-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 59 - 2 - السبت 25/1/2025

 

قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل التاسع والخمسون

2

تم النشر السبت

25/1/2025



في صباح يوم جديد إستعدت صفا من أجل الذهاب إلي عملها فاليوم هو عودتها إلى العمل وستعود إلي مشفي زوجها بالفعل كانت تجلس صفا تنظر إلي طبقها بشرود ولم تتناول منه شيء.


نظر لها ياسين بتعجب وتسأل:


-مالك يا قلبي مش بتأكلي ليه ؟


رفعت رأسها عن طبقها وهتفت بتردد:


-أنا خايفة يا حبيبي.


قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:


-خايفة من أيه يا حبيبتي مش فاهم؟


ابتلعت ريقها بمرارة وأسترسلت بإيضاح:


-خايفة حد يتكلم عن موضوع جوازنا أو …..


قاطعها ياسين بأمر:


-خايفة من أيه ؟ صفا إنتِ كنتِ مراتي علي سنة الله ورسوله محدش يقدر يفتح بوقه وإلي يفكر يفتح بوقه أنا بقي قادر أخرسه أرفعي رأسك فوق أنتِ مش عارفة أنتِ منين و متجوزة مين؟ كله تحت رجلك يا قلب ياسين.


جذب يدها بحب واضعاً قبله رقيقة فوقها:


-متخافيش أنا في ضهرك ممكن تأكلي بقي؟


توجهت بنظراتها إلي الطعام وهتفت بإشمئزاز:


-مش قادرة أكل يا حبيبي حاسة بتعب في معدتي.


رمقها بقلق وتسأل بلهفة:


-تعبانة ازاي مالك؟ تحبي نروح للدكتور ؟


حركت رأسها نافية وعقبت بتبرير:


-مفيش داعي يا حبيبي الجو برد وشكلي أخدت دور بارد لو تعبت هروح  هكشف أطمئن.


رفع يده محذراً وأضاف:


-صفا لو هتروحي لحد يبقي دكتورة مش دكتورة سامعة مفيش جنس راجل يقرب منك سامعة ؟


ظلت تنظر له بصدمة وسرعان ما انفجرت ضاحكة:


-حبيبي مش للدرجة دي يعني؟


رد بحزم:


-لأ أنا راجل غيور يا صفا وإنتِ ملكية خاصة ليا وبس يا قلب حبيبك يا أما بلاها شغل أحسن.


تنهدت بقلة حيلة وقالت:


-لا وعلي أيه موافقة يا حبيبي يلا هطلع أجيب حاجة مودي نوصلها عند جدته ونطمئن عليه بإذن الله.


أومأ بتفهم وقال:


-السواق هيبقي واقف تحت مستنيك يا قلبي عشان وإنتِ راجعة.


حركت رأسها بإيجاب وردت:


-تمام يا حبيبي.


❈-❈-❈


كان يستقل المقعد الخلفي بالسيارة وعلي شفتيه إبتسامة عريضة يشعر بإنتشاء فاليوم سيري تلك الدخيلة وهي أضحوكة  فقد قرر أن يخبر الجميع بحقيقة زواج صفا وياسين ولكن بطريقته هو كيف تظاهرت الطبيبة الحسناء في شخصية ممرضة وألقت شباكها فوق ياسين الذي تزوجها فلا أحد يعلم من الأساس أن صفا كانت تتظاهر أنها ممرضة سوي دكتور عصام ونور فقط الباقي كان لا يعلم أين كانت هي أو ما سر اجازتها وسهل عليه الأمر وجود كاميرات في الحديقة وفي الفيلا من الداخل وكذلك الفيديو الذي طرد ياسين فيه صفا كل هذا سيعرض اليوم ويكشف الوجه الآخر لزملائها من المؤكد بعد تلك الفضيحة ستطلب الطلاق من ياسين لتحفظ ما تبقي من ماء وجهها.



ألتفت جسار إلي سيده وتحدث بحيرة:


-يا باشا ليه حضرتك مُصر تروح بنفسك ما كنت هبعت حد يودي الفيديوهات ويظبط الدنيا بدل ما يتعرف أن حضرتك وراء الموضوع ده ؟ وبعدين إحنا رايحين المستشفى ليه ؟


أجاب ببرود:


-رايحين المستشفى عشان هنتفرج علي الحثالة دي وهي فضيحتها علي كل لسان الفيديو مش هيبقي علي تليفونات الدكاترة يا خفيف لأ ده هيبقي علي شاشة العرض وهي داخلة المستشفي وأحنا بقي هنبقي قاعدين في العربية نتابع بصمت.


رمقه بفخر وتدراك قائلاً:


-أستاذ ورئيس قسم يا باشا.


صاح الآخر بجنون:


-في عربية قدامك حاسب.


نظر الآخر إلي السائق جواره بلهفة والذي كان يحاول أن يقوم بإيقاف السيارة مرة واحدة حتي لا تصطدم بسيارة النقل التي أمامه لكن السيارة لا يوجد بها فرامل مما جعله يصيح بذعر:


-العربية مفيهاش فرامل يا أحمد باشا.


انتفض أحمد بذعر وحاول فتح باب السيارة كي يقفز منها، ولكن سبق السيف العزل واصطدم بالسيارة صدمة قوية ومع سرعة سيارته أدت إلي إنقلاب السيارة بهم.


❈-❈-❈


أمام المستشفى في سيارة مفيمة كان يجلس بداخل رجلين من رجال أحمد كي يقوموا ببث الفيديو علي الشاشات لحظة وصول سيدهم، ولكن الصدمة كانت من نصيبهم عندما جاء إتصال اليهم من سيارة الحراسة التي تتبع أحمد بانقلاب السيارة به هو وجسار وأنهم بطريقة إلي المشفي.


وصلت سيارة الإسعاف التي تقل أحمد وجسار تزامناً مع وصول ياسين وصفا إلي المشفي.


توقف ياسين كي يسمع لسيارة الإسعاف أن تمر وهو يشعر بقبضة في قلبه لا يعلم سببها.


ضغطت صفا علي يده بحنان وتسألت:


-مالك يا حبيبي في أيه ؟


نظر لها بحنان ورد:


-مفيش حاجة قلبي انقبض فجأة أنزلي إنتِ يلا هركن وأنزل.


أومأت بإيجاب وما كادت أن تهبط من السيارة إلا واقترب منهم إحدي الحراس الخاصين بأحمد وتحدث بلهفة:


-ألحقنا يا ياسين باشا أحمد باشا وجسار العربية أتقلبت بيهم.


انخلع قلبه من بين ضلوعه وتحدث بنبرة مهزوزة:


-بابا.


نظرت صفا إلي الحارس وتسألت بلهفة:


-هما إلي في عربية الإسعاف دي؟


رد بإيجاب:


-أيوة.


توجهت بنظراتها إلي زوجها تحثه أن يفيق:


-ياسين لازم ننزل يا حبيبي أن شاء الله يبقي كويس.


رمقها بتوهان:


-ها.


أشفقت عليه وتحدثت بحنان:


-يلا يا حبيبي أنزل.


هبطت من  السيارة واتجهت إلي باب السيارة الآخر وساعدته أن يهبط وتحركوا سويًا وهو يسير جوارها كالطفل التائهة والحارس يسير خلفهم، استعلمت صفا عن مكان أحمد والسائق وجسار واتجهوا إلي المكان المنشود، أمام غرفة الإستقبال ولكن لم يدوم انتظارهم طويلاً عندما خرج الطبيب ركضت صفا تجاهه بلهفة وتسألت:


-خير يا دكتور أيه إلي حصل ؟


رد الطبيب بحذر وهو يبدل نظراته بينها وبين ياسين :


-سواق العربية توفي وإلي كان جنبه كمان توفي قبل ما يوصلوا أحم وأحمد باشا حالته خطر هو دخل دلوقتي العمليات بعد إذنكم.


تهاوي ياسين بجسده أرضاً دافنًا وجهه بين كفيه وتساقطت دموعه دون شعور منه.


اقتربت صفا منه وأنحنت بجسدها وحثته أن ينهض بحنان:


-اهدي يا حبيبي أن شاء الله هيبقي كويس قوم يا حبيبي قوم.


ساعدته أن ينهض وجلس علي المقعد وأخرجت هي هاتفها وهاتفت والدتها ووالدة ياسين.


بعد ساعة كان المكان مزدحم وهم يجلسون أمام غرفة العمليات جميعًا في حالة من الترقب ياسين يجلس صامتاً دموعه فقط تسيل فوق وجنتيه وصفا تجلس جواره تربت علي ظهره بحنان، بينما علي المقعد المقابل كانت تجلس سلوي تبكي هي الآخري علي ما حل بزوجها وشريك حياتها رغم ما حدث بينهم فسيظل حبيبها الأول والأخير، وإلي جوارها تجلس والدة صفا والصغير بين أحضانها ومن الجهة الآخري تجلس عايدة والدة نور وجوارها عزمي زوجها.


خرج الطبيب من غرفة العمليات وجهه لا يبشر بالخير نهض الجميع وتسألت صفا بحذر:


-خير يا دكتور ؟


نظر لها الطبيب بأسف وقال:


-مع الأسف الحالة متأخرة يا دكتورة صفا نزيف في المخ وكسر في قاع الجمجمة غير رضوض في باقي أعضاء الجسم أحنا عملنا إلي علينا بس هو حاليًا بين ايدين ربنا هو في غرفة الرعاية المركزة حاليًا لو حابين تدخلوا تشوفوه بس بعد إذنكم.


غادر الطبيب وأرتفع صوت بكاء سلوي ولكن ياسين تحدث بصلابة:


-عايز أشوفه يا صفا.


أومأت بإيجاب وهتفت بحزن:


-حاضر يا حبيبي تعالي.


أوقفتهم سلوي بحزن:


-أنا جاية معاكم.


❈-❈-❈


قادتهم صفا إلي غرفة الرعاية المركزة ودلفوا إلي الداخل وهنا كانت الصدمة التي وقعت علي قلوبهم، وهي رؤية أحمد في هذه الحالة المذرية، جسد متهالك لا يوجد مكان واحد بوجهه لا يوجد به جراح أسلاك عديدة موصلة بسائر جسده، أكياس دماء تسري داخل أوردته.


وضعت سلوي يدها على فمها تكتم شهقاتها بينما اعتصر قلب ياسين وهو يري والده في هذه الحالة.


اقتربوا منه ووقف ياسين جوراه ورفع يده يقلبها بقلب منفطر وعينين اختفي لونها وتحول إلي لون الدماء:


-بابا فوق يا حبيبي خليك جنبي متسبنيش يا حبيبي.


فتح الآخر عينيه بضعف وتحدث بصوت متحشرج وهو يحاول أن ينظر إلي ياسين وصفا وسلوي:


-سا….مح…وني… دمر..ت ..حي.ا.تك..م..صف.ا بت..حب.ك..يا ي..اس.ين..وسا..محن..ي .. أنا…إلي.. ك.نت الس..ب.ب… في الحا.دثة بتا..عتك ك.نت عا.يز أمن.عك تيج.ي كت.ب الكت.اب بس والله ما ك.نت أعر..ف أنه هي.بو.ظ العر..بية والنه.اردة. كن..ت جاي… أنز..ل فيد..يو… طر..دك…. لصف..ا وأفض ..حها س.امح.يني يا بن.تي… سا..محي..ني يا سل.وي أنا بح.بك سا..محوني كل.كم أنهي آخر كلماته وهو يزرف آخر أنفاسه وصعدت الروح إلي بارئها بكل خيراً فعلته كان أو شراً كان…..


❈-❈-❈


جحظت عين ياسين بصدمة وهو يقترب من والده يهزه برفق:


-بابا إنتَ نمت صح ؟ بابا رد عليا.


اقتربت صفا من زوجها بحزن تحثه علي الخروج:


-اهدي يا حبيبي ربنا يرحمه تعالي نخرج.


ألتفت لها مرددًا بصدمة:


-بابا عايش يا صفا صح ؟ هو بس نايم أو دخل غيبوبة ؟


رمقته بإشفاق و دمعت عيناها علي حالته:


-حبيبي متعملش في نفسك كده وتعالي معايا.


تحرك معاه كالطفل الصغير وغادروا الغرفة بينما اقتربت سلوي من أحمد والدموع تغرق مقلتيها واقتربت منه بقلب منفطر:


-خلاص يا أحمد ؟ إنتَ موت سبتني ؟ خلاص مش هشوفك تاني ؟ أحنا أه كنا هنطلق بس كنت هتبقي مطمنة عشان إنتَ كويس لكن خلاص سبتني وروحت لله الأمر من قبل ومن بعد إنا لله و إنا إليه راجعون.


رفعت يدها قبلتها بحزن شديد وكذلك قبلت جبهته وبعدها رفعت الغطاء علي وجهه وتحركت إلي الخارج بحزن وإنكسار.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة