رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 43 - 2 - الأربعاء 1/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثالث والأربعون
2
تم النشر الأربعاء
1/1/2025
كان يقف أمام الباب الداخلي وما أن ظهر ياسين حتي اتجه إليه وتحدث بتلهف مصطنع:
-ياسين باشا أهلا بحضرتك سلامتك أيه إلي حصل؟
رد بهدوء:
-الله يسلمك يا نصار حادثة بسيطة متشغلش بالك…
قاطعه الآخر بجدية:
-لأ لأ إزاي مشغلش بالي يا باشا بس حضرتك غالي عندي أوي ربنا يعلم والله معزتك عندي إزاي.
تبسم ياسين ممتناً:
-ماشي يا سيدي شكراً الباشا جوه ؟
حرك رأسه بإيجاب:
-أيوة يا باشا هو أصلاً مش بيروح الشغل بقاله فترة مش ناوي ترجع يا باشا أنت ومدام سلوى والمياه ترجع لمجاريها.
أخذ نفس عميق وتحدث بنبرة حادة:
-أظن ده شئ ميخصكش يا جسار وخد بالك أنا لسه فاكر كويس اللي كنت هتعمله مع دكتورة صفا ووالدتها لما كنت هتمد إيدك عليهم وتطردهم.
تراجع الآخر بارتباك:
-يا باشا أنا عبد المأمور ودي كانت أوامر أحمد باشا.
رمقه ياسين بإزدراء وتحدث بمغزي:
-حتى لو كلامك صح بس مش من الرجولة تمد إيدك على اتنين ستات صح ولا غلط ؟ حتى لو بتنفذ كلام ولي نعمتك بلاش تبقي كلب سيدك بعد إذنك.
رحل ياسين تاركاً الآخر يشتاظ غضباً.
❈-❈-❈
كان يتفحص الجريدة بضجر ولكن ما أن أبصر ياسين يطل عليه من باب الشقة انتفض بلهفة وتحرك تجاهه يضمها في أحضانه بحب:
-ياسين نورت بيتك يا حبيبي .
رد ياسين بهدوء:
-نورك يا بابا.
دلف الإثنين وجلسوا سوياً تسأل أحمد بقلق:
-طمني عنك يا حبيبي أنت كويس دلوقتي ؟
أومأ بإيجاب:
-الحمد لله.
تنهد بارتياح ورد:
-الحمد لله مش ناوى بقى ترجع بيتك وشغلك؟
حرك رأسه نافياً وعقب قائلاً:
-لأ يا بابا أنا أصلاً بدور حالياً علي فيلا ليا وماما ووالدة صفا هيبقوا معايا.
تجهم وجهه وتسأل:
-وليه تجيب فيلا يا ياسين شيل الكلام الفارغ اللي قولته قبل كده من دماغك ده بيتك والشركة شركتك كل ما املك ملكك أنت.
تنفس ياسين بعمق وقال:
-رجوع البيت مش هينفع والشركة سيبها بوقتها.
زفر الآخر بضيق وتسأل:
-والدتك مش ناوية تعقل بقي وتسحب قضية الطلاق.
رد ياسين بهدوء:
-حضرتك حاول أنت تتكلم معاها بشكل ودي ويقرروا هتعملوا إيه ولو مصرة على الطلاق من رأي يبقى بشكل ودي لأن ولا مكانة حضرتك ولا سنك ولا سن ماما يسمح بده يا بابا .
هتف الآخر برجاء:
-طيب حاول أنت تتكلم معاها أنت ورجعت لمراتك وأنا جيت كتب الكتاب أهو وكل حاجة اتصلحت ليه بقي هي راكبة دماغها؟
زفر ياسين أنفاسه بضيق وقال:
-بابا الموضوع ده بعيد عني أنا وصفا مشكلتك مع ماما غيرنا حضرتك شايف ان صفا مش مناسبة ليا عشان كده بعدتني عنها هي شايفة كده معناه أنك عملت معايا إلي كان نفسك تعمله مع نفسك يا بابا وانك ندمان علي جوازك منها.
رد برفض قاطع:
-لأ طبعاً أنا بحبها.
تهكم ساخراً:
-بجد يعني حضرتك حللت الحب لنفسك وحرمته عليا ؟
زفر بضيق وقال:
-ياسين خلاص لو سمحت أظن نقفل بقى الموضوع ده انا تعبت.
نهض ياسين مستئذناً:
-تمام أنا همشي وهاخد عربية ماما وعم عوني يسوق ليا الفترة دي بعد إذن حضرتك طبعاً.
رمقه الآخر بنظرات معاتبة:
-بجد بتستأذن في مالك يا ياسين ؟
تحدث ياسين بهدوء:
-ده مال حضرتك بعد إذنك.
تحرك بضع خطوات حتى أوقفه قائلا:
-ياسين ممكن تنزل أنت الشركة ؟ الشركة بجد محتاجة ليك أنا مش هقدر أسد لوحدي أنت و أمير كنتوا بتسدوا مكاني.
استدار ياسين وتحدث بهدوء:
-حاضر يا بابا شوية بس لغاية ما أشد حيلي وأشوف كمان مين عملت معايا كده.
شحب وجه الآخر وتسأل بتوتر:
-عمل معاك أيه مش فاهم؟
أكمل ياسين باستفاضة:
-الحادثة يا بابا معتقدش أن الفرامل هتتقطع لوحدها عادي أنا وأمير شاكين أنها بفعل فاعل وأمير شاكك أن فريدة إلي وراها.
تنهد بارتياح ورد:
-مممم فريدة معتقدش تعمل كده وبعدين أنا شايف أنه عادي ممكن الفرامل كان فيها مشكلة أصلاً من البداية وأنت ماخدتش بالك أنت عرفت منين أن الفرامل مقطوعة ؟
أنتبه إلي حديث والده وقال:
-ممم ممكن بردوا طيب همشي أنا حضرتك محتاج حاجة ؟
حرك رأسه نافياً وعقب:
-لأ يا حبيبي سلامتك.
غادر ياسين بينما تهاوي ياسين على أقرب مقعد متنهداً براحة.
❈-❈-❈
بعد أن شاهد خروج ياسين دلف علي الفور واقتربت من سيده بتلهف:
-خير يا باشا مالك في جديد؟
رفع رأسه بضيق وقال:
-ياسين شاكك أنها بفعل فاعل.
شحب وجه الآخر وتسأل:
-طيب والعمل يا باشا؟
استطرد بإيضاح:
-شاكك في فريدة.
تبسم نصار بفرحة:
-أيوة كده يا باشا حلو أوي طول ما هو شاكك في فريدة أحنا في أمان.
رمقه الآخر بنظرات مشتعلة وتحدث بفحيح:
-أنت غبي متخيل أنه يشك فيا أنا أبوه.
رد الآخر بتهرب:
-مش قصدي والله يا باشا بس قصدي أنه كده أمان بس.
تنهد بسام وقال:
-أحنا في أمان بس أنت تحط لسانك في بقك وخلاص المهم طمني الغبي التاني أخباره أيه ؟
أجاب بحزن:
-الطلقة جت في الركبة يا باشا ومع الأسف هيفضل طول عمره أعرج هو هيتحسن بالعلاج الطبيعي بس مع الأسف مش هيرجع زي الاول.
رفع كتفيه باللامبالاة:
-تمام المهم عرفه لو فكر يفتح بوقه هيبقي آخر يوم في عمره سامع يا نصار وأعمل حسابك أنت إلي مسؤول قدامي.
تنهد بقلة حيلة وقال:
-تمام يا باشا أطمئن.
❈-❈-❈
بعد ما دار بينها وبين أمير لم تسعفها قدماها الذهاب إلي عملها وعادت إلي المنزل تجر أذيال الخيبة، دلفت الشقة دون أن تنطق بحرف واحد مما آثار فزع والدتها التي انتفضت من مكانها تتساءل بلهفة:
-خير يا بنتي في أيه ؟ مالك وشك مخطوف كده ليه؟ أنتِ مروحتيش الشغل ليه؟
"أنا فسخت خطوبتي من أمير"
نطقتها بإنكسار، مما جعل والدتها تشهق بصدمة وهي تضرب على صدرها مرددة بعدم إستيعاب:
-يا مصيبتي السودة فسختي الخطوبة يعني أيه ؟ إيه اللي حصل يا بت أنتِ فهميني ؟
تهاوت على أقرب مقعد وتحدثت بصوت متحشرج:
-فسخت خطوبتي يا ماما أيه إلي مش مفهوم في كلامي.
جلست الأخرى على المقعد المقابل لها وتساءلت بحيرة:
-مش مفهوم في كلامك ؟ كلامك كله مش مفهوم يا بنتي الله يرضى عنك فهميني في أيه أنتِ شوفتي أمير ازاي وايه اللي حصل أنا عقلي هيقف منك .
نظرت إلى والدتها بتردد وقالت:
-أنا روحت لصفا أطمئن عليها الأول.
أومأت والدتها بتفهم:
-حلو أوي وبعدين شوفتي أمير فين بردو وايه اللي حصل ؟
هتفت بحذر:
-أمير كان هناك يطمئن علي ياسين وأنا بقي لما بشوف ياسين ده بيركبني عفريت مسكت في خناقه أمير جه يتكلم رميت ليه الدبلة بتاعته.
شهقت والدتها بصدمة وردد بعدم إستيعاب:
-أنتِ بتتكلمي جد اتخنقتي مع جوز صاحبتك؟ حصلت تتخانقي مع رجالة يا نور أنتِ أتجننتي لأ وكمان حصلت ترمي الدبلة فى وش خطيبك ايه البجاحة دي يا نور ؟ بجد جبتي البجاحة دي منين ؟ أنتِ متربية أنتِ ولا شوفتي بربع جنيه حتي تربية؟ بيوت الناس ليها احترامها يا هانم و عليتي صوتك علي راجل ورميتي الدبلة فى وش خطيبك ده أيه؟ الحمد لله أن أبوكي في الشغل لو كان موجود أقل حاجة كان أداكي أربع أقلام علي وشك عشان تتعملي الأدب يا بت أنتِ أنا بس عايزة أفهم أمير عمل أيه عشان ترمي الدبله في وشه؟
ردت بتبرير:
-دايما بيغلطني وكمان بيقولى أنتِ مصغراني.
تهكمت الأخرى وقالت:
-ما دي الحقيقة يا بنتي دي الحقيقة أمير محترم وابن حلال راجل يؤتمن لكن مع الأسف يا بنتي ضيعيته العمل دلوقتي أيه بما أبوكي يرجع ويسمع كل المصايب إلي عملتيها دي أقل حاجة يعملها هيديكي كفين في وشك علي الأقل يمكن وقتها تتربي وتعرفي أن ليكي كبير يا هانم.
صاحت باندفاع:
-وأنا كنت عملت ايه لكل ده ولا غلط في أيه عشان تعامليني كده.
ابتسمت والدتها بمرارة واسترسلت بإيضاح:
-ما هو المصيبة بعد كل الغلطات دي مش عارفة إنك غلطانة قومي من قدامي قومي يا آخرة صبري.
نهضت نور باستياء واتجهت الى غرفتها، بينما ظلت عايدة جالسة تفكر في حل لتلك المعضلة قبل أن يعلم زوجها ويحدث ما لا يحمد عقباه إبنتها أخطأت بالفعل وخطأ كبير حتي لاح علي ذهنها فكرة سعت إلي تنفيذها سريعاً.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية