رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 56 - 2 - الإثنين 20/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السادس والخمسون
2
تم النشر الإثنين
20/1/2025
خرجت من غرفة الكشف بملل شديد وضعت يدها في جيب اليونيفورم وأخرجت الساندوتش الخاص بها وبدأت تتناوله بنهم.
"دكتورة نور فاضية محتاج أتكلم معاكي شوية"
إبتلعت ما بفمها وتساءلت بحيرة:
-خير يا دكتور حسن حضرتك محتاج مني حاجة ؟
أومأ بإيجاب وقال:
-أيوة مش هعطلك ولا هاخد من وقتك كتير عشر دقايق بس ممكن؟
ردت باختصار:
-ممكن.
تبسم بهدوء:
-تمام خلينا ننزل الكافتيريا نشرب حاجة.
تململت بنفاذ صبر:
-تمام ماشي أتفضل.
في الكافتيريا.
علي طاولة صغيرة كان يجلس حسن برفقة نور ظل ينظر لها قليلاً بحرج قبل أن يحسم أمره ويتسأل:
-أنا فكرت كتير قبل ما اتكلم مع حضرتك في الموضوع ده بس عندي أسئلة محتاج إجابة وتوضيح ليها وأتمني من حضرتك تجاوبي عليها.
ردت نور بهدوء:
-أكيد لو عندي إجابة ليها يا دكتور مش هتأخر علي حضرتك اتفضل .
"إلي عرفته من دكتورة مروة أن دكتورة صفا كانت متجوزة ياسين المحمدي من قبل ما يعمل العملية وفي السر أو بمعني أصح للمقربين طيب أنا لما قابلت دكتورة صفا هنا ووقفت معاها عشان أتقدم ليها هو جه وقتها وأتعصب جدًا وأتخانق معايا طيب ليه مقالش وقتها إنه جوزها ؟
آخذت نفس عميق وتحدثت بهدوء:
-هو كان حصل بينهم مشكلة وكانوا منفصلين في الوقت ده هي دي كل الحكاية.
رمقها بعدم تصديق:
-حتي لو منفصلين هو بيحبها كل الحب ده كان لازم يدافع عن حبه.
قلبت عينيها بضيق وقالت:
-والله إنتَ سألت وأنا جاوبت بالي أعرفه ومليش أدخل ما بينها وما بين جوزها .
أومأ بإيجاب:
-تمام يا دكتورة نور أسف لو أزعاجتك أو أخدت من وقتك بس كنت محتاج أفهم دكتورة صفا صديقة عزيزة لينا كلنا وأتمني ترجع مكانها وسطنا تاني هي هترجع صح؟
مطت شفتيها بحيرة وهتفت:
-لا والله الصراحة مش عارفة هي ناوية علي إيه.
رمقها بعدم تصديق وعقب قائلاً:
-مش عارفة هي ناوية علي إيه ؟ أكيد طبعاً هترجع هنا يا دكتورة يعني جوزها صاحب المستشفى طبيعي لازم ترجع.
رفعت كتفيها باللامبالاة:
-والله ده شئ ميخصنيش يا دكتور وأتعودت من زمان علي حاجة من تدخل في ما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه.
تفهم مغزي حديثها وهتف بتعقل:
-أنا كنت بطمئن عليها مش أكتر ده أولاً وثانيًا أنا عمري ما تدخلت في خصوصيات غيري بعد إذنك.
تركها وغادر وهي تحرك رأسها بيأس فرغم ما فعله ياسين لن تصمت الألسن ولا تصمت الأقاويل.
❈-❈-❈
فتح باب المكتب وجد طفله هدأ وإستكان بأحضان والدته اقترب منها بحذر وأنحني قليلًا مقبل جبهة طفله قبل أن يجلس أرضًا علي قرفيصه ويحتوي وجهها بين كفيه:
-أنا عارف كلمة أسف مش كفيلة تهون عليكي أو تخليكي تنسي إلي حصل يا صفا حقك عليا وأوعدك أن إلي حصل ده ميتكررش تاني يا حبيبتي هو بس كان متعصب عشان كده قال الكلام ده ؟
تبسمت بشرود وقالت:
- أنا كنت متوقعة أن ده رد فعل والدك سواء لو مكنش متعصب أصلاً هو مش متقبلني ولا حتي هيتقبلني.
"المهم إني أنا متقبلك وبحبك زي ما إنتِ "
نطقها بعشق نابع من قلبه، مسح دموعها التي لوثت وجنتيها وتحدث بحنان:
-مش عايز أشوف دموعك تاني يا صفا دموعك بتوجعني بتحسسيني بالعجز والنقص لو في يوم هتزعلي أزعلي مني أنا وبس وأنا كفيل أمحي الزعل من جوه قلبك وأرسم السعادة جواكِ.
تبسمت دون شعور وقالت:
-مممممم وهتعمل كده أزاي؟ إنتَ ساحر ؟
أومأ بإيجاب، وتحدث بثقة:
-أيوة ساحر ومعايا سحر خطير بسحرك به اسمه سحر الحب يا صفا القلب ممكن بقي الجميل يقوم يغسل وشه عشان نخرج نغير جو.
تسألت باهتمام:
-طيب مش كان وراك شغل؟ خليك إنتَ وهروح أنا ومودي.
تجاهل حديثها ونهض بهدوء واستقام في وقفته وردد ببرود:
-الشغل مش مهم يا قلبي المهم عندي إنتِ ومودي شوفلنا مكان عجيب من بتوعك نروح نفسك تأكلي إيه أو تروحي فين؟
صمتت قليلاً مفكرة وسرعان ما لمعت عيناها بحماس:
-إيه رأيك نأكل فسيخ؟
صاح سريعًا برفض:
-لأ لأ ابوس ايدك كل إلا دي مش عارف إزاي طاوعتك وأكلت من السمكة المتحنطة دي لأ وكمان مودي بيرضع طبيعي هترضعي الولد فسيخ أختاري حاجة تانية حلوة كده وخفيفة إنتِ اختياراتك تنقط الصراحة .
زفرت بضيق وقالت:
-خلاص نأكل علي ذوقك إنتَ يا حبيبي لما أشوف ذوقي ولا ذوقك.
تهكم قائلاً:
-يا سلام مش من شوية ذوقك حلو عشان اختارتني دلوقتي ذوقي وحش يا مكارة إنتِ؟
عضت شفتيها بحرج:
-أحم أحم مش وحش أوي يعني نص نص.
حرك رأسه بيأس:
-اه منك أه يا تاعبة قلبي بس بردوا بحبك.
مر باقي اليوم سريعاً واستطاع ياسين جاهدًا أن يهون علي زوجته ويمحي الحزن من قلبها وتفنن في إسعادها طوال اليوم
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد كان ياسين يقود سيارته متجهًا إلي الشركة وعلي بعد أمتار منها تفاجئ بالجسد الأنوثي الذي توقف أمام السيارة مما جعله يتوقف سريعًا مما أدي إلي إصدار صريرًا عاليًا حمد الله داخله علي ارتدائه حزام الأمان لولاه لكان اصطدم رأسه بعجلة القيادة.
رفع رأسه بمقط وهبط من السيارة وجهه لا يبشر بالخير:
-ممكن أعرف بتهببي إيه هنا يا فريدة؟
تحدثت بهدوء:
-عايزة أتكلم معاك.
رمقها بعدم تصديق وعقب قائلاً:
-لا والله بجد ؟ إنتِ بتتكلمي جد ولا بتهزري؟ عايزة تتكلمي معايا ترمي نفسك تحت عربيتي؟
آخذت نفس عميق وقالت:
-أنا أسفة.
رد متهكمًا :
-وأسفك ده كان هيفيد بأيه يا مدام لو كنت دوستك ولا لما فرملت حاجة حصلت ليا ؟ صراحة أسفك مش مقبول ولا مقابلتي ليكِ دلوقتي مقبولة أظن الموضوع خلص وقفلته مع والدك إمبارح اطلعي من حياتي بقي لو سمحتي.
-أنا أسفة عشان أتخليت عنك في محنتك أسفة عشان مكنتش الزوجة الصالحة ليك و عشان حرمتك تكون أب و علي كل حاجة عملتها فيك ياريتك قسيت عليا وخلتني أعقل بدل ما وصلنا لكده.
تهاوت علي ركبتيها وجلست أرضًا تبكي، بينما الحال عند ياسين غير ظل ينظر لها باستغراب لا يصدق أن تلك الفتاة البائسة هي فريدة من كانت زوجته في يوم من الأيام فشتان بينها وبين الماضي اقترب منها بتمهل وتحدث بنبرة هادئة:
-إهدي يا فريدة لو سمحتي وبطلي عياط الماضي عدا وفات أبداءِ الحاضر المرة دي صح يا فريدة بعد كل إلي مريتي به جت ليكي فرصة كويسة أوعي تخسريها شريف شخص كويس وفوق الممتاز كمان أدي نفسك فرصة عشان تحبيه وكل الحاجات إلي ضاعت منك السنين إلي فاتت عوضيها دلوقتي معاه بس نصيحة يا فريدة المرة دي حاولي تحافظي علي جوزك وبيتك وحاربي عشانهم وبلاش تسمحي لأي شخص حتي لو كان مين يدخل في حياتك من تاني يا فريدة.
-سامحتني يا ياسين ؟
تبسم بهدوء وقال:
-سامحتك طبعًا مسامحك علي كل إلي فات وبشكرك كمان.
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-بتشكرني علي أيه أني كنت ندله معاك وأتخليت عنك في عز محنتك؟
رد مبتسمًا:
-لو مكنتيش أتخليتي عني مكنتش هعرف صفا ولا هحبها مكنتش هعيش بمعني أصح أنا مش بس اكتشفت أني مكنتش بحبك لأ أنا كمان أكتشفت أني مكنتش عايش صفا.
دمعت عيناها وهتفت بإنكسار:
-للدرجة دي حبتها طيب ليه محبتنيش زيها أو حتة حبتني ربع حبك ليها علي الأقل هو أنا كنت وحشة للدرجة دي؟
رد بعفوية:
-الحب مش بإيدي يا بنت الناس مش أنا إلي بختار أحب مين وما أحبش مين لأ ده القلب هو إلي بيختار وهو إلي بيوصل الوصال أنا مش بس بحب صفا أنا اتخطيت الحب بمراحل.
نهضت بإنكسار:
-ربنا يخليه ليك يا ياسين أوعدك مش هتشوفني تاني بس لو إنتَ سامحتني أدعيلي يا ياسين أدعيلي محتاجة دعواتك.
غادرت باتجاه وكذلك استقل ياسين سيارته وتحرك باتجاه آخر لكل منهم طريق يمضي بها لما يختاره ولكن أصبح مساره.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية