رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 63 والأخير - الثلاثاء 20/1/2025
رواية رومانسية جديدة راهبات الحب
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
راهبات الحب
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثالث والستون
والأخير
تم النشر الثلاثاء
21/1/2025
في صباح اليوم الذي تلا الحريق ، كان أول قرار لكل من ود وسليم، هو طلاء جدران المطبخ، وإصلاح ما فسد بايدي كل منهم، البيت الذي يعيشون به هو ملك لهم هم فقط، ليس من اللائق أن يدخل شخص غريب إلى المنزل، الا بالضرورة القصوى، سوف يتم وضع هذا القانون وعلى كل من بالمنزل تنفيذة، وإذ كان الأمر قادر على إصلاح ما فسد بالبيت بيد اصحابه، لا حاجة إلى الغرباء، هذا كان قرار ود وسليم لم يستطع مناقشتها به، الشرط يبدو في ظاهرة هادئاً عادياً، أو اقتصادياً، يدفع إلى التعاون، ويدعو إلى الخصوصية الزائدة، ولكن الدوافع المبطنة ل ود كانت دوافع انثي حقيقة، غيورة على قلب سليم، نرفض الرجال الذين لا ينتمون إلى العائلة والنساء أيضاً بالمنزل، من خدعت سليم في البداية كانت شخص غريب عن العائلة والمكان، كانت مجرد جارة تستجم في الجوار، فأحدثت هذا الخلل والعطب في كيان سليم
القرار الثاني خاص ب
مواعيد الدخول الى المنزل، غير مسموح بالدخول بعد دقات الساعة منتصف الليل،
القرار الثالث
مرحب بكل السهرات والحفلات العائلي والمناسبات الأسرية الخاصة بهم داخل المنزل
اي مناسبة مدعو لها كل منهم لن يذهب أحد دون رفقة الآخر٠
القرار الخاص الخاص بالعمل كانت ود هي من وضعته، أن يستمر عملها في الوكالة ولكن من خلال الانترنت، وأن يكون التعامل مع كارولين مباشرة، وإذ
قضت الضرورة القصوى ذهابها لها أن تفعل هذا،
سليم
كانت ود قد انتهت من طلاء المطبخ، وسليم يصلح في أمور الكهرباء، رن هاتف الفون الخاص ب ود، كانت المتحدثة هي كارولين:
ـ ود، في عندي شغل مطلوب يتسلم بعد يومين أقصى حاجة٠
ود وهي تنظر إلى سليم الذي يراقب الأمر في هدوء يبدو ظاهري:
ـ أنا بليل هبعت لك نماذج يا دكتورة، وكذا تصميم٠
كارولين في امتنان:
ـ شكراً يا ود، وجودك بجد له ثقل في الوكالة٠
أغلقت ود الهاتف، ثم نظرت إلى سليم الذي بادلها النظرة ثم عاد إلى العمل، اقتربت هي منه وقالت:
ـ احنا اتكلمنا في بنود كتير، ومش اتناقشنا في الشغل يا سليم٠
ترك سليم بعض الأدوات من يده ثم نظر إلى ساعة يده وقال:
ـ احنا بقالنا ساعتين شغالين، واكيد محتاجين نرتاح شوية٠
جلسا متجاورين على إحدى الارائك، وضع سليم يده على كتفها وقال:
ـ عايزة تقولي اي يا ود؟
نظرت ود في عينيه مباشرة وقالت:
ـ عايزة اقول انك مش عايزني ادخل الوكالة يا سليم تاني، مش كدا؟!
هز سليم رأسه علامة النفي وتابع:
ـ لا يا ود، أنا مش هنكر اني بغير عليك، بس مش هقدر الغي كيانك، والغي ابداعك، وانا عارف ان الشغل دا جزء منك٠
همست ود وهي تنظر له في حب:
ـ علشان كدا يا سليم انا قراري أن شغلي في الوكالة هيكون مع دكتورة كارولين بالنت وبس٠
ابتسم سليم وقال وهو يقبل رأسها:
ـ أنا عندي ثقة فيك كبيرة يا ود٠
أعقبت ود وهي تضع يدها في يده:
ـ عارفة يا سليم، بس انا اللي مش عايزاك تدوق غيرة تاني،كفاية على أنا وأنت نار الغيرة لحد كدا٠
مضى الاسبوعين التاليين في اوقات ود وسليم في الخروج سوياً في الصباح الى الكافية، ثم العودة بعد الظهر لتناول وجبة الغذاء، والقيام ببعض الأمور المشتركة سوياً مثل غرس أشجار جديدة في حديقة المنزل، أو وضع بعض الكتب في مكتب الجد، ثم يعود سليم وحده إلى الكافية وتظل ود تعمل في هدوء في غرفتها إلى أن يحين مجيء سليم فيشاهدون التلفاز سوياً ثم يتمنى كل منهم إلى الآخر ليلة سعيدة ويقوم سليم بشطب يوم من تاريخ انتظار عنان المعلق على
جدار الحائط، يوم عودة عنان، حرص ود وسليم
على الذهاب الى المطار قبل مجيء الطائرة بساعتين، وفور أن ظهر، تعانق مع ود وسليم ثم حمل سليم الحقائب إلى السيارة، وبعد أن صعد إلى السيارة، هتف سليم وهو ينظر إلى ود التي تجلس في الخلف:
ـ أنا خلاص عقدت العزم اني هتجوز مرة تانية وفي اسرع وقت ٠
ابتسمت ود في حين قال عنان وهو ينظر له في قلق:
ـ بلاش تتسرع تاني يا سليم زي المرة اللي فاتت، ادي نفسك فرصة انك تسأل عنها وتعرف أصلها٠
ود قالت في لهجة عتاب:
ـ طيب مش تدي بابا فرصة لما نروح البيت، وبعدين تتكلم٠
أعقب سليم:
ـ لا أنا مش هسأل ولا هاستنى، لاني عارف كويس اوي انا هتجوز مين، سألت عليها قلبي وعقلي، دورت على الأصل ملقتش احسن من اللي تصون سليم غيرها ٠
نظر عنان إلى سليم، ثم نظر إلى ود التي كانت تتابع ببريق في عينها، كلمات سليم وقال :
ـ كدا اقدر اقول اني اطمنت عليك يا سليم، اطمنت كمان على ود٠
ود أعقبت في صوت منخفض:
ـ كنت عارفة ومتأكدة يا بابا انك هتوافق على سليم٠
هز عنان رأسه علامة الموافقة وقال ووجهه يشع فرح:
ـ موافق على سليم علشان سليم نفسه قبل ما يكون علشانك انت ياود، أنا كدا أقدر أقول إن سليم فكره اتغير واقول بصراحة أنه نضج
نضج محمود، أنا أعرف كويس اوي يا ود عندها صبر وحكمة وحسن تصرف للأمور المفاجئة،
وأنت يا سليم هيفضل فيك طيش وحمية وغيرة لازم يقابلها
هدوء ود اللي هتعرف تحتويك كويس اوي عمرك كله٠
سليم نظر الى جده وتابع:
ـ ود احتوتني من زمان، زمان اوي كمان، يوم ما دخلت البيت وهي نصيبي أنا، فرحي أنا وسعادتي، مسك لما دخلت البيت و اتجوزتك مكنش علشانك بس، مسك جت علشان تديني هدية العمر كله٠
ألقى عنان نظرة على ود وتابع:
ـ
والحلم اللي حلمته أنا زمان، كان ود وسليم، بس مسك خافت منه، قالت احنا عشنا الحب الحقيقي يا عنان، الحب اللي مافيهوش قيود ولا توجيهات عشناه وشفنا أد اي هو جميل، وكل واحد فينا كمل التاني، سبهم هما يشوفو حياتهم بطريقتهم هما، يكتشفو دنيتهم ومستقبلهم، من غير اي ضغط أو روتين يمشوا عليه، يمكن سليم ميشفش ود بنفس الطريقة ، بلاش تفرض رأيك عليهم، نفذت كلام مسك، نفذته علشان خفت اظلمكم و تعيشوا في تعاسة، قلت يمكن فعلاً كدا في ظلم ل قلوبهم، لو قلنا لهم من الصغر انتم مخطوبين ل بعض ولما يكبروا يقابل كل واحد فيهم حبه الحقيقي، طلع كل واحد فيكم نصيب التاني، واتحقق حلمي بعد سنين وسنين اتفسر احسن تفسير ٠
توقفت السيارة أمام المنزل، دلفا الجميع إلى الداخل، توسط عنان ود وسليم ثم قال في فرح:
ـ مبروك يا ولاد الف مبروك، بجد اسعد خبر سمعته في عمري كله، أنا اكتر منكم سعادة أن شفت احب الناس ليا وهما مرتبطين ببعض٠
أخرج سليم من جيبه علبة قطيفة حمراء، ثم فتحها أمامهم، خاتم من الذهب يحمل قلبين متداخلين، ومحبس وقال وهو يضعه في يد ود:
ـ الفرح بكرة وخير البر عاجله٠
❈-❈-❈
هتف ود في استنكار:
ـ ايوا بس لسه في تجهيزات كتير اوي يا سليم٠
أعقب عنان وهو يؤيد افكار ود:
ـ ايوا طبعاً٠
تمتم سليم في لهجة عتاب ل ود:
ـ كنت عارف، كنت عارف ومتوقع دا، ان رأيه ورأيك هيكون اتنين ضد واحد٠
ظهر الغضب على وجه ود، في حين تابع عنان:
ـ يا سليم مش هينفع فعلاً، لسه الترتيبات والتجهيزات، ابسط حاجة المكان اللي هتعيشوا فيه، الشقة لازم تتوضب من تاني و:::
سليم نظر إلى ود ثم قال:
ـ احنا هنعيش هنا٠
ألقى عنان نظرة تساؤل إلى ود التي هزت راسها بالايجاب وقالت:
ـ دا قرارنا يا بابا، احنا هنعيش هنا٠
ابتسم عنان في فرح وقال في لهجة تحمل نشوى حقيقة:
ـ كدا بقا يبقى أنا اللي لازم اجيب لكم اوض جديدة٠
اعترضت ود في لهجة تصميم:
ـ لا، كل حاجة هتفضل زي ما هي، هو بس اوضة سليم اللي هيكون فيها اوضة نوم جديدة٠
نظر عنان إلى سليم ثم إلى ود و تابع:
ـ طيب احنا مستنين اي؟؟
سليم فرد يده علامة نفاذ الصبر في حين قالت ود:
ـ طيب وفستان الفرح، لسه مصممتش فستان ولا اخترت، ولسه تجهيزات يوم الفرح نفسه٠
أقترب سليم منها ثم وقف أمامها وقال:
ـ فستان الفرح موجود، فستان مسك، وهيكون مناسب ليك٠
نظرت له ود في دهشة وتعجب وقالت في عدم تصديق:
ـ معقول يا سليم؟! انت لاقيت فستان فرح ماما٠
هز سليم رأسه وقال:
ـ مسك كانت محتفظة بصور لينا، وعرايسك القماش والبلاستيك، وفستان فرحها في صندوق كبير في اوضة المكتب، اكيد كانت محتفظة بالحاجات دي ليك، بس انا اللي لاقيتها، لاني أنا صاحب النصيب اللي هكمل معاك العمر كله٠
نظر عنان لهم وقال وهو يشير لهم بالهاتف:
ـ أنا هتصل على عبد الغفور المأذون، يجي لينا بكرة بعد صلاة العصر يكتب الكتاب٠
هزت ود رأسها علامة الموافقة في حين قال سليم:
ـ تعالي علشان اوريك فستان مسك٠
(يوم زفاف ود صباحاً امتلأت حديقة المنزل بالورود والزينة، وحرص عنان على شراء تصميم كبير على هيئة قلب كبير فضي تعلوه حروف فضية بأسم في إتجاه اليمين، في حين حمل اتجاة اليسار اسم ود، في منتصف القلب تماما، امتلأت ورود مختلفة الألوان تشع بريق وضوء،
نهال ورينو حضرا في الصباح الباكر، حملو هدايا وقاما على تجهيز غرفة ود الجديدة، وحرصت رينو على التقاط صور تذكارية لهم منفصلين، والتقطت صور ل عمرو ومنيب و سليم وعنان منفصلين، ثم تجمعوا في صورة تذكارية معاً، هتفت نهال وهي تغمز إلى ود في لهجة مرح:
ـ خطوبة وجواز في اقل من اربع وعشرين ساعة؟! أنا أعرف يا ود انك ليك أمور مش متوقعة، منكرش أنها كلها بتكون حاجة فوق الوصف كدا، اتعودت منك على كدا، بس القرار دا اغرب حاجة شفتها منك، تتصلي عليا بليل تقولي لي تعالي فرحي بكرة انت ومنيب متتأخريش، وأنا قعدت نص ساعة كاملة اقول اللي سمعته دا حقيقي ولا لأ؟ اتصلت على رينو أكدت لي انها سمعت منك نفس الكلام وان اكيد دا جواز مش مقلب من ود، اكيد جواز٠
ود هتفت في استنكار:
ـ مينفعش اتجوز من غير كم يا بنات٠
رينو نظرت الى نهال وتابعت:
ـ لا هو الجواز مش مفاجأة، الناس بتجوز كل يوم، أد ما اسم العريس كان صدمة ليا، الشخص اللي اتجوزته ود هو المفاجئ، لاني طول سنين الجامعة أعرف أن نظرتهم ل بعض نظرة اخوة، حكاية الحب والارتباط دي غريبة شوية٠
نهال ألقت نظرة على عمرو السيوفي زوج رينو وقالت:
ـ أنت السابقة يا عزيزتي و ود اللاحقة، حكايتك مع عمرو بردوا غريبة وتحت بند العجائب والطرائف في أمور العرائس ٠
ابتسمت الفتيات في صوت مسموع داخل غرفة ود، في حين تابعت نهال:
ـ بجد من قلبي مبروك يا ود، مليون مبروك٠
نظرت ود إلى صديقتيها نهال ورينو ولمست في عيونهم الحب الحقيقي والوفاء الذي سوف يظل إلى سنوات قادمة فما حملته قلب كل منهم إلى الآخرى كان صادقاً والصدق دائما يظل
أما المشاعر الزائفة فهي مشاعر مؤقتة مطلية بدهان المصالح الذي سرعان ما يتقشر بعد انقضاء المصالح ويظهر الوجة الحقيقي للتصنع
ابتسمت ود و رينو ونهال يقومون بتثبيت
الطرحة البيضاء فوق رأسها، ثم يقومون على تهذيب الفستان في حرص شديد، ويضعون باقة الورد في يد ود في إهتمام شديد، ود كانت تشع جمال وحيوية ونضارة، وما كان من نهال بالقاء الملح المزود بالفلفل الاحمر الصغير، وهي تخط بقدمها حين جاء عنان، حتى يتأبط يدها،تحت اقدام ود، من أجل صرف العين عنها، سليم كان يقف أسفل الدرج ينتظر أن يستلم ود من وكيل أمرها عنان، نظرت عين سليم إلى ود كانت تحمل وعود بالحب والوفاء مدى الحياة، وعين ود كانت تحمل أنهار حب متدفقة بلا نهاية الى سليم
وحين أطلقت نهال و رينو الزغاريد في البيت، وهما يعلنون أن العروسة على أتم الاستعداد، وان مراسم الفرح يجب أن تبدأ، كانت الموسيقى تصدح في كل مكان، حتى يخرج العروسين إلى الخارج، على أنغام أغنية
( طلي طلي بالأبيض يا وردة نيسان)
سليم كان انيق، جذاب في بذلة سوداء قميص حريري ابيض ورابطة عنق زرقاء قد كلف سليم طارق بشراءها في مكالمة هاتفيه في المساء، قام على أحضارها طارق في الصباح ثم امضي اليوم في المنزل معهم يستمتع بأجواء الفرح إلى نهايته، معلناً لهم أن اليوم عطلة رسمية مدفوعة الأجر له من الكافية والغد سوف يستأنف العمل من جديد،
المأذون عبد الغفور قدأ تم إجراءات كتب الكتاب وغادر مسرعاً فلديه اليوم خمس من الزيجات
يجب إتمامها، ولقد اختار أن يكون ود وسليم هو بداية يومه، بعد أن قطع على ذاته عهد إلى عنان أن يجيء لهم أولاً قبل بدء عمله، ولن يقوم على تعطيل إتمام فرحتهم،
عنان كان وكيل العروس
وأصرت نهال أن يكون منيب هو الشاهد الاول، فلقد صرحت للجميع أن هذا هو فأل حسن وبشرى خير لها، فربما
حدثت أمور جميلة وغير متوقعة وتم زفافها في وقت سريع مثل ود وسليم، وطارق الشاهد الثاني وعمرو السيوفي الشاهد الثالث
مروة حضرت إلى حفل الزفاف، بعد دعوة من سليم، وكذلك الدكتورة كارولين، وأصدقاء عنان، الذي أقسم للجميع أن اليوم هو اسعد أيام حياته، فلقد أيقن أخيراً أن السعادة سكنت وعششت داخل جدران منزله منذ أمد بعيد، في مجيء مسك منذ سنوات بعيدة، وان عائلته سوف تكون سعيدة و مستقرة سنوات وسنوات،
( قلبي وقلبك
نبضين التقيا
بعد سفر
بعد غربة أيام
بعد سنوات ألم
نبض عانق نبض
فمحى الغربة
واتخذ منه وطن
وما أجمل قلبك
يا حبيبي
جعلني بين اضلعه
ملكة متوجة
على عرشه وحدي
وأنت
أنت
انت تاج على راسي
به اختال
وكيف لا اختال
بمن منحنى السعادة
والمسرات
بذخ هو هواك
وأنا في عشقك
متيمة)
تم بحمد الله
إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية