-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 45 - 2 - الخميس 2/1/2025

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخامس والأربعون

2

تم النشر الخميس

2/1/2025


أشتري ياسين فيلا كبيرة كي يمكث بها هو ووالدته وصفا ووالدتها وطفلهم الصغير ولكن بعد أن يقوم بعمل حفل زفاف كبيراً له. 


وها قد جاء اليوم المنتظر حفل زفاف" ياسين وصفا "


"في فندق فايف ستارز" وتحديداً في الجناح الملكي تجلس صفا أمام خبيرة التجميل تضع اللمسات الأخيرة على وجهها، بينما تجلس نور علي الفراش ترتدي دريس من اللون الروز وحجاب عصري من نفس اللون، وجوارها والدة صفا التي تحمل الرضيع بين يديها.


إبتعدت خبيرة التجميل عن صفا وهتفت بإعجاب:

-تقدري تقومي تشوفي نفسك في المراية.

نهضت صفا بصعوبة نتيجة ثقل فستان الزفاف المرصع بالالماس بناءً على إختيار ياسين، وما أن وقفت واستدارت إلي والدتها ونور حتي نطق الاثنين في نفس واحد.

"بسم الله ما شاء الله"

تسألت صفا بتوتر:

-بجد أنا حلوة ؟

شهقت والدتها بصدمة وتسألت بعدم إستيعاب:

-هو ده سؤال إنتِ تبارك الله يا بنتي زي البدر في ليلة تمامه اللهم بارك.

توجهت بنظراتها إلي نور وتسألت:

-ساكتة ليه ؟ قولي رأيك ؟

ردت ببساطة:

-طنط قالت كل حاجة يا بنتي أنتِ أصلاً في العادي ِ قمر تبارك الله دلوقتي قمرين بصي إنتِ في المراية وشوفي نفسك يا قلبي.

نظرت لهم بتردد وتحركت عدة خطوات وتوقفت أمام المرأة تتأمل مظهرها بداءً من حجابها البسيط والمزين بتاج مرصع بالألماس، الميك أب الهادئ الذي أظهر مدي جمال وصفاء وجهها، فستانها الأسطوري الذي صمم خصيصاً من أجلها، فستان زفاف ذو أكمام طويلة يضيق من أعلي الصدر ويسترسل بإتساع من منتصف صدر حتي أسفل قدمها بزيل طويل يتعدي الخمسة أمتار ظلت تتأمل ملامحها بشرود حتي تجمعت الدمع في مقلتيها، مما جعل نور تنهض سريعاً هاتفة بإنزعاج:

-بتعيطي ليه بس يا صفا حرام عليكي ده يوم تعيطي فيه بطلي نكد بقي.

رمقتها صفا شذراً وقالت:

-نكد ؟ الملافظ سعد يا آخرة صبري.

زفرت نور بملل وتدراكت مستفهمة:

-ممكن أعرف بتعيطي ليه ؟ أيه خلاص مش عايزة تتجوزي ياسين وربنا أحنا فيها أنتِ عارفة أنا بعزه إزاي أصلاً أخدك ونهرب.

تبسمت صفا وعقبت ساخرة:

-أه خلي أمير المرة دي يعلقك تتمرجي علي باب زويلة ويخلص منك.

ردت الاخري بدلال:

-لأ يا قلبي ميرو بيحبني وميقدرش علي بعدي وإنتِ بقي أفردي خلقتك دي بدل ما أديكي كفين في وشك أعدلك أنا وإنتِ عرفاني مجنونة وأعملها.

هتفت آخر كلماتها محذرة وهي ترفع يدها استعدادًا لذلك مما جعل صفا تتراجع إلى الخلف وتبتسم بتلقائية علي جنون صديقاتها، أستأذنت منهم خبيرة التجميل وغادرت بعد أن تمنت السعادة إلي العروسين.


بينما في خارج الجناح وتحديداً الجناح المجاور كان يقف ياسين معطياً ظهره إلي والدته التي أصرت أن تقوم هي بمساعدته في إرتداء الجاكيت الخاص بحلته، ما أن ألبسته أياه حتي توقف أمامه بعين دامعة تقوم بإغلاق أزاررها بحنان، ومع آخر زر قامت بإغلاقه، رفع ياسين كف يدها مقبلاً إياه بحب:

-ربنا يخلكي ليا يا ست الكل.

تبسمت بحب والدمع في مقلتيها وغمغمت بفرحة:

-ويخليك ليا يا قلب أمك.

ضمها بحب وهي تربت على ظهره بحنان، داعبهم أمير بمرح:

-إيه يا جدعان مش وقت أحضان وعياط هنتأخر علي العروسة وكده العروسة تفتكر إنك هربت ولا حاجة.

ابتعدت سلوي عن ياسين وهتفت بحب:

-لأ عليه إيه يلا بينا.

"مش قبل ما ألبس العريس الساعة بنفسي"

نطقها أمير بمرح، واقترب من ياسين وقام بوضع الساعة في يده اليسري، وضمه بعدها بأخوة مربتاً علي ظهره بحنان:

-مُبَارك يا صاحبي.

رد الآخر ممتناً:

-الله يبارك فيك يا صاحبي عقبالك عن قريب.

ابتعد عن الآخر وهتف مدعباً:

-أسبوعين أتنين يا باشا وهتتبدل الأدوار.

تبسم ياسين ورد:

-علي خير يا صاحبي .

ألتفت الي والدته وتسأل:

-تفتكري صفا جهزت ؟

أومأت بإيجاب وعقبت:

-أيوة من شوية لما كنت عندها كانت بتحط اللمسات الأخيرة.

نظر أمير إلي ياسين بتردد وتسأل:

-ياسين إنتَ بردوا هتنفذ إلي في دماغك؟

حرك رأسه بإيجاب وقال:

-أيوة .

قطبت سلوي جبينها بحيرة وتدراكت مستفهمة:

-قصدك أيه يا أمير؟

توجهت بنظراتها إلي ياسين:

-إنتَ ناوي علي أيه يا أبني ؟

تبسم بهدوء وقال:

-أطمني يا أمي مفيش حاجة يلا بينا عشان منتأخرش علي صفا.

رمقتهم بقلة حيلة وقالت:

-ماشي يا حبيبي يلا.

❈-❈-❈

قطع حديثهم طرق علي باب الجناح مما جعل نور تصيح بلهفة:

-بسرعة بسرعة يا صفا ضهرك للحيط.

رفعت يدها وأشارت بإبصبعها بتحذير:

-أوعي تبصي وراكي عشان الفرست لوك سامعة؟

أومأت بإيجاب:

-حاضر بس لحظة .

توجهت بنظراتها وهتفت برجاء:

-ماما هاتي مودي ؟

تبسمت بحب وقالت:

-حاضر يا بنتي.

نهضت والدتها وأعطتها الصغير برفق وبعدها أذنت لها نور بالدخول.

فتح الباب ودلفت سلوي أولاً يتبعها ياسين الذي يخطوا خطواته بتلهف وحماس لرؤية معشوقة الروح، ولكن أوقفه أكثر صوت بات يزعجه في هذه الفترة.

"أقف عندك"

نطقتها نور بحزم مما جعل الأخير يشتعل غيظاً ويزفر أنفاسه بضيق قبل أن يقول:

-نعم يا دكتورة نور خير ؟

هتفت بإستفزاز:

-أفرد خلقتك دي يا بيه وأضحك عايزة ضحكة من الودن للودن أنت بصور الفيرست لوك ولازم تنبهر آول ما تشوفها وتقولها أيه الجمال ده يا ياروحي وتشيلها وتدور بيها بس أوعي توقعها هي والولد وأه بلاش بوس وأحضان أنا مش أريل هنا.

قلب عينيه بضجر وأستغفر في سره وتحدث بنفاذ صبر:

-تمام حاضر أي أوامر تانية ؟

ردت بإختصار:

-حالياً لأ يلا بقي أتفضل بره وخد الباب في إيدك وأفتح الباب وإنتَ بتضحك.

تنهد بقلة حيلة وقال:

-حاضر ربنا علي الظالم والمفتري.

تسألت بتشكك:

-إنتَ بتدعي عليا صح ؟

تبسم ساخراً وعقب:

-وأنا أقدر بدعي علي واحد صاحبي متعرفهوش.

غادر الغرفة كما قالت صافعاً الباب خلفه بعنف وبعدها ثوان فتح الباب ببطئ وعلي ثغره إبتسامه عذبة تهادي بخطواته حتي وصل إلي صفا وتوقف خلفها وقلبه ينبض بقوة من شدة سعادته وتطوقه لهذه اللحظة، آخذ نفس عميق وأكمل خطواته حتي وقف أمامها وما أن وقع بصره عليها حتي اتسعت مقلتيه وهو يتأملها بنظرات عاشقة يقسم داخله أن كل مرة يراها بها تكون أجمل من سابقتها، ويزداد عشقه لها أضعافاً، همس بصوت عاشق جعل القشعريرة تسري داخل أوردتها:

-سبحان من خلقك وسبحان من صورك وسبحان من جعل في وجهك قبول يخلي كل من شافك يقع في سبحان من خلاكي تدخلي القلب من غير مقدمات.

"أحبك يا أجمل من رأت عيني، أحبك يا من استحوذتي علي قلبي دون إستئذان، وتربعتي علي قلبي وأصبحت أحيا بكِ إنتِ وليس بنبض قلبِ، يا من عَشقتُ هواكِ وسرت عَاشق متيم أحيا علي حبكِ"

اقترب منها مقبلاً جبينها بحب وحمل منه صغيرهم مقبلاً إياه علي جبهته بحنان وتقدم خطوتين وآخذها بين أحضانه بحنان هامساً في أذنها بحب:

-بحبك.

ودون سابق إنذار حملها بيد ودار بها وسط صدمتها وذهولها وهي تتمسك به بقوة وتضع يدها على طفلها بحنان، توقف أخيراً وأنزلها برفق وابتعد عنها غامزاً لها بخفة:

-خايفة ليه تفتكري ممكن أوقعك يا قلب ياسين؟

تبسمت بخجل وهتفت بدلال:

-لأ بس الفستان تقيل وكمان مودي علي دراعك التاني.

غمز عينيه اليسري بخفة وعقب بتفاخر:

-عيب عليكي يا قلبي إنتِ متجوزة أسد.

"هههههههههههه ضحكتني طيب يلا أخويا خف عجلك كده عشان ننزل بدل ما تقلب قطة النهاردة وهيبقي شكلك وحش أوي"

نطقتها نور متهكمة، مما جعل الآخر يشتاظ غضباً وهو يضغط علي أسنانه بقوة وينظر إلي صفا بغيظ:

-سامعة ؟ أقتلها ولا أشرب من دمها ؟

هتفت بتلهف:

-خلاص خلاص بقي إنتَ عارف نور بتحب تهزر.

اقتربت والدته منه كي تأخذ الصغير:

-هات مودي يا حبيبي.

حرك رأسه نافياً وتحدث بإحترام:

-لأ يا أمي أنا إلي هشيله وأحنا نازلين.

نظر الجميع له بتعجب، فتداركت سلوي مستفهمة:

-طيب ليه يا أبني؟

تحدث بإصرار:

-ماما ده أبننا و النهاردة الناس كلها لازم تعرف ده.

هتفت صفا بتخوف:

-ياسين بلاش الناس مش هتسكت.

رفع يدها يقبل يدها بحب وعقب قائلاً:

-إلي يتكلم يتكلم أنا كفيل أخرس الكل أحنا ولا عملنا حاجة غلط ولا حرام عشان نخاف من شوية بشر أنتِ كنتِ مراتي علي سنة الله ورسوله يا قلبي يلا بينا يا حبيبي عشان أتأخرنا؟

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-حاضر يا حبيبي.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة