-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 47 - 2 - الأحد 5/1/2025

 

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السابع والأربعون

2

تم النشر الأحد

5/1/2025



"في القاهرة"

وتحديدًا في شقة أمير التي يقطن بها هو وخالته، عاد أمير من عمله متأخراً وجد خالته مازالت مستيقظة أقترب منها مقبلاً جبينها بحب وهتف متسائلًا:

-صاحية ليه يا قلبي مش كلمتك قولتلك إني هتأخر وارتاحي إنتِ؟

أومأت بإيجاب وعقبت:

-أبوة يا حبيبي بس ياسين وصفا لسه في الطريق لما أطمئن أنهم وصلوا الأول.

أومأ بتفهم وقال:

-خير خير بإذن الله يا حبيبتي متقلقيش إبنك ده دماغه رايقة كانوا راحوا بطيارة خاصة مش فاهم ليه قرر يسوق ؟

تبسمت بحب وهتفت موضحة:

-حابب يقضي مع صفا وابنه وقت حلو في طريق السفر لكن في الطيارة مش هيقدر يعمل ده وكمان مفيش جواز سفر لصفا ولا جواز سفر لمودي فهمت يلا قوم نام وارتاح يلا جعان تحب أحضر ليك عشاء ؟

حرك رأسه نافيًا وتدراك قائلاً:

-لأ يا خالتو تسلمي أكلت في الشغل.

ربتت على ظهره بحنان وقالت:

-ألف هنا علي قلبك يا حبيبي تصبح على خير.

رد بهدوء:

-وحضرتك من أهل الخير يا حبيبتي.

❈-❈-❈

وصل أخيرًا إلي شرم الشيخ وتحديدًا إلي الفيلا الخاص بهم أطلق كلاكس جعل فردي الأمن يقوموا بفتح الباب له فهم على يقين بوصوله فتحوا البوابة وقاموا بتحيته، توقف بالسيارة أمام الباب الداخلي وهبط من السيارة واتجه إلى الباب الآخر هزها برفق:

-صفا حبيبي اصحي وصلنا خلاص.

تململت في نومها وفتحت أهدابها بنوم:

-إحنا فين ؟

تبسم بحب وقال:

-وصلنا شرم خلاص تقدري تنزلي ولا أدخل مودي وأجي أشيلك ؟

حركت رأسها نافية وقالت بنوم:

-لأ هقدر أمشي خد مودي بس.

حمل الصغير عنها بحب، وهبطت من السيارة وتمسكت بيده بحب أغلق الباب بقدمه وصعدوا الدرج حتى توقف أمام الباب الداخل وترك يدها وأخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب وأشار لها بالدخول:

-اتفضلي يا برنسس.

تبسمت بحب وهتفت بدلال:

-شكرًا يا سمو الملك.

عقب ضاحكًا:

-سمو الملك مرة واحدة ماشي يا ستي.

دلفت أمامه وهو خلفها قام بالضغط علي زر الإضاءة وأنارت المكان دارت عيناها في المكان وهتفت بانبهار:

-تحفة بجد أنا كنت فاكرة أننا هانزل في فندق أو تأجر شاليه.

تبسم بهدوء وقال:

-تفتكري ممكن أنزل مراتي وابني في فندق أو شاليه إيجار يا قلبي بس؟ يلا يلا أطلعي عشان تنامي ترتاحي بكره اليوم طويل.

تساءلت بغباء:

-يعني إنتَ مأجر الفيلا ؟

اتسعت عيناه بصدمة وتسأل بعدم تصديق:

-نعم هاخدك إنتِ وأبني فيلا مسكونة ؟ أمشي يا صفا أمشي يلا قدامي يا ماما قدامي شكل النوم آثر عليكي يا حبيبتي .

سألت بفضول:

-يعني الفيلا دي بتاعتك؟

حرك رأسه نافيًا وأجاب ببساطة:

-لأ بتاعتك إنتِ وأنا ومودي ضيوف عندك.

رمقته بعدم تصديق وسرعان ما انفجرت ضاحكة:

-عليك هزار يا ياسين يلا يا حبيبي ننام أحسن.

تحركت تجاه الدرج لكنه أوقفها وتحدث بصدق:

-أنا بتكلم جد مش بهزر.

ألتفت له بعدم إستيعاب واستطرد قائلاً:

-أيوة بتكلم جد فعلًا الفيلا دي بإسمك هدية جوازنا.

اتسعت مقلتيها بصدمة وقالت:

-إنتَ بتقول إيه يا ياسين وليه تعمل كده أصلًا؟

اتجه لها ووضع ذراعه فوق كتفها وحسها علي السير وأردف بحنان:

-أنا معملتش حاجة من الأساس وبعدين مالي وكل ما أملك وبما فيهم أنا ملكك أنتِ وبس يا قلب ياسين ودي هدية بسيطة مني و بطلي رغي بقي أنا بقالي عشر ساعات سايق يا هانم محتاج أنام وأرتاح.

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-حاضر يا حبيبي بس كلامنا لسه مخلصش.

تجاهل حديثها وهتف بحزم:

-الكلام خلص ومفيش موضوع نتكلم فيه من الأساس يا برنسس أنا بعرفك وبس وبعدين خدي بالك بقي أنا راجل صعيدي أبً عن جد ومفيش حرمة تقولي لأ سامعة ولا لأ؟

ضربته بخفة بقبضة يدها على صدره وهتفت بغيظ:

-ماشي يا عم الصعيدي مش لما تعرف تتكلم صعيدي الآول يا حبيبي.

اتسعت عيناه بصدمة وتسأل:

-إنتِ قد الضربة دي ؟

ابتعدت عنه وركضت أمامه علي الدرج وهي تتراقص بغيظ:

-قدها ونص يا حبيبي.

رمقها بتوعد وهتف بحزم:

-هطلع بس أنيم الواد وهجيبك يا صفا هعلقك يا قلبي.

تراجعت بخوف وهتفت بدلال:

-قلبك أبيض يا حبيبي قلبك أبيض بهزر معاك.

رفع حاجبه باستهجان وتدراك متهكمًا:

-لا والله دلوقتي بتهزري؟

اقتربت منه مرتبة على ذراعه بدلال :

-خلاص بقي قلبك طيب يا حبيبي بقي  ده أنا صفا حبيبتك يا سينو.

ضيق عينيه نصف عين:

-دلوقتي صفا حبيبتك يا سينو هقول إيه يا قلب سينو سماح المرة دي.

❈-❈-❈

مع بزوغ شمس الصباح وطلت أشعة الشمس من النافذة الزجاجية وداعب وجه هذه الغافية وداعب عيناها مما جعل تحرك أهدابها بنوم، فتحت عيناها ونظرت حولها وجدت صغيرها غافيًا جوارها في المنتصف ووالده غافيًا على بطنه على يسارهم، تبسمت بحب ونهضت من جوارهم بحذر شديد حتي لا يفزعوا، ارتدت مئزرها فوق منامتها وغادرت الغرفة على أطراف أصابعها.

بعد مغادرتها أصبحت أشعة الشمس تداعب هذا الكائن الصغير الذي بات يتململ في نومه ويحرك جسده ببكاء مصدراً همهمات طفولية جعلت والده يستيقظ هو الآخر فتح عيناه بضعف وجد طفله جواره يبكي مسح على وجهه واعتدل علي ظهره وهو ينظر علي الجهة الاخري لم يجد صفا، اتجه بنظراته تجاه المرحاض وجد الضوء مغلق حمل صغيره بخفة ووضعه فوق صدره وتحدث بحنان:

-حبيب بابي البكاش آول ما أشيلك تبطل عياط يا مكار إنتَ ؟

قبله بحب ونهض بحذر حاملاً إياه:

-تعالي ننزل يا قلب بابي نشوف مامي سابتنا وراحت فين يا مودي باشا.

فتح باب الغرفة واتجه إلي الأسفل بحثاً عنها.

❈-❈-❈

كانت تقف أمام أمام الموقد تعد الإفطار بسعادة لا توصف حتى ذات الوقت تشعر وأنها حلمًا جميلًا وليس حقيقة تخشي أن تستيقظ منه ويقابلها واقع مؤلم.

بينما ولج المطبخ وهو يحمل صغيرها وجدها مندمجة في تحضير الطعام حتى أنها لم تنتبه لهم.

وقف يتأملها بحب وهو يحمل صغيره ولكن لم يدوم تأمله كثيراً ولا اندماجها عندما بدأ الصغير نوبة بكائه، ألتفت لهم وتسألت بانتباه:

-إيه ده انتوا هنا ؟

تبسم بهدوء وقال:

-أيوة من شوية الباشا صحاني من النوم جبته وجينا نتأمل في مامي بس الباشا إبنك بقي مش بيستر واشتغل في العياط.

اقتربت منه وحملت صغيرها بحنان وقالت:

-أكيد جعان هطلع أرضعه وأغير ليه.

التفت الي رخامة المطبخ واستطردت بإيضاح:

-حبيبي أنا جهزت الأكل ممكن تطلعه علي السفرة ؟

أشار إلي عينيه بحب:

-من عيوني يا قلبي بس إيه رأيك نفطر علي البسين ؟

رمقته بحيرة وتسألت:

-بس الأمن ؟

حرك رأسه نافيًا وعقب قائلًا:

-لأ يا قلبي اطمن الأمن على البوابة الأمامية لكن البسين متقفل ومفيش حد يقدر يشوفه يا قلبي أطمني وخدي راحتك خالص وبلاش طرحة كمان الجنينة إلي ورا مفيش حد فيها اطمني.

تنهدت بارتياح وقالت:

-تمام يا حبيبي. 

❈-❈-❈

بعد فترة كان يسبح ياسين في حمام السباحة بينما تجلس صفا و تحمل صغيرها علي حافة المسبح وتضع قدميها في المياه، اقترب منها وتسأل:

-بردوا مش ناوية تنزلي؟ ولا تنزلي الولد ؟

ردت بتوتر:

-يا حبيبي هو لسه صغيرة لسه مكملش شهرين.

تهكم ساخرًا  وأضاف:

-يا قلبي في سباحة للرضع بيتعلموا من عمر شهر هاتي الولد يلا معايا وأنزلي إنتِ كمان أحنا في آخر الصيف خلاص أصلًا والشتاء جاي حاولي تستمتعي.

رمقته بقلق وقالت:

-معلش يا حبيبي بلاش لما ينام هبقي انزل معاك.

أقترب منها وأخذه منها برفق:

-يا قلبي متخفيش خلي الولد ينتعش في المياه شوية بدأ يسبح والصغير في أحضانه ويداعبه في الماء.

نظر إلي صفا وأشار إلى شئ ما:

-حبيبي في عوامة أطفال في الدولاب ده هاتيها.

أومأت بإيجاب وهتفت بتحذير:

-خد بالك من الولد.

تبسم بهدوء وعقب:

-قومي يا هبلة هتوصيني علي ابني؟

نهضت بالفعل وقامت بفتح الخزانة وجدت بها عوامة لطفل صغير وأخرى للكبار ولايف چاكيت، آخذت العوامة واتجهت إلى حمام السباحة وأعطتها إلى زوجها وتسألت:

-ياسين هو إنتَ إلي شاري الحاجات دي؟

رد بهدوء:

-أيوة وصيت عليهم ممكن تنزلي يلا بقي وثبتي العوامة.

هتفت بقلق:

-ياسين الولد لسه صغير وعضمه طري.

قلب عينيه بضجر ورد:

-يا قلبي أطمني يلا بقي.

هبطت درج المسبح بخفة وثبتت العوام ووضع هو قدم الصغير في المكان المخصص له وأراح جسده إلي الخلف بحنان واتجه إلي زوجته وتحدث بحماس:

-إيه رأيك نعمل سباق نشوف مين الى هيكسب  ؟ 

نظرت إلي صغيرها بتردد واستطردت بإيضاح:

-مودي هنسيبه ؟

تبسم بهدوء ورد:

-اطمني احنا جنبه وعنينا عليه يلا بينا ؟

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-يلا بينا.

غمز عينيه بخفة وتسأل:

-بصراحة إلي عمل المايوه الشرعي ده يستاهل جايزة والله عليه بس حلو إنك بتعرفي تعومي كنت فاكر مش بتعرفي.

ردت بهدوء :

-أه طبعاً بعرف كنت أيام الكلية وكده بروح أتعلم كنوع من الرياضة ونور شجعتني الصراحة.

صاح بغيظ:

-نور كمان هنا في حمام السباحة ارحميني.

ضحكت بخفة وعقبت :

-أعمل إيه مش بحكيلك بالتفصيل.

هتف برجاء:

-بصي بلاش تجيبي سيرة نور طول شهر العسل ممكن ؟

اصطنعت التفكير:

-مممممم هفكر.

رمقها بتوعد واقترب منها وحملها وسط صراخها وألقاها بقوة في الماء:

-فكري بقي براحتك وإنتِ بتغطسي يا قلبي .

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة