رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 52 - 2 - الإثنين 13/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثاني والخمسون
2
تم النشر الإثنين
13/1/2025
منذ أن عادت من الخارج وهي تجلس في غرفتها بشرود، فتح الباب ودلفت غدير واغلقت الباب خلفها وتسألت بفضول:
-مالك يا فري قاعدة كده ليه ؟
ألتفت إلي والدتها وردت بشرود:
-بفكر يا ماما.
جعدت الآخري جبينها بحيرة وتسألت:
-بتفكري في إيه يا حبيبتي؟
ردت باختصار:
-قابلت صفا النهاردة.
تساءلت غدير بحيرة:
-صفا مين ؟
"مرات ياسين"
نطقتها ببساطة مما جعل الآخر تصيح بضيق:
-نعم ومالك بتقوليها ببساطة كده ليه ؟ وقابلتي بوز الاخص دي فين إن شاء الله مش إنتِ كنتِ في المول بتعملي شوبينج أكيد إلي زيها مش بتعدي من قدام المول أصلاً.
نظرت إلي أمها ساخرة وتهكمت قائلة:
-مممم يمكن ده قبل ما تبقي حرم ياسين المحمدي ؟
صاحت الآخري بغيظ:
-نعم يعني الجربوعة دي كانت في المول بتشتري هدوم وتعمل شوبنج؟
أومأت بالإيجاب:
-أيوة يا ماما هي وصاحبتها إلي هتتجوز أمير.
صاحت بتوبيخ:
-أه يا ناري أه بقي الجرابيع دول يدخلوا مولات ويلبسوا مركات كمان عجبت لك يا زمن أهو الزفت ياسين هو وأمه إلي عملوا ليهم قيمة وتمن بس معلش أنا بقي هوريهم هعمل إيه.
رمقت والدتها بتحذير وتداركت قائلة:
-ناوية علي إيه يا ماما احنا مش قولنا نقفل الصفحة دي للأبد؟
ردت بدهاء:
-هتتقفل يا قلب أمك بس هتتقفل قفلة تليق بينا إحنا مش بياسين المحمدي.
تساءلت فريدة بحذر:
-إنتِ ناوية علي إيه يا ماما ؟ أوعي تكوني بتفكري تنفذي الهبل إلي قولتي عليه قبل كده؟
نظرت لها الأخري بملل:
-أطمني المهم خلصتي كل تجهيزاتك عشان الفرح؟
تبسمت ساخرة وأضافت متهكمة:
-تجهيزاتي أنا ؟ أنا بجد مش عارفة العريس الغايب ده لزمته إيه ؟
ردت الأخري بتلقائية:
-مش مهم يبقي حاضر طالما فلوسه حاضرة وموجودة بالسلامة.
نظرت إلي والدتها نظرة ذات معني وقالت:
-بس أنا بقي ميهمنيش فلوسه يا أمي ولا حتي ملايين الدنيا تهمني مش هكرر مأساة غدير وصفوت تاني.
رمقتها والدتها باستهجان:
-قصدك إيه يا فريدة مش فاهمة ؟
ردت ببساطة:
-يعني مش هسمح يكون ليا نسخة مقررة من تاني يا ماما.
نهضت الأخري بتعالي:
-أنا هعمل نفسي مسمعتش حاجة وهسيبك وأروح أوضتي أرتاح تصبحي علي خير يا فري.
ردت باختصار:
-وانتُ من أهل الخير يا ماما مع الأسف رغم كل إلي حصل ليا وكل إلي أنا مريت به إنتِ زي ما أنتِ يا ماما مش بتفكري غير في الفلوس وبس كأن هي الهدف الوحيد إلي بنسعي إليه وبس لكن مع الأسف هي مجرد غاية عشان نعيش ياريت أنا كمان كنت فوقت من زمان وعرفت من كده لكن مع الأسف فوفت بس بعد فوات الأوان.
❈-❈-❈
بعد الغداء واحتساء القهوة ودع أحمد ياسين وحفيده وغادر، وما أن تأكدت سلوي من رحيله هبطت من الأعلى وحضرت لها صفا الغداء وبعدها جلس ثلاثتهم.
تحدث ياسين بهدوء:
-ماما يا حبيبتي عشان خاطري بابا ندمان لو سمحتي أدي ليه فرصة طول ما إحنا بنبعد عن بابا شيطانه بيسيطر عليه أكتر وهنفضل في دائره مغلقة.
ردت سلوي بحزن:
-أبوك هو هو مفيش حاجة اتغيرت يا حبيبي خلينا ننفصل بهدوء أفضل صدقني ده أسلم حل.
تجاهل حديثه وهتف برجاء:
-طيب عشان خاطري يا ماما علي الأقل أديله فرصة واحدة بس تتكلموا سوا.
نهضت بهدوء وقالت:
-أنا تعبانة وعايزة أنام يا ياسين يلا عشان تروحني.
تجهم وجهه ونظر لها بضيق:
-تروحي ؟ ده بيتك وبيت إبنك علي فكرة يا ماما يعني المفروض تبقي موجودة هنا جنبي.
تفهمت غيرته وتحدثت بهدوء:
-طيب إنتَ يا حبيبي معاك مراتك وإبنك ربنا يبارك ليك فيهم إنما أمير لسه لوحده لازم أبقي جنبه.
تهكم قائلاً:
-مممم طيب ربنا يخليكم لبعض هطلع أنا منها مش عارف مين بس فينا إلي إبنك.
تدخلت صفا في الحوار ملطفة:
-ياسين يا حبيبي إيه إلي بتقوله ده هي اه بتحب أمير وتهتم به لكن أنت ابنها طبيعي مش هتحب حد أكتر منك يا حبيبي.
تنهدت بحزن وقالت:
-قوليله إنتِ يا بنتي يمكن يسمع منك هو مش فاهم كده.
زفر بضيق وقال:
-أنا أسف يا ماما حقك عليا متزعليش مني.
أومأت بتفهم وقالت:
-عمري ما أزعل منك يا ياسين إنتَ مش بس أبني إنتَ حتة من قلبي.
وقف بهدوء مقبلاً جبينها وهتف برجاء:
-طيب علي الأقل باتي النهاردة معانا ممكن ؟
تبسمت بهدوء وردت:
-ممكن.
تنهد بإرتياح وضمها في أحضانه مقبلاً أعلى رأسها بحب.
❈-❈-❈
كان يقف برفقة نور في الشرفة بمنزل والديها يتأملوا المارة في الطريق وهي تسرد به لقائهم بفريدة.
تحدث بشرود:
-مممممم غريبة صفا كانت هادية كده الله يرحم أيام المستشفي كانت لما جابتها من شعرها بس بصراحة مستغرب لما فريدة لسه عايزة ترجع لياسين ليه ارتبطت بشخص تاني لأ ومش أي حد ده ما شاء الله عليه عريس علي الفرازة واقعة واقفة .
ردت نور متهكمة:
-يمكن مش غني زي ياسين وهي بتشوف إلي أغني وكفته أعلي.
رفع كتفيه باللامبالاة وقال :
-ربنا يهديها ويبعد شرها عننا.
ضيقت عيناها واستفسرت:
-يبعد شرها عننا هي عملت إيه تاني بوظ الأخص دي ؟
رمقها محذراً:
-هقولك بس عارفة لو قولتي لصفا هيبقي ليا تصرف تاني معاكي.
وضعت يدها علي فمها بمعني لن أتحدث، رمقها بعدم تصديق وعقب :
-رغم إني مش مصدقك الصراحة ولا عندي ثقة فيكي من الأساس بس هقولك عارفة ليه يا نور؟
سألت بفضول:
-ليه يا أمير ؟ ممممممم ممكن عشان أنا مراتك وطبيعي تشاركني أفكارك صح؟
حرك رأسه بإيجاب وعقب:
-صح يا حبيبتي وضيفي عليهم أنها هتكون القشة إلي قسمت ظهر البعير لو الكلام طلع برانا أحنا الأتنين يعني بالبلدي يا بنت الأصول تحطي لسانك جوه بوقك وسرك أنتِ وجوزك إلي هو أنا ميطلعش لحد حتي لو مين ما كان يكون وصلت؟
قلبت عينيها بضيق وقالت:
-وصلت يا حبيبي أتفضل قول بقي وريحني.
آخذ نفس عميق وتحدث بنبرة هادئة:
-شوفي يا ستي الصراحة أنا عندي شك أن فريدة هي إلي قطعت فرامل عربية ياسين يوم كتب الكتاب.
صمتت قليلاً تفكر في حديثه وبعدها هتفت بجدية:
-لأ معتقدش أولاً كتب الكتاب جه مفاجأة للكل والمقربين من ياسين هما بس إلي يعرفوا يا أمير استحالة تكون فريدة هي آخرها تعمل شو رخيص يعني لو كانت تعرف بموضوع كتب الكتاب ده مثلاً كانت تيجي بيت صفا تعمل مشكلة لكن زي ما قولت ليك تدبير الحادثة حد مننا فينا وأقولك حاجة كمان أنا شاكة في حد معين .
رمقها بحيرة وتسأل:
-حد معين ومننا وفينا قصدك مين؟
حدقت به بتردد قبل أن تلقي قنبلتها دفعة واحدة:
-الصراحة بقي ومن الآخر أنا شاكة في أحمد جوز خالتك نفسه مش مصدقة أنه بقي طيب كده مرة واحدة لا وعامل نفسه كمان ملاك بجناحين أسمع مني هو إلي وراها وأنا أهو وإنتَ أهو.
ظل يرمقها بعدم تصديق وسرعان ما انفجر ضاحكًا وهو يضرب كف بكف:
-نور يا حبيبتي أنا عارف إنك مجنونة بس مش للدرجة دي الصراحة إنتِ سمعتي كويس بتقولي إيه ؟ بقي عمي أحمد هيقطع فرامل العربية لابنه الوحيد ؟! إنتِ إزاي عقلك يوصلك أن أب ممكن يقتل إبنه يا نور؟ طيب وليه يعمل كده الأساس.
لم تعجبها سخريته وهتف بإصرار:
-بطل تريقة بقي لو سمحت والصراحة بقي أنا واثقة في كلامي والأيام ما بينا أكيد طبعاً هو مش قصده أنه يموته ولا حاجة هو قصده يعطله عن كتب الكتاب مثلًا.
حرك رأسه بيأس وتحدث بنبرة هادئة:
-لأ لأ استحالة أب يفكر يأذي إبنه بالطريقة دي يا نور.
رفعت كتفيها باللامبالاة:
-والله أنا قولتلك أنا شاكة في أيه وواثقة الصراحة كمان محدش رافض الجوازة ويعرف ميعاد كتب الكتاب غيره يا أمير.
رمقها بحيرة وقال:
-بقولك أيه أوعي الكلام إلي بتقوليه ده يطلع لحد بالتحديد صفا ممكن لسانها يقع مع ياسين إلي أكيد مش هيصدق الكلام ده عن والده وهتتقلب حريقة.
❈-❈-❈
وضعت طفلها بحرص شديد في مهده وتحركت إلي الشرفة وقفت خلف زوجها الذي ينظر في السماء بشرود، وقفت جواره وتحدثت بلطف:
-إنتِ كويس يا حبيبي ؟
ألتفت لها مبتسمًا:
-الحمد لله يا حبيبتي.
تبسمت بحب وتداركت مستفهمة:
-طيب طالما إنتَ كويس سرحان في إيه كده؟
زفر أنفاسه باستياء وقال:
-مخنوق يا صفا حابب المشاكل إلي بين ماما وبابا تنتهي حابب يرجعوا لبعض والمياه ترجع لمجاريها مش حابب دي تبقي نهاية حبهم تبقي كده نفسي يرجعوا لبعض أوي.
حمحمت بإحراج وقالت:
-ياسين دي حياتهم وأظن هما كبار كفاية ويقدروا يحددوا هما عايزين إيه وإيه الصح من الغلط إنتَ حاولت كتير تصالحهم من بعض وتقربهم لبعض بس مع الأسف فشلت في ده المفروض حاليًا تفضل جنب الأتنين وتكون عون ليهم كمان يا حبيبي بمعنى تبقي في ظدضهرهم هما الأتنين.
زفر أنفاسه بضيق شديد:
-تفتكري ؟ يعني خلاص كده مفيش أمل ؟
تبسمت بحب وقالت:
-أحنا منعرفش ربنا مخبي أيه يا حبيبي بس العقل بالتفكير والرب بالتدبير.
شملها بنظرة عاشقة هامسًا بحب:
-بحبك يا صفا مش عارف لو مكنتيش في حياتي كنت هعمل إيه من غيرك يا عمري ربنا يبارك ليا فيكي إنتِ ومودي.
تبسمت بدلال وردت:
-ويخليك لينا يا حبيبي.
❈-❈-❈
في صباح يومًا جديد كان يجلس في مكتبه منهمكًا في عمله فبعد أن قام بتوصيل والدته صباحًا إلي شقة أمير جاء ذهب إلي الشركة ومن وقتها وهو منهمك في عمله قاطعه طرق باب المكتب يتبعه دخول السكرتيرة الخاصة به.
رفع رأسه من على أوراقه وتسأل بجدية:
-في إيه يا مريم؟
ردت بحذر:
-في واحدة عايزة تقابل حضرتك يا ياسين باشا.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-واحدة عايزة تقابلني ودي تطلع مين؟
"أنا يا ياسين"
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية