رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 62 - الإثنين 20/1/2025
رواية رومانسية جديدة راهبات الحب
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
راهبات الحب
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثاني والستون
تم النشر الإثنين
20/1/2025
أغفر لي أن شردت قليلاً عن الحقيقة
أغفر لي لم ألمس وراء غضبك
الكامن نار الغيرة
لم أنصت لنبض قلبك
أغفر لي
لم أقرأ لغة عينيك
أغفر لي
أن رأيت عابراً
رسالة من
مشاعرك الجريحة
تشكوني
تتوسل لي
بكل صبر
ان ارحم ما بك
من آلآم الصمت الدفينة
يالحماقتي
سنين طويلة
كيف لى ان لا أرى بالبصيرة
ما حاولت أن تقولة مرات عديدة
أغفر لي)
نظر سليم في هلع إلى ود التي سقطت أمامه، حملها في رفق وسرعة إلى الخارج، وضعها على إحدى الارائك، في حين اندفعت تولين الطبيبة جارتهم وزوجها ضياء إليه، قالت تولين وهي تشاهد وجه سليم المضطرب:
ـ سيب ود معايا، وحاولوا تسيطرو على الحريق، أنا هتصل بالمطافي٠
سليم قال وهو ينظر إلى ود في قلق:
ـ طفاية العربية اللي استخدمتها وفت بالغرض، الحمد لله٠
وضعت تولين أذنها على قلب ود في إهتمام شديد، تطمئن على النبض، وامسكت يدها في هدوء وحرص بالغ، ثم شرعت في تدليكها
هتف ضياء وهو يتجه إلى داخل المنزل:
ـ أنا هشوف بردوا لو في اي خلل جوا٠
نظر سليم إلى ود الفاقدة الوعي ثم قال:
ـ أنا هطلب الاسعاف أو هاخدها لأقرب مستشفى بنفسي٠
نظرت له تولين في عتاب وقالت:
ـ مافيش داعي يا سليم، أنا موجودة، وكل اللازم أنا هعمله٠
اعترض سليم:
ـ ايوا بس:::
أعقبت تولين في لهجة آمرة:
ـ في حقنة مهدئة،ود هتاخدها وبعدها هتفوق وتكون كويسة، اللي حصل ل ود دا صدمة من القلق والخوف والخطر عليك هي كانت بتصرخ لأنك جوا النار، أنا هاخدها معاي البيت، تاخد الحقنة وبعدها هتكون كويسة ريحة الدخان هنا متعبة ليها٠
أمسك ضياء يد سليم قائلاً وهو يشير إلى منظر سليم المرزي:
ـ أنت محتاج شاور ومحتاج كمان ترتاح من الصدمة دي، والحمد لله أن التلفيات جت في مطبخ، كله يتعوض٠
نظر سليم إلى ود في إهتمام وتابع وهو يعترض كلياً عن ترك ود لها:
ـ أنا هاخد ود للبيت الخشبي٠
وافقت تولين على إصرار سليم، تطوع ضياء بإحضار الحقن المهدي ل ود، ومع إصرار ضياء، أبدل سليم ملابسه، بعد حمام سريع بارد في منزل ضياء، ثم ذهب مباشرة إلى المنزل، حمل بعض البطاطين إلى حيث ترقد ود همست تولين وهي تمسح وجه ويد ود بقطنة مبللة:
ـ هي هتصحى بعد اربع ساعات تقريباً يا سليم، مافيش داعي للقلق،زي ما قلت لك هي كويسة، النبض منتظم والتنفس طبيعي ٠
جلس سليم إلى جوار ود، وقال في لهجة امتنان:
ـ متشكرة اوي يا دكتورة، أنا هفضل هنا لحد ما تفوق٠
غادرت تولين البيت الخشبي وهي تؤكد على حروفها:
ـ أنا هفضل صاحية أنا كمان لو احتجت اي حاجة٠
فوهة من نور كانت تتراقص أمام ود، وهي تمضي لها، تسمع في وضوح صوت سليم يتحدث لها، ولكن الضوء كان يجذبها في قوة له، توقفت أمام الوهج، شاهدت مسك تغزل على نول يدوي، همست ود:
ـ ماما ماما٠
ألقت مسك نظرة على ود، ابتسمت دون كلمات ثم عادت تنظر إلى النول اليدوي، صوت سليم كان قد اختفى من المكان، نظرت ود إلى النول اليدوي ثم تساءلت:
ـ سليم فين يا ماما؟
مسك لم تجب، كررت ود السؤال، أمسكت مسك يد ود، ثم سارت إلى الوهج المنير، دفعت ود داخله، سقطت ود في الضوء، ذبذبات قوية كانت تلف جسد ود، ورغم هذا السقوط كانت ود تشعر بالأمان،صوت ما كان يهمس إلى جوارها، أدركت أن هذا الصوت هو ما يجعل الأمر غير مخيف، حركت يدها وقدمها تحاول أن توقف
الذبذبات حتى تصل إلى مصدر الصوت، همست في توسل:
ـ ماما٠
ولكنها لم تستمع إلى صوت مسك أو تشاهدها، فقط كان الصوت إلى جوارها يأمرها أن تنهض، ومع اهتزاز جسدها مرات ومرات، استطاعت أن تسمع هذا المرة صوت مسك القوي، وهو ينهرها في قوة:
ـ ود، الوقت٠
فتحت ود عينيها في بطء شديد شاهدت ضوء خافت كان يؤلم عينيها، أغمضت عينيها مرة ثانية في قوة، ولكن صوت سليم الذي كان يتحدث لها في لهفة وخوف، يحثها على فتح عينيها مرة ثانية، كان ضوء الغرفة يرتعش من أثر الهواء الذي يداعب المصباح المعلق في السقف، صوت سليم جعلها تفتح عينيها مرة ثانية :
ـ ود أنت كويسة؟
نظرت ود في إتجاه سليم، كان يجلس إلى جوارها،، والليل أسدل عباءته على المكان، دون أن تتحدث، هزت راسها في صمت، وأدركت أنها في البيت الخشبي، تبادل كل منهم نظرة لهفة محمومة ثارت بعد سنوات وسنوات وئد، صرخت بكل قوة عن إرادتها ورغبتها في الظهور، وشوق وحنين مكتوم، زفرات لوع من حب قد ظل حبيس جدران فؤاد كل منهم، يئن تحت وطأة الشك والتفكير، وإن كانت للقلوب لغة و ترجمان المشاعر يتحدث
فالعين خير دليل على صدقه، وما كان حبك في قلبي هين، وما أعجزني عن القول الإ
خوفي مني أن يضيع
من قلبك أثري داخله، أو أو اكون سطور أخرى من عذاب داخل قلبك الغض
وما صمتي الإ حب
وحديثي عشق، فأقبلي به ولا تتركي تائب يطلبك منك صفح
وضع سليم يده على كتف ود وهو يتأمل وجهها قائلاً :
ـ أنت بخير؟!
نظرة عين سليم كانت تضج بالحنان،هذا الحنان الذي تمنت ود أن يحتويها منذ وقت بعيد، هذا الحنان الذي يفيض
من قلب استظلت به سنوات وسنوات،منذ نعومة أظافرها، طفولتها، مراهقتها، مرحلة الصبا، قلبه الذي احتواها منذ زمن بعيد ولا يزال على قيد حبها يعيش
، تمتمت ود في صوت مخنوق بالحزن وهي تشاهد آثار خطوط سوداء على نافذة المطبخ من بعد:
ـ البيت الحريق، وأنت٠
نظرت له في عمق وهي تتأكد من جديد أنه بخير وتابعت:
ـ دا كله غلطتي أنا٠
شعور بالذنب احتوى وجدانها،، سليم اسرع في الحديث حتى يطمئن جوارحها:
ـ أنا بخير يا ود، البيت كمان مافيهوش ضرر كبير، الحاجات بسيطة، كله كويس متقلقيش٠
نظرت ود إلى يد سليم، كانت بعض آثار الحروق في يده، نهضت من مكانها في سرعة إلى حيث إحدى الرفوف، حيث كانت توضع بعض الاسعافات الأولية منذ زمن بعيد كانت مسك تحتفظ بها في البيت الخشبي وكانت ود تحرص طول الوقت على تجديد الأشياء داخلها، أمسكت ود يد سليم في إهتمام ثم شرعت في وضع مراهم للحروق عليها في رفق شديد،و وضعت ضمادة من شاش اعلاها، كان سليم يراقب ود في صمت، لم يكن يهتم كثيراً بجروحه، كان ينظر إلى من تداوي جراحه في تأن وصبر، لمستها برداً وسلام على قلبه، وبراءتها قد محت
شتات عقله بعد نكران
وجودها أعاد السلام إليه
رفع سليم يد ود إلى أعلى، وضع وجهه داخلها، ثم قبل راحة يدها في عذوبة، جعلت قلب ود يرتجف من لمسته، ثم وضع يده على خصرها وجذبها في رفق شديد إلى صدره، مثل من يحمل ءانية من زجاج يخشي عليها من الكسر، وهمس في أذنها:
ـ بحبك يا ود، بحبك بحبك٠
❈-❈-❈
اهداني
شال من خيوط الشمس
وضي القمر نسجته الحوريات
كفكف يا دمع
عاد الفرح يدق الأبواب
عاد روح الفؤاد
ما طلبنا بالحياة سواه
ولا رجاء لي الإ رؤياه
ترافق خطوتي خطاه
من روح الملائكة يا ( روح الحياة
بشرى الرحمن
يا عطر سكن بين أنامله
وطيف ابتسامة على شفاه
قد سكنت الجراح وهدأت
فهو الترياق سر الحياة
الإ يا عمر وليال بعاد
ما عدت أعبأ بشئ
يكفيني وجودة بالحياة
وعنك حبيبي يوم لن أبتعد
الروح لك فداء
هذا هو قلبي بين يدك
اموره في يدك
أما أن تمنحيه هواك
فيحيا إلى الأبد
أو تتركيه فيموت
في هواك غير نادم
أو آسف
على نهايته
فأقبلي
( سليم)
إن جزء مني داخلك
بل هو كل ما بي داخلك
هذا هو قلبي يعانق قلبك
منذ البداية
فاقرأ السطور جيداً
لقد كنت أنت
أنت منذ البداية
لأنك البداية
كل البدايات معك
والنهايات بيدك
(ود)
شعرت ود بذاتها تحلق في سماء سبع، قلبها يخفق في جنون مثل من انتشى بسكرة الفرحه ، فتخبط بين ضلوعها من فرط سعادته، فتأرجح بين أهازيج المسرات وفقد ثقله، صعوداً وهبوط بين جدران ذاتها يقفز ولا يعلم كيف يوقف هذا الهذيان الذي يعطي للجنون منطق؟ كانت تستمع إلى كلمات سليم
وأذنها على قلبه، مثل من تريد أن تثبت ملكيتها داخله لذاتها اولاً ثم إلى الجميع، كلماته كانت تشعرها بالأمان، وما اجمل الأمان بعد خوف، كلماته كانت تعطيها من بذخ الهوى
و و عوده ما يطمئن فؤادها أن ليس هناك بعد كلماته سوى الفرح
( إن الفردوس بين ذراعيك، فلا توصد أبواب جنتي، اتركني هنا أحيا، في نعيمك استظل بعد قيظ وألم، في عناقك وفي ضمة يدك قد ولدت من جديد، ف ضمني لك)
همست ود:
ـ وحشتني وحشتني اوي يا سليم٠
ورغم أن صوتها كان ضعيف جداً ولكن سليم قد سمع كلماتها بوضوح، قبل شعرها في حنان وقال:
ـ أنا آسف يا ود، آسف على كل لحظة ضايقتك فيها، آسف على كل لحظة كنت سبب عذابك وتعبك، آسف على كل لحظة بعدت عنك فيها، وآسف على كل لحظة مقدرتش أفهم مشاعري ناحيتك، كنت خايف اوي يا ود، الخوف كان منعني كمان أن أقول لك على كل حاجة ٠
رفعت ود عينيها له في عتاب وتابعت:
ـ خايف؟!
ابتسم سليم وهو يعلم تماماً كيف تفكر ود، لقد فكرت أن سليم يخبرها أنه خائف أن ينال نفس ما تذوقه في المرة الاولى فقال وهو يضمها مرة ثانية له:
ـ خايف قلبك مش يسامح، خايف متقبليش سليم تاني، خايف اوي ميكنش لي فرصة زي آسر٠
نظرت له ود في عتاب وتابعت:
ـ هتفضل ديما أنت اختياري يا سليم٠
اخذ سليم نفس عميق قبل أن يقول:
ـ أنا الأيام اللي كنت فيها ضايع وتعبان كنت حاسس أني محتاج لك، و جواي عتاب ولوم ليك، ازاي سبتي حد يخدع قلبي يا ود؟ كنت بحاول الغي كل حاجة جوايا، لأن بوصلة قلبي كانت بتشاور عليك، مكنش قدامي غير اني أنكر دا كله، كنت تايه ومجنون، عذابي كان أكبر من اني أتحمله، وكنت بحاول اعبر عن دا كله، بس رد فعلي كان سلبي ومكنش فيه ذرة عقل واحدة، حاولت يا ود اكون انسان تاني، علشان احمي قلبي من الحب، بس حبك كان أكبر من جنوني، حبك رجع لي كل حاجة، رجع لي نفسي من تاني، اللحظة اللي سبتي فيها البيت، قلت ل نفسي هعيش ازاي من غيرها؟! وهو اي في حياتي غيرك؟ كنت حاسس أن أنا اللي تهت في الحياة، واخر فرصة ليا هو انت علشان أعيش، كان لازم ارجعك هنا، كان لازم احس بوجودك جنبي والإ كنت هموت بعدها،
اول ما آسر قال لي أنه عايز بخطبك، حسيت باني ضعت، خلاص كدا، حد غيري خدك مني، ازاي و امتا؟ واول مرة احس بنار الغيرة، غيرة حقيقة عليك، حاولت افهم ازي آسر خد عقلك وقلبك؟ في وقت قصير كدا؟ فكرت كتير يا ود، أن اكتفى بيك جنبي وقلبك مع غيري، بس لاقيت أن دا جنون ومستحيل كمان ولما حسيت أن مستحيل اعيش وأنت بعيدة عني، قلت ل نفسي يمكن لسه في فرصة، يمكن لسه في وقت أن أدخل قلبها تاني، أن أرجع ليها نظرتها ل سليم اللي تاه في الدنيا وهي بس اللي رجعته، كنت بتعذب كل ليل وأنا شايف أن فرصتي بتقل، علشان كدا حاولت اكون موجود معاك في كل وقت وفي كل مكان، كل ما كنت بحاول اتكلم عن مشاعري حاجات كتير كان تمنعني، وفي النهاية قررت أن أرجع اكتب الرواية من تاني، اكتب علشانك، احقق لك رغبة من سنين، كنت سبتها و محققتهاش ليك، يمكن تكون هي صك الغفران اللي تقبلي به توبتي، وتفتحي لي ابواب قلبك ولو مساحة صغيرة منه، هكون راضي يا ود٠
همست ود وهي تنظر إلى عين سليم التي تفيض حب وتتوسل لها في عمق أن تأوي قلبه:
ـ وأنت كل الرواية يا سليم، انت اجمل رواية في عمري كله، انت عراب كل الحكايا، أنت البداية، أنت كل سطور حياتي اللي انكتب واللي لسه هتنكتب٠
نظرت ود إلى الصور المعلقة على الحائط وقالت:
ـ لما جيت هنا وشفت الصور و لقيت أول نسخة من الرواية، حسيت اني بعيش من تاني أول يوم شفتك فيه لما جيت البيت هنا، أول نظرة لينا ل بعض، ازاي كنت رافض وجودي وبعد كدا مكناش بنفترق٠
ابتسم سليم وتابع:
ـ مافيش فراق بعد كدا يا ود، احنا هنتجوز، في وقت قريب، مش هستنى تاني حد يجي يخطبك مني، ساعتها مش هكون مسئول عن تصرفاتي، ممكن ساعتها انضم لقائمة المجرمين والمسجلين الخطر٠
اعترضت ود في رفق:
ـ لازم نستنى بابا عنان، اسبوعين انتظار مش كتير ٠
اعترض سليم في حدة:
ـ نعمل له مفاجأة٠
تمتمت ود في رفض هادي:
ـ بابا عنان لازم يكون هو وكيلي، بابا عنان لازم يكون موجود يا سليم، ازاي قرار زي دا يتاخد وهو مش هنا؟ دا هو لازم يكون معاي في كل لحظة زي دي؟ مقدرش اتجوز من غير بابا٠
تمتم سليم في مزاج:
ـ تخيلي ردة فعله؟ هو منتظر آسر يتقدم رسمي ليك، لاقى سليم اللي بيطلب ايدك، طيب ولو قالك فكري تاني لو اعترض بابا؟
ابتسمت ود وقالت في ثقة:.
ـ بابا مش هيقف بيني وبينك، أنا عارفة بابا عنان كويس٠
نظر لها سليم في عتاب وتابع:
ـ طيب وسليم؟!
قبل سليم يدها في هدوء في حين تابعت هي:
ـ سليم في قلبي وكياني وروحي، سليم هو عمري كله٠
نظر لها سليم في حب وقال في إصرار:
ـ خلاص الاسبوعين اللي هنستنى فيهم عنان دي، هي فترة الخطوبة، تقدري في الايام دي تفكري عايزة اي؟ محتاجة اي؟ اي شروطك؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية