رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 57 - 2 - الإثنين 20/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السابع والخمسون
2
تم النشر الإثنين
20/1/2025
تسألت بفضول:
-طيب ليه أنا ؟
رد ببساطة:
-عشان بحبك من قبل ما تتجوزي ياسين من الأساس.
أتسعت مقلتيها بصدمة وتسألت:
-إزاي ؟ إنتَ كنت تعرفني أصلاً؟
تبسم ضاحكًا وعقب:
-عربيات والدك ووالدتك حتي عربيتك كانت من عندي ومن آول يوم شوفتك وإنتِ بتختاري عربيتك من المعرض من خمس سنين وأنا معجب بيكِ ووقتها قررت أتقدم ليكِ بس مع الأسف في نفس الأسبوع أتخطبتي لياسين المحمدي وقتها أنا كمان أتجوزت بس زوجتي توفت وهي بتولد قررت أفضل أربي أبني وبس لغاية ما مرت السنين وإنتِ أطلقتي والأمل أتفتح من جديد وجيت أتقدمت ليكِ.
تسألت بفضول:
-رغم إنك عارف أني سبت ياسين وقت ما أتعمي ؟
تبسم بغرور وتدارك قائلاً:
-لأن ياسين المحمدي مقدرش يخليكي تحبيه لو كنتي بتحبيه فعلاً مكنتيش هتسيبه بس أنا بقي واثق إنك هتحبيه.
رمقته مذبهلة وهتفت بعدم إستيعاب:
-هو إنتَ مش ملاحظ إنك مغرور أوي ؟
تبسم ضاحكًا:
-عارف ممكن بقي تتعرفي علي زيزو؟
أومأت بابتسامة وأشارت إلى الصغير:
-تعالي يا أستاذ زياد نتعرف على بعض وسيبك من بابا المغرور ده.
رد الآخر بطفولة:
-بس بابا مش مغرور بابا أمور.
ضحكت ساخرة وعقبت:
-أمور ماشي يا أستاذ زيزو عشان خاطرك إنتَ نستحمله.
لا تدري مقدار السعادة التي شعرت بها الأن آول مرة بحياتها تشعر بالأكمال وأنها مرغوبة، وكذلك هذا الصغير الذي خطف قلبها ببراءته وفطنته، لو كانت انجبت كان طفلها سيماثله بالعمر من المؤكد أنها حمقاء كي تحرم نفسها من نعمة الأمومة التي أنعمها الله علي كل أم، عزمت أمرها أنها ستبدأ بداية جديدة وتأخذ بنصيحة عمتها ووالدها وهذا الطفل سيكون عوض لها وطفلها الذي لم تجنبه، وحتي لو أنجبت فيما بعد سيظل طفلها الآول.
❈-❈-❈
استيقظت نور بنوم وهي تفتح أهدابها وتغلقها بإرهاق لكن فتحتها فجأة وهي تنظر حولها لا تدري أين هي وما أن وقع بصرها علي الغافي جوراها حتي صرخت بفزع وهي تقفز فوق الفراش:
-عاااااااا.
انتفض بفزع وهو يتسأل:
-في أيه في أيه ؟
قبضة علي عنقه بغيظ وصاحت:
-إنتَ خطفتني يا أمير الكلب هقتلك وهشرب من دمك يا واطي.
رمقها بصدمة وتسأل:
-خطفت مين يا هبلة إنتِ نسيتي ولا أيه امبارح كان فرحنا.
أبعدت يدها عنه وجلست فوق الفراش بتذكر:
-أه صح معلش نسيت.
جلس جوارها وتسأل متهكمًا:
-نسيتي يا شيخة منك لله قطعتي خلفي لأ أفتكري أنا مش هصحي كل يوم علي الفزع ده أنا هقوم أخد شور وأجهز عشان السفر.
تسألت بحيرة:
-إنتَ مسافر؟
تبسم ساخرًا:
-أه والمفروض حضرتك مسافرة معايا أنا رايح أجهز ولما الذكرى ترجع ليكِ أجهزي يا آخرة صبري.
نهض أمير وجلست هي قليلًا تفكر حتي ضربت جبينها بخفة وقالت:
-أه صحيح أنا هنسافر شهر العسل أقوم أجهز أنا كمان.
بعد فترة كان أستعدوا من أجل السفر لقضاء شهر العسل.
❈-❈-❈
أنهت زيارتها إلي المستشفى مبكرًا واتجهت إلي الشقة التي تقطن بها والدتها ووالدة صفا جلست معهم بعض الوقت وبعد فترة آخذت طفلها وغادرت إلي الفيلا التي تقطن بها برفقة زوجها، قامت بتغيير ملابسها إلي سلوبت شتوي علي شكل أرنب من اللون الأبيض وأيضًا ألبست سلوبت لصغيرها تماثلها فهم علي مشارف الشتاء وقررت أن تبدأ الشتاء بهذه السلوبت هي وطفلها وليس هذا فقط بل ستقنع ياسين بارتداء السلوبت التي أشترتها له، ما أن أنهت إرتداء ملابسها هبطت بصغيرها ووضعته في الكرسي المخصص ووضعته في المطبخ وبدأت في إعداد الغداء.
عاد من عمله وهو يظن أن زوجته لم تعود حتي الأن ولكن ما أن فتح باب الفيلا حتي داعبت أنفه رائحة الطعام الشهية التي تأتي من المطبخ، ابتلع ريقه بنهم وأغلق الباب واتجه إلي المطبخ وما أن دلف ووجد زوجته ترتدي تلك السلوبت التي جعلت منها أرنب عملاق حتي أنفجر ضاحكًا مما جعلها تشهق وتلتفت له معاتبة وهي تضع يدها على قلبها:
-حرام عليك يا ياسين خضتني.
حاول كبت ضحكاته وهو يقول:
-أيه إلي إنتِ لبساه ده يا أستاذ أرنب؟
أنتبه إلي طفله وتحدث ضاحكًا:
-حتي مودي قلب بابي كمان بقي أرنب.
تبسمت ساخرة وأضافت بإبانة:
-وبابي كمان هيبقي أرنب يلا بقي يا حبيبي أطلع زي الشطور ألبس السلوبت.
توقف عن الضحك وتحدث بحزم:
-أنسي يا قلبي.
وضعت يدها بخصرها وهتفت بدلال:
-يا سينو بقي عشان خاطري ده أنا حتي عاملة ليك طاجن محشي ورق ومكرونة بشاميل وفراخ بانيه كمان شايف أنا بحبك أزاي وعاملة ليك كل إلي بتحبه عشان خاطري بقي وافق مرة واحدة بس لو بتحبني.
ما كان سيوافق من الأساس لكن عندما قالت كلمتها الأخيرة حتي غمغم بحب:
-هلبسها فعلاً عشان خاطر بحبك يا قلب ياسين.
❈-❈-❈
في جو أسري كان يجلس ياسين علي الأريكة مرتدياً سلوبت مثل صفا وطفله، وتجلس صفا جواره بينما الصغير أعلي قدميها يشاهدون التلفاز بإندماج شديد حتي قاطعهم فاصل إعلاني، اعتدل ياسين في جلسته وتحدث باهتمام:
-صفا مش هنتكلم ؟
اعتدلت هي الآخري وردت بإيجاب:
-أيوة يا حبيبي هنتكلم خير ؟
آخذ نفس عميق وتدارك قائلاً:
-قدمي إستقالتك في المستشفى إلي إنتِ فيها وهترجعي شغلك في المستشفى عندنا تاني ومش كدكتورة وبس لا هتبقي رئيسة القسم.
ظلت تستمتع له حتي أنتهي من حديثه وهتفت مستفهمة:
-ممكن أعرف السبب ؟
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-سبب أيه ؟
استطردت بإيضاح:
-يعني إنتَ ليه رافض شغلي في مستشفى حكومي شايف أني كده بقلل منك ؟
حرك رأسه نافيًا وتدراك معاتبًا:
-أيه الهبل إلي بتقوليه ده لأ طبعًا بس أنا حابب تبقي شغالة في ملكك أولاً ومحدش يتحكم فيكِ يا صفا وأتمني تتقبلي وجهة نظري.
نظرت له بتردد وتسألت بحذر:
-طيب لو رفضت؟
تنهد بضيق وقال:
-هسيبك علي راحتك طبعًا بس أنا مش هبقي مرتاح ودائمًا قلقان عليكي المهم عندي راحتك فين.
تبسمت بإرتياح وعقبت بموافقة:
-موافقة بس هرجع دكتورة زي ما أنا مش رئيسة قسم زي ما بتقول وهكون زي أي دكتور سامع يا حبيبي مش عايزة أسمع في يوم من الأيام حد يقول دي كبرت بفلوس جوزها.
تبسم بحنان وقبل جبهتها:
-ربنا يوفقك يا قلبي وأنا واثق إنك هتوصلي للمكانة دي في أسرع وقت بمجهودك.
ابتعد عنها وأضاف محذرًا:
-صفا ممنوع منعًا باتًا تتعاملي مع مرضي رجالة سامعة.
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-أشمعني؟
أشتعلت الغيرة داخل قلبه ورد بإقتضاب:
-إنتِ ناسية حبينا بعض أزاي ؟
ظلت ترمقه بعدم تصديق وسرعان ما أنفجرت ضاحكة:
-أنا أصلاً حبيتك من قبل ما أشوفك يا ياسين أنت قدري أنا وافقت أعالجك وأجي هنا من البداية عشان بحبك.
رمقه بحيرة وتسأل:
-قصدك أيه مش فاهم؟
تبسمت بحب وسردت له كل شئ منذ البداية الحلم الذي راودها قبل أن تراه وردة فعلها منذ أن رأته ووقعت أسيرة في عشقه.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية