-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 46 - 2 - الخميس 2/1/2025

 

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السادس والأربعون

2

تم النشر الخميس

2/1/2025



غمز بخفة وعقب:

-لأ يا قلب حبيبك مقولتيش يلا بقي بطلي دلع عشان أنتِ إلي هتجهزي الفطار بنفسك يا قلبي مفيش خدامين هنا.

تنهدت بإرتياح وقالت:

-أحسن حاجة الصراحة .

هتفت بإقتراح:

-ممكن بلاش نجيب حرس ولا خدامين ؟ حابة نكون براحتنا مش عايزين تقييد.

تبسم بهدوء وأردف باهتمام:

-أولاً الفيلا كبيرة يا قلب ياسين محتاجة حد ينضفها الأكل براحتك إنتِ تعمليه معنديش مشكلة وكمان مودي محتاجك ومحتاج رعايتك والأهم من ده كله عايز راحتك.

انتبهت إلي شئ وتحدثت بتلهف:

-ياسين مودي بيتعب من اللبن الصناعي لازم يبقي معانا.

أومأ بتفهم وقال:

-عارف طبعاً وهيسافر معانا رغم أني مش عارف هنقضي شهر العسل أزاي وهو معانا بس أنا مش هقدر أبعد عنه أنا كمان يا قلبي.

تنهدت بإرتياح وعقبت بتبرير:

-معلش لو كان أكبر شوية أو متعود علي اللبن الصناعي كنت سيبته المهم يلا بقي ننزل أحضر ليك الفطار ها نفسك في أيه؟

"بيتزا البيض وبطاطس محمرة"

نطقها بتلذذ، تبسمت بحب وأشارت علي عينيها:

-من عيوني يا حبيبي بس كده إنتَ تشاور وأنا عليا التنفيذ.

نظر لها ممتناً و أضاف:

-ربنا يخليكي ليا يا قلب ياسين.

❈-❈-❈

كان يقف مستنداً علي جدار المطبخ يتابعها بحب بينما هي تتحرك أمامه منهمكة في إعداد الطعام ومن حين إلي حين تبتسم له، اقترب منها وأردف متسائلاً:

-تحبي أساعدك في حاجة ؟

ردت بإختصار:

-أنا خلصت يا حبيبي هطلع البطاطس من الطاسة والبيتزا خلاص فاضل السلطة بس.

هتف بحماس:

-خلاص هساعدك وهعمل أنا السلطة.

نظرت له بتردد وتسألت:

-هتعرف ؟

وقف متفاخراً وتحدث بنبرة حادة:

-هو ده سؤال يا صفا ؟ وبعدين دي سلطة يعني هقطع الخضار مش شغلانة يعني.

رفعت يدها باستلام وقالت:

-ماشي يا حبيبي براحتك.

اتجه هو إلي الثلاجة وبدأ في إخراج المحتويات وبعدها غسلها أسفل الماء وهنا كانت الصدمة عندما كان يضع الصابون علي الخضروات مما جعل صفا تصيح بلهفة:

-إنتَ بتعمل أيه ؟

نظر لها بحيرة وأجاب:

-هكون بعمل أيه يا قلبي بغسل السلطة.

تهكمت قائلة:

-هتغسل السلطة بصابون المواعين؟

رمقها بحيرة وتدارك مستفهماً:

-مش المفروض أغسلها بصابون عشان تنضف؟

حركت رأسها نافية وعقبت بإيضاح:

-لأ الخضار بنغسله كويس أوي تحت المياه الجارية وبعدين نجيب طبق فيه مياه عليها ملح وخل وندعكها كويس أوي وبعدين نغسلها بس كده ياسين حبيبي من رأي ترتاح وأنا هعمل السلطة.

تجاهل حديثها وهتف بإصرار:

-لأ تعالي اغسليها زي ما قولتي وأنا هعملها.

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-حاضر.

ذهبت بالفعل وقامت بغسل الخضروات ووضعتها علي بلانشة التقطيع وبدأ هو بتقطيع الخضروات بأحجام وأشكال غريبة، ولكن هذه المرة صمتت صفا حتي لا تغضبه يكفي أنه فكر في مساعدتها، بعد فترة انتهي الاثنين من تناول إفطارهم واستعدوا من أجل السفر.

❈-❈-❈

هبطت الدرج بخفة واتجهت إلي مكتب والدها طرقة الباب وولجت ملقية التحية:

-صباح الخير.

ألتفت لها مبتسماً:

-صباح النور يا فري تعالي يا حبيبتي عايزك.

أومأت بإيجاب وجلست علي المقعد الذي أمامه وتسألت بفضول:

-خير يا بابي في إيه ؟

"في عريس متقدملك"

قالها بنبرة مبتهجة.

أتسعت عيناها بصدمة وتسألت:

-عريس متقدم لمين ؟

رد صفوت بتلقائية:

-هيكون متقدم ليا أنا يا فري متقدم ليكي .

حركت رأسها نافية وقالت:

-لأ يا بابا أنا مش موافقة.

قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-يعني إيه مش موافقة طيب أسالي علي الأقل يا بنتي مين العريس أو بيشتغل إيه علي الأقل.

هتفت بهدوء:

-أسأل لو أنا فعلاً هوافق أو فيه بوادر أمل إني أوافق يا بابي لكن أنا رافضة فكرة الجواز أصلا .

آخذ الآخر نفس عميق وتحدث بنبرة حادة:

-يعني أيه رافضة فكرة الجواز ؟ هتفضلي طول عمرك من غير جواز ؟ ياسين خلاص انتهي من حياتك للأبد لو لسه عندك أمل إنه يرجع ليكي.

قاطعته بحزم:

-بابا أنا عارفة كويس أن ياسين فعلاً خلاص أنتهي من حياتي بس أنا مش حابة أتجوز تاني أو علي الأقل دلوقتي .

نهض من مقعده واتجه إلي المقعد المقابل لها وجلس بتريث وقال:

-أسمعيني يا فري إنتِ مش صغيرة يا بنتي إنتِ عندك دلوقتي ٣٢ سنة حان الأوان تكوني أسرة بجد وتكوني أم وبلاش تسمعي كلام أمك وتمتعي الخلفة تاني الخلفة مش بتقلل جمالك زي ما هي مفهماكي الأمومة شعور جميل أوي يا بنتي إنتِ نفسك لما تبقي أم هتعرفي ده أنتِ حالياً قاعدة لوحدك مفيش هدف في حياتك لكن لما يبقي عندك طفل صغير في حياتك هتحسي أن عندك هدف في حياتك يا حبيبتي.

ردت بإختصار:

-تمام يا بابا بس حالياً مش حابة ارتبط بحد أنا محتاجة وقت.

تجاهل حديثها وهتف بحدة:

-لأ يا فريدة والمرة دي هتسمعي كلامي أنا وتمشي ورايا جول عمرك ماشية وراء كلام مامتك وفي الآخر حياتك اتدمرت شوفتي  بنفسك وصلتي لفين وأنا مش هسمح إلي حصل زمان يتكرر تاني العريس جاي بكره وهتقعدي معاه وهتوافقي كمان.

اتسعت عيناها بصدمة وسرعان ما أنفجرت ضاحكة وهي تحرك رأسها يميناً ويساراً بيأس:

-بجد ؟ حضرتك هتجوزني بالغصب ؟ هو عندي سؤال واحد بس عايزة أعرف إجابته هو إنتَ وماما خلفتوني ليه؟ عشان انتوا إلي تتحكموا في حياتي ؟ أنتوا عايزين مني إيه بالظبط؟ أنا بجد تعبت منكم أنا بقي هسافر أقعد مع عمتي ومش هرجع من عندها تاني مع الأسف غلطة عمركم أنكم خلفتوا وجبتوني أنا أتحمل نتجية الغلط ده.

نهض بحزم وقال:

-أنسي يا فريدة مش هتمشي وهتقبلي العريس وهتتجوزيه أنا عارف مصلحتك كويس وأظن عمتك إلي عايزة تهربي ليها كنتِ في يوم من الأيام بتكرهي حتي تسمعي أسمها وأنا إلي سفرتك ليها بالغصب وإنتِ نفسك شايفة النتيجة إلي وصلتي ليها يا فريدة ثقي فيا يا بنتي المرة دي كمان أوعدك إنك مش هتندمي.

لم تستطع أن تكبت الدموع داخل مقلتيها أكثر من ذلك وتحدثت بدموع:

-طيب ليه إنتَ كمان متسبش ليا حرية الإختيار دي حياتي أنا وأنا إلي هعيشها لسه مستكترين عليا أعيش حياتي زي ما أنا عايزة ؟

اتجه إليها وآخذها في أحضانه بحب وقال:

-يا قلب أبوگِ أطمني أنا بعمل إلي في مصلحتك طيب هقولك إقتراح أنتِ أقعدي معاه لو الشخص معجبكيش خلاص مش هغصبك علي حاجة أيه رأيك بقي؟ بس أنا أديت للراجل كلمة ولازم تقابليه ولا حابة تصغري بابا مع الراجل ويقول عليا عيل؟

نطق آخر كلماته بدعابة.

ابتعدت عنه وتحدثت برجاء:

-يعني لو رفضت مش هتزعل ؟

حرك رأسه نافياً وعقب بإيضاح:

-أطمني يا قلب أبوگِ هعمل إلي إنتِ عايزاه رغم إني واثق أن إختياري هيعجبك ياسين كان كويس منكرش ده لكن عيبه الوحيد أداكي الحرية إلي خلت مامتك تتحكم في حياتكم انتم الاتنين.

مازحته قائلة:

-شكلك جايب ليا عريس ديكتاتوري؟

ضحك بخفة وعقب:

-لا لأ أطمني ديمقراطي وبكره هتشوفي بنفسك صحيح متتكلميش مع ماما لما أنا أتكلم معاها الأول.

رفعت يدها باستلام وقالت:

-يبقي أحسن بردوا حضرتك محتاج مني حاجة تانية ؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-لأ سلامتك أتفضلِ أنتِ شوفي وراكي أيه.

استأذنت وغادرت بينما عاد هو لإكمال عمله.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة