-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 58 - 2 - الأربعاء 22/1/2025

 

قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن والخمسون

2

تم النشر الأربعاء

22/1/2025





رمقتها فريدة بذهول:


-حضرتك عايزاني أقنع شريف يرمي إبنه في مدرسة داخلية؟ ده طفل يتيم يا حبيبتي يعني بدل ما حضرتك تحنني قلبي علي الطفل أني أفضل جنبه واهتم به وأعوضه عنه أمه حضرتك عايزاني أبعده عني لأ وكمان أبعده عن والده؟ حضرتك مسمعتيش  عن كفالة اليتيم ؟ أنا بجد كل يوم والتاني بتصدم في حضرتك وريحي نفسك  مش هسمح لأي حد يدخل في حياتي تاني حتي لو كان حضرتك بذات نفسك أظن أنا كبيرة كفاية وأعرف الصح من الغلط كمان يا ماما وبعد إذنك ياريت تسبيني أجهز نفسي عشان متأخرش علي شريف وزياد أصل أحنا خارجين نتغدا سوا تحبي تيجي معايا تتعرفي علي حفيدك؟ ما هو طالما هيبقي أبني أكيد هيبقي حفيدك يا ست الكل.


صاحت الآخري بغيظ:


-بجد يا فريدة ماشي براحتك اعملي زي ما إنتِ عايزة ومشي حياتك براحتك بس علي الله مترجعيش تندمي وتقولي ألحقيني يا ماما أتصرف إزاي بعد إذنك.


تركتها وغادرت الغرفة بغيظ شديد بينما ظلت فريدة تنظر في آثرها بتحسر ولأول مرة بحياتها تتمني أن يكون لها والدةً كوالدة صفا أو كوالدة ياسين ما كان وصلت حياتها إلي هذا المنحني، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.


❈-❈-❈


كانوا يسير هو وزوجته ووجه يكاد أن ينفجر من كثرة الغيظ وجواره زوجته المصون التي تتناول حلوة غزل البنات بنهم شديد يتذكر ما فعلته عندما كانوا بإحدى المولات التجارية منذ بضع دقائق فور أن رأت مكينة غزل بنات آلية ركضت تجاهها كالأطفال وهي هي تتناوله بشراسة غير عابئة به.


"غزل البنات هنا حكاية يا أمير تاخد حتة؟"


ألتفت لها أمير بغيظ وقال:


-لأ شكراً كلي إنتِ ألف هنا.


رمقته بحيرة وتسألت بسذاجة:


-مالك يا حبيبي شكلك مضايق.


رمقها بغيظ وقال:


-شكلي مضايق؟! لأ يا نور لأ يا حبيبتي أنا مش مضايق أنا هفرقع بس.


ردت بحيرة:


-هتفرقع ليه ؟


صاح بضيق:


-هفرقع ليه ؟ بجد بتسألي؟ نور هو أنا جاي أقضي شهر العسل مع مين؟


ردت باختصار:


-جاي تقضيه معايا طبعًا مش محتاجة ذكاء.


تهكم قائلاً:


-بجد ؟ طيب كويس الحمد لله إنك عارفة أنا من وقت ما جينا وأنا نقضي شهر العسل بأكل في نفسي وجنابك مش مبطلة أكل يا حبيبتي أحنا لو فضلنا كده هتخلصي علي الأكل هنا وهتحصل مجاعة في أسوان السياح مش هيلاقوا حاجة يكلوها.


رفعت كتفيها باللامبالاة:


-ما عنهم ما أكلوا هما جايين من بلدهم يأكلوا هنا؟ 


رد بغيظ:


-كمان يعني مش بس خلصتي علي الأكل هنا عايزة تضربي السياحة في مصر الصبر من عندك يارب .


وضعت آخر قطعة بغزل البنات في فمها دفعة واحدة وسط صدمة أمير الذي صاح بصدمة:


-نهار أسود أيه البوق ده يا بت أقفلي يا حبيبتي اقفلي لتبلعيني فضحتينا يا شيخة حرام عليكِ والله.


ردت بملل :


-بطل رخامة بقي ويلا نروح نتغداء.


أتسعت مقتليه بعدم تصديق:


-هو بعد كل الأكل إلي أكلتيه لسه في مكان للغداء ؟ الصبر من عندك يا يارب قدامي يا آخرة صبري قدامي.


تحركت نور أمامه وهي تحاول كبت ضحكاتها بصعوبة علي تعبيراته الحانقة.


❈-❈-❈


خرجت من باب الفيلا وهي تتهادي بخطواتها، كان يقف هو أمام سيارته وبيده طفله الصغير الذي ما أن أبصرها ركض تجاهها بتلهُف.


تبسمت هي فلأول مرة بحياتها تجد شخصًا يحبها بصدق ودون أن يطلب منه ذلك.


انحنت قليلًا حتي وصلت لمستواه وفتحت ذراعيها تتلقفه بحنان:


-زيزو حبيبي وحشتني أوي أوي إنتَ عامل إيه؟


تبسم ببراءة وقال:


-وإنتِ كمان وحشتيني أوي يا فري.


تبسمت بحب وقبلت جبينه واعتدلت في وقفتها وتمسكت في يده بحنان وتحركت تجاه السيارة، تبسم شريف بلباقة:


-طيب وبالنسبة لبابا مش وحشك ؟


تبسمت بخجل وصمتت، مما جعل الأخر يتفهم خجلها ويفتح لها باب السيارة :


-أتفضلي.


ردت بلباقة:


-شكرًا.


استقلت السيارة وما أن هم بإغلاق الباب أوقفته متسائلة بحيرة:


-طيب و زيزو؟ هيركب فين؟


رد بهدوء:


-هيركب وراء أطمني هو متعود علي كده.


حمل صغيره بحنان وفتح باب السيارة الخلفي ووضعه علي مقعده وأغلق له حزام الأمان وأغلق باب السيارة واتجه إلي مقعد القيادة واستقل السيارة وأدار عجلة القيادة وبدأ في القيادة وهو يتساءل بفضول:


-تحبي نروح فين ؟


هتفت بهدوء:


-عادي أي مكان.


تدارك مستفهمًا:


-يعني مفيش مكان في دماغك عايزة تروحيه ؟


حركت رأسها نافية:


-لأ عادي .


تبسم برجولة حتي ظهرت نوزاغه وغمزها قائلاً:


-خلاص هنروح مكان علي ذوقي وبإذن الله يعجبك.


أومأت بالإيجاب:


-تمام.


❈-❈-❈


وضعت الصغير في مهده بعد أن غفي وتحركت بخفي تُعد كوبين من الهوت شوكلت وبعدها اتجهت إلي مكتب زوجها طرقت الباب بخفة وولجت بعدها:


-هعطلك؟


رفع رأسه عن الأوراق التي يتابعها ورد مبتسمًا:


-يا باشا معاكِ كارت بلانش تعطليني براحتك بودان الأرنب إلي طلعالي بسبك دي .


تبسمت بحب وهتفت بدلال:


-السبلوبت تحفة علي فكرة بكره تتعود عليها أنا بفكر اجيب سلوبت علي شكل دوب باندا.


صاح بتلهُف:


-لأ لأ الله يباركلك كفاية أوي كده.


حول بصره تجاه ما تحمله:


-معاكِ إيه وفين مودي؟


ردت مبتسمة وهي تضع الماج الحراري الخاص به أمامه:


-ده يا سيدي هوت شوكلت أما الأستاذ مودي نام وملتقش حاجة أعملها جيت أرخم عليك.


غمز بخفة وعقب:


-أحلي رخامة يا قلب يا ياسين أقعدي واقفة ليه ؟


اتجهت إلي المقعد وجلست بخفة:


-قعدت أهو تابع إنتَ شغلك أنا مش جاية أعطلك أنا بتفرج عليكِ وبس عايزة أشوف ياسين رجل الأعمال.


رفع أذني الأرنب وتهكم ساخرًا:


-بالأرنب ده آخري أشتغل في السرك يا حياتي أه يا خوفي لو حد شافني بالمنظر ده هبقي مسخرة لسنتين قدام.


انفجرت ضاحكة وقالت:


-أنا كنت بفكر أنزل صورتنا سوا علي الانستجرام.


أتسعت عيناه بصدمة وصاح بجنون:


-لأ لأ أوعي تعمليها أنا هيبقي الترند رقم واحد في مصر كده بدل ما كنت ياسين المحمدي رجل الأعمال هبقي ياسين الأرنوب مع طبق اليوم رز وملوخية .


انفجرت ضاحكة أسفل نظرات زوجها المشتعلة الذي انفلتت ضحكته هي الآخر تباعًا ورائها.


❈-❈-❈


فتحت باب الغرفة المخصصة لزوجها الأن بعنف شديد بينما كان يجلس هو علي فراشه يتابع حديثه بهدوء شديد ولم يعطي لها بالًا من الأساس.


وقفت أمامه متخصرة وصاحت بعصبية:


-ممكن أفهم المهزلة دي هتخلص إمتي يا صفوت ؟ إحنا مش صغيرين علي لعب العيال ده؟


لم يحيد نظره عن الشاشة ورد ببرود:


-أنا مش لعب أنا بشتغل زي ما إنتِ شايفة ياريت تطلعي بره وتقفلي الباب وراكِ مش فاضي .


دبت علي الأرض بغيظ وصاحت بانفعال:


-صفوت هترجع أوضتك إمتي ؟


زفر بملل وعقب قائلاً:


-أظن أني في أوضتي ؟


استطرت بنفاذ صبر:


-صفوت إنتَ فاهم قصدي كويس هترجع لأوضتنا إمتي؟ إنتَ مش متخيل أنا شكلي بقي وحش إزاي وإنت سايبني وقاعد في أوضة لوحدك.


ارتسمت خيبة الأمل علي وجهه وتدارك ساخرًا:


-طيب يا ستي كنتِ جمليني وأضحكي عليا غدير قولي إنك عرفتي غلطك وندمانة وعايزة تصلحي إلي عملتيه لكن مع الأسف يا غدير إنتِ زي ما إنتِ متغيرتيش ولا هتغيري أطلعي بره وخدي الباب في إيدك ونهاية الكلام دي أوضتي ومش هيسبها وأن يجمعنا سقف أوضة تانية من تاني مش هيحصل عايزة تطلقي براحتك ده إلي عندي.


رمقته شذرًا وغادرت الغرفة صافعة الباب خلفها بعنف وحدث الآخر نفسه بتحسُر:


-يا خسارة يا غدير يا ألف خسارة هتفضلي زي ما إنتِ مش هتتغيري.


❈-❈-❈


كازينو علي النيل بمكان هادئ طاولة دائرية مكونة من ثلاثة مقاعد كان يجلس شريف وفريدة وزياد، كانت تتأمل المكان من حولها رغم أنه غير راقي كما اعتادت أن تذهب ولكن به شئ غريب مريح وهادئ قاطعها من وصلة تأملها صوته الرجولي الذي يبثها بالأمان الذي لا تعلم مصدره:


-نعم بتقول إيه ؟


رد مبتسمًا:


-إيه رأيك المكان حلو ولا تحبي نروح مكان تاني ؟


بحماس أجابته:


-لأ لأ مكان تاني إيه هنا حلو وهادي.


تبسم بهدوء:


-طيب كويس إنه عجبك كنت حابب أتكلم معاكِ في حاجة.


تسألت باهتمام:


-أتفضل خير ؟


نظر لها بعمق وتحدث بنبرة هادئة:


-أنا كنت حابب أكد عليكِ أني هعزم ياسين علي الفرح عندك مشكلة؟


أجابت علي سؤاله بسؤال آخر:


-ليه عايز تعزم ياسين ؟


تبسم قائلاً:


-ده مش إجابة علي سؤالي علي فكرة ده سؤال.


وضعت ساق فوق ساق وتحدثت بهدوء:


-هجاوبك علي علي سؤالك بس الآول إنتَ تجاوبني علي سؤالي الأول.


عاد بظهره واستند علي ظهر مقعده ورد بهدوء:


-ماشي يا فريدة هجاوبك علي سؤالك ياسين راجل أعمال غير أن ما بينا شغل بس كمان بينا صلة شخصية فطبيعي أعزمه ده ثانيًا أما بقي أولًا والأهم بالنسبة ليا عندي فضول أعرف هل فيه مشاعر جواكِ تجاه ياسين ولا خلاص نستيه؟


ردت بتريث:


-أولًا يا شريف ياسين صعب أنساه بس هو ماضي يعني عدا وانتهي سواء حلو أو وحش هو صفحة في حياتي وانقفلت وأنا أكيد مش هبص ورايا لأ أنا عايزة أبدأ من جديد وأديك وأدي نفسي فرصة أظن كده جاوبتك وريحتك كمان تقدر تعزم ياسين.


اتسعت ابتسامته براحة:


-علي خيرة الله خلينا نطلب الأكل.


أومأت مبتسمة:


-زي ما تحب ….


طلب شريف الطعام وتناوله في جوه من الأُلفة والمحبة والتي لآول مرة تشعر بهم فريدة علي ما يبدوا أنها تسلك الطريق الصحيح.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة