رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 61 - 2 - الإثنين 27/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الواحد والستون
2
تم النشر الإثنين
27/1/2025
هبطت من الأعلى بخيبة أمل وجلست برفقتهم مرة آخري.
تسأل أمير بتلهف:
-هو لسه نايم يا صفا؟
حركت رأسها نافية وعقبت قائلة:
-لأ صاحي يا أمير بس مش راضي يأكل ولا عايز يشوف حد.
تنهد بضيق:
-أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ربنا يهديك يا ياسين ويخفف عنك يارب.
أمن الجميع على دعائه.
عادت نور وجلست برفقتهم مرة آخري، رمقها زوجها شذرًا ولم يتحدث.
رنين جرس الباب جعل الجميع ينتبه نهض أمير وتحدث وهو متجه إلى الباب كي يفتحه تفاجئ بشخص لا يعرفه.
عرف الآخر نفسه باحترام:
-أنا جاسر النعماني وكيل النائب العام.
رحب أمير به علي الفور:
-أهلًا بحضرتك أتفضل.
رد جاسر بأدب وعينيه لا تحيد الأرض:
-أهلًا بيك البقاء لله وأسف جدًا إني جيت من غير ميعاد.
أشار له أن يدلف وتحدث بنبرة هادئة:
-لأ طبعًا أتفضل حضرتك مفيش داعي للأسف.
نهض النساء وتقدم منهم جاسر قدم التعازي وجلس بعدها وتحدث بنبرة هادئة:
-هو حضرتك ياسين بيه ؟
حرك رأسه نافيًا وتدارك بإبانة:
-لأ أنا أمير ابن خالته.
أومأ بتفهم واستطرد مستفهمًا:
-طيب ياسين باشا موجود ؟ محتاج أقدم ليه التعازي وفي موضوع مهم بخصوص الحادثة بتاع أحمد بيه.
أومأ أمير بتفهم وأشار إلي صفا:
-دكتورة صفا نادي ياسين لو سمحتي.
نهضت باحترام:
-حاضر.
كانت تنظر نور إلي جاسر بإمعان فملامح وجهه تتشابه عليها وكذلك لقب العائلة إنتبهت لها والدة صفا التي زجرتها بعينها أن زوجها انتبه لها وينظر لها نظرات تقطر شرًا ولكن لن تحيد بصرها أو تصمت وتسألت بفضول:
-معلش إستفسار صغير هو دكتور بيجاد النعماني يقرب لحضرتك ؟
تبسم بهدوء وقال:
-أيوة دكتور بيجاد أخويا الكبير.
اتسعت ابتسامتها بسعادة:
-بجد فرصة سعيدة أوي رغم إني زعلانة منه عشان مقدرش يحضر فرحي.
رمقها جاسر باستنكار فعن أي زفاف تتحدث وهم بحالة وفاة فتحدث بحرج:
-هو كان في الصعيد الفترة إلي فاتت.
أومأت بتفهم وهتفت بحماس:
-تمام حضرتك متنساش تبعت سلامي ليه أقوله دكتورة نور عزمي بس.
رد باختصار:
-حاضر.
اقترب أمير من أذن زوجته وهتف بفحيح:
-قومي اطلعي فوق عند الولد ومتنزليش دلوقتي خالص سامعة ؟
زفرت بملل وهتفت بهمس مماثل:
-هو أنا عملت إيه يعني معصبك مني أوي كده ؟
رمقها شذرًا وتحدث محذرًا:
-بعدين يا نور بعدين قومي يلا أحسن ليكِ.
زفرت بضيق ونهضت علي مضض واستأذنت وغادرت.
وكذلك نهضت هنا التي تساءلت بهدوء:
-تحب تشرب إيه يا أبني؟
رد مبتسمًا:
-لأ ولا أي حاجة يا أمي تسلمي.
تجاهلت رفضه وهتفت بإصرار:
-لأ يا أبني لازم تشرب حاجة ميصحش.
تنهد بقلة حيلة وقال:
-لو لازم يبقى فنجان قهوة سادة.
أومأت بتفهم:
-حاضر يا أبني من عينيا.
❈-❈-❈
فتحت باب الغرفة فتنهد بإستياء وقال:
-عايزة إيه يا صفا مش قولتلك حابب أبقي لوحدي؟
رمقته بعتاب وغمغمت بحزن:
-وكيل النيابة تحت وعايز يقابلك.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-عايزني ليه ؟
رفعت كتفيها باللامبالاة وردت باختصار:
-معرفش بس طالب يقابلك شخصيًا.
نهض علي مضض وقال:
-تمام هاخد شور سريع أفوق جهزي هدومي لو سمحتي.
أومأت بإيجاب:
-حاضر.
بعد فترة قصيرة كان يهبط ياسين الدرج بمفرده بعد أن رفض أن تهبط صفا إلي الأسفل مرة آخري طالما هناك شخص غريب بالأسفل اقترب جاسر من الذي نهض علي الفور مرحبًا به:
-أهلًا ياسين بيه البقاء لله.
رد ياسين بهدوء:
-سبحان من له الدوام .
أشار له أن يجلس مرة آخري وجلس ياسين في المقعد المقابل.
آخذ جاسر نفس عميق وتحدث بنبرة هادئة:
-أسف طبعًا إني جيت دون استئذان وحابب أتكلم مع حضرتك في موضوع مهم خاص بحادثة أحمد بيه.
تسأل ياسين باهتمام:
-خير في إيه هي مش حادثة عادية ؟
حرك رأسه بنفي وعقب بإيضاح:
-بعد تقرير المعمل الجنائي أوضح أن فرامل العربية كانت مقطوعة.
اتسعت عين ياسين بعدم تصديق:
-الفرامل مقطوعة ؟ قصد حضرتك أن الحادثة كانت بفعل فاعل ؟
أومأ بإيجاب:
-أيوة العربية لو كان فيها فرامل مثلًا كان قدر يفرمل قبل ما يحصل الصدام.
حرك ياسين رأسه بعدم تصديق:
-أنا بجد مصدوم مش قادر أصدق مين أصلًا يفكر يقتل بابا؟
أجابه أمير بحيرة:
-يمكن هو نفس الشخص الي قطع فرامل عربيتك قبل كده ؟
ابتلع أمير ريقه بمرارة:
-لأ معتقدش .
تسأل جاسر باهتمام:
-طيب حضرتك شاكك في شخص معين مثلًا؟ أحمد بيه كان ليه أعداء ؟
حرك رأسه نافيًا:
-لأ معتقدش.
أومأ جاسر بتفهم:
-تمام يا ياسين باشا أنا حبيت أعرفكم بنفسي وعلي العموم تحريات النيابة شغالة لو فيه جديد هبلغكم بعد إذنكم .
نهض ياسين وأمير ودعوه وأوصله أمير إلي الباب وعاد بعدها.
أغمضت سلوي عيناها بحزن:
-لله الأمر من قبل ومن بعد يا تري مين ممكن يفكر يقتل أحمد بس أنا مش فاهمة ؟
اجابتها هناء بحزن:
-ولاد الحرام كتير.
عاد أمير وجلس مرة آخري وتسأل بحيرة:
-إنتَ ليه قولت إنه لأ مش ممكن إلي قطع فرامل عربيتك هو نفسه إلي قطع فرامل عربية عمو أحمد؟
رد ياسين بمرارة:
-لأن بابا إلي كان وراء قطع فرامل عربيتي.
اتسعت عين أمير بعدم تصديق:
-بجد ؟! يعني نور كان عندها حق لما قالت إنه هو إلي عمل كده عشان يعطل كتب الكتاب.
مسح ياسين علي وجهه بضيق وتحدث بنبرة حادة:
-أمير خد بالك الكلام ده ما بينا بلاش مراتك تعرفه ممكن ؟
رمقه أمير بعتاب ورد:
-أطمئن يا إبن خالتي عيب عليك.
نهض ياسين وتحدث بإقتضاب:
-أنا طالع أوضتي بعد إذنكم.
غادر ياسين وحولت سلوي بصرها إلي أمير وغمغمت باعتذار:
-حقك عليا يا أبني متزعلش من ياسين إنت شايف وضعه عامل إزاي.
أومأ بتفهم وقال:
-استحالة أزعل من ياسين يا خالتو.
❈-❈-❈
كانت تجلس نور علي الفراش تداعب الصغير بمرح:
-يا ختي كميلة قمر قمر إنتَ عيبك الوحيد إنك شبه أبوك بس مش عارفة مطلعتش شبه أمك ليه ؟
حولت بصرها تجاه صفا وتساءلت بحيرة:
-مالك يا صفا سرحانة في إيه؟
ردت بهدوء:
-مفيش حاجة كنتِ بتقولي حاجة ؟
أجابتها نور بإصرار:
-سيبك من أنا كنت بقول إيه قوليلي مالك بقي ؟ أصل أكيد مش زعلان علي المخفي حماكِ ده.
رمقتها الآخري شذرًا وهتفت موبخة:
-بطلي هبل يا نور إيه الكلام إلي بتقوليه ده ؟ بدل ما تقولي ربنا يرحمه.
استنكرت نور حديثها:
-يرحمه مين هتلاقيه بيتشوي من أعماله السودة.
صاحت صفا بنفاذ صبر:
-نور بس الموضوع ده مش هزار ربنا يرحمه وبس وإذا كان علي إلي عمله فيا أنا مسامحة يا ستي في حقي اطلعي إنتِ منها بقي وبلاش تقولي الكلام ده تاني لأن لو ياسين أو أمير سمعوا إنتِ إلي هتندمي علي ده.
زفرت بملل وقالت:
-نفسي أفهم في إيه؟ هو إنتوا إيه بجد من عالم آخر؟! ما علينا عارفة جاسر ده يبقي مين ؟
ردت صفا بنفاذ صبر:
-وكيل نيابة هيطلع مين يعني جبتي التائه ؟
أومأت بإيجاب:
-أيوة ده يبقي أخو دكتور بيجاد.
جعدت صفا ما بين حاجبيها واستفسرت:
-وإنتِ عرفتي منين؟
ردت بتلقائية:
-من الشبه إلي بينهم غير إني سألته.
صمت صمت صمت وفجأة صاحت صفا بتوبيخ:
-نور إنتِ اتجننتي بجد ؟ قاعدة تبحلقي في الراجل إنتِ مجنونة ؟ لأ وكمان تسأليه ؟ وكل ده قدام أمير؟
أجابت ببساطة:
-أيوة وفيها إيه؟
ضربت صفا كف بكف وتسألت:
-لحظة واحدة إنتِ طلعتي ليه؟ أمير إلي قال ليكِ تطلعي صح؟
حركت رأسها بإيجاب:
-أيوة بس بتسألي ليه؟
رمقتها صفا شذرًا:
-نور إنتِ بجد مش بتتعملي صح؟ إنتِ كده هتخسري أمير خدي بالك.
قلبت عينيها بضجر وتداركت مستفهمة:
-وأنا عملت إيه بقي غلط معلش ؟
ضيقت عيناها واستفسرت بعدم تصديق:
-بجد يا نور ؟ بتتكلمي جد مش عارفة غلطي في إيه؟ نور أولًا حرام شرعًا تبصي لراجل غريب مش من محارمك وتفضلي تبحلقي فيه ده أولًا ثانيًا والأهم لازم تحرمي جوزك ثالثًا بردوا ميصحش تتكلمي مع راجل غريب متعرفهوش قدام جوزك وأعتقد أمير زعل وعشان كده طلعك فوق حابه أنبهك من دلوقتي أن أمير مش هيعدي الموقف لما ترجعوا بيتكم وياريت يا مدام نور تعقلي كده ولما يتكلم معاكِ بلاش تقاوحي لأنك غلطانة.
ردت نور بعند:
-لأ مش غلطانة يا صفا أنت معملتش حاجة غلط وأظن إني مش صغيرة وأعرف الصح من الغلط.
حركت رأسها يمينًا ويسارًا وهتفت بنفاذ صبر:
-براحتك يا نور براحتك.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية