رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 29 - 2 - الجمعة 3/1/2025
قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نور إسماعيل
الفصل التاسع والعشرون
2
تم النشر الجمعة
2/1/2025
_يارب ، يارب اتمنيه سنين ..ووهبتهولى وخليتهولى يعيش وميموتش زى أخواته
فرحت جلبي بيه وفرحت جلب أبوه بيه ، يارب لو راح منى عمرى هيروح يارب
إرحم ضعفى يارب تحت عرشك اترجاك يارحيم يا كريم تخلى لى ولدى عمّار
دا مشافش يوم زين يارب ، تعبان طول حياته وصابر
يارب لاجل حبيبك محمد المصطفى ، تجول للأجهزة اللى هو عليها وللجماد وللخراطيم الل طالعه وداخله منه
أمرهم ب أمرك وجول اشفيه ورچعه لحضن أمه بالسلامه يارب
والله مظلوم وماليه يد ف أى حاچه ، يارب وحيدى عالدنيا شحته منك شحاته
خليهولى .. اشوفه تانى جدامى واسمع صوته وجلبي يجوم من حزنه لما يتطمن عليه أنه بجا بالسلامه
هو وود عمه يارب ،نچيهم وإشفيهم هما بين إياديك ومفيش أحن منك يارب
صمتت السيدة تحيه ،وهمت بجلب قميص كان يرتديه عمار لم تقوم بغسله، أخذت تشتم رائحته وتنهار فى بُكاء مرير ..
نهضت ودلفت إلى غرفته ،أخذت تتحسس فراشه ..مكتبه واوراقه
حاسوبه ، تنظر إلى احذيته ..ملابسه معلقه بالخزانه ،
نظرت إلى المقعد الذى يجلس عليه ويتأمل السماء ، تذكرت ذات مرة تقاسمت معه سهرته
بعدما توفيت زوجته بشهور ..
_مرت عمك عملت شريك ،روحت جولت نچيبهولك مع كوباية شاى تعدل مزاچك
أمسك عمار يدها وقبلها وأردف وهو يتناول منها الصحن وكوب الشاى
_تسلم يدك ويد مرت عمى يارب
_ينفع نجعد معاك ولاعاوز تجعد وحدك
إبتسم عمار بهدوء وأردف بنبرة صوته الرصينه كالعادة
_لاه طبعاً وهو أنا أطول تجعدى معاى
_طب سرحان في إيه يابشمهندس؟!
نظر عمار إلى الأرض متبسماً وعاد بنظره إلى والدته وهو يحك بمقدمه شعره الاسود الناعم
_صدج الل جال جلب الأم عيحس
شعرت والدته بالفخر وأردفت
_لاه وأنا بالذات ،چمعت كل الحب الل كُنت هحبه ليك ولإخواتك فيك إنت
هاه ،جولى مالك
نظر عمار إلى النافذة ونهض وهو يتحدث
_بفكر ي أماه
_فيه ايه يا ولدى
_تفتكرى آن الأوان ..جلبي يرتاح
علمت الأم أنه يتحدث عن حبيبة فقالت له بنبرة حانيه كعهدها معه
_والله يا ولدى الل يعوزه ربك من فوج سابع سما ، بيكون لو ألف باب مسدود قباله
بس هى لسه على ذمة چوزها يا ولدى
هنا ،دار عمار بجسده وجلس بجانب والدته وامسك قطعه من المخبوز ووضعه بفمها وأخذ النصف الآخر ووضعه بفمه واحتسي خلفه جرعه الشاى وأردف
_ان شاء الله هتطلج منه ، أنا بتكلم بعد كل الل مرّت بيه حبيبه ،هتعرف تتقبل راچل تانى فحياتها؟!
هتعرف تعمل حياة ،هتعرف تشاركنى حبي فيها الل بجاله سنين ..هتعرف تتخطى المرحلة الطويلة دى فحياتها ؟!
دنت والدته منه وربتت على كتفه مردفه
_إنت حاسس منها إيه؟!
ترك عمار الكوب من يده وزفر بحرارة وهو بقول بنبرة حزن
_حبيبة متلخبطه يا أمااه ، متلخبطه ساعات أحس انها عايزانى جوى
وساعات أحس انها عاوزانى نبعد
_ريّح جلبك يا ولدى ، الل من نصيبك هيصيبك ولو بعد 100 سنة !
عادت السيدة تحيه من ذكراها ،سمعت صوت اقدام زوجها وغلقه لباب المنزل الرئيسى اسفل
هرولت على الدرج لتجده عابساً الوجه وكأنه تقدم بالعمر عشرون عاماً على عمره
لتسأله سؤالها المعهود
_الواد عامل إيه يا حچ،بالله عليك تطمنى
جلس الحج عبدالرحمن إلى اقرب اريكه خشبيه موضوعه وترك عكازه وأردف بصوت متعب ونبرة منهكه خائفه
_حاله زى ماهو ، الدكاترة عملوا الل عليهم وزيادة
_طب والعمل ،نسفروه مصر طيب ..نسفروه بره
نبيع الل حيلتنا يا حچ ..دا عمار !!
قالتها فهبطت عَبره من أحد مقلتيها ف أردف الحج عبدالرحمن بنبرة ملتاعه خوفاً
_لو علىّ متأخرش ،بس هما جالو ان هو وولد عمه فالغيبوبة دى عايشين عالاچهزة
والله اعلم أمتى هيفوجوا ..يعنى لا مصر ولابرة هيجدموا ولا يأخروا
ادعيله يا تحيه ..ادعيله
تركها وبخطوات متباطئه حزينة كان يصعد الدرج كادت تخار قواه ب سنده الوحيد بالدنيا
بين الحياة والموت ..الخوف يدب أرجاء المكان وترتعد اوصالهم ،لايريدون تصديق الفكره
اسيموت عمار ووليد ؟! أم ستُكتب لهما حياة أخرى بفضل الله ودعاؤهم ويقينهم بالإجابة!
❈-❈-❈
_أنا جولت لأبوى يكتبه وليد
قالتها عبلة وهى تهرول على سلم المشفى متجهه ناحية غرفة وليد بالعناية وخلفها الحج عبداللاه
ف أردف لها هو منزعجاً
_دا فال عفش يابتى ، م كُنتِ كتبتيه خالد زى م كان عاوز أبوه
_لاه ياعمى ، كتبناه وليد وفضينا ،وان شاء الله هيجوم ابوه بالسلامه دلوك
ويفرح بيه ويشوفه ويشيله
وصلت عبلة إلى غرفة وليد لتجد حبيبة بذراعها الملفوف وحركة جسدها البطيئةتقف عندها تلامس الزجاج وتنظر ناحية وليد وهو يرقد هكذا ، ترجلت عبلة بخطوات سريعه ناحيتها والشرر يتطاير من عيناها لتتوجه إليها بالحديث
_واجفه كدا ليه؟ عايزة إيه منه ولا من أخوه!
نظرت حبيبة ناحيتها مستنكره وأردفت لها بصوت متعب
_ايه الل عتجوليه دا ياعبلة ، وليد أخوى وولد عمى
_أنا عسألك سؤال تچاوبي على طول ، عاوزة ايه وواجفه كديتى ليه
ايا مكفكيش إنت ِ وأبوكِ الفجرى الل حصل ،مش بسبب أبوك چوزى وابوعيالى وأخوه بين الحياة والموت
ياشيخه مِنك لله ،مِنكم كلكم لله،ياريت كان أنت ِ..ياريت كُنتِ إنت ِ وچوزك الل غورتوا فستين داهيه وهما لاه ..حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل
تحملت حبيبة ما دفعته عبلة من قساوة كلمات فى وجهها هكذا،فهى تعلم بحالها انه يرثى لها حقاً
وأنها خائفه على شريك عمرها ووالد صغارها ، ولكن عبلة لاتعلم ولا تتفهم ابداً ماهى علاقة ترابط حبيية ب وليد على الأخص ..فهو شقيقها وأبيها وصديقها وعائلتها الحنون التى فقدتها.
لم تجيب حبيبة على أى من الهراء الذى قذفته عبلة بوجهها وظلّت على نظرتها ناحية وليد الراقد بين الأجهزة
لاحول ولا قوة له .
❈-❈-❈
أطراف ميتة، تستنجد طائر الأمل يحملها..
لعلها حياة او فرصة بقاء..،او ربما هو نهر حُبك وعطاؤك يروي ميتا
آخر قطرة من نبض الجسد..ف باذن الله سأظل معك باقِ حبيبتى .
كانت تساعد حفصه زوجها همام أن ينهض على فراش المشفى وهى تطعمه ،كان ينظر لها ب إمتنان
وهى تطعمه كطفل صغير ،فبالرغم من فقدانها لشقيقها ووالدها لكنها مازلت مركز احتواء وعطاء
سواء له أو ل حبيبه فى شدتهم هذه .
_تسلم يدك ي أم حبيبة
حملت حفصه الطعام وقالت له
_الداكتور طمنى ، جال اسبوع كمان يتطمن على بجيه وظايف اچهزة چسمك وهتطلع
حمدلله عالسلامه ياخوى ،جدر ولطف والحمدلله أنها چت على إنهم يشيلوا كليه
الحمدلله أنك معاى بالسلامه ،عشانى وعشان بتك ..مانا مبجاليش غيرك ياهمام
شرعت حفصه فى البكاء ، فحاول همام أن يخفف عنها بكلماته كالعادة
_بس متجوليش كديتى ، أمانه عليكِ م تبكِ ورحمة ابوكِ ..الله يرحمهم ياحفصه
ويسكنهم چناته ، ويباركلك فخواتك التانيين وفبتك وفىّ يابت ، أنا معاكِ ضهرك وسندك ويدك
أنا عمرى م هتخلى عنك يا حفصه ، دا أنت ِ الل لىّ والله ياغالية
نهضت حفصه من مكانها وربتت على كتف زوجها بحنو وتنهدت حزناً على مَن فارقوها
ويتألم قلبها من لوعه فقدانهم .
❈-❈-❈
قرص من الدواء وكوب ماء، كانت تقدمه مى إبنه زاهيه لها
بينما كانت ترفض هى الطعام والنوم منذ هذا اليوم ..جلست مى بجانبها وقالت
_يامااما خدى دواكِ ،مش معقول كدا
لم تسمعها زاهيه وتحدثت وهى تنظر فاللاشئ أمامها وتردف بحزن
_كان رايح لقدره ، أنا معرفش ليه هرب وليه راح البلد ..اتاريهم كانوا مخطيين يابنتى
راح فشربه ميّه بسبب عملة خالك ، طول عمرى واخداكم بعيد عن البلد وقرف البلد ومشاكل البلد
يقوم يموت اخوكِ ظلم وفتار مالوش يد فيه
صمتت مى ، فتابعت زاهيه
_أخوكِ مات زعلان منى يامى ..
رفعت مى بصرها وقالت
_ماما ، دلوقت موقف حبيية إيه ..كدا هى أرملته وهتورثه مش كدا؟
إنتبهت زاهيه ،فنظرت ناحيه صورة إلياس المعلقه ولم تنفرج شفتيها عن الإجابة
❈-❈-❈
عمار ووليد يقفان بمكان به خُضره واسعه ،مُرتديان جلباب ذو اللون الأبيض
شعرهما ممشط ومهذب ، ذقن عمار مهذبه على وجهه وتبدو بشرته فاتحه عن الحقيقه
وكذلك وليد ..وإبتسامته العريضه المشهور بها ..واقفان ينظران هنا وهناك
ف أتت نحوهما حبيبه بشعرها منسدل على كتفيها ووجهها الصبوح وبسمتها المُشرقه وعيناها فرحتان تهرول فيتهادى شعرها خلفها ويترنح ثوبها يمينا ويساراً كانت على مقربه منهم وحينما أقبلت وجدت م يمنعها ..كلما هرولت ناحيتهم وكأن هناك حاجز ما لاتستطيع إختراقه !
_وليد ..عمار ! طمنونى عاملين إيه
إبتسم وليد كعهده ونظر لأسفل، بينما ترجل عمار ناحيتها كعنفوان حُبه المعهود وأردف
_اتوحشتك جوى ، إنتِ الل طمنينا عليكِ
_أنا زينه وكويسه ، أنا جلبي هيوجف عشانكم
رفع وليد نظره وأردف لها من بعيد
_خليكِ زينه دايماً يا حبيبة،وأوعى الحُزن يدج بابك ولا الزعل ..خلاص يا حبيبة مفيش زعل تانى
لوحت حبيبة إلى وليد وهى تردف
_حاضر ، بس أنتو متسيبونيش ..أنا ماليش غيركم
ترجل وليد ناحيتها ووقف بجانب عمار ،لايستطيعون لمسها ولا العبور لها ولا حتى هى
ف أردف وليد
_خلّى عمار چمبك ي حبيبة ، أنا شكلى هسافر بعيد
إتسعت حدقة عين حبيبة ،ف امسك عمار ذراع وليد بقوة وأردف
_لاه يا أخوى ، چينا الدنيا سوا ,وطول عمرنا سوا
يا هتقعد معاى ياهنسافر سوا
هنا ظهر عمّهم وليد العارف بالله رحمه الله عليه الناحية الاخرى ويوجد أيضاً حاجز شفاف بينهم وبينه
ومرت ثوان ليظهر بجانبه إلياس واقفاً ولايتحدث
ف أردف عمهم وليد
_وليد عبداللاه، إنتَ إتسميت على إسمى وآن الاوان تيچى معاى أنا وولدى
فرح وليد وعمار حينما رأو عمهم الغائب عنهم منذ سنوات طويلة من رحيله ، هروله ناحيته ووقفا عند خطوة معينه ، ف أبتسم عمهم وليد ومدّ يديه الاثنين لهما
وقف وليد كما هو بينما تقدم عمار بالخطوات وعلى مقربه من عمه حتى اقترب ان يلامس يديه
نهضت حبيبة من غفوتها فزعه !
_أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وضعت يدها على قلبها من هول م رأت، غسلت وجهها بالماء وذهبت ناحية حاسوبها
وفتحته وكتبت الرؤية وانتظرت نتيجه التفسير..
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نور إسماعيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية