرفته فيجد أسيل مازالت نائمة

لقد استيقظ عندما شعر بأنين طفله وهو يستيقظ بدوره فقام بحمله قبل أن يوقظها وخرج به من الغرفة

أجرى عدت اتصالات وهو يطعم طفله والذي شعر بالرهبة منه في البداية لكن داغر أغدقه بدفئ وحنان جعله يهدئ قليلًا 

أخذه وصعد به إلى غرفة بجوارهم طلب من عمه قبل ان يعرف بوجود ابنه أن يتركها فارغة لأجل يوم كهذا

بدأ يحدث طفله بسعادة بأنه سيغيبا عنه فترة صغيرة وسيعود ليجد تلك الغرفة مخصصة له وحده بكل متطلباتها

وأخذ يخبره أيضاً بمكان مخصص له في الحديقة واعداً إياه ان يعوضه عن غيابه

أخرج هاتفه ليختارا معاً غرفة له يسأله عن رأيه لكن إياد لا يستوعب شيء فقط ينظر للرسومات الكرتونية ويشير عليها.

رن هاتفه برقم حازم فعلم بوصوله وقام بتركه معه..

اتكأ على الوسادة بمرفقه تطلع إليها بكل الحب الذي يحمله بداخله لها وقد أقسم في تلك اللحظة أن يعوضها  حتى تمل من ذلك

كان بوده أن يقوم بزفاف كبير يليق بحبه لها لكن وجود طفله جعله يتراجع كي لا يكتشف بأنه حضر زفاف والديه وذلك كفيل ليجعله يشعر بأنه جاء نتيجة غلطة وقاموا بتصليحها

وحينها سيضطر مجبرًا أن يخبره بكل شيء

رفع أنامله ليضعها على وجنتها يملس عليها بحنو حتى شعرت به

فتحت عينيها بتثاقل وكأنها لم تكتفي من النوم بعد لكن بعد أن وقع نظرها عليه ووجدته ينظر إليها بتلك النظرات العاشقة 

ابتسمت عينيها قبل ثغرها 

وقد رأت ان تلك الغيوم قد انقشعت ولن تخفي سماءهم مرة أخرى.

سألها داغر بمشاكسة

_كل ده نوم، احنا بقينا بالليل.

ردت أسيل برقة

_حاسة إني بقالي سنين منمتش ولسة مشبعتش نوم.

أمسك يدها ليقبلها بحب وتمتم بوله 

_ومش هسيبك تنامي تاني لمدة شهر.

قطبت جبينها بحيرة مصطنعة تسأله

_اشمعنى شهر؟

رفع حاجبيه بمكر 

_لو عايزة أكتر معنديش مانع وكله وقدرة تحملك.

ضيقت عينيها بشك 

_هتعمل ايه؟

ساعدها على النهوض وهو يقول بلا حياء

_هحجزك حصري لنفسي بس على جزيرة هنسيكي فيها اسمك.

لم تسمح لتلك التخيلات المخيفة ان تعكر صفو تلك اللحظة وقد نظرت الدنيا إليها أخيراً نظرة رضا فأومأت له برقة أذابته

_وانا معنديش مانع.

تذكرت أمر إياد فسألته بحيرة 

_إياد فين؟

تقدم منها اكثر وأحاط خصرها بتملك وقال

_طلبت من حازم انه يفضل معاه الفترة دي لحد ما نرجع.

سك على أسنانه متوعدًا 

_ابن….لسة بيقوله بابا لما ارجعله بس وحياة أمه لأنسيه حازم واليوم اللي شافه فيه.

تطلعت إليه أسيل بلوعة ومازالت لا تصدق أن حبيبها عاد من جديد يقتحم حياتها بقوة كما اقتحمها من قبل.

لو كان ما حدث يعد ضربية لحبهم فهي مرحبة بذلك دون اعتراض.

اخرجهم من فقاعتهم الوردية صوت هاتفه

تركها وأجاب هاتفه الموضوع على المنضدة 

_خلصت ولا لسة

_…….

_تمام سيب كل حاجة وامشي انت والعمال.

لم تفهم أسيل شيء

وانتظرت حتى أغلق الهاتف وعاد إليها سألته بحيرة

_في ايه؟

ابتسم بحب وجذبها من يدها ليقول 

_تعالي معايا وانت تعرفي.

تركته يأخذها إلى حيث يريد فوجدت اليخت يضيء في ذلك الليل المعتم على حافة الشاطئ 

شهقت أسيل عندما وجدته يميل عليها يحملها ويسير بها على الممر حتى صعد بها لليخت

وعندما خطى داخله قال بأمر محبب

_غمضي عينيكِ.

غاصت في عينيه التي تسحرها وتمتمت بخفوت 

_خايفة لو غمضتها يطلع كل ده حلم.

طمئنها بابتسامته وقال بمشاغبة

_لا متخافيش، غمضي بقا لأنك تقلتي أوي وضهري وجعني.

ضربته بخفة على كتفه جعلته يضحك بسعادة ثم اغمضت عينيها فوجدته ينزلها على قدميها وقال 

_فتحي عينيكِ.

فتحت أسيل عينيها فتتفاجئ بصورهم في كل جدران اليخت

مما جعل عينيها تهتز بسعادة لم تختبرها من قبل

ولما لا وهو يضع صورهم أمامها وهم على الشاطئ وصور أخرى لهم على الجزيرة

وصورة لها وحدها وهي نائمة على الأريكة 

ترقرقت عينيها بالدموع عندما تذكرت تلك اللحظات وكيف أنه ظل محتفظ بها طوال أعوام

كانت الأرضية مفروشة بالورود التي تهب عليها الرياح تتقاذفهم برقتها 

أدارها إليه عندما لاحظ الدموع المتعلقة بأهدابها فقام بمحوها بأنامله متمتمًا بعتاب 

_ليه الدموع دلوقت؟

تطلعت إليه بعشق جارف وتمتمت برهبة 

_خايفة..

عقد حاجبيه متسائلاً بمكر

_اوعى تقولي خايفة ليكون حلم، أصل وقتها هضطر اعمل حاجات تانية غير اللي مخطط عليها عشان أخليكي تصدقي. 

رمقته بعشق جارف وتمتمت بوله

_وانا مش هقولك لأ بعد النهاردة.

حك رأسه بيده وهو يقول بحيرة

_انتِ كدة هتخليني آجل كل المخطاطات دي لبعد سنة على الأقل.

ضحكت اسيل وقالت 

_لا وعلى إيه وريني باقي مخططاتك.

مال عليها ليهمس بجوار أذنها

_هتلاقي اتنين تحت في اوضتنا اللي يعجبك البسية بس واحد منهم مينفعش تطلعي به هنا انا اللي هنزلك لو اختارتيه دلوقت.

فهمت أسيل ما يرمي إليه مما جعلها تخفض عينيها بحياء وتتركه لتنزل للأسفل.

لم يسلم الدرج من لمساته التي زينها بأشرطة حريرية بيضاء تسلب الأنفاس وهي لا تعرف كيف فعل كل ذلك في تلك الفترة الوجيزة 

دلفت الغرفة وقد اتسعت عينيها بذهول مما تراه

فقد وجدت صورهم معاً وهم في المياه عندما انزلها بالغصب لكن الصورة لم تكن ذات جودة فعلمت أنها تم أخذها من كاميرة اليخت.

غير الوسائد التي كتب اسماءهم على كل وسادة منهم

وعلى الفراش الوثير كلمتين خصهما بها وحدها 

(وردتي الشائكة)

اغمضت عينيها وهي تضع يدها على قلبها تهدئ من نبضاته

تطلعت إلى الثوب الأبيض والذي يشبه ثوب زفاف لكنه هادئ وجميل.

زمت فمها بحنق عندما وجدت الأخير موضوع بجواره فغمغمت بغيظ

_قليل الأدب.

أخذت الثوب الأبيض ودلفت المرحاض.


خرجت بعد مدة وهي تتهادى بمشيتها فتجده واقفاً أمام الطاولة التي وضع عليها العشاء وقد أشعل الشموع التي تراقص ضوءها بفعل النسمات الهادئة التي هبت عليهم.

لأول مرة تراه يرتدي بدلة ورابطة عنق لكن للحقيقة لاقت به كثيرًا 

لم يتحرك من مكانه وهو يراها تخطو تجاهه بخطوات شعر بها تدعس على قلبه بلا شفقة ولا رحمة وقد عاندته النسمات وهي تتلاعب بخصلاتها وكأنها تعلم جيدًا مدى ضعفه أمام ذلك.

ازدادت وتيرة أنفاسه عندما وجدها تزين عنقها بذلك العقد اللؤلؤي كما حال الأقراط التي وضعت بأذنها ما كان عليه أن يهديها إليها الآن فيكفي ذلك الثوب الذي أرهقه وخطف انفاسه

اسبل جفنيه لبرهة عندما لفحته رائحتها الوردية والتي اسكرته بحب لم يشعر بمثله من قبل

هالك قلبه لا محالة فسوف تصيبه يوماً بذبحة صدرية إن استمرت على ذلك

رفع جفنيه فوجد تلك الحورية أمامه تتطلع إليه بعشق وخجل أرهقه

مد يده إليها طالباً يدها ولم تبخل عليه بها ووضعتها بيده 

جذبها إليه ليقربها منه يتطلع إلى ملامحها بعشق ووله وتمتمت بصوت مبحوح

_قولتلك قبل كدة إني بحبك؟

تهربت بعينيه خجلاً وأومأت له

فسألها بمكر

_يعني بلاش اقولها؟

هزت كتفيها بدلال

_لأ قولها.

ظهر الخبث بعينيه وهو ينظر لثغرها الذي شعر برغبة شديدة بتذوق شهده لكنه أجل كل شيء لوقته وقال بخبث

_انا بقول نأجلها أحسن لإني لو قولتلها دلوقت أوعدك إننا هنموت من الجوع.

ضحكت أسيل وهمت بالجلوس على مقعدها لكنه منعها

_رايحة فين؟

اندهشت من قوله 

_هقعد.

ازداد المكر بعينيه وهو يقول بلهجة ماكرة

_مينفعش أصل الكرسي ده مكسور وممكن يوقعك.

سحب مقعده ليجلس عليه ثم جذبها لتجلس على ساقه.

_داغر انت بتعمل ايه؟

رفع حاجبيه مدعي البراءة

_عايزاني اقعدك على الكرسي المكسور؟ وبعدين يا عمري انا لازم أكلك بايدي لأن مفيش أكل تاني إلا على الجزيرة لما نوصل.

رفعت حاجبيها تتصنع الدهشة 

_وهنوصل امتى بقا.

غمز بعينيه بشقاوة

_احنا مش هنام على فكرة، الفجر كدة نتحرك باليخت.

قبل يدها بحب 

_بقولك كفاية كلام وخليني أكلك بايدي.

ظل داغر يمطرها بكلمات الغزل وهو يطعمها بيده وهي تفعل ذلك لكن بحياء شديد كان يتطلع إليها بعشق ووله يراقب حركاتها نظراتها حتى انفاسها.

وبعد انتهاءهم

امسك هاتفه وقام بفتحه على اغنية 

سهرنا يا ليل

ثم نهض بها كي يراقصها على ألحانها وهي تتحرك بخفه بين يديه وسعادة غامرة أحاطت كلاهما 

كانت كالفراشة بين يديه يبعدها دون أن يترك يدها ثم تلتف لتعود لحضنه برشاقة ولوعة

حتى بالأخير شعر بأنه لم يعد يستطيع التحكم في مشاعره أكثر من ذلك 

لذا قام بحملها وترجل بها للأسفل وقد أخفت وجهها في عنقه ويا ليتها لم تفعل.

إذ ألهبت حواسه التي فقد السيطرة عليها وهو يقبلها على ألحان عشقه والذي ام يختبره سوى معها وحدها..


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة