رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 64 - 2 - الخميس 30/1/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الرابع والستون
2
تم النشر الخميس
30/1/2025
نهض أخيرًا وتحدث براحة:
-كده النفوس هديت اتكلموا مع بعض بالهداوة ماشي؟
أومأ أمير بتفهم:
-ماشي يا عمي أطمئن.
ألتفت إلي ابنته واسترسل بإيضاح:
-أنا وأمك طول سنين جوازنا وخلافتنا إلي حصلت علي مدار السنين عمرها ما فكرت تسيب بيتها ولا حتي تعرف حد من أهلها أن فيه خلاف بينا يا بنتي أتمني تتعلمي الدرس مهما يحصل ما بينك وما بين جوزك جوه شقتكم وبابكم مقفول عليكم ومفيش مخلوق يعرف سيركم سمعاني يا نور؟
أومأت بإيجاب:
أيوة يا بابا سامعة حضرتك.
تنهد بإرتياح:
-يلا سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نهض أمير ودعه و أوصله إلي الباب الشقة، أغلق الباب خلفه وعاد إلي مقعده المقابل لنور وتحدث بنبرة حادة:
-ممكن أفهم سيبتي البيت ليه؟
ردت بإستياء:
-مش إنتَ إلي قُولت إننا هنطلق؟ حبيت أرفع عنك الحرج.
مَسح علي وجهه عدة مرات وتحدث بنبرة هادئة:
-طيب الكلام طلع وقت عصبية يا نور ده أولاً ثانيًا بقي آول وآخر مرة تسيبي بيتك وتغضبي دي تاني.
ردت بضيق:
-شدي تاني مرة أغضب فيها وكل مرة يرجعوني.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-تاني مرة ؟! هو إنتِ غضبتي إمتي تاني؟
ببساطة أجابته:
-النهاردة الضهر وماما رجعتني مكنش بابا موجود.
تهكم قائلاً:
-اه فقولتي حضرتك بقي أغضب مرة كمان بالليل وبابا موجود صح ؟ عشان ميزعلش أشمعني أغضب لماما ومغضبش لبابا.
رمقته بضيق وتسألت:
-إنتَ بتهزر صح؟
رد بتهكم:
-أكيد مش بتكلم جد يعني يا ست نور .
أخذ نفس عميق وأكمل بهدوء:
-نور أنا تعبت بجد والله العظيم تعبت مش قادر أفهمك ولا أفهم إنتِ عايزة إيه ؟! يعني بتحبيني ولا لأ ؟ إجابة السؤال ده بتخلص حياتنا كلها أتمني تجاوبي عليه وبصراحة يا نور إنتِ أتجوزتيني ليه؟
ردت بهدوء:
-لو مكنتش بحبك مكنتش هتجوزك أكيد يا أمير.
تنهد بإرتياح وعقب متسائلاً:
-حلو أوي كده قطعنا نص المسافة وهندخل علي النص التاني إلي هو الأساسيات وإلي قبل من اطلبها منك ده شرع ربنا وأمور دينك علي فكرة يعني مش بفرض رأي عليكِ أو برغمك علي حاجة زي ما إنتِ متخيلة أكمل ولا الكلام مش عاجبك ؟
ردت بهدوء:
-كمل.
استطرد بإيضاح:
-أولًا مفيش خروج من البيت لأي مكان من غير إذني أكيد مش همنعك تروحي أي مكان بس لازم أعرف هتروحي فين أو هتيجي منين ثانيًا والأهم يبقي فيه تحفظ في كلامك مع الرجالة بلاش التلقائية بتاعتك يا نور لأن أولًا غلط وثانيًا هتتفهم غلط يا نور وصلت؟ ثالثًا بقي والأهم أي خلاف يحصل يبقي ما بينا أحنا الأتنين وجوه بيتنا إن شاء الله نتخاصم شهر كامل ولا شهرين بردوا محدش يعرف عنا حاجة وبلاش تعاندي معايا عشان مجرد عند وبس أنا بحبك يا نور وأي رد فعل مني ناتج عن حبي وخوفي عليكِ أتمني تفهمي ده يا بنت الناس ده إلي حابب أقوله أما بقي بالنسبة لكلامك إلي قولتيه ليا النهاردة هعتبر نفسي مسمعتوش بس لو طلع منك مرة تانية وقتها هتبقي بره حياتي فعلًا يا دكتورة أنا قولت إلي عندي كلامي في مشكلة ؟
أجابته بهدوء:
-لأ كلامك صح وهمشي به.
تنهد بإرتياح وعقب قائلاً:
-أيوة كده ربنا يرضي عنك يا رب ويهديكِ يا نور.
❈-❈-❈
مرت أيام العزاء، وتلاها أسبوعين كاملين مروا علي الجميع بحزن شديد خاصة علي ياسين منذ وفاة والده أمام عينه وما أستمع منه من حقائق لا يتحدث مع أحد، وأيضًا ما زاد حزنه إغلاق ملف الحادث بعد فشل التحريات في التوصل إلى من قام بقطع الفرامل الخاصة بسيارة أحمد المحمدي، هو ياسين منذ انتهاء الثلاثة أيام الخاصة بالعزاء وهو يجلس بغرفته لا يخرج لا يري أحد حتي الطعام والشراب يكون بعد إصرار من صفا.
فتحت باب الغرفة وجدته جالساً علي الفراش شاردًا كعادته وضعت صينية الطعام فوق الطاولة واتجهت إلي الشرفة كي تفتحها لكن أوقفها بصوت مقتضب:
-خليها مقفولة يا صفا.
ألتفت له وهتفت بعند:
-لأ هفتحها يا ياسين إنتَ من تالت يوم العزاء وأنت حابس نفسك في الأوضة ولا بتكلم حد ولا عايز تشوف حد حتي إبنك خلتني أروح بيه أوضة تانية والأكل والشرب بتأكل بالغصب فهمني هتفضل في حالتك دي لأمتي ؟ ماما سلوي كمان نفسيتها تعبانة والمفروض تبقي جنبها.
آخذ نفس عميق وتحدث بمرارة:
-صفا أنا مش قادر بجد أتخطي إلي حصل عشان أقدر أبقي جنب ماما أنا تعبان يا صفا تعبان.
تركت ما بيدها وجلست أمامه وتسألت باهتمام:
-مالك بس يا حبيبي أنا عارفة أن موت عمي مأثر عليك بس مش ده بس صح؟ ياسين أنا مسمحاه أطمئن يا حبيبي لو ده إلي قلقك أنا مسمحاه وماما وماما سلوي كمان مسمحينه هو دلوقتي بين إيد ربنا يا حبيبي .
دمعت عيناه وتحدث بآلم:
-صفا أنا كنت هموت بسبب بابا هو مش بس دمر حياتي ده حاول يقتلني عشان منكتبش الكتاب هو ليه كده مش فاهم ؟
آخذت نفس عميق وتحدثت بصبر:
-ياسين حبيبي هو فاكر أنه كده بيعمل لمصلحتك يا ياسين وهو أكيد كان في دماغه يوفقك مش يموتك والدك كان بيحبك جداً وكمان بيحب مودي ياسين أنسي يا حبيبي وسامحه وأدعي ليه بالرحمة ده إلي محتاجة منك يا حبيبي وأنا محتاجة ليك وماما سلوي ومودي وماما كمان أحنا ملناش غيرك أنت السند والضهر يا حبيبي بعد ربنا لينا هتخذلنا وتفضل مع نفسك كده ؟ طيب مودي مش وحشك وعايز تلعب معاه طيب وأنا مش وحشتك هناك عليك تنام بعيد عن حضني أسبوعين يا قاسي ؟
رد بهدوء:
-حاضر يا صفا بس لو سمحتي سبيني دلوقتي عايز أنام.
هتفت برجاء:
-طيب ممكن أفضل جنبك يا حبيبي مش هعمل صوت هنام أنا كمان في حضنك.
تبسم بحب كدعوة صريحة منه لها تقبلتها هي علي الفور وتمددت جواره علي الفراش، وغفو سويًا هاربين من كل ما يؤرق قلبهم.
❈-❈-❈
انتهت جولتهم بجزر المالديف وعادوا إلي أرض الوطن بسلام وأمان، وصلوا إلي الفيلا الخاصة بهم والتي أُختيرا كل شيء بها بناءً علي ذوق فريدة؛ بعد أن استراحوا عدة ساعات استيقظ شريف من غفوته وبدل ملابسه ووقف أمام المرآة يهندم حاله.
تململت تلك الغافية بنومتها وفتحت عيناها بنُعاس وتساءلت باهتمام:
-هي الساعة كام ؟
نظر إلي إنعكاس صورتها في المرآة وأجاب:
-الساعة ٨ يا فريدة.
اعتدلت بوهن وهي تفرك رأسها بآلم:
-ياه احنا نمنا خمس ساعات!!
رد بهدوء:
-السفر كان طويل ومتعب.
أومأت بتفهم وتساءلت بحيرة:
-إنتَ خارج ولا إيه ؟
حرك رأسه بإيجاب وقال:
-أيوة هروح الآول أعزي ياسين المحمدي وبعدين هروح أجيب زياد.
نظرت له بتردد وتسألت بحذر:
-ينفع أجي معاك العزاء؟
ترك ما بيده وألتفت لها وتسأل بفضول:
-عايزة تروحي تعزي ليه؟
رد بحيرة:
-يعني إيه هعزي ليه؟ هعزي عادي واحد اتوفي راحة مع جوزي أعزي فيه إيه المشكلة ؟
تبسم بهدوء وعقب قائلاً:
-يعني إنتِ جاية معايا تعزي بصفتك فريدة مرات شريف نصار مش فريدة طليقة ياسين المحمدي ؟
تفهمت مغزي حديثه وأجابت بثقة:
-زي ما قُولت ليكَ راحة أعزيِ مع جوزي وأظن ده الطبيعي من هنا ورايح سواء فرح أو عزاء طبيعي أبقي معاك.
أومأ بتفهم وقال:
-تمام يا فريدة قومي أجهزي عشان منتأخرش ونروح نجيب زياد.
نهضت بهدوء وردت:
-حاضر.
تحدث بحزم:
-ياريت تلبسي حاجة محتشمة يا فريدة أظن سايبك تاخدي خطوة الحجاب بنفسك لكن اللبس مش هسمح تلبسي لبسك القديم ده تاني.
أومأت بإيجاب:
-حاضر يا شريف.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيدالقاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية