رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 44 - 2 - الأربعاء 1/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الرابع والأربعون
2
تم النشر الأربعاء
1/1/2025
ردت ببساطة:
-حلها بسيط عشان تتصلح نروح للمأذون نطلق وكل واحد يروح لحاله ولا قواضي ولا وجع دماغ وأنت تشوف حالك وأنا أشوف حالي.
صاح بجنون:
-أنتِ عايزة تجننيني يا ست أنتِ بقولك نرجع المياه لمجاريها تقولي نطلق أنت ِ عايزه تجننيني؟
تهكمت قائلة:
-اجننك لأ يا باشا أنا مستلماك كده.
زفر بضيق وقال:
-سلوى أنا مش هطلق.
ردت ببساطة:
-بسيطة أوي مش هطلقني هخلعك.
رمقها شذراً وصاح بعصبية:
-أعلي ما في خيلك اركبيه وأنسي إنك تخلصي مني سامعة أنسي هتفضلي علي ذمتي لآخر يوم في عمرك حتي لو وصل بيا الأمر أموتك وأموت نفسي وسعي.
أزاحها جانباً وغادر الشقة صافعاً الباب خلفه بعنف، بينما ظلت هي تقف كما هي لديها ذهول مما تفوه به هل جن يهددها بالقتل؟ إذا لم تتراجع عن الطلاق ؟ حسناً كما تشاء إذا فليقتلها فهي لن تتراجع عن الطلاق .
❈-❈-❈
بعد أن انتهى من زيارة والده واستقل السيارة الخاصة بوالدته طلب من السائق الذهاب إلى متجر خاص ببيع الزهور، وبالفعل أخذه السائق إلي المتجر وهبط من السيارة وانتقي باقة من الزهور الحمراء وعاد إلى السيارة متجهاً إلي
"صفا القلب" .
طرق الباب بخفة وهو يتمنى داخله أن تقوم هي بفتح الباب وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة على مصراعيها واستجابت أمنيته وبالفعل فتحت صفا الباب وهي تحمل طفلها علي يدها، ظل يرمقها بنظرات عاشقة ما أبهي من هذا المنظر البديع ؟ لاح علي ذهنه أن هذا المنظر البديع بعد شهراً واحداً سيبقى أمام مقلتيه.
آفاق من شروده علي صوتها العذب:
"بابي جه يا مودي"
تبسم بإتساع وغمغم بنبرة يتخللها عشق:
-قلب بابي وعمره أنت ومامي.
وقع بصرها علي الباقة الحمراء التي بين يديه، مما جعلها تبسمت بحب وهتفت بدلال:
-الورد ده ليا ؟
فاجأها برده أنه ركع على ركبتيه ومد يده بباقة الزهور وتحدث بعشق:
"أحلى ورد لصفا القلب والروح بحبك"
دمعت عيناها بفرحة وقالت:
"وأنا بحبك وبعشق يا نبض قلبي"
نهض سريعاً وما كان رده سوي أنه ضمها بحب مقبلاً جبينها وجبين طفله بحنان:
"ربنا يديمكم في حياتي يا فرحة عمري"
❈-❈-❈
مساءً يجلس عزمي والد نور يتناول الغداء بشهية بينما زوجته تنظر له تارة وتارة أخرى تلعب بالطعام في طبقها، لاحظ هذا فتسأل بحيرة:
-مالك يا عايدة في أيه ؟ مش بتاكلي وعمالة تتفرجى عليا ؟
ردت بتوتر:
-ها لأ بأكل أهو يا حاج.
اتجه بأنظاره إلى طبقها الذي لم تمسسه من الأساس وتحدث بحيرة:
-أكلتي بس يا أم نور طبقك زي ما هو أهو صحيح هي نور فين لسه مرجعتش من الشغل؟
ردت بإيجاز:
-نايمة يا حاج.
اتسعت عيناه بصدمة وتسأل بعدم تصديق:
-نعم نعم نور نايمة واحنا بنتغدا؟ أنتِ بتهزري صح ؟ أوعي تكون تعبانة أو فيها حاجة يا ست أنتِ من أمتي نور تسيب الأكل فهميني .
تساءلت بحذر:
-طيب أنت شبعت ومليت بطنك يعني؟
رمقها مذهول وردد ساخراً:
-نعم يا أختي؟ يا ست أنتِ بقولك البنت مالها تقولي شبعت في إيه بالظبط ؟
"بنتك فسخت الخطوبة"
نطقتها دفعة واحدة.
اتسعت حدقتا عينيه بصدمة وتسأل بعدم تصديق:
-فسخت الخطوبة ؟ بنتك اتجننت صح ؟ عملت أيه الواد ؟ أنا عارف أمير طيب وابن حلال لكن بنتك مفترية أكيد عملت مصيبة أنطقي عملت أيه.
هتفت بتردد:
-ها مش عارفة.
زجرها بعنف:
-انطقي يا عايدة بنتك عملت أيه ؟
رمقته بقلق وعقبت بتبرير:
-طيب هتكلم بس ممكن أنت تهدي كده ضغطك هيعلي.
صاح بعصبية:
-يعلي ولا أغور في ستين داهية من وشك أنتِ وبنتك أنطقي قولي بنتك عملت أيه ؟
نظرت له بتردد وسردت له كل شئ وسط صدمته ما أن أنهت حديثها حتى سألت بقلق:
-أنت كويس يا حاج ؟ أنا والله كلمت أمير وسألته إيه إلي حصل الواد والله ما نطق وقال تستاهل إلي أحسن مني.
رمقها بخيبة أمل وهتف بخزي:
-نور عملت ده كله ؟ دي بنتي اللي تعبت في تربيتها ده اللي تعمله تهين الناس في بيوتها وتعلي صوتها علي رجالة وتغلط في الراجل اللي هيكون جوزها وتصغره قدام أهله؟
نهضت بهدوء متجهاً إلي غرفته وما أن تحرك عدة خطوات حتى توقف فجأة يضع يده على قلبه بآلم وسرعان ما أطلق صرخة قوية وسقط أرضاً بلا حول ولا قوة.
❈-❈-❈
بعد زيارته لـ صفا ذهب إلي الفندق وبعد أن أراح جسده قرر أن يذهب إلي الشقة الخاصة بأمير فهو يحتاج إلى رعاية بالفعل، حزم أمتعته وهاتف السائق يستعد بالسيارة، وقام بغلق حسابه في الفندق وغادر بعدها، وضع السائق الحقائب داخل السيارة وقادها متجهاً إلى شقة أمير، وصل السائق بعد فترة وحمل الحقائب وصعد بها برفقة ياسين وضعها أمام الشقة وتسأل بإحترام:
-أي أوامر تانية يا ياسين باشا؟
رد ياسين ممتناً:
-لأ شكراً يا عم عوني روح أنت خلاص.
أومأ بتفهم:
-تمام يا باشا.
غادر السائق بينما قام هو برن جرس الباب وفتحت له والدته بعد دقائق واتسعت ابتسامتها ما أن رأته وآخذته في أحضانها بحب:
-نورت يا قلب أمك.
ولج ياسين وبدأ بإدخال الحقائب بحذر بيده السليمة ووضعهم بالداخل جوار الباب ودلف برفقة والدته، وجلس على أقرب مقعد بوهن، نظرت له بقلق وتسألت:
-أنت كويس يا حبيبي ؟
أومأ بالإيجاب:
-كويس يا ماما أنتِ إلي كويسة ؟
تبسمت بهدوء وقالت:
-أيوة يا حبيبي.
رمقها بعدم تصديق وقال:
-تمام هو أمير لسه مرجعش؟
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ يا حبيبي لسه زمانه في الطريق قوم يلا أرتاح شوية عقبال ما يجي.
أومأ بإيجاب وقال:
-تمام أنا مش قادر أفتح عيني أصلاً بس قبل ما أنام مفيش حاجة مخبيها عني ؟
تنهدت بقلة حيلة وأجابت:
-أبوك كان هنا.
انصت لها باهتمام:
-خير أيه إلي حصل ؟
ردت باختصار:
-مش مهم اللي حصل المهم أني عايزة أطلق بأسرع وقت خلاص أنا وأبوك حكايتنا انتهت للأبد يا ياسين.
تنهد بقلة حيلة وقال:
-لله الأمر من قبل ومن بعد إلي حضرتك شايفاه يا أمي.
❈-❈-❈
كان يقود سيارته عائداً إلى منزل، وأثناء قيادته وجد هاتفه ينير بإسم نور، تعجب هل تنوي الاعتذار منه؟ قطب جبينه بحيرة ورد:
-ألو .
توقف فجأة بسيارته مصدراً فرامل قوية اصطدام على أثرها للأمام، ولكن ما أن استمع إلي صوتها الباكي تجاهل كل شئ وتحدث بلهفة:
-اهدي ياقلبي أهدي بس ايه اللي حصل فهميني ؟ عمي ماله جيب طيب إسعاف أيه المستشفى بتاعتنا؟ ماشي ماشي إهدي إهدي مسافة الطريق وأكون عندك طيب طيب مش هقفل خليكي معايا على الخط أنا معاكي اهو اطمني.
بدأ في قيادة السيارة متجهاً سريعاً إلى المشفى كي يطمئن علي هذا الشخص الخلوق الذي لم يرى منه سوى كل الخير والاحترام، وكذلك كي يطمئن مهلكة قلبه التي بات القلق ينهش قلبه قلقاً ووجماً عليها.
❈-❈-❈
وصل المشفى ومازال الهاتف على أذنه ظل يركض بين أروقة المشفى حتى وجدها تقف في إحدى الزوايا بينما والدتها تجلس علي المقعد المعدني تبكي بحسرة، أغلق هاتفه سريعاً وظسه في جيبه وركض تجاهها وخر راكعاً أسفل قدميها وتسأل بلهفة:
-نور مالك فيكي أيه طمنيني وعمي ماله ايه اللي حصل طمنيني ؟
"بابا بيموت بسببي"
نطقتها بصوت متقطع، اتسعت عيناه بصدمة وتسأل:
-بيموت أيه ؟ أنا مش فاهم حاجة إهدى شوية وفهميني في أيه؟
أخذت نفس عميق وتحدثت بصوت متحشرج:
-بابا عرف إلي حصل وطب وقع.
زفر بضيق وهتف موبخاً:
-وده كلام يتحكي ولا يتقال يا نور؟
قبل أن تجيب عليه كان باب الغرفة فتح وخرج الطبيب، نهض سريعًا كما نَهضت نور ووالدتها أيضًا، تَسألت نور بلهفة:
-طَمنيِ يَا دكتور بابا كويس ؟
نَظر لها الطبيب بأسف وقال:
-ذَبحة صدرية يا دكتورة نور مع الأسف.
شَهقت نور بصدمة وتسألت:
-ذَبحة صدرية طيب هو كويس طمني يا ك
دكتور ؟
تبسم بهدوء وقال:
-بخير الحمد لله هو طالب يشوفك بس طبعًا أنتِ دكتوره وعارفة المريض محتاج راحة نفسية أهم شئ.
أومأت بإيجاب وردت بتَلهف:
-حاضر حاضر يا دكتور.
تخطت الطبيب ودلفت سريعًا داخل الغرفة، وجدت والدتها مستلقي على الفراش بلا حول ولا قوة، خجا تجاهه بحذر وجدته مغمض العينين همست بحزن:
-بابا.
فتح أهدابه ونظر لها معاتبًا، دمعت عيناها واقتربت منه مقبلة يده بأسف:
-حقك عليا يا بابا أنا السبب في إلي حصل ؟
تحدث بصوت متحشرج:
-مش أنتِ السبب ده مقدر ومكتوب بس أنتِ غلطِ يا بنتِ لدرجة أني بقيت حاسس أني غلط في تربيتك أنتِ كسرتينيِ يا نور أول مرة تعمليِ كده طول عمري بفتخر بيكي يا بنتي وفي النهاية وصلتينا لكده ؟ مش حابة تكملي مع أمير كل شئ قسمة ونصيب بس تكبريني يا بنتي أنا إلي أتكلم راجل لراجل غير إلي عملتيه مع جوز صاحبتك هي نفسها سامحته أنتِ ليه تدخلي يا بنتي؟
تجمعت الدموع في مقلتيها وتحدثت بحزن:
-حقك عليا يا بابا أنا أسفة بجد أوعدك إنك ترجع تفتخر بيا زي زمان وأن إلي حصل ده ميتكررش تاني.
رمقها بأمل وقال:
-أتمني ده يا بنتي مامتك فين ؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية