-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 51 - 2 - السبت 11/1/2025

 

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الواحد والخمسون

2

تم النشر السبت

11/1/2025



بعد أن انتهوا من شراء ما يلزمهم اتجهوا إلي خارج الأتيليه وأثناء سيرهم داخل المول التجاري توقفت نور فجأة وهي تشير إلي أحد الأشخاص:

-مش معقول هو رجع مصر إمتي ؟

نظرت لها صفا بحيرة وتسألت:

-هو مين ده ورجع لمين؟

ردت نور بعفوية:

-بصي قدامك وإنتِ تعرفي مثلي الأعلي رجع مصر من تاني.

توجهت صفا بنظراتها تجاه ما تشير إليه ورددت بذهول:

"بيجاد النعماني" مش معقول هو رجع مصر إمتي ؟

تجاهلت نور حديث صفا واتجهت إليه سريعًا بخطواتها وخلفها صفا التي تحاول إيقافها بتلهف ولكن سبق السيف العزل ما أن التفت لهم بعد نداء نور إليه:

-مش معقول دكتور بيجاد النعماني بجلالة قدره هنا في مصر وأنا أقول مصر نورت ليه؟

ألتفت لها شاب طويل القامة بشعر أسود ناعم وكثيف بشرة بيضاء وعيون سوداء وحاجبين كثيفين يظهر عليه الوسامة، بانتباه وردد بحيرة:

-حضرتك مين؟

رمقته نور بعتاب وقالت:

-إخص عليك يا دكتور بيجاد تخونك سندوتشات الكبدة ؟ أنا نور.

اتسعت إبتسامة بيجاد ما أن تذكرها:

-دكتورة نور أخبارك إيه افتكرتك طبعًا

تبسمت بهدوء:

-الحمد لله أخبار حضرتك إيه ؟ حمد الله على السلامة.

رد بهدوء:

-الله يسلمك.

اتجه بنظراته وتسأل بحذر:

-أكيد دكتورة صفا صح كده؟

اقتربت بحرج وردت:

-أيوة يا دكتور حمد الله على السلامة.

رد مبتسمًا:

-الله يسلمكم أخباركم إيه رغم أن أنا زعلان منكم الصراحة.

تحدثت نور بتلهف:

-حقك عليا بجد يا دكتور كان جواب التعيين جه في مستشفى المحمدي ومضينا العقد ده السبب أننا منقدرش نقبل عرض حضرتك ونكون ضمن التيم عند حضرتك.

تبسم بهدوء وقال:

-ربنا يوفقكم يارب العالمين.

تساءلت  نور بفضول:

-حضرتك لابس دبلة يا دكتور حضرتك اتجوزت ؟

تبسم بهدوء وعقب قائلاً:

-أكيد يعني اتجوزت ومعايا بنوتة حياة.

ردت نور بعفوية:

-بسم الله ما شاء الله أكيد مامتها أجنبية صح؟

حرك رأسه نافياً وأجاب:

-لأ لأ مامتها مصرية.

تساءلت نور بفضول أكبر:

-بجد طيب هي اسمها إيه بتشتغل إيه ؟ أكيد دكتورة كبيرة زي حضرتك ؟

تبسم بهدوء وعقب قائلاً:

-إنتِ لسه غلباوية وفضولية زي ما إنتِ ؟ إسمها بتول وهي ممرضة يا ستي.

اتسعت مقلتي نور ورددت بذهول:

-نعم حضرتك متجوز ممرضة ؟

❈-❈-❈

ضربتها صفا في ذراعها بخفة وهتفت معتذرة:

-أسفة يا دكتور حقك عليا حضرتك عارف نور دايما مندفعة.

تبسم بتريث وقال:

-مفيش داعي تعتذري وهرد علي سؤالك الفضولي يا ست نور أنا بحب بتول مراتي جدًا علي فكرة وطلع عيني عشان تحبني زي ما حبيتها.

رمقته بعدم تصديق وعقبت بإيضاح:

-نعم نعم طلع عينك عشان تحبك زي حبتها أبهرتني يا دكتور ربنا يخليها ليك يارب.

رد باختصار:

-اللهم أمين طمنوني انتوا اخباركم أيه ؟ اتجوزتوا خلفتو؟

ردت نور بتلهف:

-صفا أتجوزت ومعاها ولد بيبي أنا بقي فرحي كمان كام يوم ممكن رقم حضرتك أو عنوانك عشان أبعت لحضرتك الدعوة؟

رد باختصار:

-أكيد طبعًا.

تبادلوا أرقام الهواتف سريعاً وتحدث:

-ربنا يتمم بخير ليكي يا دكتورة نور.

ألتفت إلي صفا بفضول وتسأل:

-دكتورة صفا حضرتك عندك عيادة؟

حركت رأسها نافية:

-لأ.

صمت قليلاً مفكرًا:

-طيب ممكن رقم تليفونك.

أومأت بترحاب:

-أه  أكيد طبعاً أتفضل.

اعطته الرقم ورد بعملية:

-فيه صديق عزيز ليا محتاج دكتورة نفسية لزوجته ورشحت ليها دكتورة عندي في المستشفى مرتحتش معاها أعتقد ممكن يحصل قبول بينكم و هتقدري تتعاملي .

نظر إلي نور بمغزي:

-يعني إنتِ ما شاء الله تستحقي جائزة الأوسكار إنك مستحملة نور أصلًا يلا هستأذن أنا عندي معاد مهم بعد إذنكم.

ودعهم وغادر، وفور رحيله صاحت صفا بجنون:

-حسبي الله ونعم الوكيل إنتِ غبية بجد ولا متخلفة هو دماغك ده فيه مخ زينا ولا فيه طبق كبدة ؟ 

ردت نور بغيظ:

-بس بس هو فيه إيه لكل ده معصب جنابك ؟

رمقتها صفا شذرًا وردت:

-بجد يعني جنابك مش عارفة بجد؟ تقللي من مراته؟ عشان ممرضة طيب معلش أنا وإنتِ ناس علي قد حالنا وشوفتي نصيب كل واحدة فينا أعتقد لو واحد غير بيجاد ومش عارفك وعارف إنك غبية كان هيبقي رد فعله غير يا آخرة صبري هو إنتِ دائماً مسحوبة من لسانك والله أمير صعبان عليا بجد من كل إلي بتعمليه فيه ربنا يتولاه بجد وبما أننا وصلنا لموضوع أمير أحب تاخدي بالك أن إلي فات بعلاقتك إنتِ وأمير حاجة وإلي جاي بعد الجواز حاجة تانية خالص يا نور يعني جناتك قبل الجواز ياريت تعقلي وتهدي كده يا بنت الناس لأن صبر أمير اللهم بارك مش على وشك أن ينفذ هو نفذ من الأساس.

شهقت نور بصدمة:

-يا نهار أسود فكرتيني.

تساءلت صفا بتلهف:

-خير في إيه يا نور؟ افتكرتي إيه يا نور ؟

ردت نور بسذاجة:

-الباقة ميعاد تجددها النهاردة ولازم أشحن قبل ما ياخدوا مني الفليكسات إلي فاضلة في الباقة.

رمقتها صفا شذرًا ورفعت يديها إلي أعلي وهتفت برجاء:

-لأ حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم يارب يارب الطف بيا اللهم إني لا أسألك القضاء بل أسألك اللطف فيه يارب العالمين .

جذبت نور من لياقة ملابسها وصاحت بانفعال:

-هو بحد إنتِ أيه ؟ ها بجد ردي عليا جنس ملتك إيه ؟ أنا بقول أيه وإنتِ بتقولي أيه ؟ تصدقي بالله أمير ليه الحنة بجد عارفة ده كفر سيئات عمره كله يا شيخة هو أنا بتكلم معاكي ليه أصلاً ؟ لا بجد أنا بعمل أيه هنا أنا همشي من هنا بدل ما أتشل علي إيدك.

تساءلت نور بفضول:

-راحة فين يا صفا لسه مخلصتش كلامي بقيتي عصبية أوي كده ليه أنا بهزر بس؟

ردت بغيظ:

-بتهزري بجد بتسمي الدبش إلي حضرتك بتحدفيه ده هزار تصدقي ياسين عنده حق ميطقيش يا باردة أنا أصلًا غلطانة إني مضيعة وقتِ معاكِ من الأساس هروح أشوف أبني أحسن سلام .

رحلت صفا وتركت نور التي حدثت حالها بحيرة:

-غريبة أوي هي زعلانة ليه كده هو أنا قولت إيه يزعل من الأساس؟

رفعت كتفيها باللامبالاة:

-يلا أروح أنا كمان وأخلي فلوسي في جيبي تدفيني أحسن بلا جهاز بلا أناناس هما الي أتجوزوا عملوا إيه بلا وكسة ولا أروح ليه أنا أطلع علي أبو طارق بتاع الكشري أضرب طبقين تلاتة كده ولا طاجن مكرونة وطاجن رز معمر أحسن الواحد بقي حاسس إنه هفتان وأنا داخلة علي جواز ومسؤولية لازم أتغذي كويس أه من دكتورة ولازم أهتم بنفسي صح كده.

❈-❈-❈

وصلت صفا إلي شقة والدتها فتحت الباب ودلفت وجدت والدتها تتحرك ذهاباً وإياباً وهي تحمل طفلها أغلقت باب الشقة وركضت تجاهها بتلهف وحملته عنها:

-حقك عليا بجد يا ماما تعبك أكيد.

تبسمت والدتها بحنان وتداركت قائلة:

-يا سلام ولا تعبني ولا حاجة وبعدين أنا أطول أتعب نن عين تيتة ده قلبي ده.

مازحتها قائلة:

-لأ كده يا ست الكل أنا أغير من مودي بقي أخد معزتي عندك.

تبسمت بخفة وردت:

-أنا لو بحبه فده من حبي ليكي يا قلب ماما يلا يا أدخلي يا قلب أمك ارتاحي شوية عقبال ما أحضر الغداء ونأكل سوا.

أطرقت رأسها بأسف وقالت:

-معلش يا ماما حقك عليا خليها مرة تانية عايزة أروح أجهز الغداء عشان ياسين.

أومأت بالإيجاب:

-ماشي يا قلب ماما خدي بالك من نفسك ومن مودي ربنا يهدي سرك يارب العالمين ويبارك في ابنك ويرزقك بره يارب العالمين.

❈-❈-❈

كان يغادر الشركة تزامًنا مع خروج والده الذي اقترب منه وتسأل بتلهف:

-هتروح تجيبه صح؟

نظر إلي والده بإشفاق وقال:

-حاضر يا بابا طيب إيه رأي حضرتك تيجي معايا نتغدا سوا بدل ما حضرتك تتغدا لوحدك وتفضل معاه زي ما تحب كمان.

رمقه أحمد بحيرة وتسأل:

-أجي معاك؟ طيب مراتك ؟

رد ياسين بتعقل:

-بابا يا حبيبي صفا مفيش أي مشكلة معاك علي فكرة وأظن احنا قفلنا الصفحة دي إيه رأيك تيجي معايا ؟

تنهد بقلة حيلة ورد:

-عشان أشوف حفيدي بس و أشبع منه براحتي.

تبسم ياسين بهدوء:

-ماشي يا حبيبي هتيجى معايا ولا في عربيتك ؟

رد باختصار:

-في عربيتي.


بعد ما يقارب الساعة كان يتوقف بسيارته أمام الفيلا ومازال جاهداً يحاول الإتصال بصفا لكن هاتفها مغلق حتي أنه هاتف والدتها التي أخبرته أنها قد عادت إلي المنزل.

هبط من سيارته وانتظر حتى توقفت سيارة والده الذي هبط منها الحارس بدوره وفتح له الباب وأشار له أن الدخول:

-أتفضل يا بابا نورت البيت بيتك.

تبسم الآخر ساخراً وعقب:

-ده بيتك إنتَ مش بيتي لكن بيتي التاني إلي جنابك سيبته ورافض ترجعه.

حرك ياسين رأسه بيأس وتحدث بنبرة هادئة:

-يلا يا بابا ندخل أفضل.

اتجه إلي الباب ورن علي الجرس أولاً عدة مرات وبعدها فتح الباب بمفتاحه وأشار إلي والده أن يدلف.

ولج أحمد بغرور وهو ينظر إلي كل شئ بتعالي وجلس على أقرب مقعد واضعاً ساق فوق ساق بثقة .

استأذن ياسين منه:

-هروح أشوف صفا فين وراجع لحضرتك.


أومأ باللامبالاة فآخر ما يعنيه هو تلك الصفا.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة