رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 37 - 1 - الإثنين 13/1/2025
قراءة رواية جبل النار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية جبل النار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل السابع والثلاثون
1
تم النشر الإثنين
13/1/2025
أوقف داغر اليخت في مكان بعيد عن الجزيرة كما طلبت منه عندما ارادا ان يسبحان في المياه
ابتسم عندما تذكر وهي تخبره بأن من الممكن أن يراهم أحدًا
لم تقتنع عندما اخبرها بأن لا أحد غيرهم لذا وافقها وأخذها باليخت بعيدًا كي تكون مطمئنة
مازالت ثقتها في كل من حولها مفقودة
لكنه سيعمل بكل الطرق على إعادتها
سيصبر عليها وسيعمل على أن تنتهي تلك الرجفة كلما تقرب منها.
لا يريد شيء من هذه الدنيا سوى تلك الحورية التي اقتحمت حياته وتذوق من عشقها شهد الحياة
وردته الشائكة التي بنظرة واحدة تنسيه كل تلك الآلام التي عاشها بعيدًا عنها.
ظل واقفاً ينظر في ساعته بين الحين والآخر يستعجلها، لكن إن كانت ستخرج له كما تخيلها فلن يمل من الانتظار
تذكر تلك القبلة الناعمة التي وضعتها على وجنته الملتحية قليلًا وتمتمت بدهاء
_ثواني يا حبيبي هغير هدومي وأرجعلك.
ازدرد لعابه بصعوبة من مغزى حديثها وظل يتخيل ما سوف ترتديه له، وما لونه.
فقد وعدته ان تعوضه أيضًا عن سنين العذاب الذي قساها كلاهما
وأخبرها كيف تعوضه عن ذلك .
زفر بصبر نافذ عندما تأخرت أكثر وشعر بأنه لم يعد يطيق صبراً، فهمّ بالنزول لها لكنه تسمر مكانه وهو يتطلع لها تصعد إليه الدرج بعدم استيعاب لما ترتديه وخاصة عندما قالت ببهجة
_ايه رأيك يا حبيبي؟
تطلع بذهول إلى ذلك البنطال والكنزة الصوفية التي ترتديها كما حال القلنسوة والتي بدورها اخفت عنه خصلاتها العاشق لها فسألها بعدم فهم
_رأيي في ايه يا حبيبتي مش فاهم.
التفت حول نفسها كي تجعله يتذكر ذلك الثوب
الطقم ده، ده كان اول هدية تجبهالي لقيته في الدولاب تحت وانا بقلب فيه.
هز رأسه وقد أوشك صبره على النفاذ
_يعني بقالك ساعة بتلبسي وانا عمال اقول محتارة في لون البيكيني او الاستيل مش عاجبها بتشوف غيره وحاجات كتير اوي والآخر الاقي عم شرابي اللي طالع عليا.
اومأ لها بمكر ودهاء وهو يخطو تجاهها متوعدًا لاحظته سريعًا
وقبل ان تنفد بجلدها أمسك بها وحملها مسرعًا بين يديه وهو يقول بتوعد مرح.
_انتِ اللي جيبتيه لنفسك، اتحملي بقا.
صرخت أسيل حينما سقط بها في المياه فتنتهي صرختها داخلها وهي تتشبث بعنقه بقوة عندما أفلتها بمكر كي تتشبث به أكثر ثم سحبها على صدره وهو يغوص بها مستمتعاً بقربها الذي علم بأنه سيكون يومًا سبب هلاكه
لم يستطيع مواصلة خبثه المحبب وصعد بها على سطح المياه لحاجتها للتنفس
فشهقت بقوة ونظرت إليه بغيظ لكن قبل أن تتفوه بكلمة سحبها مرة أخرى للعمق لكن تلك المرة أحاط خصرها ليقربها منه كي يأسر شفتيها بقبلة أطاحت بعقل كلاهما فتستسلم له وتترك له زمام الأمور ليفعل ما يشاء
لم يكن يصعد بها الالحاجة كلاهما للهواء ثم يعود بها مسرعًا ليعلمها الغوص في عمق عشقه
صعد بها للسطح فتنزع نفسها من بين يديه وهي تلتقط انفاسها وتقول بغيظ
_انت مجنون.
ضحك داغر وتمتم بغزل
_وانتِ قمر.
ازداد غيظها منه وحاولت نزع نفسها بعيدًا عنه
_أوعى بقى سيبني مش لاعبة.
رفع حاجبيه بمكر
_عايزاني أسيبك؟
ضربت كتفه بخفه وهي تقول بتعند
_اه سيبني اوعى بقا.
بكل هدوء قام داغر بأبعاد ذراعيه عن خصرها فشهقت بقوة عندما وجدت جسدها يتهاوى للأسفل فهي لم تتمكن بعد من السباحة
التقفها داغر ليواصل الغوص بها ليصعد فقط لتلتقط انفاسها وقبل أن تعترض يغوص بها مرة أخرى.
ظل يغوص بها وهو محتضناً إياها بقوة خوفاً عليها فهي لم تفعل شيئاً مما علمها إياه فقط تتشبث به بخوف.
صعد بها السطح كي لا يضغط عليها فهي لم تعتاد الغوص بعد
شهقت أسيل وتطلعت إليه بشر لكن قبل ان تتفوه بكلمة قال بتحذير مرح
_ها هتغلطتي تاني؟ انتِ بقيتي تحت رحمتي هاخدك وانزل تاني ومش هطلعك إلا لما اشبع بطريقتي.
ضحكت أسيل رغمًا عنها وتشبثت بعنقه بقوة وهي تتمتم
_بحبك يا مجنون.
أخذ داغر يلتف بها وهو يصيح بسعادة
_بحبك بحبك بحبك.
علا صوت ضحكتها على صوته والسعادة ترفرف حولهم من كل جانب
صعدا على اليخت بعد فترة طويلة وهو يحملها وترجل بها الدرج وهو يقول بمكر
_هسيبك تغيري هدومك بسرعة بس لو لبستي اللبس ده تاني هفجأك باللي هعمله
ضحكت أسيل وهي تخفي وجهها في عنقه
ثم انزلها بالغرفة وأخذ ملابس له ودلف المرحاض بعد ان طبع قبلة متملكه على عنقها.
شرع داغر في تحضير الطعام وتركها هي تأخذ حمامها ثم تحصله للسطح.
خرجت أسيل وهي تتهادى بخطواتها تبحث عنه على سطح اليخت فلم تجده نادت عليه.
_داغر.
انتفضت عندما وجدته يهمس بجوار أذنها
_عيونه.
استدارت مسرعة فتجده يتطلع إليها بشغف فقالت بعتاب
_خضتني يا داغر.
_بعد الشر عليكى يا قلب داغر.
ابتعد عنها قليلًا لينظر إلى ما ترتديه وقد كان ثوب سماوي شرائط رفيعة أظهر جمالها وقال
_تعرفي إني اول مرة اشوفك بفستان!
ايدت قوله
_انا اول مرة فعلاً البس فستان باستثناء الفستان اللي لبسته امبارح.
رفعت اصبعها في وجهه وقالت بتحذير مرح
_بس اوعى تفتكر إني ممكن أخرج بفساتين.
قطب جبينه بامتعاض
_ومين قالك إني هسمحلك تخرجي بفساتين.
ظهرت على ملامحه الجديدة وهو يحيط خصرها يقربها منه وقال
_أسيل انا عايزك تلبسي حجاب.
رفع انامله لخصلاتها وتمتم بغيرة
_مش عايز حد يشوف الجمال ده غيري أنا، بس عايزك لما توافقي توافقي عن اقتناع مش عشان تراضيني.
تفاجئ بابتسامتها رغم أنه ظن ان تندهش او تعارض تحسباً بأن ذلك تحكماً بها لكنها جعلته يوقن أكثر بأن نظرته لها من البداية كانت صائبة وأنه حقاً أحسن الإخيار وخاصة عندما وجدها تقول بحبور
_ومين قالك إني مش هلبسه عن اقتناع، بالعكس ..
انا هلبسة ارضاء لربنا الأول وتكفير عن أخطاء احنا عملناها من غير ما نفكر إذا كان غلط ولا لأ.
لاح الحزن والندم على ملامحها وهي تتابع
_كان فيه تجاوزات كتير بينا وده اللي اتعاقبنا عليه بس خلاص اتعلمنا من اخطأنا.
اوما لها بتأييد
_عندك حق، وإن شاء الله في اقرب وقت نطلع كلنا ومعانا عمي نعمل عمرة.
اتسعت عينيها بسعادة وهي تسأله
_بجد يا حبيبي.
اومأ لها
_بجد يا قلب حبيبك.
احتضنته بحب وقالت ببهجة
_ربنا يخليك ليا يا عمري.
قربها اكثر لصدره
_ويخليكي ليا.
ابتعدت عنه أسيل وهي تستنشق تلك الرائحة وسألته
_هو اليخت بيولع ولا ايه؟ انا شمة ريحة حريق.
اغمض داغر عينيه بحنق
_الأكل اتحرق.
ضحكت أسيل وتخطته تجاه المطبخ
_خليك انت وانا هعمل غيره.
دلفا المطبخ معاً وشرعوا في إعداد طعامهم تمامًا كما كان يتمنى
جلس على المقعد يعد السلطة يراقبها بعينيه وهي تتحرك كالفراشة أمامه.
حاول الانشغال بما يفعله لكن تلك الحبيبة لا ترحمه بعفويتها لذا ترك كل شيء من يده وتقدم منها يقف خلفها ليغلق الموقد تحت دهشتها ثم شهقت عندما وجدت نفسها محمولة بين يديه وقبل أن تعترض قام بتقبيلها وهو يخرج بها من المطبخ.
❈-❈-❈
عاد سليم من الخارج بعد يوم شاق قضاه وهو يبحث عن والده في كل مكان لكن لا اثر له
وظل يتساءل كيف استطاعت أن تخفيه ومن ساعدها بذلك
حتى عندما سأل حرس المنزل اخبروه أنها طردتهم فور عودتها ولا يعرفوا شيئاً عن الأمر.
حتى الكاميرات الموضوعة خارج المنزل لم يجد بها شيء.
عاد برأسه للوراء وقد تعب حقاً من شدة التفكير.
_سليم.
انتبه على صوت وعد التي تقدمت منه
وقد تأثرت بحالته التي يعود بها كل يوم
جلست بجواره تسأله
_لسة برضه مقدرتش توصله؟
هز رأسه بنفي
_للأسف مخلتش مكان مدورتش فيه.
بقالي شهر بدور ومفيش فايدة.
قالت باقتراح
_طيب ما تبلغ الشرطة.
تنهد بتعب وقال بتسويف
_مش هينفع عشان الشوشرة بس بفكر أكلم المستشار خليل عم داغر هو اللي يشوف الموضوع ده.
_اه صح ليه مفكرناش في كدة من الأول، هو أكيد يعرف ناس ممكن يساعدوا في حاجة زي دي، طيب كلمه مستني ايه؟
هز رأسه بنفي
_مش هينفع انا اللي اكلمه، إم شاء الله داغر وأسيل راجعين خلال ايام هبقى اخليه هو اللي يكلمه.
_خلاص قوم غير هدومك وارتاح لحد ما اجهزلك الغدا.
امسك يدها يقبلها بحب وقال
_بلاش انتِ مش عايزك تتعبي نفسك وانتِ حامل.
ابتسمت بحب
_بحب اعملك كل حاجة بايدي مش هقبل انك تاكل من ايد غيري.
قبل يدها مرة أخرى وتمتمت بوله
_تسلميلي.
❈-❈-❈
في حديقة جانبية للمنزل الزجاجي أخذت أسيل تتجول بها عندما استيقظت في الصباح
لم تشاء ان توقظه لذا تركته نائماً وخرجت لتتجول قليلاً
لقد مر اسبوعين اذاقها فيهم فنون العشق الذي جعلها تحلق في السماء حتى وصلت للنجوم
لكن مازالت تلك الرهبة تنتابها كلما اقترب منها
هي تحاول قدر المستطاع ألا تظهر ذلك لكن الأمر خارج عن إرادتها