رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 53 - 2 - الأربعاء 15/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الثالث والخمسون
2
تم النشر الأربعاء
15/1/2025
كان يتحرك في مكتبه ذهاباً وإياباً بعصبية شديدة ليس تشكك في زوجته ولا في نسب طفله الحبيب لكن في حديث تلك الهوجاء يقسم أنه سيقتلها لا محالة إذا نطقت بهذه الترهات أمام أحد.
فتح الباب ودلف أحمد وجد ياسين في تلك الحالة اقترب منه بقلق وتسأل:
-ياسين إنتَ كويس يا حبيبي ؟
مسح ياسين علي وجهه عدة مرات وتحدث بنبرة حادة:
-تمام يا بابا تمام.
زفر أنفاسه بضيق وقال:
-ياسين بطل هبل أوعي تكون مصدق كلام الولية الحيزبونة دي؟ الولد إبنك ده صورة طبق الأصل منك.
صوب نظراته تجاه والده وتحدث باتهام :
-حضرتك عرفت منين يا بابا ؟ إيه دي خطة جديدة من حضرتك عشان تفرقني عن صفا ؟
اتسعت مقلتي الآخر بصدمة:
-نعم ؟ إنتَ أكيد اتجننت حتي لو زي ما إنتَ بتقول خطة جديدة بفكر أبعدك بيها عن صفا استحالة أفكر مجرد تفكير أمس حفيدي بكلمة يا ياسين اظن إنتَ شوفت بعينك أنا بحبك إبنك إزاي تفتكر ممكن أفكر أضره كده ؟ أنا عرفت من العقربة إلي إسمها غدير واطمئن أنا وقفتها عند حدها ومش هتفتح بوقها تاني ولو فكرت أنا بنفسي إلي هتصرف معاها ممكن بقي تفهمني مالك بالظبط ؟
تحدث بضيق:
-خايف تتكلم مع حد وتقول الكلام الفارغ ده خايف توصله لصفا حضرتك فاكر أن كلامها الأهبل ده ممكن يهز شعرة واحدة من رأسي صفا أشرف من الشرف محدش لمسها قبلي ولا حد هيلمسها بعدي بس خايف تحاول تلعب في دماغ صفا وتحاول تلعب في دماغها.
رغم استياء أحمد من حديث ياسين عن صفا ولكن تحدث بمكابرة:
-لأ أطمئن معتقدش غدير تقل بعقلها وتروح لمراتك إهدي كده وإرتاح شوف شغلك يلا.
حرك ياسين رأسه بيأس ورد:
-مش قادر اشتغل أنا هروح البيت يا بابا محتاج أبني ومراتي أوي يا بابا خايف أخسرهم من تاني بعد إذنك.
❈-❈-❈
وقع الكأس من يدها ما أن رأت والدتها تدلف وهي في حالة يرثي لها ملابسها غير مهندمة وشعرها مشعث نهضت سريعًا وركضت تجاهها تتفحصها بلهفة:
-ماما مالك فى إيه ؟
تهاوت غدير علي أقرب مقعد وجلست عليه تبكي حظها:
-شوفتي يا فري شوفتي إلي حصل ليا.
تساءلت الأخري بقلق:
-ايه إلي حصل يا ماما اهدي كده وفهميني مالك إيه إلي حصل يا حبيبتي عملتي حادثة ؟ وقعتي مثلاً مع إنك بالمنظر ده لا توحي بحادثة أو واقعة من الأساس منظرك يوحي بحد جرجرك من شعرك ومسح بيكي بلاط ده أشبه حاجة من إلي أنا شايفاه يا ماما.
هتفت غدير بتردد:
-ما هو ده إلي حصل فعلاً يا فريدة.
اتسعت عين فريدة بصدمة وتسألت:
-يا نهار أسود ومنيل إزاي ده حصل مين يتجرأ يعمل فيكي كده يا ماما ؟
نظرت لها بتردد قبل أن تلقي ما في جعبتها دفعة واحدة:
-ياسين.
رمقتها فريدة شذراً وصاحت بانفعال:
-ياسين إلي عمل فيكي كده يا ماما؟ أيه إلي وصل ياسين يعمل فيكي كده؟ ساكته ليه ما تردي عليا؟ ولا مش قادرة تردي وباصة للأرض بتحاولي تتهربي مني ؟ روحتي نفذتي إلي في دماغك يا ماما صح؟ روحتي تشككِ ياسين في ابنه ومراته ؟ ده إلي حصل صح ولا غلط ؟
حركت رأسها بإيجاب:
-أيوة وده كان رد فعله بس مش مهم يا فريدة المهم أني نجحت اهز ثقته في مراته ومش بعيد يعمل شرخ كبير في علاقتهم ويطلقوا كمان .
صقفت فريدة باستخفاف وقالت:
-بجد ؟ يعني مش فارق معاكِ إلي حصل ليكي؟ إلي أنا واثقة مليون في المية كان قدام الناس وإلي فارق معاكي أن هيحصل في علاقتهم شرخ؟ واضح أوي من إلي هو عامله معاكي إن ثقته في مراته لأبعد حد يا ماما ومع الأسف حضرتك ذلتينا أكتر و دوستي علي كرامتنا كمان يعني ياسين مقالش حاجة للشخص إلي المفروض هرتبط به خلاص خلال أيام لأ ده شجعه علي فكرة الإرتباط بيا يكون رد جميله ده أننا نخوض في أعراض؟ حضرتك ناسية أن كما تدين تدان؟ ما خطرش في بالك أن الكلام إلي حضرتك قولتيه ممكن يترد فيا أنا؟ افعل يا بن أدم كما شئت فكما تدين تدان شوفتي وصلتينا لإيه ؟ غير عقاب ربنا علي الذنب إلي حضرتك عملتيه استغفري ربنا يا ماما يمكن يغفر ذنبك أنا بجد مش عارفة أقولك أيه يا ماما مش أنا تعبت منك ومن أسلوبك وكل حاجة فيكي كمان بعد إذنك.
"ممكن متحكيش حاجة لأبوكي"
توقفت مكانها واستدارت لها وتساءلت ساخرة:
-خايفة من بابا ؟ طيب مخُفتيش من ربنا ليه الأول ؟ وبعدين من إمتي غدير هانم بتخاف من صفوت بيه ؟ هي الدنيا اتقلبت ولا إيه ؟
ردت الأخري بإستياء:
-أنا وأبوكي حياتنا حاليًا علي كف عفريت زي ما بيقولوا بيتلكك ليا علي غلطة عشان يطلقني أنا بقيت حاسة أصلا أن في واحدة تانية في حياته يا فريدة هي إلي بتحركه ما أنا خلاص كبرت وعجزت مبقتش حلوة زي زمان.
رمقتها فريدة بازدراء وقالت:
-أولاً بابا استحالة يكون بالدناءة إلي حضرتك بتقولي عليها دي ولو عشان هو كان بيسمع كلامك دائمًا فده عشان هو كان بيحبك ومع الأسف أعتقد إنك وئدتي الحب ده جوه قلبه يا ماما بعد إذنك أه أطمني أنا مش هحكي لبابا حاجة بس تفتكري ياسين مش هيبلغه؟
غاردت إلي أعلي سريعاً وهي لا تصدق ما فعلته والدتها حتي الآن تشعر أنها تحيا داخل كابوس كم تمنت أن تستفيق منه، بينما غدير ظلت جالسة علي وضعها وتحدث حالها باستياء:
-الخوف مش من ياسين معتقدش إنه يتكلم أصلًا الخوف من بوز الأخص إلي إسمه أحمد ربنا ياخدهم كلهم ويريحني منهم.
❈-❈-❈
فتح باب الفيلا الداخلي وولج الي الداخل وجد صفا تجلس أرضًا تداعب طفلهم الحبيب، إبتسامة هادئة شقت معالم وجهه المتجهة وتحرك تجاههم بلهفة وشوق، ولكن ما أن رأته صفا حتي نهضت بقلق وهي تتفحصه بعينيها:
-ياسين؟ إنتَ رجعت بدري ليه يا حبيبي حاجة حصلت ؟
تبسم بهدوء وقال:
-لأ مفيش حاجة حصلت يا حبيبتي بس جيت أقضي مع مراتي حبيبتي وأبني اليوم ينفع؟
اتسعت ابتسامتها بسعادة غامرة وصقفت بحماس:
-أكيد طبعًا يا حبيبي ينفع دي أحسن حاجة عملتها أننا هنقضي اليوم سوا.
خلع جاكيت بدلته ووضعه علي الأريكة وجلس أرضًا وحمل طفله بحب:
-قلب بابا إنتَ يا مودي.
ظل يضمه بقوة وهو يقبل كل إنش به مما آثار تعجب صفا وجلست جواره تتساءل بقلق:
-مالك يا حبيبي في إيه ؟
ألتفت لها مبتسمًا:
-ولا أي حاجة وحشني مش أكتر.
رغم عدم تصديقها لم تشأ أن تضغط عليه وهتفت بحنان:
-طيب خليك مع مودي بقي وأنا هقوم أتبل لحمة وفراخ ونعمل حفلة باربيكيو ونقضي اليوم سوا علي البسين أيه رأيك؟
ابتسم حتي ظهرت نواجذه :
-ماشي يا قلبي زي ما تحبي.
غادرت هي بينما ضم هو طفله إلي أحضانه بحنان وتوعد داخله:
-مش هسمح لحد يقرب منك ولا من ماما يا حبيبي أو يمس شعرة منكم حتي.
❈-❈-❈
بعد مرور ساعتين كانت يقف ياسين أمام الشواية وبيده الهواية ويقوم بتهوية اللحم أثناء الشوي بينما تداعب صفا ياسين في البسين ونظرات ياسين تتبعهم بحب وعشق.
بعد فترة نهضت صفا بخفة وهي تحمل الصغير واقتربت منه وتحدثت بلطف:
-مش ناوي بردوا تقولي إنتَ زعلان ليه؟
آخذ نفس عميق وقال:
-مفيش حاجة يا حبيبتي متشغليش بالك.
تجاهلت حديثه وهتفت بإصرار:
-ياسين أنا واثقة إنك مخبي حاجة عني ممكن تقولها لو ليا معزة عندك ؟
رمقها بعتاب وقال:
-بجد ده سؤال يا صفا ؟ إنتِ قلبي نفسه يا صفا.
تبسمت بحب وهتفت بحنان:
طيب قول بقي لو سمحت بس الأول طلع اللحمة إلي هتتحرق دي.
تبسم بهدوء وبعدها قام بوضع اللحمة في الأطباق وآخذ صفا وجلسوا أرضاً متجاورين.
قبل أن يتحدث ياسين حذرها بلطف:
-أنا مش حابب أقول ليكِ عشان خايف علي زعلك إنتِ يا صفا لكن أقسم بالله ما عندي ذرة شك أصلاً أن الكلام ده صح.
رمقته بحيرة وقالت:
-خير يا ياسين في إيه قلقتني ؟
آخذ نفس عميق وسرد لها ما حدث وما رد فعل والده كل هذا وصفا تستمع له بصمت وفور أن انتهت تحدثت بإنكسار:
-هما إزاي كده ؟ إزاي تجرأ تتكلم عني كده ؟ هي ناسية أن كما تدين تدان ؟ ناسية أن عندها بنت هي كمان وإلي قالته هيترد فيها ؟ نسيت عقاب ربنا متعرفش إن ده قذف محصنات وهتك أعراض ؟ حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل.
نظرت له بهدوء قبل أن تتدارك قائلة:
-ياسين إنتَ هتعمل تحليل DNA ليك إنتَ ومودي.
رقمها بصدمة وصاح بعصبية:
-إيه الهبل إلي بتقوليه ده ؟ إنتِ اتجننتي يا صفا ؟ أنا مكنتش ناوي أقولك عشان الهبل إلي بتقوليه ده أصلاً أنا عارف هتصرف إزاي وأوقفها عند حدها وأجبلك حقك كمان وبعدين مودي حتة مني يا صفا حتة مني مفيش مجال تشكيك إنه ميكونش أبني من الأساس يا صفا ولا حتي حد يجرأ يتكلم في الموضوع ده من الأساس.
هتفت بإصرار:
-لأ يا ياسين هتعملوا التحليل.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية